|
بعض ملامح التغيير في بنية الطبقة الوسطى الاردنية المعلمون نموذجا
وليد حكمت
الحوار المتمدن-العدد: 1869 - 2007 / 3 / 29 - 11:50
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
منذ ان شرعت الدولة الاردنية بالتشكل تدريجيا في الربع الاول من القرن العشرين شرع الانتداب البريطاني في الاردن في تأسيس نواة نظام اداري وعسكري تنظيمي لتلك الدولة النواة وبدات ملامح الاستقرار السكاني في الثلاثينيات تظهر من خلال استقرارالتجمعات السكانية في هذه الدولة الفتية التي اصبحت منطقة جاذبة نسبيا حيث استقرت عناصر كثيرة من الجنود والاداريين العرب الذين شاركوا في الثورة العربية الكبرى كما ان فئات قليلة من التجار الشوام والفلسطينيين وغيرهم قد استقرت في عمان وباشرت باقامة نشاطات تجارية وحرفية فيها وفي غيرها من التجمعات السكانية الاردنية وخاصة بعد ان اعلنت عمان عاصمة لتلك الامارة الصغيرة التي حددت بحدود سياسية جغرافية لتجمع بين دفتيها البدو والفلاحين وسكان المدن الصغيرة وبقايا المهاجرين من الاقليات العرقية كما ضمت بداخلها ايضا المهاجرين العرب وخصوصا السوريين الى ان جاءت حرب عام 1948 م لتشكل الهجرة الفلسطينية الاولى اضافة جديدة الى التشكيلة السكانية الاجتماعية عنصرا اقتصاديا وسياسيا مهما فيما بعد احتاجت الدولة في بدايات تكونها ومنذ الاربعينيات والخمسينيات الى فئات مثقفة خاصة بها تقوم بمهمة ادارة الدولة وبنائها اداريا وعسكريا واقتصاديا ولتعمل على تكوين اجهزة الدولة الا ان تلك المهمة كانت صعبة تقف في وجهها المعيقات المتعددة فتركة الدولة العثمانية من فقر وامية وجهل معمم وتخلف ثقافي واقتصادي واجتماعي والتي ورثتها الدولة الاردنية كانت تركة ثقيلة تحتاج الدولة لأجل تخطيها الى ازمنة وعقود كما ان الانتداب الانجليزي لم يترك اي تغيير اصلاحي حقيقي قد يبنى عليه فيما بعد بل اكتفى بتأسيس مركزية ادارية وعسكرية كان الهدف منها ابقاء المنطقة ضمن سيطرته فقط وخدمة لمصالحه. لقد باشرت البرجوازية الاردنية الصاعدة بانشاء المدارس ودور التعليم كي تسد النقص في توافر الكفاءات المثقفة وهذا الأمر بدأ تدريجيا منذ نشوء الامارة التي اعتمدت في بداية امرها على بعض الفئات المهاجرة و المستقرة قي عمان ولكي تقوم هذه الفئات المثقفة بعمليتي البناء والتطويروهذه الفئات لم تف بالغرض المطلوب لاسباب كثيرة ولذا ظل الطلب ملحا على فئات المتعلمين والمثقفين بينما العرض غير متناسب مع الطلب مما حدا بالبرجوازية الاردنية النامية ان تلح في طلبها وحاجتها ولأن المجال الاساسي لنشاط الفئات المثقفة في البلدان النامية والمتخلفة هو ادارة الدولة
في بداية الامر كانت الفئات المثقفة تقوم بجميع الاعمال الادارية والسياسية وتتقلد ارفع المناصب ولم يكن لتحديد التخصص اهمية كبيرة لأن الجهاز البيروقراطي الاردني في بدايات تكوينه كان يعتمد على المكتبيين واصحاب حرفة القانون وعموم ارباب الفكر ويستوعبهم الا ان الامر فيما بعد تطور فافرز تغييرات جذرية في وصف تلك الفئات المثقفة وتقسيمها وتحديد ملامحها الاقتصادية والاجتماعية بسرعة كبيرة وان كانت نسبة تلك الفئات قليلة في تلك المرحلة لكنها سريعة النمو كما ان امتلاكها لاداة الثقافة في بلد متخلف اجتماعيا واقتصاديا كان له اهمية كبرى
ان تلك الحاجة الملحة لتلك الفئات المثقفة من حملة المؤهلات في المراحل السابقة قد اهلتها للحصول على امتيازات اجتماعية واقتصادية وادارية وسلطوية مكنتها من الانتقال الى درجات متقدمة في السلم البيروقراطي بكافة مستوياته وسلطاته فكان نقطة انطلاق وصعود الامر الذي نتج عنه الارتقاء الى مراتب البرجوازية الاردنية النامية من جهة واستقرار جزء كبير من تلك الفئات المتوسطة المثقفة والتي اصبحت في مرتبة متوسطة او كبيرة وهو وصف يصح على الاغلبية التي تتشكل منها هذه الطبقة فالفئات المتوسطة اضحت بيروقراطية مترسخة في جسم الدولة الاردنية والمكون الاساسي لهذا الجهاز البيروقراطي ومن الجدير بالذكر ان المراكمة لرؤوس الاموال التي تحصلت عليها هذه الفئات بواسطة الامتيازات والسلطات التي منحت لها قد اهلتها للدخول كما ذكرنا الى مضمار البرجوازية التجارية والزراعية والصناعية الاردنية اما الفئات التي حافظت على استقرارها بفضل مراكمة الفائض من دخولها ومدخراتها ثم العمل على استثماره في التجارة والعقار وغيرها من النشاطات الاقتصادية ومن الجدير بالذكر ان رؤوس الاموال التي تحصلت عليها تلك الفئات السابقة كانت تعود لاستغلال المنصب في الاستيلاء على المال العام من خلال الانتفاع من مواقع الادارة والسلطة بكافة الطرائق وشتى السبل او من خلال الدخول الجيدة نسبيا بالنسبة لبعض تلك الفئات
ويبدو ان تلك الفئات المثقفة التي اصبحت جزءا ثابتا ومهما في اجهزة الدولة قد مارست من خلال تلك المواقع البيروقراطية عملية زراعة وترسيخ العناصر الصغيرة التي فرختها لكي تكمل المهمة وتحافظ على امتيازاتها ومكتسباتها الوظيفية والمادية
اما باقي الفئات المتوسطة المثقفة فقد حظيت بموقع محترم في تلك الطبقة فهي تمنح دخلا جيدا يمكنها من تحقيق الاستقرار المعيشي بشكل منتظم ضمن انماط الاستهلاك وطبيعتها وحاجاتها في تلك المرحلة السالفة وهذا الدخل ربما يقارب الاجر الحقيقي للموظف المدرس فالمتعلم قديما يحظى بمركز اجتماعي ممتاز ويستطيع ان يشتري منزلا وربما سيارة ويستطيع الزواج وتكوين اسرة وتعليم اطفاله بكل سهولة اذا ما قورن بايامنا هذه وهذا الأمر كان سمة مشجعة للالتحاق بركب الثقافة والتعليم في الاردن بشكل متزايد فالطلب على الفئات المتعلمة حقق لها اجورا ممتازة وامتيازات جيدة ومكانة اجتماعية مهمة مع انتشار التعليم في الاردن وزيادة العرض عن الطلب اصبحت الفئات المتوسطة وخاصة فئات المعلمين فئات محدودة الدخل لكن بدون ان تنخفض القدرة الشرائية لها الى درجة الانحطاط حينها اتجهت هذه الفئات الى دول الخليج العربي في فترة السبعينيات وما بعدها لتعمل بها حيث كان سوق العمل رائجا في تلك البلاد عقب الطفرات النفطية فاستطاع المعلم الاردني ان يجد حلولا لازمته الاقتصادية من خلال العمل في دول الخليج والحصول على مدخول قوي يمكنه من سد حاجاته وتعليم ابنائه وشراء منزل وتحقيق بعض التقدم في نشاطاته الاقتصادية بواسطة تلك المداخيل كما ان جزءا كبيرا من تلك الفئات المتعلمة انخرط عاملا في المؤسسات العسكرية واجهزتها في دول الخليج العربي ليقوم بذات المهمة السابقة وكان فعلا يحقق نوع من المكتسبات المعيشية تؤهله الى العيش حياة سهلة وجيدة على الرغم من استغلال الدولة واقتطاعها لنصف راتب الموظف الاردني الملحق بالمؤسسات العسكرية العربية ومن الجدير بالذكر ان تغيرات كبيرة طرأت على الفئات المتوسطة وعملت على تحديدها اكثر فأكثر مما يقضي بدرجة كبيرة الى دراسة كل فئة متوسطة بشكل ادق فالمهندسون فئات مثقفة دخولها افضل من فئات المعلمين كما ان الطلب على فئات المهندسين لا زال يتناسب تقريبا مع العرض خلافا لفيض الخريجين في مجالات العلوم الانسانية الذين يتكدسون باعداد هائلة ويعانون البطالة ويفتقرون الى نقابات واتحادات بخلاف المهندسين الذين يمتلكون نقابات تحقق لهم الكثير من المكتسبات الاقتصادية والمهنية ومع مرور الزمن تغيرت دلالة مصطلح الفئات المثقفة في الاربعينات عنه في التسعينات ولا زالت حتى الآن الطغمة الأرستقراطية التي ترسل ابنائها الى امريكا واوروبا ليتلقوا تعليمهم هناك ثم يعودوا لحيازة واحتكار مناصب دبلوماسية وسياسية واقتصادية
لقد احدثت التحولات الاقتصادية التي طرأت على النظام الاقتصادي الاردني عبر مسيرته الطويلة كبلد نام لم تتضح ملامح النظام الاقتصادي بالشكل الصحيح والتي تناغمت مع التطورات السياسية الوطنية والاقليمية والعالمية انحطاطا في الاوضاع الاقتصادية لتلك الفئات المتوسطة التي تنتمي الى الطبقة الوسطى عموما وادت تلك التغيرات الى فرز الفئات المتوسطة بشكل اكثر دقة وتحديد ملامحها ونموها الاجتماعي المستمر كما ادت من جهة اخرى ومن النواحي الاقتصادية الى تردي القدرة الشرائية لتلك الفئات وهذه التغيرات احدثت خلخلة في تركيب تلك الطبقة الوسطى بمختلف شرائحها ومراتبها التي تحتل حيزا كبيرا بالنسبة للبرجوازية والطبقة العاملة الاردنية ونزوع فئات كبيرة منها وخاصة فئات المتعلمين الى مستوى الفقر والفقر المدقع غير ان تلك التحولات قد قفزت بالرأسمالية الزراعية والتجارية والمالية والصناعية الى مراحل متقدمة وخصوصا بعد تبني السياسات الليبرالية المشوهة والاستمرار في السياسات الترقيعية التي خربت اقتصاد الوطن وبددت ثرواته وترسيخ التبعية الاقتصادية للامبريالية العالمية فجاءت عمليات تحرير السوق والخصخصة والالتزام بوصفات منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات المالية العالمية التي جعلت شرطها الاول توفير المناخات الاقتصادية لتسهيل تمدد الرأسمال الاجنبي ومنه الصهيوني بحرية لاجل امتصاص واستغلال اكبر قدر ممكن من خيرات تلك البلاد كما ان تلك السياسات التي نفذت بطرق تتناسب مع طموحات البيروقراطية الاردنية والراسمالية الاردنية والفلسطينية التي حازت على الكثير من مكتسبات وحقوق الشعب من خلال عمليات بيع وسائل انتاجه وثرواته شيئا فشيئا كما انها اعادت الروح الى جسد البرجوازية الفلسطينية المتواجدة في الاردن و التي نشطت من عقالها عقب عمليات الغاء القطاع العام ومجمل شروطه و مرتكزاته الاقتصادية التي تبنتها الدولة عقب احداث ايلول والتي جاءت للحد من تنامي تلك البرجوازية ليبقى هذا الاقتصاد في قبضة الدولة او ليبقى بوضع رأسمالية الدولة ان تلك السياسات والتغيرات التي طرأت على مجمل الوضع الاقتصادي الاردني ساهمت في انحطاط فئات المتعلمين والفئات الصغيرة دون ان يكون هناك انظمة امان اجتماعي واقتصادي متطورة تراعي طبيعة التغيرات الاقتصادية التي احدثتها السياسات الليبرالية التي لم يرافقها اصلاحات ديمقراطية حقيقية ودون ان تكون هناك اصلاحات جذرية تتعلق بتحسين اجور تلك الفئات او بتطوير نظام ضمان اجتماعي ووظيفي يسهم بتحسين شروط المعيشة واستقرار تلك الفئات ووقف انحدارها وانهيارها فتلك الفئات المتوسطة الفقيرة ومنها الموظفين يتضخم حجمها بالنسبة لباقي الطبقات وهذه الظاهرة هي سمة اساسية لبلد صغير نام بطيء التطور كالاردن رافق ذلك الامر ايضا صعود الفئات التبعية للاقتصاد الغربي وتركز الثروات بايديها واستئثارها بخيرات الوطن كان ذلك بغطاءات قانونية برجوازية لحماية الاساسات الاقتصادية لها ولحماية الملكية الخاصة البرجوازية مما حدا بتلك السياسات التي تبنت الخصخصة وبيع القطاع العام الى الظهور بصورة واضحة مطابقة للواقع من حيث ملكية وسائل الانتاج الفردية مع المستفيد من جني انتاجها وارباحها وهم هذه الفئات فملكيات الدولة سابقا كانت تحمل مسمى ملكيات الدولة بينما هي في واقعها تخدم فئات معينة يجنون امتيازاتهم وارباحهم منها فهي المنطلق الاول لبرجزتهم كما ان ملكية الدولة لتلك المنشآت والثروات كانت ولا زالت لا تعني ملكية الشعب بل يصح ان تكون رأسمالية الدولة اذا ما استثنينا القطاع العام الاقتصادي فان الفئات المتوسطة التي تنتمي الى ذلك القطاع قد حافظت على مستواها الطبقي واستقرارها بل لقد توفرت لها الفرص المريحة للحاق بركب الاستثمار والتسلق الطبقي فدائرة الاراضي العامة قطاع حكومي بيروقراطي يتعلق بادارة وتنظيم عمليات بيع وشراء وتمليك الاراضي فموظفو هذا القطاع يتحصلون على اموال طائلة جراء استغلال مناصبهم ومواقعهم التي تؤهلهم الى تحقيق منافع متبادلة بينهم وبين عموم المتنفذين والفئات البرجوازية فهم يمارسون الانتفاع من هذا القطاع العام بشكل شخصي كما انهم يمارسون عملية السمسرة والمشاركة في عمليات نهب الاراضي ووضع اليد عليه ضمن اطار القانون البرجوازي الذي سهل هذه المهمة ليخدم استثماراته ومصالحه الطبقية ولو القينا نظرة سريعة وتعرفنا على اوضاع موظفي القطاعات العامة الاقتصادية لوجدناهم قد حققوا نقلات واضحة في مجال تملك الثروة والعقار والاستثمار اذن فالفئات الوسطى المنتمية الى القطاعات الحكومية الاقتصادية حافظت على استقرارها وامتيازاتها وحققت تراكمات ومدخرات اهلتها الى تحقيق تسلق طبقي حينا او استقرارا طبقيا في مرتبة عليا من الطبقة الوسطى حينا آخر ودخولهم ضمن العلاقات الراسمالية فالقطاع الحكومي هو شكل راسمالية الدولة تلك الراسمالية التي لا يمتلكها الراسماليون لكنهم هم المستفيد الوحيد منها ومن استغلالها ونعود مرة اخرى الى فئات المعلمين العاملين في قطاع التعليم فالمعلمون العاملون الذين يتجاوز عددهم مائة خمسون الفا والذين يعانون من استمرار انحطاط القدرة الشرائية لمداخيلهم الثابتة ازاء ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة قد انحدروا الى المرتبة الدنيا من الفئات المتوسطة فهم فئات متعلمة كادحة فقيرة عاملة بأجر و قابلة للبلترة فيما بعد فالمعلم لا يستطيع شراء مسكن او الزواج او تعليم ابنائه في الجامعات كما انه لا يستطيع الاطمئنان على سير حياته لكونه يعيش مرحلة انحطاط اقتصادية واجتماعية وهذا الامر دفع الآلاف من المعلمين الى الاستنكاف عن تلك الوظيفة وعزوفهم عنها واتجاههم الى العمل في قطاع الخدمات او القطاع الخاص او الهجرة خارج البلاد ولا ننسى بأن قانون التقاعد الذي تم الغاؤه عام 1993 واستبداله بنظام العقود الذي يأكل المعلم لحما ويرميه عظما قد اسهم اسهاما فاعلا وواضحا في انحطاط تلك الفئة فقانون التقاعد كان يوفر للمعلم راتبا تقاعديا جيدا بعد خدمة 16 عاما يخرج المعلم شابا فيبادر الى الانخراط في نشاطات اقتصادية ترفده وتسد العجز المادي الذي ترتب على نمو افراد اسرته اما بعد عملية الالغاء فسيعيش المعلم فقيرا ويخرج من الوظيفة عجوزا لا يمكنه القيام باي عمل وهذا ما ادى في الواقع الى وضعية الانحطاط الاقتصادي والاجتماعي والتردي الثقافي للمعلم ونزوله الى الدرك الاسفل الكادح كما ان هناك فئات المعلمين العاطلين عن العمل وهم فئة تعد بالآلاف المؤلفة تتعرض الى الاستغلال بابشع صوره من قبل مدارس القطاع الخاص تارة ومن قبل وزارة التربية والتعليم من جهة اخرى حينما يتم تشغيلهم على نظام الاضافي بنصف راتب وبدون اية حقوق وهذه الفئات تتعلق آمالها في الحصول على وظيفة مستقرة على الرغم من تدني الاجور غير اننا من الضروري ان نوضح بان هناك فئات قليلة من المتعلمين وخصوصا من تمركزوا وترسخوا في راس الهرم البيروقراطي قد حققوا مكاسب مادية نتيجة دخولهم الجيدة اولا ونتيجة امتلاكهم سلطات معينة في تعاملهم مع القطاع الخاص في عمليات المناقصات والعطاءات وجميع العمليات المالية التي اتاحت لهم ان يراكموا رؤوس الاموال والعمل على استثمارها في مشاريع راسمالية مختلفة فالقطاع التعليمي ليس قطاعا اقتصاديا لكنه يضم في احشائه صلاحيات اقتصادية تستأثر بها فئات قليلة معينة
اذن ادت عوامل انحطاط فئات المعلمين وهي احدى فئات الطبقة الوسطى الى اتجاه هذه الفئات الى قطاعات اخرى غير قطاع التعليم الحكومي كما ادت هذه العوامل الى هجرة البعض الى خارج الاردن ومنهم من التحق بعمل آخر وهم الاغلبية فاتجه الكثيرون الى ممارسة نشاطات اقتصادية ثانوية كالعمل سواقا لسيارة اجرة او التدريس الخصوصي او القيام ببعض النشاطات التجارية البسيطة ومن لم يحالفه الحظ بقي مكانه يعيش البؤس والفقر ويرضى به ونخص بالذكر المرأة المعلمة التي لا يمكنها باي حال من الاحوال ان تتجه الى اي نشاطات اخرى في ضوء الاعراف والتقاليد الاجتماعية التي تسيطر على ذاك المجتمع ربما يكون وضع المعلمين المتقاعدين السابقين افضل حالا من معلمي هذه المرحلة ذلك ان نظام التقاعد رغم محدودية دخله الا انه امتاز بتوفير فرصة عمل اخرى تضمن دخلا آخر للمتقاعد اضافة الى راتبه التقاعدي وفي سن مناسبة للعمل
لقد دأبت الدولة على استغلال مدخرات تلك الفئات الفقيرة من خلال السيطرة على صندوق ضمان التربية واموال الضمان الاجتماعي وباقي الاقتطاعات التي تستثمرها الدولة في مشاريع رأسمالية مربحة وتستلف منها وتخرج بواسطتها من ازماتها بينما تعطي المعلم حصيلة مدخراته بعد مضي ربع قرن بحيث لا يمكن ان يشكل هذا المبلغ اي فائدة تذكر او لربما لن يحقق اي تغيير ادنى من ناحية الانطلاق بنواة اقتصادية تحميه من العوز وقد اصدرت الوزارة قبل فترة وجيزة قانون القروض الذي وضع بشروط ومحددات تعجيزية من ضمنها اجبار المعلم على شراء شقة سكنية بشروط قاسية هدفها دعم الرأسمالية العقارية الخاصة وتغذيتها من اموال الكادحين بشروط غامضة غير عادلة بل مرهقة ومعيبة اذن عندما احتاجت الراسمالية الاردنية النامية الى الفئات المثقفة حينها كان الطلب يفوق العرض مما سهل لتلك الفئات تحقيق امتيازات تمكنت من خلالها الى الصعود والانضمام الى الرأسمالية بينما استقر الباقون ضمن الفئات الوسطى الكبيرة او المتوسطة بدخول تقارب الاجور الحقيقية لتلك الفئات بينما هبطت فئات متعلمة كثيرة ومنها فئات المعلمين الى الدرك الاسفل الوظيفي وهي آخذة في الانحطاط والانهيار..
#وليد_حكمت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استبداد وجشع ارباب المقالع والمحاجر في الاردن يدفع ثمنه العم
...
-
الفلتان الأمني في معان نتيجة حتمية لسياسات فئات غير مسؤولة
-
من ذاكرة المكان في معان .... المحطة ....5
-
نقابة المعلمين الاردنيين ... ضرورة مع غياب الحقوق
-
الاستبداد البيروقراطي يسطو مجددا على غذاء اطفال البادية الار
...
-
العاملات الآسيويات في الاردن بين غموض قانون العمل واستغلال م
...
-
عاملات آسيا في الاردن بين غموض قانون العمل واستغلال مكاتب ال
...
-
قد سألت القانون يوما : لم تحم قتلة النساء
-
الا لك من عصابة ... خلا لك الجو فافتكي وابطشي
-
دجل الخصخصة تفضحه معاناة عمال شركة مناجم الفوسفات الاردنية
-
اذا فشلت الامتحانات ... فشلت الدولة
-
نظرة في علم الأنساب .... وهل عدنان وقحطان أسطورة.؟؟...1
-
حول اعدام صدام ... اسمع عويلا طائفيا واليسار العراقي مرتعب
-
في زمن العجب .... ابو الذهب يرشد الى استعمال نشارة الخشب
-
شعب الاردن اولا يحصل على براءة اكتشاف جديد
-
شيء من ذاكرة المكان في معان..4...معان الشامية
-
شيء من ذاكرة المكان في معان...3. بعض المعالم القديمة
-
شيء من ذاكرة المكان في معان 1..... السوق القديم ...
-
شيء من ذاكرة المكان في معان ...2 شارع القناطر
-
الوزير خالد خرفان يضطهد معلمي ومعلمات مدينة معان فلماذا السك
...
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|