سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1869 - 2007 / 3 / 29 - 11:52
المحور:
حقوق الانسان
التقط الزميل سيد إبراهيم مندوب "الأهرام" فى الإسماعيلية خيط مأساة إنسانية واجتماعية مروعة أبطالها ثلاثة من نزلاء دار المسنين هناك قرروا الإضراب عن الطعام احتجاجا على سوء الإدارة، بسبب ما وصفوه بأنه تفرقة فى المعاملة، وارتفاع رسوم الإقامة، علاوة على الفساد.
وتحت شعار "فلتكن نهاية حياتنا بكرامة" بدأ أيمن عبد المنعم (75 سنة) إضرابه عن الطعام، تعبيرا عن شعوره بالإحباط والقهر من سوء المعاملة بالدار التى يعيش فيها، ثم انضم إليه كل من عطية إبراهيم (77 سنة) وعاطف أحمد (73).
مطالب المسنين لم تتجاوز الكلمة الطيبة، والكف عن الصراخ فى وجوههم، وتوفير ثلاجة حتى يتمكنوا من حفظ الأنسولين بداخلها.
تصوروا !!
هذه هى المطالب التى من أجلها أضرب هؤلاء عن الطعام، علماً بأن الاضراب عن الطعام فى مثل أعمارهم التى تجاوزت السبعين مخاطرة غير مأمونة العواقب.
وكما هو واضح فانها ليست مطالب، بل هى أبسط الحقوق الإنسانية.
فهل أصبحت "الكلمة الطيبة" مطلبا يناضل المواطن المصرى من أجل الحصول عليه ويغامر بحياته لانتزاعه؟!
هل أصبح "الكف عن الصراخ" فى وجه إنسان مريض يحمل على كتفيه أكثر من سبعين عاما مطلبا يستحق الإضراب عن الطعام؟!
هل أصبح حفظ الأنسولين فى مكان بارد من أجل مكافحة مرض السكر الملعون مطلبا عزيزا إلى هذه الدرجة فى بلادنا؟!
ماذا حدث للمصريين الذين كانوا مثالا للسلوك المتحضر والطيبة والرقة ودماثة الخلق والبشاشة والسماحة والتعاطف والحنو؟!
ومن أين جاءتهم هذه القسوة والفظاظة والجهامة الجبلية والصحراوية الغليظة؟!
لماذا غابت "الكلمة الطيبة" فى أحاديثنا الاجتماعية وحواراتنا السياسية وحل محلها التلاسن والاحتقان؟!
المسألة مزعجة .. وهى أكبر كثيراً من أن تكون قضية ثلاثة من نزلاء دار مسنين، بل هى تخصنا جميعا ونعانيها كلنا.
فهل هناك حل غير أن نسعى لوضع نهاية لحياتنا بكرامة؟!
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟