أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فواز فرحان - المعادله العراقيه...والوجه الاخر للحدث















المزيد.....

المعادله العراقيه...والوجه الاخر للحدث


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1868 - 2007 / 3 / 28 - 11:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يحتار معظم السياسيين والمطلعين على الوضع العراقي في تفسير طبيعة العلاقه التي كانت تربط صدام حسين بالاتحاد السوفيتي ويجدوا صعوبه في مقارنتها مع تلك التي كانت تتحكم بعلاقته مع الولايات المتحده الامريكيه .وفي كل ازمة كانت تعصف بالعراق كانت شخصيه واحده محوريه في ادوارها تترجل للوساطه في الازمات وكان اخر ادوارها هو وساطة اللحظات الحاسمه قبل اقدام الولايات المتحده على تنفيذ هجومها واحتلال العراق وهذه الشخصيه ربما تكون معروفه عند البعض وهي يفيغيني بريماكوف.ويفسر اللكثيرون زياره صدام حسين لسفارة الولايات المتحده الامريكيه عام 1968 بانها الحجة التي يسندوا بها اتهامهم له بالعماله لها في العراق والمنطقه,والحقيقه تفرض علينا لتقديم دراسه موضوعيه حول طبيعة هذه العلاقه التي كانت تربطه بالطرفين توخي الدقه في اعطاء التفاصيل التي حركت العلاقه منذ بدايتها حجمها الحقيقي,بريماكوف كان يعمل مراسلا لجريده البرافدا(الحقيقه)الناطقه بأسم الحزب الشيوعي السوفيتي في القاهره منذ مطلع الستينات وفي نفس الوقت كان الرجل الابرز في جهاز المخابرات السوفيتي التابع للسفاره.وبما ان العراقيين مولعين بالسياسه وتفاصيلها فأنهم لا يكتفون بسماع الخبر من وسائل الاعلام العالميه بل يذهبوا ابعد من ذلك بكثير الى فحص الخلفيات التي تشكل الحدث وتقف خلف اخراجه من العدم الى الوجود,وتعود علاقة صدام بالرجل الى نهاية عام 1963 بعد ان فقد البعث السلطه على يد عبد السلام عارف ولعب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في لقاء الطرفين واقامة علاقه وثيقه بينهما ولا بد من ذكر ان صدام حسين كان قبل ذهابه للسفاره الامريكيه مجتمعا مع بريماكوف في احدى شقق القاهره ,اما ما الذي دار بين الرجلين في ذلك اللقاء فلا احد يعرفه سواهما وفي السفاره الامريكيه عرف صدام حسين نفسه على انه رجل مهم في الثوره العراقيه ويرغب في التعاون مع الولايات المتحده واعطى لهم موعد الانقلاب على عبد الرحمن عارف كدليل حسن نيه,وسارعت السفاره الامريكيه الى اخبار قيادتها بالموضوع واستبشرت الاخيره خيرا من وجود شخصيه بهذا الحجم تعمل تحت امرتها والحقيقه ان صدام لم يفعل ذلك الا لتأمين غطاء واحتواء الموقف الامريكي من اي طارئ اثناء وصول البعث الثاني للسلطه اي ان السوفيت لعبوا الدور الابرز في اخراج ذلك الانقلاب الى العلن بعد فشل الشيوعيون في الاستجابه لاحداث اي انقلاب او ثوره في عهد عارف المهزوز,فاختار بريماكوف صدام الذي كان يطلق عليه(تشي بي)وهي مختصر لكلمه تشي الثاني اي جيفارا الثاني واكتشف بريماكوف ان صدام يجمع معظم تلاوين الطيف العراقي في شخصه رجل عشائري قبلي وقومي و(اشتراكي)وفوق ذلك قادر على تحقيق أهدافه بشكل عجيب وكما تمكن في المره الاولى من التاثير في الاحداث سيتمكن من فعلها مره اخرى ,وهكذا رسم بريماكوف الخطوط الاولى لوصول البعث للسلطه بغطاء امريكي,واصبح المسؤول منذ ذلك اليوم على الملف العراقي في الاتحاد السوفيتي وكانت له الكلمه الفصل في معظم القرارات التي كانت حكومة صدام تتخذها والرجل الثاني في الحكومه العراقيه الذي اقام معه بريماكوف علاقه وثيقه كان طارق عزيز المسؤول عن نقل الرسائل في حالات الطوارئ الى القياده السوفيتيه .وقد لعبت الاراء التي شكلها بريماكوف من خلال علاقاته المباشره بكل من صدام والخميني فيما بعد والقذافي وياسر عرفات دورها في اعادة صياغة السياسه السوفيتيه وبلورة اللبنات الاولى لعملية اعادة البناء (البيروستريكا)فقد كانت جميع الاراء القادمه منهم تتمحور في ان الاتحاد السوفيتي يلعب الدور العائق في القضاء على الراسماليه اكثر من دور المساعد واذا ما اراد السوفيت فعلا تدمير الراسماليه فما عليهم الا ان يخلو الساحه للمسلمين للقيام بهذه المهمه فالتاريخ يشهد لهم بذلك!وصاغ بريماكوف هذه الافكار الى القياده السوفيتيه التي عكفت على دراستها بجدية تامه في مطلع الثمانينات وشكلت لجنه لهذا الغرض ترأسها ميخائيل غورباتشوف ووضع فيما بعد الخطوط العريضه لها ومن ثم اعلان البدأ بتنفيذها في النصف الثاني من الثمانينات,واذا كان ماوتسي تونغ صاحب نظرية ضرب العالم الراسمالي بقنبلتين ذريتين وسيطرة المعسكر الاشتراكي على العالم فان ياسر عرفات هو صاحب فكرة شراء الشركات الراسماليه وافلاسها فيما بعد اما كيف هذا ما سنتطرق اليه فيما بعد.اي ان العمليه لم تكن توصف على انها عماله للاتحاد السوفيتي بقدر ما هي علاقات قائمة على الافكار المتبادلة للوصول الى هدف مشترك وهو القضاء على الراسماليه قبل ان تبدا بابتلاع العالم ولم يكن غريبا على الذين كانوا قريبا من هذا النوع من العلاقات ان يسمعوا بتنبؤ الخميني بسقوط الاتحاد السوفيتي,وبريماكوف لعب دورا محوريا في استيعاب جميع هذه الافكار وصبها في المجرى الصحيح للاحداث واصبح احد اهم الشخصيات التي تحرك هذه الاحداث ليس في روسيا فحسب بل في العالم باسره.من هو بريماكوف؟؟ هو رجل اوكراني من مواليد كييف 1929 تخرج من معهد الدراسات الشرقيه عام 1956 وحاز على الدكتوراه في الاقتصاد السياسي عام 1959 ويجيد الحديث بالعربيه بطلاقه قراءة وكتابه غير مولع بالسلطه ويفضل العمل بعيدا عن الاضواء محبا للسجائر والقهوه والتحليل السياسي عمل مراسلا للبرافدا في المنطقه العربيه وتجول كثيرا فيها حتى خرج بنتائج غيرت مجرى التاريخ ويعود له الفضل في اختراع سياسة البيروسترويكا وانسحاب الاتحاد السوفيتي من الساحة الدوليه وعينه غورباتشوف مستشارا شخصيا له بسب الكثير من العوائق التي كانت واجهته في تطبيق النظريه التي ابتدعها له وفي عهد يلسن عينه وزيرا للخارجيه لانه كان افضل ممثل للسياسه البراغماتيه الجديده ومن ثم رئيسا للوزراء.ولا بد لي ان اذكر ان كل هذا التركيز انصب على هذا الرجل لانني ومن خلال دراستي لتاثير الاتحاد السوفيتي على المعادله العراقيه منذ سقوط الملكيه وحتى اليوم يظهر اسم بريماكوف في كل مرحله بشكل بارز ومؤثر فهو لخص افكار صدام على الشكل التالي..رجل معاد للراسماليه ويكره المتدينين ويرى ان ضربهما ببعضهما سينقذ البشريه من شرورهما.اما الخميني فكان وصفه اكثر تهذيبا رجل مبدأي متدين يرى ان الاسلام السياسي قادر على سحق الراسماليه وان التضحيه في سبيل هذا الهدف يمثل امرا ساميا ونبيلا ,ووضع اطارا عاما للسياسه التي يتوجب انتهاجها فور بدأ التطبيق لنظرية اعادة البناء تقوم على عدة محاور ومنها...ان يقوم مجلس السوفيت الاعلى بالابتعاد عن الاضواء ولعب نفس الدور الذي تلعبه الاوليغاركيه الماليه الحاكمه في الولايات المتحده اي توجيه السياسه العامه للبلاد عن بعد,ان يقوم رجال المخابرات المخلصين باداره دفة السلطه وتاهيل الرجل المناسب لكل مرحله وفق ما تقتضيها الضروره السياسيه ...ان يقوم جهاز المخابرات بنفس الدور الذي تقوم به المخابرات الامريكيه في كل انحاء العالم والفقره تشمل توفير اموال طائله من تجاره المخدرات التي سيطرت عليها المخابرات الامريكيه لتمويل برامج التسلح وبرامج الفضاء...ان تستفيد الدول الاشتراكيه الخارجه من احضان الاتحاد السوفيتي من التكنولوجيا الغربيه في تحديث اقتصادياتها واعتبار المرحله فرصه لالتقاط الانفاس ..والكثير من النقاط التي لا تسعها هذه المقاله لتوضيح الدور الذي لعبه بريماكوف في صياغة الاحداث على مختلف الاصعده كما ذكرت.اما الخطوط العامه العريضه للسياسه التي ينبغي على الدول العربيه المواليه لموسكو فانها لاتحتاج لنفس الجهود المبذوله على الساحه الروسيه طالما ان الحرب عقائديه وقائمه على الجهاد المقدس ومحاربة الكفار!!ان حد اهم محاور السياسه الروسيه يستند الى نتائج الحرب الدائره في العراق والتي تلعب فيها السياسه الروسيه دورا لا يقل عن دور الاحتلال وتقديمها المعلومات العسكريه للمقاومه بطرفيها الخفي والمعلن ونقيضيها الشيعه والسنه يمثل عاملا حاسما في الحاق الهزيمه بمرتزقة بوش,اي ان العمليه اشبه ما تكون على الشكل التالي روسيا تدعم السنه من خلال سوريا ومعظم المقاتلين هم من رجال صدام الذين تلقوا تدريباتهم في الاتحاد السوفيتي ويجيدون الحديث بالروسيه والتعامل بشيفراتها السريه,ومثلما فعلت في افغانستان من تحويل معظم رجال المخابرات الافغانيه في العهد الشيوعي الى فقهاء في الشريعه وقاده لحركة طالبان فعلت برجال مخابرات صدام عندما حولتهم الى امراء وشيوخ للمقاومه المسلحه,وخلقت لهم نقيضا في الطرف الاخر وهو جيش المهدي والذي سيلحق الهزيمه اولا بالاحتلال ستساعده روسيا في تثبيت اقدامه في حكم العراق.ووجوه كثيره اخرى للسياسه الروسيه التي قادت العراق الى ان يكون المستنقع الذي ترغب ان تسحق فيه الامبرياليه العالميه من خلال الحرب بالوكاله التي يتحمل فيها الشعب العراقي المسكين تبعاتها .ان السياسه التي صاغها بريماكوف للمنطقه تلعب اليوم دورها في التنفيذ وتصريحاته اثناء اعدام صدام والقائلة ان الولايات المتحده اعدمته لكي لا يكشف عن حقائق العلاقه بينه وبين امريكا ما هي الا لتضليل السذج في عالمنا المعاصر ولو قدر لي التكهن بالكلمات التي نطقها بريماكوف لوضعتها على الشكل التالي....قل لي يا تشي بي كيف تحب ان تكون النهايه كالمسيح...ام تشي غيفارا...ام نهاية الامام علي ام الحسن ام الحسين!!!!وبوسع القارئ تخيل النهايه التي اختارهاصدام!!




#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الدكتاتوريه..والبديل الديمقراطي
- المصالحه الوطنيه..والحلول الواقعيه
- الماركسيه...واليسار العالمي
- البيت الابيض..واليوم الاسود
- بعشيقه والفكر الشيوعي
- جوانب مظلمه في الحرب الامريكيه على الارهاب 2
- حول تعريف حقيقي لليسار
- جوانب مظلمة في الحرب الامريكيه على الارهاب


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فواز فرحان - المعادله العراقيه...والوجه الاخر للحدث