أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الزهيري - روح شاكيد : رؤية مغايرة















المزيد.....

روح شاكيد : رؤية مغايرة


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1870 - 2007 / 3 / 30 - 09:20
المحور: حقوق الانسان
    


الأزمة التي تفجرت من خلال عرض الفيلم الوثائقي روح شاكيد والتي إستشعرتها الشعوب فقط وليس سلطات الحكم في الدول العربية , تلك الأزمة التي كشفت وعرت الأنظمة العربية الحاكمة , ولأنه لم يعد هناك مفهوم لما يمكن أن يسمي بمفهوم الأمة العربية أو الإسلامية في العالم المعاصر , ومن ثم فإنه يتم إختزال الأزمة في النظام المصري الحاكم لشعب لمصر بالمؤبد وحتي الموت , تلك الأزمة التي حللها وعرض لها العديد من المحللين والمثقفين من وجهة نظر الإستكانة والضعف والهوان التي أصبحت لصيقة بسلطة الحكم في مصر , خاصة وأنه توجد إتفاقية سلام مع إسرائيل التي كانت في الماضي تمثل العدو رقم واحد للسلطة الحاكمة في مصر وللشعب المصري علي حد سواء دون تفرقة , حينما كانت إرادة الشعب من إرادة الحاكم تجاه القضايا الوطنية والقومية في العديد منها.
أما الأن وبعد توقيع إتفاقية كامب ديفيد المسماة بإتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية , والتي تم تفعيلها بإتفاقية الكويز التي بموجبها لن تستطيع مصر أن تصدر السلع المنتجة في مصر إلا بعد إستيراد نسبة من المواد الخام الداخلة في صناعة السلع المصرية , علي شرط التصدير الإسرائيلي لمصر وبالسعر الذي تحدده تل أبيب للقاهرة !!
فماذا يمكن أن يقال في حق الإسرائليين القتلة للأسري المصريين والتي تم كشف فضيحة القتل هذه بواسطة الإسرائليين أنفسهم وفي هذا التوقيت بالذات ؟
وماذا يمكن أن يقال في حق المسؤلين المصريين , بمعني السلطة الحاكمة المحمولة علي جناح صناعة القرار السياسي والديبلوماسي والعسكري ؟
فهل من ردود أفعال من سلطة الحكم في مصر تجاه جرائم لاتسقط بالتقادم , والإسرائيليين أدري وأعلم بذلك وعلي وجه اليقين بهذه المعرفة , تجاه جريمة قتل الأسري المصريين العزل من السلاح والذخيرة والمجردين حتي من ملابسهم بعد خيانات سياسية إنجرفت إليها السلطة الحاكمة في حينها دون وعي أو بصيرة بحجم الأزمة أو المأساة , والتي كان من نتيجتها هزيمة منكرة بكل المقاييس , والتي سماها القادة السياسيين بأنها نكسة أو إنتكاسة للتلطيف من مفهوم ومعني الهزيمة العسكرية والنفسية بكل المقاييس ؟
أعتقد أن التعويل علي السلطة الحاكمة في مصر علي أن يكون لها دور الفاعل في فضيحة روح شاكيد , تلك الروح التي حصدت أرواح 250 جندي مصري , وإنما سيكون حال سلطة الحكم في مصر لها الدور السلبي المفعول به في صناعة القرارات التي تصدر من الغير ويتوجب عليها تنفيذها في التو واللحظة , والذي ينتظر فعل أو ردة فعل من السلطة الحاكمة في مصر لهو واهم أو متوهم أو مريض بمرض عضال مزمن لايرجي له علاج أو دواء , وينتظر المعجزة في الشفاء من إرادة السماء فقط !!
ولكن الذي يتوجب النظر إليه هو الآتي :
أن الذي بث الفيلم الوثائقي عن مجزرة القتلي المصريين هو القناة الأولي للتليفزيون الإسرائيلي الحكومي !!
أن المقصود في هذا الفيلم الوثائقي هو أحد المسؤلين في الحكومة الإسرائيلية الحالية وهو بنيامين بن إليعازر وزير البني التحتية الإسرائيلة !!
أن هذا الفيلم الوثائقي تم الإعلان عنه وعرضه علي المجتمع الإسرائيلي في ظل وجود أحد المسؤلين الحكوميين الذي يحمل حقيبة وزارية من أخطر الوزارات في الحكومة الإسرايلية وهو مازال في الحكم والسلطة !!
أن هذا الفيلم تم عرضه في ظلال من الغيامات السوداء التي تظلل السماء المصرية في أجواء معبقة بروائح كريهة من التعديلات الدستورية المعيبة في مصر والتي تكرث لدسترة القوانيين وتأبيد آل مبارك في حكم مصر سعياً لتوريث مبارك الإبن للحكم والسلطة في مصر خلفاً لميارك الأب علي خلفية قانون الإرهاب !!

فماذا نستخلص من إستنتاجات لهذا الفيلم الوثائقي ؟
أولاً : مدي الشفافية ومناخ الديمقراطية والحرية التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي لدرجة أنه يتم التفضيح والتجريس لوزير مسؤل في الحكومة الإسرائيلية , وهذا لايمكن حدوثه في مصر أو في أي دولة عربية علي الإطلاق إلا لضرورة تقتضيها مصلحة السلطة والنظام الحاكم , مما يضفي ظلالاً من الشرعية القانونية والدولية علي دولة إسرائيل ويظهرها بمظهر حضاري أمام الشعوب الأوروبية والأمريكية وباقي دول العالم التي تؤمن بالديمقراطية والحرية وتبادل الحكم والسلطة في مناخ من المصاراحة والشفافية , وعلي الضفة الأخري من النهر تضفي بمفهوم المخالفة ظلالاً من الشك والريبة علي النظام المصري من أنه نظام تغيب عنه مناخات الحرية والديمقراطية وتبادل الحكم والسلطة ويغيب عنه روح النقد الذاتي ويفتقد للمصارحة والشفافية في المقابلة مع النظام الإسرائيلي صاحب الديمقراطية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط داخل إطار محيط به مجموعة من الدول العربية والإستبدادية والتي تغيب عنها مناخات الحرية , مما يعلي من شأن إسرائيل دولياً .
ثانياً : أن الآلة الإعلامية في إسرائيل ليست مملوكة للحزب الحاكم في إسرائيل , وإنما مملوكة للدولة الإسرائيلية , وهذا يعزز الفارق بين سلطة الدولة وسلطة الحزب , ويبين مدي التغاير بينهما إذ الدولة يستظل بها الشعب الإسرائيلي كله , بينما الحزب يستظل بمظلة المنتمين للحزب فقط , وهذا يفضح النظام المصري الذي جمع بين سلطة الدولة وسلطة الحزب في وعاء واحد ويريد الحزب الحاكم في مصر أن يستظل الشعب المصري كله تحت مظلة الحزب الحاكم بالرغم من أن غالبية الشعب المصري غير منتمي للحزب الوطني , ومن هنا تم إختزال الوطن المصري في الحزب الحاكم والذي يرأسه مبارك الأب بجانب رئاسته للدولة المصرية , في إذدواجية عجيبة وغريبة إمتلكت مقدرات ومقومات ومصائر الشعب المصري في إرادة رئيس الحزب الحاكم الذي هو في ذات الوقت رئيس الجمهورية , دون إعمال للتفرقة بين سلطة الدولة المصرية التي يحتمي بها وينتمي إليها كل المصريين , وبين سلطة الحزب الحاكم في مصر , وهذا هو الفارق بين حكومة إسرائيل وحكومة الحزب الوطني في مصر , في مفارقة فيصلية تظهر مدي ولاء حكومة إسرائيل للدولة الإسرائيلية , ومدي إنعدام الولاء للدولة المصرية من جانب حكومة مصر المتمثلة في حكومة الحزب الوطني !!
ثالثاً : أن هذا الإعلان عن الفيلم الوثائقي وعرضه في هذا التوقيت يشتم منه رائحة مخابراتية في الموضوع والتوقيت , وكأن الغرض منه الإنصراف عن فضيحة التعديلات الدستورية التي بموجبها سيتم سجن الشعب المصري في إطار السجن الذي سيصبح بمساحة مصر كلها والذي سيتم الإنتهاء من بناؤه بمجرد وصول مبارك الإبن لكرسي الحكم والسلطة في مصر , ولتذهب أرواح الشهداء المصريين إلي حيث تريد أن تذهب بلاهوية وبلا إرادة , وبلارؤية , وبلا كرامة وطنية , ولتبقي دائماً روح كاشيد روح رائدة في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط الجديد , مادامت روح مبارك الأب والإبن مازالت حية في مصر وتسري روحهما في أجساد الشعب المصري حتي بإرادة مبارك الأب والإبن قهراً وقسراً !!
فهل من مؤامرة تم الإعداد لها بين النظام المصري والنظام الإسرائيلي برعاية صناع المؤامرات من الأمريكان لوصول مبارك الإبن لكرسي الحكم والسلطة في مصر بموجب التعديلات الدستورية التي تم إلهاء الشعب المصري عنها بروح شاكيد , والإلتفاف حول قضية الشهداء المصريين التي كنست أجساهم رياح شاكيد ؟!!
وهل ستتحقق هزيمة اليمين الإسرائيلي علي خلفية روح شاكيد ؟!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العزوف عن الإستفتاء علي التعديلات الدستورية : بداية العصيان ...
- إلي شيخ الأزهر : ماحكم من ينكر ويزوٍر ماهو معلوم من الدستور ...
- بالتعديلات الدستورية : مصر بين خيارين : الإنتحار أوالإنفجار
- حي علي الديمقراطية : حي علي الحياء ياعرب
- الإستقالة ليست هي الحل : الإعتصام والإضراب عن الطعام تحت قبة ...
- محاكمة مبارك الأب والإبن والنخب الوطنية : ضرورة وطنية وفريضة ...
- عن العدالة في مصر : هذا هو موقف وزير العدل من القضاة ؟
- المواطن العربي : هل هو مواطن , وهل له وطن ؟!!
- عن الشعوب والنخب والطغاة : الحلم الكامن بين المنع والمنح : إ ...
- المادة الثانية من الدستور المصري : بين أزمة الإلغاء ومعضلة ا ...
- في مصر: الحياء لغة لاتعرفها السلطة الحاكمة
- أزمة حوار الحضارات : مابين خرافتي التقريب بين المذاهب الديني ...
- ثم نلعن أمريكا وإسرائيل : من يستحق اللعنة إذاً ؟!!
- جذور الأزمة : الإسلام المختطف في الماضي : الإسلام مع من ؟!!
- ضد المفتي : ليس مع الإخوان : توظيف الدين للتخديم علي السياسة ...
- الوفد : التجمع : الناصري : الإخوان : الأقباط : هل من موقف حا ...
- الإسلاموفوبيا : عبد الكريم نبيل سليمان : أين حرية العقيدة ؟
- بالتعديلات الدستورية المقترحة : خروج مصر من التاريخ بلا حياء
- ثم لتسألن يومئذ عن البذخ : في المملكة العربية السعودية : عن ...
- ويسألونك عن التوريث : قل هو لإبن الرئيس أذيً كبير


المزيد.....




- قدم الآن.. المعين المتفرغ 2024 فرصة لدعم ورعاية ذوي الاحتياج ...
- هل يستطيع العراق حقاً محاكمة ترامب من خلال مذكرة اعتقال قديم ...
- قاض فيدرالي يلغي برنامج بايدن للمهاجرين غير الشرعيين
- اعتقال 3 أشخاص على علاقة بوفاة نجم -وان دايركشن- ليام باين
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في قطاع غزة تجتمع مع نت ...
- مصادر تكشف لـCNNعن خطة حلفاء ترامب لترحيل جماعي للمهاجرين غي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل لا تسمح بدخول الأغذية والمياه إلى شما ...
- رئيس البرلمان التركي: حان الوقت لمناقشة تعليق عضوية إسرائيل ...
- لبنان: إمعان إسرائيل في استهداف اليونيفيل وقوات جيشنا جرائم ...
- الأمم المتحدة: نقص التمويل يعيق جهود التكيف مع تغير المناخ


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الزهيري - روح شاكيد : رؤية مغايرة