أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - الأمير الذي كاد أن يصبح ملكا الحلقة الرابعة















المزيد.....

الأمير الذي كاد أن يصبح ملكا الحلقة الرابعة


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1876 - 2007 / 4 / 5 - 11:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الأمير الذي كاد أن يصبح ملكا الحلقة الرابعة
أسباب التوتر بين الملك الحسن الثاني و الأمير عبد الله
"شلة" الأمير الوسيم

كانت ثلة من الأشخاص تحيط بالأمير مولاي عبد الله، وأغلب هؤلاء كانوا بعيدين عن دواليب السياسة ودوائر صنع القرار، ومهتمين بالأعمال أو ميسوري الحال يجتمعون في سهرات خاصة، لاسيما بالدار البيضاء بإحدى الفيلات الكائنة بعين الدياب والتي كان مكلفا بتدبيرها أحد المحسوبين على الأمن الوطني دون أن يمارس أي مهمة بالإدارة.
ظل جملة من رفاقه في المعهد المولوي قريبين منه طوال حياته، علما أن قسمه كان يضم كل من عبد الرحمان الكوهن وعبد المجيد برادة وعلي بناني وعبد الرؤوف حجي وعبد الله الحريزي والمهدي العلوي وتوفيق بنسليمان والقباج والكراوي.
وكان المحيطون بالأمير يحاولون استقطاب جملة من الشخصيات غير الرسمية إلى دائرته، لكن الوازنة، ومن هؤلاء الدكتور عمر الخطابي، إذ حاول أحد عناصر ثلة الأمير إدماجه في أوساط القصر الملكي وفي اللقاءات الحميمية، إلا أن الدكتور عمر الخطابي كان قوي الإرادة وسلك مسلكا آخر غير المسلك الذي اختارته له ثلة الأمير.
وحسب مصدر عارف بخبايا الأمور، من القضايا التي كانت سببا في خلافات الأمير مع أخيه، أن جملة من المقربين كانوا يستغلون القرب منه ويفاوضون باسمه، وقد اكتشف الملك الحسن الثاني عدة أمور بهذا الخصوص، وظل يلومه، بشدة أحيانا، بخصوص علاقته مع بعض الأشخاص الذين ظلوا يسيؤون له.
وبعد وفاة الأمير، سطا جملة من الذين كانوا قريبين منه على جملة من أمواله وأملاكه، ومن هؤلاء شخصيات وازنة في الدولة، ورغم تدخل الملك الحسن الثاني بهذا الخصوص، تمكن الكثير من هؤلاء من السطو والاستحواذ على جملة من تركة الأمير، الذي كان يثق كثيرا في المحيطين به وأصبحوا الآن من أكبر الأثرياء بقدرة قادر بعد وفاته، ويكفي مساءلة هؤلاء "من أين لك هذا؟" لينكشف الأمر بسهولة، لكن الرغبة لم تكن حاضرة آنذاك للسير على هذا الدرب.

"لاكوريدا"، عند السيدة صولانج

في نهاية الخمسينيات كان الملك الحسن الثاني (ولي العهد آنذاك) يتردد على مطعم "لاكوريدا" من حين لآخر رفقة شقيقه الأمير مولاي عبد الله، وفي أحد الأيام وقع سوء تفاهم مع الملك الحسن الثاني (ولي العهد آنذاك) وصاحبة المطعم، "السيدة صولانج"، فتدخل شقيقه الأمير مولاي عبد الله قائلا: "أتعرفين مع من تتكلمين؟"، ومما جاء في جوابها: "أعرف أنكم أمير، لكن عليكم أن تعرفوا أن...".
كان الشقيقان يترددان في نهاية الخمسينيات على مطعم "لاكوريدا" التي استضافت كل المشاهير الذين زاروا الدار البيضاء آنذاك، فمن الفنانين زارها ايدي ميتشيل، جون ماري، بريجيت باردو، أزنا فور، جاك بريل، فيرنانديل وغيرهم، ومن السياسيين بنبلة وبنبركة، ومحمد أوفقير وإدريس البصري وأزولاي وأحمد العلوي...
وتقول صاحبة المطعم: "استقبلت الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني (ولي العهد) وأخاه الأمير عبد الله في مطعمي..."
وأضافت: ".. الجميع مر من مطعم "لاكوريدا"، فنانون وسياسيون ورجال أعمال ودبلوماسيون ومحامون، حتى بعض أعضاء منظمة "إيتا" الانفصالية وبعض كبار رؤوس المافيا مروا من هنا.. وهكذا كان حال الدار البيضاء آنذاك.."
وصولانج مارمانو هذه هي التي فقدت زوجها في أحداث انقلاب الصخيرات سنة 1971، حيث كانت مكلفة برفقته بإعداد أكلة "البايا" لضيوف الملك الحسن الثاني في عيد ميلاده.
آنذاك كانت بالقرب من الملك، وفي خضم الارتباك قصدها طفل، فحملته وضمته إلى صدرها، إنه الملك محمد السادس صغير السن آنذاك.

دفن الأمير مولاي عبد الله

في خريف 1983 تمت مراسيم دفن الأمير مولاي عبد الله بالضريح العلوي الموجود بجانب القصر الملكي بالمشور بالرباط، وبعد تشييد ضريح محمد الخامس بمسجد حسان، تم نقل جثمان الملك محمد الخامس إليه، وظل قبر ابنه الأمير مولاي عبد الله في مكانه رغم أن ضريح حسان كان قائما وقتئذ، الشيء الذي أثار أخذا وردا وسط العائلة الملكية، لاسيما من جانب والدة وعقيلة الأمير. وحسب أحد المصادر العليمة وصل الأخذ والرد بهذا الخصوص درجة من الحدة تسربت بعض تجلياتها خارج أسوار القصر، وفي نهاية المطاف تم الإعلان الرسمي عن نقل رفاة الأمير مولاي عبد الله إلى جانب والده بضريح حسان، علما أن جثمان والده محمد الخامس نقل إلى الضريح في 30 أكتوبر 1971.

الأمير والفرس العربي الأصيل

اهتم الأمير الوسيم بتربية الحصان العربي الأصيل وتحسين سلالته عبر إشرافه على فضاءات تربية الحصان العربي الأصيل.
عمل الأمير مولاي عبد الله على جلب الحصان العربي الأصيل من الشرق الأوسط، إما مباشرة من (أو عبر) فرنسا (فضاء "بامبادور" و"تارب") أو تونس ("سيدي تابث") أو الجزائر ("تيارت")، وذلك عندما قرر الأمير الاهتمام بهذا النشاط بحرسه بعين عودة.
كانت الانطلاقة مع الفرس "نادر"، نتاج التزاوج بين الحصان "برهان" الذي جلبه الأمير من مصر والفرس "مونى".
وبعد وفاة الأمير مولاي عبد الله في 1983، اهتم أخوه الملك الحسن الثاني بما بدأه شقيقه، وطور تربية الفرس العربي الأصيل في "الضويات" بفاس ثم في حرس بوزنيقة، الذي داع صيته الآن دوليا، وتم إحداث جمعية تهتم بتربية الخيول العربية الأصيلة سنة 1985، وكانت البداية بـ 60 فرسا إلى أن وصل عددها الآن إلى أكثر من 1200 فرس عربي أصيل.

خلاصة القول

مهما يكن من أمر، ظلت يدي الأمير الوسيم، مولاي عبد الله نظيفة، فلم يسبق أن ارتبط اسمه بأي تجاوز، مهما صغر أمره، بل ظل الوجهة التي يقصدها كل من صدت الأبواب في وجوههم، حتى بخصوص القضايا الشائكة والمستعصية التي لم يكن يقو أن يتجرأ أحد مجرد التلميح إليها للملك الراحل الحسن الثاني، ومنها إشكالية عائلة الجنرال محمد أوفقير، الذي أساء للأمير الوسيم كثيرا، حيث ساهم في تسميم علاقته مع أخيه الملك الحسن الثاني، ورغم ذلك ظل الأمير مولاي عبد الله يناشد أخاه الملك إلى آخر يوم في حياته كي يفرج عن زوجة أوفقير وأبنائه، وبذلك يكون قد رد على الإساءة بالجميل، وهذا أمر عرف على الأمير ولا يمكن أن ينكره أحد ممن كانوا قريبين منه وأساءوا إليه أو أخطأوا في حقه، لقد كان دائما يصفح عنهم.
لم يسبق أن سجل على الأمير مولاي عبد الله أنه ساند اعتقال أو اختطاف أو تعذيب أو جور أحد أو دافع عن جلاد أو ناهب مال الشعب أو تستر على فساد، فما يمكن مؤاخذاته عليه هو أنه كان كثير المغفرة عند المقدرة، وهذا ما جلب له الكثير من المتاعب، ورغم ذلك ظل العفو والصفح من صفاته الأساسية، كان رحيما حتى على من أخطأوا في حقه وأساؤوا إليه حتى أقرب المقربين له.
وفي هذا المضمار، وبعد تناسل إشاعة رحيل الأمير مولاي رشيد إلى الديار الأمريكية، والتي لم يتم تكذيبها رسميا إلى حد الآن، قد يتساءل المرء، هل التاريخ يعيد نفسه؟ وهل لازالت هناك بقايا لجيوب مقاومة التغيير الإيجابي للمغرب، لاسيما وأن بعض وسائل الإعلام تكلمت عن بعض تحفظات الأمير مولاي رشيد بخصوص جملة من قضايا تدبير الشأن السياسي للبلاد؟



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمير الذي كاد أن يصبح ملكا الحلقة الخامسة
- الأمير الذي كاد أن يصبح ملكا الحلقة السادسة
- مسارات الكتابة الروائية في تجربة عزت القمحاوي
- التصدي للإرهاب يستوجب فعلا الشمولية
- الانتحاري الذي فجر نفسه بمقهى الانترنيت 1/3
- الانتحاري الذي فجر نفسه بمقهى الانترنيت 2/3
- الانتحاري الذي فجر نفسه بمقهى الانترنيت 3/3
- جمهوريو المملكة 1/4
- جمهوريو المملكة 2/4
- جمهوريو المملكة ¾
- جمهوريو المملكة 4/4
- سياسة القائمين على الأمور أحبطتهم ودفعتهم للسلبية والتطرف
- صحراويو تيندوف يبيعون ممتلكاتهم ويهربون
- مستملحات ومقالب ملك 1
- مقالب ملك
- صفقة المديوري مع القصر -المنفى الاختياري-
- مساءلة محمد المديوري وغيره من الناهبين قائمة
- نهب وفساد في بيت الجمارك
- مازلت أتساءل
- قضية - إيجا- خادمة -لارما- ضياع حق بامتياز


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - الأمير الذي كاد أن يصبح ملكا الحلقة الرابعة