أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - فيلم طويل من التنازلات التاريخية















المزيد.....

فيلم طويل من التنازلات التاريخية


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 563 - 2003 / 8 / 14 - 05:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

إذا ما جربنا جمع التصريحات التي أطلقها أبو مازن منذ أصبح رئيسا للحكومة وحتى يومنا هذا،لن نجد فيها أي التزام بأية ثابتة فلسطينية وطنية،بل سنجدها كلها التزامات وتنازلات تخدم الجانبين الإسرائيلي والأمريكي.ولكي لا نظلم أبو مازن وحكومته العتيدة،فأن لدى تلك الحكومة التزاما وحيدا واضحا ومعروفا،ألا وهو المضي قدما في نهج أوسلو،بالرغم من أن عملية أوسلو أصبحت من الفطائس والجيفة،بحكم أنها فشلت وماتت بالضربة القاضية منذ اندلاع انتفاضة الأقصى.

منذ أن تولى السيد محمود عباس رئاسة الوزراء،وكلنا بالمناسبة نعرف كيف تولاها ولماذا وبواسطة من،وهو لازال يعمل بنفس الوتيرة،حيث يقدم التنازل تلو التنازل،ظنا منه بأنه بهذه الطريقة يكسب ود إسرائيل وأمريكا،قد يكسب ودهما وقد لا يكسبه،وهو على كل حال في المسألتين خاسر،لأنه بهذه السياسة لن يكسب ود الشعب الفلسطيني،ونعتقد أن ود الأخير أهم من أي ود آخر،اللهم ألا إذا كان لأبي مازن حسابات أخرى.

لكي نريح أبو مازن وحكومته ونريح الجميع،نقول أن الشعب الفلسطيني لم يعد يراهن على الخيول الخاسرة،فخيول أوسلو فشلت وهزمت في السباق مع الزمن،لذا لا يمكن لتلك الخيول أن تعيد التجربة من جديد،فكيف الحال وهي تعيدها بنفس الوسائل  السابقة،و بنفس العتاد القديم؟

الشعب الفلسطيني لم يعد يؤمن بغير ما يراه وما يسمعه وما يعرفه،ولا يمكن تسويق التنازلات والهزائم والاستسلام باسمه،لا عبر السلطة الفلسطينية التي تقول أنها تمثله،ولا عبر منظمة التحرير الفلسطينية التي هي بالفعل ممثله الشرعي والوحيد،لكن حتى هذه المنظمة لم تعد هي نفسها التي اختارها الشعب الفلسطيني،وصانها وحماها وأدام ديمومتها بالشهداء والتضحيات والعطاء. هناك مفهومان اثنان أو أكثر لمسألة تمثيل المنظمة لهذا الشعب،مفهوم أهل أوسلو ومؤسستها المنبطحة،ومفهوم المعارضة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.مثلا أنا كفلسطيني لازلت متمسك بالمنظمة وأرفض السياسة التغيبية التي اتبعها الرئيس عرفات ومن معه،بحيث قادت المنظمة إلى أقصى حدود السقوط في الهاوية،ثم تركتها هناك معلقة بين الأرض والسماء،يجيئون بها وقت تمرير الصفقات المرفوضة وغير المقبولة وطنيا،فتجتمع ما تسمى اللجنة التنفيذية وتوافق على قرارات السلطة ورئيسها ومن ثم يقول العالم كله بأن السلطات الفلسطينية بأعلى مستوياتها وافقت على الاتفاقية كذا أو الإعلان كذا،هذا هراء فلا هذه اللجنة ولا تلك المؤسسة تستطيع التنازل عن الثوابت الفلسطينية وتوقيع وتمرير الاتفاقيات التي لا تخدم شعبنا الفلسطيني،كما حصل منذ أوسلو وحتى الآن،لأن هذه المؤسسات لم تعد شرعية وقد أكلها الصدأ بفعل التقادم والتلف،لكن لا هذا التلف و لا ذاك الصدأ أكلا الميثاق الوطني الفلسطيني،إنما أكله وألتهمه جشع المهزومين والمستسلمين،الذين تبايعوا في مجلس غزة وبحضور الرئيس كلينتون على شطبه،فتم شطبه لخاطر عيون الأمريكان ويهودهم والإسرائيليين وأعصابهم.

أن الحل الأجدر لإنقاذ الوضع الفلسطيني مما هو عليه،يكون بإعادة الاعتبار لائتلاف منظمة التحرير الفلسطينية،وذلك عبر تجديد المنظمة وإصلاحها وترميم مؤسساتها،وعبر كبح القيادة المتنفذة في المنظمة،وتحديد صلاحيات المؤسسات واللجان والمسئوليات فيها.إذ لا يجوز لشخص واحد أن يمسك بكل أعصاب المنظمة،ويحركها كما شاءت أهواءه ورؤيته للأمور.لأنه يجب أن يكون هناك مؤسسات حقيقية لا حركية،فالمنظمة يجب أن تكون المنظمة لا نسخة عن حركة فتح وغيرها من الحركات،لأنها يجب أن تكون الكيان السياسي الذي يقود النضال الفلسطيني.ويجب أن نأخذ أيضا بعين الاعتبار دور الحركات الفلسطينية الجديدة مثل حركتا حماس والجهاد ودورهما في هذا الكيان الفلسطيني.

 كيف تستطيع المنظمة أن تحاسب السلطة مادام رئيس السلطة هو رئيس المنظمة ومادام أركان السلطة هم أنفسهم أركان المنظمة؟

لقد أثبتت التجربة السابقة والحالية عقم تلك الطرق وتلك القيادة،وفشل تلك التجربة. لأن الذي ينظر للمرحلة الممتدة من أوسلو حتى خارطة الطريق والهدنة الحالية،يعرف أن هذا النهج السياسي الفلسطيني الرسمي،أصبح نهجا متقادما وعقيما،لا بد أن يزول وينتهي بلا عودة،حتى يتسنى للجيل السياسي الفلسطيني الجديد،إثبات نفسه وقدرته على قيادة المنظمة والسلطة وإعادة تجديدهما وبناءهما على أسس وطنية سليمة،وبنهج سياسي وطني لا يقبل التنازلات ولا يقدمها للإسرائيليين والأمريكان،من أجل وقفة مع بوش وشارون في العقبة أو غيرها من المدن.فقد سئم الشعب الفلسطيني من الفيلم الطويل الذي يقدم التنازلات المجانية للأعداء على حساب الشعب الفلسطيني وتضحياته الجسام،وسئم تصرفات القادة الذين يتعاملون معه وكأنه قطيع من الماشية،يتصرفون ويتخذون القرارات ويبنون السياسات ويقدمون التنازلات باسمه،كأنهم أوصياء على هذا الشعب وأولياء أمره.

على الحكومة الفلسطينية إن أرادت أن تستمر أن تركن أمرها للشعب الفلسطيني وتتراجع عن الانبطاح المعيب في سياساتها،فلكل بيت رب يحميه،ولهذا البيت الفلسطيني أيضا ربه الذي يحميه،و هو الشعب الفلسطيني،الذي حماه في كل سنوات ومراحل النضال الوطني.

على الحكومة الحالية أن تكف عن وصف المقاومة بالإرهاب والتلاعب بالقضايا الأساسية والمصيرية كحق العودة والقدس والمستوطنات والأسرى.يجب أن تكون السياسة الفلسطينية واضحة ومكشوفة،بلا أسرار ،علانية يعرفها الفلسطيني من الفلسطيني لا من نشرات الأخبار العبرية والأجنبية.ويجب على أبي مازن وقف فيلم التنازلات الطويل لأنه لا ضرورة لذلك،فبهذه الطريقة لا يمكن كسب الصهاينة والأمريكان،وهنا يحضرنا الكلام الهام للدكتور عزمي بشارة حول سياسة أبو مازن وقد قال بشارة " أراه(أبو مازن) يستهدف استمالة إسرائيل وأميركا بالتنازلات منذ خطابه في العقبة في مايو (أيار)الماضي واعتباره المقاومة إرهابا، وفي اعتقادي أن استمالتهم عبر التنازل لا يزيد من قناعتهم بالقضية الفلسطينية بل يرسخ قناعة بأنه إذا ضغط أكثر على الفلسطينيين يتراجعون أكثر".جاء هذا الكلام في حديث لصحيفة الشرق الأوسط الصادرة اليوم الاثنين 11-08-2003 في لندن.وهذا التحليل لعزمي بشارة صحيح ويأتي في الوقت المناسب،ليضع السياسة العباسية في إطارها الطبيعي ومكانها الذي اختارته بملء إرادتها.

  



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب إسقاط حكومة أبو مازن
- الأسرى أولا ..
- العراق يفخر بكم.. - إلى سعدي يوسف، علاء اللامي،سليم مطر وحمز ...
- الهدنة بين الموت والفناء
- تبكي يا أبن الأربعة !
- من قلةِ الرجال سموا الديك أبو علي..
- كيف نعمل لأجل السلام ؟
- العراق المحتل و الدول اللقيطة..
- مصر قلعة العرب
- الغناء في حضرة الشهداء
- أمريكا صانعة الأعداء
- البقاء أو الاستقالة بيد الشعب الفلسطيني
- حمامات الدم تغرق خارطة الطريق
- محاولة اغتيال الرنتيسي ستفتح أبواب جهنم من جديد
- الكلام المباح ليس مباحا
- خطاب العقبة،عقبة حقيقية بوجه الوحدة الوطنية
- لا يوجد تبريرات حقيقية لسقطة العقبة
- حق العودة وحق الكلام عنه
- وقاحة أمريكية ولا مبالاة عربية
- الاحتلال هو العقبة أمام قيام الدولة الفلسطينية


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - فيلم طويل من التنازلات التاريخية