أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - شاعر المليون ووهم اللغه














المزيد.....

شاعر المليون ووهم اللغه


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 1867 - 2007 / 3 / 27 - 09:12
المحور: المجتمع المدني
    


يعتقد البعض أن برنامجاً مثل " شاعر المليون " الذى حظي بشعبية واسعة ضمن الأوساط الاجتماعية الخليجية والعربية بشكل عام أذكى ويذكى روح االقبليه التي يحاول عالمنا العربي جاهداً أن يتخطاها نحو مفهوم المواطنة . وأنه بذلك يعود بالأمور الى نقطة الصفر خاصة وأنه منتج شبابي ويحظى بإعجاب هذه الشريحة الضخمة من شرائح مجتمعنا العربي الكبير . والحقيقة كما أراها تبدو ملتبسة ظاهرها قبلي أو عائلي وباطنها ثقافي لغوي . الاستنجاد بالقبيلة أو الطائفة بُعد اجتماعي واضح كونهما مرجعيتان هامتان داخل النسق الاجتماعي العربي وغيره من المجتمعات المماثلة . وليس هذا هو بيت القصيد فقد يستنجد الفرد بقبيلته أو طائفته أو عائلته صراخاً أو عويلاً أو بكاءً . ولكن الأمر يبدو على شاكلة أخرى عندما يصبح ذلك لغة منظومة أو شعراً مقفى يستحث العزائم ويشعل وميض الحماسة فتراه يحرك في النفوس المشاعر ويطرح جميع المقاييس والمعايير المعقوله الأخرى جانباً . فاللغة هي ديوان العرب وهي المعركة الوحيدة التي ينتصر فيها العرب دائماً . أقام لها العرب سابقاً أسواقا ويفتحون لها اليوم قنوات فضائية ويعقدون ندوات لا تعد ولا تحصى .
اللغة في أحد تجلياتها وهو الشعر حاضر العرب وماضيهم فهو بناءُ فوقي يصنع الواقع ولا يصنعه الواقع ، معها يصبح الخيال واقعاً نعايشه ونعيش في جنباته ، من يستطيع اصطياد دررّها يعلو فوق الجميع ويتمدد على عرش الثقافة لأنه يصطاد من كنوزها الدفينة ، يصعب على الكثير مطاولته أو جني ثماره . فاللغة عبر تاريخنا هدف وليست وسيلة هذا ما يجعلها فارقة عن غيرها من اللغات التي تنبع وتكبر من إخضاع الواقع المادي لتغيرات حقيقية تكتسب صفاتها وأسماءها اللغوية بعد ذلك . هي عندنا أشبة بظاهرة " التضخم " بالمعنى الاقتصادي حيث لا مقابل مادي لها في البنوك أو الأسواق . عندما تضعف الأمة وتهزل حضارياً ويتجاوز أعداؤها المدى تظهر أعظم تجلياتها ، هي لا تعكس الواقع ولكنها تعاكسه تتمرد عليه ترفضه علّ وعسى يستجيب أبناءها لبلاغتها وقدرتها على التحدي . الهروب الى المعنى بعد تعذر تحقيق الانجاز المادي فن تتقنه الثقافـة العربية . فليس تمظهر وخروج القبيلة أو الطائفة من كهفهما التاريخي إلا استجابة لتأثير اللغة وجبروتها ، أجمل أغراضها ، تناول الحكمة والتجربة الإنسانية وأقسى أغراضها المديح والهجاء ما لم يكون بمستوى ما جاء به المتنبي ، الخائفون على انقراض اللغة العربية واهمون بلا محالة فها هي الأجيال تنصب لها الأسواق وتفتح لها القنوات وتقيم لها المحافل حتى ولو حاربوا بها طواحين الهواء ، وكل الأمل في أن يتحرك الواقع المعاش لا نقل لملامسة ثراءها واتساعه وأنما لموازاة المعقول منها مما يعبر عن طموح أبناءها ، وما يتمنونه لها شعراً ونظماً ، أن خروجنا من بوتقة اللغة يبدو مستحيلاً حتى ولو كانت هذه البوتقة وهماً فاستحكام السلطة اللغوية على قدر هذه الأمة يبدو جلياً ولا انفكاك منه فعقيدتها في الأساس تقوم على إعجاز لغوي من هنا لابد من بديل آخر يأخذ في اعتباره هذا القدر المحتوم .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا المواطن عندما يعبر عنها بما يشبه النباح
- العقيده وغلبة الاجتماعى على الددينى
- بين بذور المجتمع المدنى وطوفان الدوله
- حوار المذاهب الاسلاميه من النخبويه الى التاميم
- ثنائيه الدنيا والاخره
- السلطه العربيه استعصاء تاريخى على الفهم
- ثنائية الخطيب والمتلقى
- اعدام صدام ومكر التاريخ
- انسان البعد الواحد
- الدولة المدنية ليست تجاوزا على الدين
- امريكا تعيد العالم الى الطور الدينى ..الدين و السياسة هل من ...
- موجز البيان فى الحرب على لبنان
- هل يكون الدم اللبنانى ثمنا لتطهير الامه من اثامها
- الاجندة العربيه ..ذلك المفقود
- ساره واسئلة الوجود
- البنيه الثقافيه ودورها فى التحول الديمقراطى
- ازمة المعارضه فى الديمقراطيه المنقوصه
- عولمه الجسد وعرى الثقافه
- لكى لاتتحول الى صنم
- لكى لاتتحول الى صنم يعبد


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي يحذر من تداعيات أزمة السودان على دول ...
- هل -فشلت- ميتا في حماية الأطفال على منصاتها؟
- الأونروا: المجاعة تنتقل من شمال إلى جنوب غزة.. والكوليرا على ...
- مصدران: اعتقال عارضة أزياء يمنية وزوجها بعد ظهورها في صور بد ...
- مظاهرات حاشدة في إسرائيل تطالب بـ -خلاص الأسرى- وانتخابات مب ...
- نائب أمين عام الأمم المتحدة سابقا يوضح لـ RT أسباب فشل واشنط ...
- الدفاع المدني في غزة: تعاملنا منذ الصباح مع عدة استهدافات لب ...
- السعودية.. وزارة الداخلية تعلن إعدام الذبياني قصاصا وتكشف عن ...
- فيديو: مقتل 25 فلسطينيًا وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي لخيا ...
- 15 شهيدا خلال 9 أيام بالضفة الغربية وعدد المعتقلين يرتفع


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - شاعر المليون ووهم اللغه