أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - رحل صوتي ..وقلبي معه إلى أن يعود














المزيد.....

رحل صوتي ..وقلبي معه إلى أن يعود


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1868 - 2007 / 3 / 28 - 11:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لقد رحل صوتي مؤخرا عني خارج إرادتي وأنا أنتظر عودته بأسرع ما يمكن .

القضية لا تتعلق بصفقة بيع أجريتها له فبخسوني بثمنه ضمن عملية نصب وقعت فيها في سوق نخاسة شراء الأصوات في ظل الديمقراطية لبلاد شرق متوسطنا الحزين , المحلية أو المستوردة , و المتعولمة عبر إرهاب العولمة المصدر عبر حروب اليانكي الأمريكي لتعميمها وعولمتها , فأنا والحمد لله منذ أن ولدت بشكل طارئ في أحد بقاع الشتات الفلسطيني(أعني سوريا) كلاجئ ابن لاجئ بمحاذاة الوطن المسلوب , عشت فيه لم أع ولم أنتبه أن استعملت هذه الكلمة إلا مؤخرا وبكثرة لدرجة القهر(حتى لا أقول لدرجة القرف) , مع أن البعض من الجيل الذي سبقني قد روى لي عن تجربة ديمقراطية كانت لفترة وجيزة بعد الاستقلال(لغط كثير دار حولها) قد انقض عليها العسكر (كما رووا) لأنهم لم يطيقوا صوتها , وأدركوا عدم أهلية الشعب السوري لها !!, فحاولوا تأهيله لها على مدار 45 عاما بمصادرتها ومصادرته نهائيا من سوريا بمنع تداول الحديث عنها وإخماد أي صوت لها , و زجه في السجون , أو الحكم بالموت , أو التهجير , على من يعترض أو لم يطوع للخضوع لسياسة السلطان والإيمان به وبأبدية سلطته عبر إلغاء القانون واستبداله بطوارئ عامة(حتى لا أستعمل كلمة قانون الطوارئ فكلمة قانون لا تليق أو لا تستوي مع كلمة طوارئ) ومحاكم استثنائية وتعميم السجون ومراكز التوقيف العرفية وراحت يافطة „لا صوت يعلو فوق صوت المعركة“هي الصوت الأعلى بل الوحيد , ولكن أي معركة ؟ ربك بيعلم فيها لأن المضمون في قلب البسطار العسكري.

و ليست المسألة أيضا حاجتي إلى صوتي لممارسة نشاط مقاوم ضد محتل مغتصب أو حاكم جائر, ففي هذا الموقع لا يتطلب الأمر صوتا أصلا, هذا أولا, ولا أنا بقادر على ممارسة العمل المقاوم ثانيا.
و لا أحتاجه لنشاطي السياسي ,أو الأدبي أو الثقافي أو الكتابي لأستعمله في جدالي مع المناصرين أو المنافسين أو الخصوم أو الحرتقات السياسية أو برد أذى الدس للبعض أو للدفاع ضد حملات التشهير سياسيا كان أو اجتماعيا أو شخصيا من القريب أو البعيد أو الخصم السياسي أو الشخصي , فأنا سلبي جدا فيما يتعلق بالدفاع عن نفسي عن طريق الصوت والكلام المضاد مما سبب لي مشاكل شخصية كثيرة مع القريبين جدا والبعيدين لأني لا أدفع عني تهم شخصية كانت أم سياسية أو أي نوع من اللغط , ليس ترفعا بل كسلا أحيانا أو قرفا , وأحيانا غشما .

و أنا لا أحب أصلا الظاهرة الصوتية في العمل السياسي في ظل ما ساد من فن العمل السياسي لدى سياسيينا , فأنا , كما أسلفت سابقا , وربما بسبب نزعة تمرد شخصية مورثة , انخرطت في النشاط السياسي مجبرا أخاك لا بطل , لأني ولدت لاجئ بلا وطن , ثم رفضت أن أكون مشروع أرنب أو دجاجة لدى العسكر حيث ولدت وسكنت بمحاذاة الوطن السليب مما أدى ليس فقط إلى إسكات صوتي ورحيله فقط بل إلى ترحيلي أنا شخصيا خلف الشمس سنوات ثم إلى المنفى البعيد أنا وصوتي مما أدى ربما لرحيله الحالي.

القضية هي أني أجريت في الفترة الأخيرة عملا جراحيا لاستئصال ورم في حنجرتي قرب حبالي الصوتية , ولا يهمني كثيرا جنس الورم إن كان سرطانا خبيثا أم سليما , ما يهمني هو صوتي الذي رحل عني غصبا وغدرا وفي غفلة مني بعد أن كان قد طمأنني على بقائه الدكتور الجراح الذي أجرى لي الجراحة(ومازال يؤكد لي عودته القريبة إن اتبعت إرشاداته الحرفية) وإلا لما كنت وافقت على ذلك , فأنا لا أختار اغتيال صوتي ليفرض علي الصمت وعدم الكلام فرضا وقهرا , فبالرغم من اختياري للصمت أحايين كثيرة للتعبير عن رأيي أو عن موقفي السياسي أو غير السياسي , إلا أني كنت أستخدم صوتي المتبقي لقضاء حاجاتي الضرورية , إني أحتاجه دائما أن يكون في حوزتي في مكانه الطبيعي , في حنجرتي , لأمارس به على الأقل بعض واجباتي , كتوجيه من تبقى لي من أولادي من خلال اللعب معهم , ومساعدتهم في حل وظائفهم , هذا من جانب , ولأناغي به صديقتي الجميلة , أسرد عليها قصصي القصيرة وبعض نثري وكتاباتي وبعض همومي .

أتمنى أن يعود صوتي إلي في أقرب فرصة , ثم أرجوك يا صديقتي الجميلة عندما تقرئين خاطرتي هذه أن لا تذكريني بأغنية سميح شقير „ إن رحل صوتي ما بترحل حناجركم , عيوني على بكرا وقلبي معكم „ لأنه , وبكل صراحة , عيوني على صوتي وأنتظر بفارغ الصبر أن يعود إلي .




#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يلد القهر سوى انكسارا
- رثاء لصديقي الذي كان يسكن في الضفة الأخرى من المنفى وقضى فيه ...
- أمنيات
- نداءا للحياة
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 3
- الصيغة الطائفية اللبنانية المتفجرة دوريا 2
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 1
- في الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
- ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
- نهاية طاغية ولكن لو.....
- المسكوت عنه
- قصة........حدث في مركز اللجوء المركزي في Halberstadt
- طبيعة الصراع الطبقي في حركة التحرر الوطني متابعة
- إلى صديقي الساكن في الضفة الأخرى من المنفى
- في حركة التحرر الوطني القومي من الإمبريالية ...متابعة
- الامبريالية وكيفية الخروج من أزمته الراهنة ...متابعة
- البنية الطبقية للنظام الامبريالي
- قصة قصيرة ......فسحة صغيرة من الحرية
- قصة قصيرة جدا......فسحة صغيرة من الحرية
- من أين يأتي هذا الإيغال والمبالغة في سفك دماء الأطفال والغلو ...


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - رحل صوتي ..وقلبي معه إلى أن يعود