صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1868 - 2007 / 3 / 28 - 11:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ترى الناس في بلدان ساد فيها الظلم ، وأرغم الناس على مشابهة بعضهم البعض ، حتى انك تفاجأ حين تجد الجميع بنفس الأطوال ، لهم عين العيون ، تنطلق منها نفس النظرات ، التي تنظر إليك ببلادة منقطعة النظير ، وكأنها تقول لك ، مت غيظا ، فنحن متشابهون ، لا يفرق بيننا شيء ، تنظر إليهم طويلا ، فيروعك أنهم لايختلفون في أمر ، نفس طريقة السير ، الأنف الطويل نفسه ، الفم المفتوح ببلاهة ، نفس طريقة الملبس ، نفس الأحذية التي يشترونها من نفس محل الأحذية ، ويأمرون التجار ان يستوردوا نفس الاشكال ،بدلاتهم مخاطة بعين الطريقة ، لها الأشكال نفسها والألوان عينها ، يصدمك الواقع الأليم ، ترغب ان تجد اختلافا في نظرة العيون مثلا ، في صدق الابتسامة التي تنطبع على الوجوه ، فتكسبها القا وجمالا ، ولكن أحلامك تذهب أدراج الرياح ، حين تجد أنهم يرددون نفس الأقوال ، ويقولون عين الآراء ، ما ان تذكر فكرة معينة ، حتى تجد جميعهم وقد سارع الى تفنيد فكرتك ، قد يخطيء لسانك يوما ، وينطلق بمدح كاتب معين ، او الثناء على شاعر مشهور ، فيسارع جميعهم الى تكذيبك ، مثبتين لك انك على نقص رهيب ، فكيف يمكن ان تقترب انت من الحقيقة ، وهم كلهم قد اجمعوا على مجانبتها ؟ في بلاد الديكتاتوريات أرغم الرجال على ان يلبسوا نفس البدلة ، بالألوان الداكنة نفسها ، وان يكون لهم نفس الشارب ، وان يرتدوا نفس القميص وباللون عينه ، وان يتعطروا من نوع واحد ،وان يسيروا تلك الطريقة من السير وكأنهم ملوك الدنيا ولا احد يضاهيهم ، فهما وعلما وثقافة وأناقة ووسامة ، ظننت ان الأمر لا يغدو ان يكون إجبارا ، وان أؤلئك الناس لابد ان يعودوا الى طبيعتهم البشرية ، وان يتركوا التشبه بالقرود ، ولكن خاب ظني ، فإنني اجد مطربات اليوم على نفس الهيئة ، لهن نفس الأنوف ، وينظرن بعين الطريقة ، ويتحركن أثناء أداء الأغنية بنفس الطريقة ، ويرتدين نفس الملابس وبعين الألوان ، التفصيلات عينها ، يرددن الأقوال نفسها
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟