|
الأمير الذي كاد أن يصبح ملكا الحلقة الخامسة
إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1879 - 2007 / 4 / 8 - 07:31
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
الأمير الذي كاد أن يصبح ملكا الحلقة الخامسة أسباب التوتر بين الملك الحسن الثاني و الأمير عبد الله
لقاء مع مصطفى العلوي صحفي ظل الأمير على عادته دون أن تؤثر عليه مظاهر النفوذ والسلطة
يعتبر مصطفى العلوي، قيدوم الصحفيين، من الرعيل الأول الذي غامروا بامتهان الصحافة المستقلة في وقت كانت فيه حرية الصحافة والتعبير حلما عسير التحقيق. ومن موقعه هذا، كصحفي مستقل، في وقت كانت فيه الصحافة صنفين لا ثالث لهما، إما حزبية حتى النخاع وإما موالية للدولة... تابع من قلب الأحداث، وبرؤية مختلفة، مجمل اللحظات العصيبة التي مر منها المغرب، قام بذلك بتتبع خبايا الكواليس وأدى عن ذلك ضريبة الجرأة والشجاعة الصحفية. من هذه الخلفية يحدثنا مصطفى العلوي مليا عن الأمير الوسيم، مولاي عبد الله، شقيق الملك الحسن الثاني الابن الثاني للملك محمد الخامس.
- من هو الأمير الراحل مولاي عبد الله؟ - + الأمير الراحل مولاي عبد الله، هو الولد الثاني للملك المرحوم محمد الخامس، إذن فهو الشريك الثاني في كل ما عرفه المغرب من أحداث سنة 1952، وهو ذلك الشاب الذي رأيناه في الصور، يغادر القصر الملكي المحاط بالدبابات الفرنسية، وهو يتبع والده الملك محمد الخامس، وأخاه الملك الحسن الثاني ونرى رجليه حافيتين حتى من الجوارب، لأنه كان يلبس فقط لباس النوم، وضع عليه جلباب وغادر القصر مع عائلته في اتجاه المنفى.
- كيف كان موقع الأمراء والأميرات تحت الاحتلال الفرنسي والإسباني؟
+ لم يثبت لا في التاريخ ولا في الوثائق الفرنسية والإسبانية، أن كان للأمير مولاي عبد الله أية علاقة مع هذه السلطات وإن كنا رأينا أخاه الأمير مولاي الحسن، لابسا الزي العسكري، وهو على ظهر الباخرة الفرنسية جان دارك، أو جالسا بجانب والده محمد الخامس، مع رؤساء دول الحلفاء، في مؤتمر أنفا بالدار البيضاء، دوكول وروزفلت وتشرشل، فإن الأمير مولاي عبد الله لم يكن يظهر إلا نادرا، وربما لم يكن سنه يسمح له بالتدخل.
- ما هو الموقع الذي كان يحتله الأمير الراحل مولاي عبد الله في عهد الملك الراحل محمد الخامس؟ وما هي طبيعة علاقاته مع والده وشقيقه؟
+ من المؤكد أن مولاي عبد الله كان هو الولد المدلل عند أبيه محمد الخامس، الذي لم يكن يرفض له طلبا.. ولم يسجل أحد من الملاحظين يوما أن رآه ينهر ولده الثاني، بقدر ما كانت العلاقات متوترة في بعض الأوقات بين الملك محمد الخامس وولده الملك الحسن الثاني، الذي كان يتمتع بشخصية قوية، وهو الذي نظم شبه انقلاب على حكومة محمد الخامس التي كان يرأسها المرحوم عبد الله إبراهيم.
- إذا طولبتم بمقارنة بين الملك الراحل الحسن الثاني وشقيقه الأمير الراحل مولاي عبد الله، كيف سيكون ردكم؟ + مرة أخرى، الحسن الثاني كان قوي الشخصية، ومهووسا بشخصية نابليون منذ صغره، بينما الأمير عبد الله أقرب شبها بوالده المرحوم محمد الخامس، كان هادئا بقدر ما كان مولاي الحسن عصبيا، كان بشوشا بقدر ما كان أخوه الحسن قاسيا.. وقد أتى زمن الحسن الثاني عند شبابه ليصبح ملكا بينما بقي أخوه مولاي عبد الله على عادته دون أن تؤثر عليه مظاهر النفوذ والسلطان، التي لها من الآثار السلبية، أكثر مما لها من الجوانب الإيجابية.
- هل كان الأمير الراحل مولاي عبد الله يهتم بالشأن السياسي بنفس القدر الذي كان مهتما به شقيقه الملك الراحل الحسن الثاني؟
+ ما كتب عن الجوانب السرية في حياة الأمير مولاي عبد الله، هو ما ظهرت آثاره على علاقته بأخيه الملك الحسن الثاني، فعند توتر العلاقات بين الملك الحسن الثاني والمعارضة الاتحادية، حصلت مخابرات أوفقير على حجج تؤكد اجتماعات سرية بين الأمير عبد الله وبعض أقطاب المعارضة، وربما عبد الرحيم بوعبيد، والفقيه البصري، الشيء الذي جعل الكاتب الفرنسي ستيفان سميت يكتب أن أوفقير، وأمام شهود عيان هدد الأمير مولاي عبد الله بالقتل، وقال له: مولاي إني أحبك كثيرا، ولكن لا أحب أن تتصل بالمعارضة وتغدر بأخيك، وإذا فعلت ذلك فإنني سأقتلك.
- كان الأمير الراحل مولاي عبد الله أقرب من شقيقه الملك الراحل الحسن الثاني بالعالم العربي والمشرق، هل سبب هذا خلافا بينهما؟
+ قرابة الأمير مولاي عبد الله من المشرق العربي ترجع أولا إلى مصاهرته أكبر العائلات الشرقية التي فرضت نفسها على تاريخ السياسة في سوريا ولبنان،، عائلة الزعيم رياض الصلح، التي لو كانت موجودة بنفس النفوذ الآن في لبنان، لما كان هناك صراع داخلي في بلاد الأرز، واختار الأمير مولاي عبد الله بنت هذا الزعيم، وجر والده محمد الخامس ليركب الطائرة، ويذهب إلى بيروت ليخطب له لمياء ابنة رياض الصلح.
- قبيل الإعلان عمن سيضطلع بمهمة ولاية عهد الملك الراحل محمد الخامس، هل فعلا تم اقتراح الأمير الراحل مولاي عبد الله من طرف بعض الأعيان والمسؤولين آنذاك؟
+ طبعا عندما كان الملك محمد الخامس في المنفى، وفرضت المقاومة المغربية رجوعه حاولت أطراف استعمارية، أن تفرض حلا وسطا باقتراح مولاي عبد الله لصغر سنه، ملكا على المغرب، ليعود للرباط، كشرط لاسترجاع محمد الخامس حريته، وبذلك كان الفرنسيون يريدون استبعاد الحسن الثاني الذي كانوا يعرفون خطورته في التعايش معهم.
- قيل إن الأمير الراحل مولاي عبد الله، كان يفضل الابتعاد عن أمور السياسة وشؤون الحكم، فهل هذا ما يشكل السبب الرئيسي لابتعاده عن هذا المجال؟
+ الأمير مولاي هشام، ولد الأمير مولاي عبد الله، ورث عن أبيه هذه الحكمة التي تقول بأن الحكم هو مرتع المشاكل ومجلبة صداع الرأس، والحقيقة أن أكثر الناس عرضة للمتاعب والخطر وصداع الرأس، هو الملك، وأن أميرا يعيش في الخفاء بين الناس مكلفا بعائلته الصغيرة هو أكثر أمانا وأسلم طريقا، لذلك لم يكن الأمير عبد الله راغبا لا في ملك، ولا الخوض في مشاكل السياسة. - هل سبق للأمير الراحل مولاي عبد الله أن اضطلع بمهام في عهد والده أو عهد شقيقه الملك الراحل الحسن الثاني؟
+ الأمير مولاي عبد الله عين في 19 يونيو 1972، ممثلا شخصيا للملك، وهو قرار حكيم للملك الحسن الثاني الذي قدمه للرأي العام بقوله: "لقد اخترت ممثلا شخصيا لما يتوفر عليه من خصال الخبرة الصالحة، والتجربة الواسعة والمعالجة الذكية المتبصرة لكبريات الأمور، ولما أوتيه من جميل التأني وراجع النظر". وفعلا كان يحضر بجانب أخيه اجتماع مجلس الوزراء، وعندما حدث انقلاب 16 غشت بضعة شهور بعد تعيينه ممثلا شخصيا للملك، شارك في المجلس الوزاري الذي أعقب الانقلاب، وكان له دور كبير في قلب الرأي العام الدولي حينما صرح لإذاعة فرنس انتير ليلة يوم الانقلاب بأن الحالة عادت إلى نصابها وأن الجيش لم يشارك في الانقلاب، كما أنه في 26 ماي 1973، سافر إلى أديس أبابا نيابة عن الملك ليحضر مؤتمر القمة الإفريقي العاشر. مولاي عبد الله وقبل موته بصم الوضعية السياسية بموقفين أساسيين: أولا: إنه قدم استقالة مكتوبة بخط يده، بعد أن يئس من كبح جماح أخيه الملك الحسن الثاني. ثانيا: إنه قبل وفاته، وهو على فراش المرض طلب من أخيه إطلاق سراح أفراد عائلة أوفقير.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمير الذي كاد أن يصبح ملكا الحلقة السادسة
-
مسارات الكتابة الروائية في تجربة عزت القمحاوي
-
التصدي للإرهاب يستوجب فعلا الشمولية
-
الانتحاري الذي فجر نفسه بمقهى الانترنيت 1/3
-
الانتحاري الذي فجر نفسه بمقهى الانترنيت 2/3
-
الانتحاري الذي فجر نفسه بمقهى الانترنيت 3/3
-
جمهوريو المملكة 1/4
-
جمهوريو المملكة 2/4
-
جمهوريو المملكة ¾
-
جمهوريو المملكة 4/4
-
سياسة القائمين على الأمور أحبطتهم ودفعتهم للسلبية والتطرف
-
صحراويو تيندوف يبيعون ممتلكاتهم ويهربون
-
مستملحات ومقالب ملك 1
-
مقالب ملك
-
صفقة المديوري مع القصر -المنفى الاختياري-
-
مساءلة محمد المديوري وغيره من الناهبين قائمة
-
نهب وفساد في بيت الجمارك
-
مازلت أتساءل
-
قضية - إيجا- خادمة -لارما- ضياع حق بامتياز
-
ماذا يريد الأمازيغ من التصعيد في مختلف المجالات؟
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|