كلمة التيار الوطني الديموقراطي في مؤتمر -لارزاك - لقوى السلام العالمي

المكتب الإعلامي للتيار الوطني الديموقراطي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 563 - 2003 / 8 / 14 - 04:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 
المكتب الإعلامي للتيار الوطني الديموقراطي العراقي :
11/8/2003

كلمة التيار الوطني الديموقراطي في مؤتمر "لارزاك " لقوى السلام العالمي .

شارك التيار الوطني الديموقراطي في المؤتمر التضامني الذي عقدته القوى المحبة للسلام والمعادية للهيمنة والعولمة الإمبريالية والذي عقد في ضواحي مدينة "لارزاك "الفرنسية من السابع إلى التاسع من شهر آب الجاري .وكان مقررا أن يحتشد في معسكرات "لارزاك" مائة ألف متضامن غير أن الحضور تضاعف وبلغ مائتي ألف وفق بعض التقديرات .. وقد ألقى ممثل التيار الوطني الديموقراطي المهندس سعد مالكي  الكلمة التالية والتي قوبلت بمشاعر وهتافات التضامن والتصفيق المتواصل ..
ننشر أدناه النص الكامل :
 
 الأصدقاء الأعزاء :
     
 اسمحوا لي أن أحاول وضعكم في صورة أوضاع بلادنا ، والتطورات التي شهدها الوضع والجهود التي قمنا بها مؤخرا ، إننا نسعى منذ مؤتمر "جكارتا" الذي انعقد في 19 –21 أيار وشاركنا فيه ، لان نتابع إعلامكم عن التطورات بما خص مطلبنا الذي نركز عليه ، وهو ، العمل على تحقيق عقد ، المؤتمر التأسيسي الوطني العراقي المستقل ، باعتباره المصدر الطبيعي للشرعية الوطنية بعد أن انهارت الدولة العراقية ، مما يقتضي العودة إلى ممثلي الشعب حتى يصوغوا باجتماعهم الحر، القانون الأساسي ، ويحددوا شكل الدولة والنظام العراقي المقبل .
  لم يتغير شيء في سلوك الاحتلال بل زادت حدة عمليات القمع التي يقوم بها وقد تكونون اطلعتم على آخر تقارير مركز الدراسات الستراتيجية الأمريكي الذي يوحي باعتبار الأشهر الثلاث القادمة حاسمة ، ويقدم توصيات بهذا الاتجاه ، هذا قد يفسر الحملة القمعية المحمومة التي تقوم بها قوات الاحتلال حاليا والتي يثبت أنها تلاقي الفشل ، وأدت إلى مزيد من المقاومة بكل أشكالها ، ويأمل الاحتلال بأن يحصل على غطاء دولي وعربي لوجوده لكنه فشل حتى الآن في أن يؤمن الدعم الذي أراده وهو بناء عليه يعاني من مأزق يتفاقم باستمرار .
    لقد أبلغناكم في جنوا في 18 – 19 تموز بان جهودنا بهذا الخصوص تسير باتجاه إقامة مؤتمر من دورتين الأولى ستضم ممثلي العشائر و أخرى عامه ،و أشرنا إلى المصاعب التي تواجهنا وهي مصاعب ذات طبيعة تمويلية من جهة ، ومتعلقة باحتمالات تدخل الاحتلال وإقدام قواته على منع المؤتمر من جهة ، لقد نبهنا للاحتمال الأخير وقلنا بان دعمكم المباشر بالحضور سيكون مهما جدا  وبالفعل فلقد داهمت قوات الاحتلال بيت الأمير محمد الحبيب أهم المؤيدين لفكرة عقد المؤتمر و أكثرهم نفوذا وفعالية وقد أذاعت فضائيات عديدة الخبر . وقد أصدرنا من جهتنا بيان استنكار وزع في بغداد ، كما قام رؤساء عشائر أكثر من مائتي عشيرة بزيارة بيت الشيخ  محمد الحبيب احتجاجا .
    ومن جهة أخرى فلقد برزت ظاهرة تحول في مواقف بعض القوى التي بدأت تتصل بنا مع  أنها منحازة لفترة طويلة للطرف الآخر ، وهنالك مؤشرات على احتمال أن نتلقى دعما سياسيا من جامعة الدول العربية التي اتخذت في الآونة الأخيرة قرارا بعدم الاعتراف بمجلس الحكم مع استعدادها للتعامل مع الأطراف العراقية على قدم المساواة ، لقد وجهنا رسالة بهذا الخصوص إلى السيد الأمين العام للجامعة العربية ونتوقع أن توجه لنا دعوة قريبه حيث سنقوم وقتها بتشكيل وفد موسع من الداخل والخارج وهذا سيعطي مطلبنا دفعا كبيرا ويوصل الجهود الدولية والدعم الذي تقدمونه بالإطار العربي مما سيولد آلية فعالة للغاية .

    ومن التطورات الهامة أيضا الاتصال الذي أجريناه مع المرجعية الناطقة في النجف فلقد بعثنا بوفد إلى هناك وحمل الأخوة رسالة تفصيلية فيها مقترحات محددة وتلقينا ردا إيجابيا قد نتعرف على تفاصيله خلال الساعات القادمة ووقتها سيكون لدينا شيء هام نعلنه ، وهذين العنصرين : أي الموقف العربي الجديد وموقف المرجعية الناطقة في النجف سيؤديان إلى انعطافة ملموسة في عموم الوضع خاصة وإننا كنا خلال الفترة الماضية قد هيأنا الأجواء على صعيد قوى العشائر وانضمت إلينا عشائر جديدة من المناطق الشمال غربية .
    نحن نأخذ أيضا بالاعتبار ضرورات التوافق بين جهودنا من ناحية وظروفكم فلقد طلب إلينا الجميع في جنوا أن نضع  بالاعتبار مسالة توقيت عقد المؤتمر واقترحوا وقتا اعتبروه الأنسب لحضورهم هو نهاية العام وبالتحديد خلال أعياد الميلاد وقد دخل هذا العنصر ضمن حساباتنا بالفعل ولكننا لا نستطيع أن نتحكم تماما بالوضع رغم أننا سنبذل قصارى جهدنا  لأننا حريصون على وجودكم معنا ، وعليه فإننا سنكون حريصين على وضعكم في صورة ما نفعل باستمرار، ونأمل أن نتمكن سوية من توفيق خطواتنا على أمل أن نكون معا في بغداد بينما العراقيون وممثليهم الأحرار يعقدون مؤتمرهم التأسيسي ويرسون قواعد إقامة الديمقراطية والحرية في أرض الرافدين ..
   لن نطيل عليكم ونأمل لكم من كل قلوبنا النجاح والتقدم .
لقطات من المؤتمر :
  بعد انتهاء الزميل سعد مالكي من إلقاء كلمة التيار الوطني الديموقراطي العراقي حرص الحضور و ممثلي المنظمات و بشكل استثنائي على طلب اللاقطة " المايكروفون"  لتوجيه كلمات التأييد للشعب العراقي ، و لمشروع  انعقاد المؤتمر التأسيسي عبر عملية ديمقراطية و حرة بعيدة عن تدخل و تأثير المحتلين . وعلى أن مواجهة الاحتلال العسكري يجب أن ترافقها مقاومة عنيدة لمحاولات الهيمنة الاقتصادية وعقود مؤسسات النهب الأمريكية و التي ستنتزع من الشعب العراقي مقدراته وحقوقه الوطنية .                                                                                                    
و لقد تعهد المتحدثون بالحضور إلى بغداد في فترة انعقاد المؤتمر الوطني التأسيس  و طلبوا من ممثل التيار الوطني الديمقراطي العراقي تزويدهم بموعد انعقاد المؤتمر الوطني التأسيسي المستقل حال تحديد هذا الموعد.
كما توجهوا بالكثير من الأسئلة و الاستفسارات إلى ممثل تيارنا الوطني ، و أصبح جو الجلسة مفعما بمشاعر التضامن و التفاعل مع معاناة الشعب العراقي وطموحاته الديمقراطية المشروعة ،،و لإعطاء الفرصة للإجابة و تعميق الحوار، قام ممثل المنظمات الأرجنتينية و ممثل منظمات الفرنسيين ذوي الأصول " المغاربية " الشمال أفريقية بمبادرة كريمة بالتنازل عن حقهم في الوقت المخصص لهم حسب المنهاج لصالح ممثل التيار الوطني الديمقراطي العراقي.
و لعل من أهم اللحظات التي تذكر أثناء الحوار ، هي عاصفة التصفيق التي دوت  عندما تطرق ممثلنا إلى أمثلة واقعية من  تضحيات المرأة العراقية وصمودها الشجاع خلال مرحلة التصدي للدكتاتورية المهزومة  و خلال جريمة الحصار الاقتصادي و خلال يوميات الاحتلال .

كما نذكر لحظة رائعة للتضامن بين أبناء هذا الكوكب الحزين والمعذب بجرائم الإمبريالية ، و المهدد من قبل أنظمة منظمة التجارة العالمية و الهادفة  إلى سحق شعوب الكوكب وفقرائه و كادحيه بشكل خاص و تدمير ثقافاته وإلغاء كل شكل من أشكال النظم الاجتماعية التي تحقق تضامنا إنسانيا وعدالة اجتماعية ،  ليحل محلها القانون البليد و القاسي و الأوحد وألا وهو قانون السوق.
وقد اتفق الحضور جميعا  و في لحظة واحدة على إطلاق صرخة الرفض و التحدي، ..فانطلقت تلك الصرخة من مائتي ألف حنجرة و في آن واحد فكانت صرخة كبيرة مدوية في السماء !

 

#المكتب_الإعلامي_للتيار_الوطني_الديموقراطي_العراقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات