|
أبشروا أيها العنصريون : الأمازيغ لم ولن ينقرضوا بعد / الجزء الثالث
مليكة مزان
الحوار المتمدن-العدد: 1867 - 2007 / 3 / 27 - 12:06
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
( إلى القذافي وأمثاله من المعتوهين ، إلى كل صحراوي انفصالي لئيم ) ـــــــــــــــــــــــ
منذ أسابيع نشر السيد الوالي سلامة إحدى مقالاته بموقع الحوار المتمدن ، مقالة متحيزة للأطروحة الانفصالية لبعض أبناء الجالية العربية المقيمة بصحرائنا المغربية ضدا على الوحدة الترابية لبلدي تامازغا الغربية(=المغرب) وبالتالي ضدا على وحدة تامازغا الوطن الكبير للشعب الأمازيغي بشمال إفريقيا وبجزر الكناري ، فوجهت له رسالة مفتوحة أدحض فيها قدر مستطاعي كشاعرة ملتزمة ، مزاعمه وأمثاله من الصحراويين حول ما يسمونه بالصحراء الغربية وبالشعب الصحراوي المظلوم المزعوم والرسالة منشورة بنفس الموقع .
بعد أيام وصلني رده على بريدي الإلكتروني، لكني بادرت ونشرته في نفس الموقع تحديا مني لأمثال هذه الكتابات. ولأن كلامه مبني على كثير من التناقضات والمغالطات والأكاذيب فقد حملتني غيرتي الشديدة على أمازيغية أرضنا ومصير شعبنا على أن أعد القراء بالرد على هذا السيد وأمثاله من الذين صاروا يعتبرون أنفسهم مثقفين صحراويين ملتزمين ، مثقفين إن كانوا يؤمنون بواجب ما نحو انتمائهم فهو واجب غير إنساني لأنه واجب إزاء انتماء لا مجد له خارج تسلطه على أراضي الغير ولا تاريخ له غير تاريخ كونه عالة على غيره ولعنة لا يعرف الأمازيغ كيف ينجون من تبعاتها.
نعم صار أمثال الوالي سلامة يعتبرون أنفسهم مثقفين لا يجدون شيئا يقومون به ( وقد شهد العالم لهم بكونهم جماعة بشرية حضارية تخلصت أخيرا من قساوة الصحراء ومن الخيام الخشنة المتهرئة وحياة الترحال والموائد الفقيرة ) غير التعجيل بطعن الصدور الأمازيغية التي احتضنتهم ، متمتعين أثناء ذلك كله بالعيش الرغيد في الشقق والمنازل بل والفيلات الفخمة على طول وعرض صحرائنا المغربية وعلى حساب الأمازيغ السكان الأصليين الذين بسبب إقصائهم لا يجدون أمامهم غير ركوب قوارب الموت تاركين خيرات أرضهم للعنصريين من العرب الصحراويين منهم وغير الصحراويين في جنوب المغرب كما في غير الجنوب .
يقول السيد سلامة :
أنا أناصر القضية الأمازيغية ...
وأكاد أقول صادقة لأهلي الأمازيغ : مبروك علينا يا قومي أول الغيث هذا . إن أخانا السيد سلامة العربي الصحراوي يناصر قضيتنا الأمازيغية العادلة ، وعلينا أن نشكر له مبادرته الأصيلة هذه ، على طريق اعترافه هو وقومه أخيرا بنا !
نعم أكاد أقول ذلك لولا أني أحدس أن أول الغيث هذا مجرد كذبة يسخر بها منا السيد سلامة ، إذ يعرف تمام المعرفة أن من شروط الانتصار الحقيقي الكامل للقضية الأمازيغية هو الاعتراف بحق الشعب الأمازيغي في صحرائه الأمازيغية ، كما في باقي أراضيه على امتداد شمال إفريقيا.
فهل يملك السيد سلامة ما يكفي من الشجاعة للاعتراف بأمازيغية الصحراء التي يريد قومه ( بل عصابته في شخص البوليساريو ) سرقتها منا ؟!
يتابع السيد سلامة اعترافاته الجميلة :
أنا أناصر القضية الأمازيغية التي عرف شعبها إبادة ثقافية ...
من جملة ما يضطر السيد سلامة إلى الاعتراف به هنا ( نظرا لواقعيته ) كون الشعب الأمازيغي عرف إبادة ثقافية ، إبادة تكفي وحدها ( على أساس أن هناك أيضا محاولات دنيئة لإبادة مادية جسدية للشعب الأمازيغي مورست بوسائل مختلفة حسب الحكومات التي تدبر شؤونهم في كل بلد من شمال إفريقيا والصحراء الكبرى : مالي والنيجر ) أقول إبادة ثقافية تكفي وحدها لجعل مطالبة هذا الشعب الآن بحقوقه من أكثر قضايا الإنسان المعاصر عدالة في عالم اليوم ، لكن اعتراف السيد سلامة بهذه الإبادة يبقى اعترافا جزئيا ذاك أنه يقر بوجود إبادة في حق هذا الشعب ، ولكنه لا يملك ما يكفي من الشجاعة ليقول أن قومه العرب في شمال إفريقيا ، وفي الصحراء وغير الصحراء ، هم في غالب الأحيان مرتكبو تلك الإبادة !
يضيف السيد سلامة :
لكن لا يجب بأي حال من الأحوال أن يتحول الشعب الأمازيغي بقضيته العادلة من دور الضحية إلى الجلاد ، يضطهد الشعوب الأخرى ويؤسس لحضارته من خلال استئصال واغتصاب الأمم الأخرى.
يظهر من كلام السيد سلامة هذا أنه لا يقوى سوى على انتصار نظري للقضية الأمازيغية ، أي دون أية دعوة صادقة عملية لإنصاف الشعب الأمازيغي . سبب ذلك أن أي إنصاف حقيقي في نظره لن يكون إلا عاملا من عوامل تحول الأمازيغ من ضحية إلى جلاد ، ولنا أن نتساءل بكل اندهاش :
ومتى كان إنصاف الضحية يحولها إلى جلاد ، أو يصير مساسا بحقوق الجلاد ؟!
يبدو هنا أن السيد سلامة ، بسبب ثقافته العربية ونزعتها اللاإنسانية ، لا يستطيع أن يتصور أي علاقة أخرى بين آدميين أو بين شعبين إلا علاقة الضحية بالجلاد أو علاقة المغزو بالغازي ، مع تفضيله طبعا أن يكون العربي هو الغازي دائما ، وهو دائما الجلاد !
إن الشعب الأمازيغي ( وليطمئن السيد سلامة إلى هذه الحقيقة تمام الاطمئنان ) لم يسع أبدا ولا يسعى ، في مطالبته بحقوقه المشروعة في أرضه وثقافته وتدبير شؤونه ، إلى اضطهاد أو استئصال أي كان . فليس ذلك من طباع هذا الشعب ، ولا من ثقافته الأم .
كما لم يكن أبدا ، وهو صاحب التاريخ العريق والثقافة الأصيلة والحضارية الإنسانية ، ليؤسس كيانه على أنقاض الآخرين ، بل لا تعرف الإنسانية ، في تاريخها القديم والحديث ، شعبا في مثل تراجع الأمازيغ أمام اكتساح الغرباء لأرضهم وثقافتهم إلا شعب الهنود الحمر في استراليا والأمريكيتين .
وللسيد سلامة من تاريخ تفاعل الأمازيغ الطويل مع الآخرين لخير دليل . بل لقد عمل الشعب الأمازيغي ، كما هو معروف ، على تطوير ونشر ثقافة العرب . هؤلاء العرب المتخوفين حاليا من تمتعه بحقوقه كاملة كنتيجة حتمية لشعورهم بأنهم فعلا حاولوا إبادته نهائياً ، لولا ما يتسم به هذا الشعب من قدرة خارقة على البقاء والصمود .
نعم لقد قام الشعب الأمازيغي مخلصاً ، وعلى مدى قرون ، بالانتصار للعروبة والإسلام ، وكان أول ضحايا ذلك الانتصار . ذاك أن الثقافة العربية في الصميم ثقافة لاإنسانية لا يهنأ لها بال حتى ترغم الآخرين على تجرع ويلاتها وتقبل فظاعاتها ، بدل الحرص على نبذ تلك الفظاعات والسهر على ترجمة بعض ما فيها من دعوات إلى المحبة والتضامن والسلام ( على ندرتها الواضحة وطابعها النسبي الصادم ) إلى واقع إنساني جميل تستفيد من حسناته كل أمم الأرض وشعوبها !
يتبع ...
#مليكة_مزان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبشروا أيها العنصريون : الأمازيغ لم ( ولن ) ينقرضوا بعد
-
أبشروا أيها العنصريون : الأمازيغ لم ولن ينقرضوا بعد
-
على إثر التصريحات العنصرية الخطيرة لمعمر القذافي ضد الأمازيغ
-
مليكة مزان : الشامخة شعرياً المتخندقة سياسياً
-
باسم نهديَ الذي خلقْ
-
من أي غفران
-
المرأة الأمازيغية: مظاهر الحيف والتمييز وتعدد مستويات الطرح
-
ديني هذا الانفصامْ
-
هناك دائماً فصول لاشتهاء الحب
-
هناك دائما فصول لاشتهاء الحب
-
ها الرب يسْكَرُ من نهديَ الألذ
-
الأمازيغية بالجامعة الكاتلانية
-
عارية ٌ إلا منكْ
-
بحليب أمي وأمازيغية الأرضْ
-
عارية إلا منكْ
-
كفاكم اعتداء على أمازيغية صحرائنا المغربية
-
رسائل من الفكر الأمازيغي النسائي العقلاني - إلى الدكتورة وفا
...
-
ما ثمت غير نهديَ فاغنمُوه
-
من التراث العالمي للأمازيغِ علمانية ُ النهدْ
-
معا ضد كل مثقف مخل بواجبه الإنساني
المزيد.....
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
-
زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص
...
-
إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد
...
-
تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
-
لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
-
الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
-
لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال
...
-
سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
-
مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م
...
-
فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|