أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمياي عبد المجيد - المثقف والاسئلة المقلقة .














المزيد.....

المثقف والاسئلة المقلقة .


أمياي عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1 - 10:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



لعل مجمل ما يجب أن يخص للمراجعة والتفكير فيه بجدية خصوصا في هذه الفترة التي نتهم فيها بالجمود المعرفي، هو هذا الجانب الدقيق من المسالة الثقافية في حياتنا، والمثقف بالخصوص بصفته النائب الأقرب من غيره إلى تمثلات التراكمات المتعاقبة للإنتاجية الإنسانية الثقافية ، أو ما يسمى" بتخليد الإنسان" ، فهل نستطيع أن نجزم بان مثقفنا استطاع أن يخلد إنسانيته بشكل دقيق يقوم على قوة هذا التصور للتخليد ؟ وإذا كان الأمر كذلك فكيف يمكن تفسير واقع الثقافة والتراجع المستمر لقوة عقل هذا المثقف المتجلية بالأساس كأنماط روتينية مملة إلى درجة الرفض، ولماذا اكتسب مثقفنا صفة الكسل ؟! هل هو حقا مثقف كسول لا يحب الاجتهاد؟ أم أن إلحاحه على الاستكانة وتهذيب النفس له دلالة المستريح من حرب فكرية طاحنة جرت أحداثها منذ قرون، وبالتالي بعد اكتشاف ربما هزيمته أمام التيار الجارف الذي تخطاه بسنوات عديدة فضل الصمت بدل المجازفة باقتراف جريمة اسمها التجديد والاستدراك ؟!
إنها بالفعل أسئلة مصيرية تحوم حول الذات المثقفة دون أن نلمس بصيص أمل يؤشر على النهوض بثقافتنا باستثناء بعض المحاولات الفردية التي يشهد لها التاريخ وان كانت للأسف هي محاولات لا تتلقى ما يجب أن تتلقاه من رعاية وأخذها على أساس التعامل، والاستغلال الايجابي بل الأكثر من ذلك هناك أطراف تسعى دائما إلى وأد أي محاولة من هذا النوع .
بين التجديد والتكرار
لعل أبرز ما يتفاعل معه المتفحص ولو بجهد قليل للوضع العام لثقافتنا ، يلاحظ نوعا من التكرار في طرح القضايا وان تغيرت الأساليب التي تصاغ بها مسودات هذه القضايا، والأكثر من ذلك هناك تراجع حتى في أسلوب التكرار هذا ، بمعنى أن المكرر لا يناقش على أساس تنويع الأفكار وإنما إخضاعها لنمطية مقيتة تبعث عن التشاؤم . وفي وسعنا أن نتصور حجم الحيف الذي ستؤدي إليه هذه العشوائية ن وحتى أن البعض كان يعتبر هذا الإسهال في تكرار المواضيع رافدا من روافد تعميق النقاش ، ولكن الواقع يبين عكس ذلك تماما، وهذا يدفعنا إلى التساؤل عن ما قدمه المثقف العربي بشكل خاص لتحديد الأسلوب والمنهجية التي يستجيب بها للقضايا التي نطلق عليها صفة المصيرية . وما جدوى أن نعيد تكرار المعالجة على نسق النمطية التي سبق الإشارة إليها إن لم تقدنا إلى صياغة أرضية جديدة، ومغايرة وان كانت على الأقل محايثة للأرضية السابقة ؟ بلا شك هذا يحيلنا إلى حقيقة واحدة هي تتلخص في استمرارية التخبط في التأويل والطرح .
رداءة الإنتاج
قد تكون الأولوية التي يوليها الناقد إلى إصدار أحكامه بخصوص الإبداع هو جودة المطروح، وتكيفه مع النص على أساس إعادة الصياغة وتبرير الحكم الذي يصدره، وهذه خاصية العمل النقدي الذي يجدي الفهم ويطرح القضايا على أساس معرفة حجم المسؤولية . بيد أن تردي الإنتاج يبعث عن أكثر من تساؤل ولا شيء يحيل في ذلك على أن النقد في العقود الثلاثة الماضية انه أفضى إلى شيء عملي . وفي حوار أجريته مع الشاعر والكاتب السوري الدكتور محمد شادي كسكين العام الماضي كان من ضمن الأسئلة التي وجهتها إليه سؤال يتعلق بحالة الإبداع وتراجع المعارك الفكرية في الوطن العربي وكان جوابه على السؤال معبرا لحد انه لخص في إيجاز عوامل التي تساهم في الإنتاج المتردي وقال بالحرف الواحد : " هناك أسباب عديدة اكتفي بالإشارة إلى أهمها وهي ما يمكن أن نطلق عليه ظاهرة النفاق الثقافي والمحسوبية الثقافية ونفاق النقد وهي ظواهر وسع أفاقها التقارب الإعلامي بين المثقفين فطغت المجاملات على النقد .. وأصبحت العلاقات الشخصية في كثير من الأحيان تحدد نوع الإقرار بالجودة أو الرداءة لنص أو لأخر.. "
طرفين وخطاب واحد
ربما ربط الخطاب الذي يروج في المجتمع من قبل المثقفين مقتصر على تفسير جزئية واحدة تتعلق بدور المثقف في الحياة العامة ، وما يجب على هذا الأخير أن يقدمه وبالتالي دوره ربط بسؤال اعتبر لسنوات انه السؤال المفصلي بين الإنسان العادي أو القارئ الغير متخصص عن باقي المثقفين والذي يكمن في شرح هذه العلاقة بين الطرفين ، ونادرا ما كانت هناك إشارات ولو من حيث الإقرار بأهمية مشاركة المثقف في النهوض بالوضع الثقافي بشكل عام دون الاقتصار على التنظير، واحتكاكه بكل شرائح المجتمع .
في تقديري أن هذا الكبرياء التي أصابت المثقف جعلت من علاقته بالقراء علاقة تحكمها مجموعة من الشروط تتجلى في كيفية التواصل بين هذا المثقف وقارئه ففي دول كثيرة والمغرب واحدة من هذه الدول إذا أراد القارئ أن يحظى بفرصة تواصل بغض النظر عن ماهية هذا اللقاء بينه وبين المثقف يلزمه تقديم جهد جهيد وربما يأخذ منه الأمر أسابيع، حتى يكسر كبرياء المثقف وينتزع منه الموافقة !! أليس هذا غرور مفرط ؟!! وفي حالة إذا تم اللقاء دائما يتمسك هذا المثقف بهيبته كمالك للمعرفة المطلقة والذي يجالسه ويتواصل معه في تلك اللحظة محكوم بتلقي المعرفة منه أو من خاصة مثله ، وبالتالي يبقى المثقف رهين خطاب واحد لا يفهمه إلا المحيط المعرفي الذي يحتك به ( مجالس المعرفة ) بالرغم من وجود طرفين .
إن المنطق الذي لم يجرب لحد الساعة في مقارعة الخطاب الأحادي وتحرير المثقف من عقده التي تمنعه من التحرر الفكري إلى الانفتاح الكلي على مكونات المجتمع ، هو ذلك المنطق الذي يرجع الخطاب إلى ملامسة جوهر الأشياء وحتى يستطيع أن يضع القارئ في صورة واقعية تتيح له التفاعل بايجابية .
*كاتب مغربي.



#أمياي_عبد_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورطة المحافظين الجدد.
- الشارع ومهمّة التغيير.
- مستقبل حرية التعبير ؟؟
- الإرهاب كسلوك فكري.
- المثقف وإشكالية التعبير العلمي والمعرفي
- شباب المغرب - المقرقب-
- الاستغلال الجنسي للأطفال أو انهيار منظومة الأخلاق الاجتماعية ...
- بوش : جولة الطاقة من أجل الحرب .
- استعارة المفاهيم : الارهاب نموذجا .
- هل نحن بحاجة إلى رابطة شبابية مغربية ؟
- موجة الأمس
- أهمية العدالة الاجتماعية
- حرية التعبير والالتزام بالمسؤولية
- الواقعية في معالجة الظواهر الآنية.
- إيران : العتاب قبل العقاب
- دولة الحق والقانون
- الفدرالية كمدخل لتقسيم العراق .
- مستقبل العلاقات الخليجية – الإيرانية
- حلم النجومية ..
- التغيير الدستوري وترسيم الامازيغية.


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمياي عبد المجيد - المثقف والاسئلة المقلقة .