ابراهيم الجندى
الحوار المتمدن-العدد: 1867 - 2007 / 3 / 27 - 12:01
المحور:
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
تثير قضية المواطن عماد الكبير الذى تم تعذيبه بوضع العصا فى دبره بقسم شرطة بولاق الدكرور فى مصر عددا من علامات الاستفهام ؟
فما السبب الذى من اجله تم تعذيب المواطن بهذا الشكل الوحشى ؟ وما الذى دعا الضباط الذين اشرفوا على تعذيبه الى توثيق التعذيب وتسجيله على سى دى وتوزيعه لازلال المواطن وفضحه!!
لقد ضغط الضابط على عماد للتراجع عن شكواه بل ودفعه لاتهام جريدة الفجر بالكذب وفبركة السى دى مقابل الافراج عن شقيقه وبسط حمايته عليه وعلى اسرته !!
هل كان لأحد ان يصدق المواطن اذا اشتكى الضباط انهم مارسوا هذا التعذيب البشع ضده دون وجود السى دى ؟
هل كان لأى لطبيب بأى مستشفى أن يجرؤ على كتابة تقرير للمواطن ضد الشرطة ؟
انتظرنا بيان من وزارة الداخلية توضح فيه للرأى العام ما حدث فلم يصدر !!
دعونا نفترض ان المواطن مجرم..فهل هناك طريقة اخرى لعقابه بخلاف وضع العصا فى دبره ؟
كم جريمة تعذيب وكم مواطن ينتهك عرضه وتداس كرامته فى الاقسام كل ساعة وكل يوم وكل عام فى الظلام وخلف القضبان ؟
اعتقد ان المشكلة الاساسية تكمن فى وجود أماكن مغلقة لا تخضع للرقابة وبالتالى فان من يمارس التعذيب على يقين ان أحدا لن يراه بالاضافة الى انه يشعر انه فى مأمن من العقاب على فعله فى حالة اكتشافه ؟
الحل من وجهة نظرى ليس فقط بتشديد العقوبة على من تثبت بحقه جريمة التعذيب وانما بوضع كاميرات تليفزيونية مغلقة فى جميع السجون والاقسام تنقل ما يحدث الى غرفة مركزية بوزارة الداخلية نفسها لتكون قادرة على الرقابة والمتابعة .
قد يعترض البعض بأن المسألة مكلفة والرد ببساطة انه ليس هناك اغلى ولا اعظم من كرامة الانسان .
اعرف مسبقا ان هناك الف طريقة لتعذيب المواطن فى اماكن اخرى ومنها سيارات الترحيل نفسها الا ان وجود الكاميرا سوف يحد من التعذيب فى النهاية .
ان الكاميرا التليفزيونية منتشرة فى كل مكان بالولايات المتحدة .. بدءا بالمستشفيات مرورا بالمحاكم واقسام الشرطة انتهاء بمترو الانفاق ، ببساطة لأنهم ليس لديهم ما يخشون منه ، فليس هناك مناطق مظلمة .
التعذيب كالخفافيش لا يظهر الا فى الظلام .
#ابراهيم_الجندى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟