أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعد هجرس - ميلودراما مصطفى البليدى














المزيد.....

ميلودراما مصطفى البليدى


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1870 - 2007 / 3 / 30 - 12:26
المحور: سيرة ذاتية
    


مصطفى البليدى سيرة حياة أشبه بالحواديت الميلودرامية التى تنقلب من ذروة الفرح والسعادة إلى بئر الحزن والتعاسة. لكن الرجل لا يصاب باليأس بعد أن ينتقل من التقلب على الحرير والحياة فى القصور إلى النوم على "البرش" فى زنزانة كئيبة بأحد السجون، بل إنه يقف على أقدامه مرة أخرى ويستأنف رحلة الحلم باستعادة الزمن الجميل الذى ولى وراح. لكنه ما أن يفتح ذراعيه للحياة الجديدة ويحتفل بالميلاد الجديد حتى يباغته الموت ويختطفه إلى رحلة بلا عودة.
وحتى بعد الموت أبت الأقدار ألا تنتهى حكاية مصطفى البليدى عند هذا الحد، بل إنها أضافت فصلاً بالغ السخرية لما بعد الختام، حيث سار فى جنازته بعض أولئك الذين طعنوه فى ظهره، وذرف الدموع عليه بعض أولئك الذين تنكروا له فى حياته، ورثاه على صفحات الجرائد بعض أولئك الذين زجوا به إلى غياهب السجون!
مصطفى البليدى .. نموذج عجيب لصعود وسقوط رجل الأعمال فى مصر، وتماسكه وصموده من أجل محاولة استعادة عرشه المفقود.
وفى هذا الصعود والسقوط .. نلاحظ عوامل مدهشة لا تربطها علاقة مباشرة بالنجاح والفشل فى عالم البيزنس ومع ذلك فإنها تكاد أن تكون فاصلة وحاسمة.
فمن ذا يمكن أن يتصور أن بذرة النجاح الكبير لرجل أعمال مصرى – مثل مصطفى البليدى - يوجد فى مكان بعيد عن مصر المحروسة، مثل روسيا التى تفصلها عنا آلاف الأميال .. حيث كانت السوق ا لروسية هى "وش السعد" على مصطفى البليدى – وغيره – الذين حققوا ثروات طائلة مما كان يسمى آنذاك بـ "الصفقات المتكافئة".
وعندما جاء جورباتشوف بـ "البريسترويكا" و "الجلاسنوست"تغيرت الأوضاع بشدة، ثم حدث الزلزال الذى لم يكن يتوقعه أكبر الخبراء الاستراتيجيين فى العالم – على الأقل بهذه السرعة وتلك السهولة – حيث انهارت الامبراطورية السوفيتية دون إطلاق رصاصة واحدة!
وبينما كان هذا الانهيار مناسبة لاقامة الأفراح والليالى الملاح فى واشنطن وسائر عواصم حلف شمال الأطلنطى التى طالما أرقها وجود موسكو فى قلب المعادلة الدولية وعلى رأس حلف وارسو، كان نفس الحدث – الذى لا تربطه علاقة مباشرة بمصر والعالم العربى – نذير شؤم على مصطفى البليدى الذى انهارت امبراطوريته مع انهيار الامبراطوية السوفيتية (رغم أن الرجل لا علاقة له بالشيوعية من قريب أو بعيد).
لحظتها بدأت رحلة مصطفى البليدى مع "التعثر"، والخروج من مصر ، ثم العودة إليها بعد "كلمة شرف" من أحد كبار المسئولين ورسالة علنية خص بها "العالم اليوم" يحدد فيها موعد وصوله إلى مطار القاهرة باليوم والساعة.
وبدلاً من أن يلتزم المسئول الكبير بكلمة الشرف التى أعطاها له كان البوليس فى انتظاره ليضع الكلابشات فى يديه ويقتاده إلى السجن.
العجيب أن البنك الذى قال فى مصطفى البليدى أكثر مما قال مالك فى الخمر من قبل كان فى مقدمة المعزين الذين أسبغوا عليه أنبل الصفات وأجمل الأوصاف.. لكن بعد فوات الأوان.
وليرحمنا الله .. جميعا.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلتكن نهاية حياتنا بكرامة!
- عرب من أجل إسرائيل!
- كل استفتاء وأنتم بخير!
- ملف استحقاقات الدولة المدنية سيظل مفتوحاً
- دبرنا يا وزير التضامن الاجتماعى
- بروتوكولات حكماء الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات .. وأزمة الث ...
- المادة الثانية .. وإرهاب فهمى هويدى
- فتحى عبدالفتاح .. عاشق الحياة والوطن
- جوزف سماحه
- -حبيبة- .. و-إيمان-: تعددت الأسباب والكرب واحد
- المادة الثانية.. ليست مقدسة
- حرية العقيدة.. يا ناس!
- ماجدة شاهين.. الدبلوماسية الأكاديمية
- صدق أولا تصدق: نقد رئيس مصر مباح .. وعتاب أمير عربى ممنوع!
- »الوفاق« الوطني و»النفاق الحزبي«
- ما رأيك يا وزير التنمية الإدارية
- هل يتمتع كلاب الأمراء العرب ب -الحصانة- فى مصر؟
- تقرير الاتجاهات الاقتصادية الاستراتيجية يفسر تراجع ترتيب مصر
- اقتصاد يغدق فقراً
- بدلاً من تضييع الوقت والجهد في الرد علي الفتاوي الهزلية: تعا ...


المزيد.....




- الهجمات الروسية على أوكرانيا -مستمرة- رغم إعلان بوتين عن -هد ...
- الاحتلال يصيب طفلة ومستوطنون يخطفون 3 أطفال قبل تحريرهم بناب ...
- سموتريتش يجدد دعوته لاحتلال غزة وبن غفير يدعو لمنع الوقود وا ...
- صحة غزة: مقتل أكثر من 90 شخصا في غارات إسرائيلية خلال 48 ساع ...
- إعلام: هواوي تطلق إنترنت -10 G- في الصين
- -سي إن إن-: هدنة عيد الفصح ستتسبب بصعوبات لأوكرانيا
- سوريا.. اندلاع حرائق ضخمة في مدينة مصياف بريف حماة (صور)
- مظاهرات في عواصم ومدن أوروبية عدة تطالب برفع الحصار ووقف حرب ...
- مسؤول أميركي يتحدث عن إحراز تقدم بمفاوضات النووي مع إيران
- سيناتور روسي يعلق على تصريح زيلينسكي بشأن هدنة عيد الفصح


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعد هجرس - ميلودراما مصطفى البليدى