|
الجسد والحضور الميتافيزيقي للشعر البصري
فاضل سوداني
الحوار المتمدن-العدد: 1867 - 2007 / 3 / 27 - 12:04
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
( في رؤى بول شاوول الشعرية ) يتكون نص بول شاوول الشعري (كشهر طويل من العشق ) من قصائد نثرية عدة مختلفة الإيقاع وبصريات الشعر الأخرى ، إلا أنه يعتبر قصيدة طويلة واحدة تنبؤنا بكابوسية الجسد و أحواله ومتاهاته وشبقه ودنسه وتجلياته التنبؤية وعدوى أشياؤه المحيطة وهو في أزمنته غير المقدسة .إنها قصيدة نثر في العشق المقدس الذي يتجاوز الشاعر فيه استنفاذ لحظة امتلاك الجسد للحظة التي يصمت فيها الكون أو تفريغه من الرعشة الجنسية. إنها قصيدة طويلة تذكرنا بكتب العشق الشبقي الذي يخلق الجسد ويعيد أحلامه من جديد . وقد قسم الشاعر ديوانه النثري ـ الشعري ـ الرؤيوي الى قصيدة طويلة حملت عنوان الديوان ، وقصيدة نساء وأخرى عن أحوال الجسد التي تحتوي على قصيدة توابع الجسد ، وبلادات الجسد و الضوء و المطر القديم . فالقصيدة الأولى (كشهر طويل من العشق) ، قسمها الشاعر الى ثمانية أقسام كتبها بين عام 1993ـ95 ، وفيها نلاحظ الدفق الإيقاعي الشعري المختلف الذي يخلق لهاث الشاعر في محاصرته لقارئه الذي يجب أن يتسلح بالقدرة على استيعاب وتمثل الرؤى الشعرية البصرية تمهيدا لتقبله المسارات الضوئية الصعبة التي يقودها الشاعر حتى يفهم سرية الجسد ومتاهاته ، أنه القارئ المتفاعل الذي يقرأ الكلمات المشعة كصور بصرية ، لأن الشاعر عموما راء يقوده عراف أعمى ـ بصير ، و لا نعرف هل سيقودنا معه إلى حافة الجحيم أم الفردوس ، إلا أن هذا يعتبر جزءاً من (عفوية الشاعر ) أو التوهان الشعري الذي يساعد المبدع على خلخلة نظام الأشياء الرصين ، حتى يكتب شعر الجسد ـ الرمز المقدس الحالم في فضاء قدسي . وعند قراءة بول شاوول وبالذات ديوانه (نفاد الأحوال ) و هذا الديوان الذي نحن بصد دراسته( كشهر طويل من العشق ) ،لا يمكننا التوصل الى فهم حقيقي لرويته الشعرية إلا من خلال دراسة هذه النقاط التي سأتناولها وتأشير أبعادها وجذورها المثيولوجية والميتافيزيقية والبصرية مثل : ـ بصريات اللغة ـ الزمن الشعري الابداعي أي شعرية الزمن و ديناميكيته ومسك اللحظة الزمنية. ـ الموت كقدرة تدميرية وكحقيقة نبحث عنها أحيانا ، أو كجحيم نخلقه في الحياة عند وعينا به. وبمعنى آخر تدمير الجسد غير المقدس ونفيه خارج مملكة الشاعر / وقيامة الجسد المقدس حيث يتحول الى كينونة زمانية مستقلة . الجسد شئ ، الجسد لا شئ . عدم ، قيامة ، عدم وقيامة من جديد . فالشاعر الرائي يجب أن يبحث دائما في كيمياء الشعر وأحلام اليقظة ألما ورائية ، ووعيه التصوفي ، وكتابة كل ما يخطر على باله وتدوينه في كل لحظة حتى لا يعاني من الإخفاق الشعري ،لأنه القادر على غعادة خلق كينونة الأشياء وتحويل الزمن إلى إبداع شعري ، به ينتصر على فنائه الذاتي . فكل شعر بصري يمتلك وضوحه ويثير في القارئ أسرار كوامنه المنسية ويؤثر فيه مباشرة حتى وإن كان أكثر الرؤى غموضا . عندما يضئ الشعر مشكاة الجسد ( الآخر ، ذات الشاعر ) ككينونة، لابد أن يكون هذا من خلال ألعدم أو فناء الجسد المجاني وهو في زمنه غير المقدس . فإظهار التناقض الحاد بين فناء سكونية هذا الجسد ومن ثم إعادة خلق كينونته بشكل جديد، هي إحدى أهم سمات قصيدة النثر المعاصرة.والشاعر من خلال هذا يمنح الجسد وجوده المكثف، أي أحلامه أو أطيافه الملونه المنعكسة من قوس قزحه الكوني التي يعيها الشاعر أكثر من غيره ، ولا يفهم موسيقاه إلا الشاعر البصري الماهر والقارئ المتفاعل . فالشاعر يخرج الجسد من متاهة السقوط في هوة العدم السلبي المدنس من خلال إعادة (ديناميكية وجودية )مؤثرة في الطبيعة فيخلق الدهشة المرّة . أي أن الشاعر من أجل الوصول الى تجليات الجسد وأسراره يقوم بفنائه ، يدخله العدم أو جحيم العالم الأسفل ، ثم يجعل له قيامة من جديد ـ موت ـ عدم ـ قيامة ، حتى أن الشاعر يهمس لنا : ( ولكن أي عدم هذا ذائب في هرير الحناجر والبحة والغنة وتداعي الصمت ، يعصف في اختلاجات فينا وفي جعير الأبدية الخرقاء ، يُعتم ما يعتم ما في الجمر ، ويُعدم ما يُعدم ما في الغرائز المنتصبة ،والفاكهة الفجة ،واهتزازها الليلي ، ويُحي ما يُحي من تلك النيازك الألفية المتساقطة في تلك الفراغات الألفية ؟) وهكذا تتشكل تعاويذ الشاعر التي يمنحها للجسد الذي يتحول الى لغة إبداعية تعتمد لغة الإشارات السرية لكن الشاعر هو العارف والقادر على فك اسرارها . و يكون الشعر طلاسم موسيقية تجعل الجسد المقدس لغزا وموضوعا للجمال والإبداع ، بدون الاهتمام بالقارئ العادي غير النموذجي ، أي غير المتفاعل ، وعكس هذا فانه يسقط شعره بلعنة السذاجة ويسقط الجسد بالبورنو والابتذال الجنسي، فيتحول الجسد إلى إذلال وفراغ مطلق. ولكن التعبير الشعري عن تأثير الشئ وليس الشئ ذاته هو الأهم ، وهذا يتطابق مع الفكرة التي طرحها الشاعر الفرنسي ميلارميه والتي تنص على أهمية ( رسم الانطباعات الشاردة وتدوينها ليس من خلال التعبير عن " الشئ " بل تصوير تاثيره فتمحى جميع الكلمات أمام الإحساس الذي يولده هذا التأثير) . ولا يكون هنالك أية مبالغة في القول بأن هذه الفكرة تشكل الطريق الأمثل لقصيدة النثر . وبول شاوول ينحو ذات المنحى عندما لا يقتصر تناوله للجسد " كشئ " ، وإنما يغمرنا بتأثيره على الكون وكل ما يحيطه سواء وهو في لحظة سقوطه في العدم أو في ارتقائه نحو الفردوس ، وهذا التأثير هو الذي يشكل أسرار ولغز الجسد في صفائه الشعري ، وألوانه المصطفاة وموسيقاه المقدسة . ولدى بول شاؤول يتساوى تأثير الجسد المقدس بالجمال المطلق ، حتى وإن كان الجسد في محيط غير مقدس يقذفه بالمجانية والاستلاب ، وهو بهذا يحقق ما نادى به مالارميه من أن (لا صحيح إلا الجمال ، ولا منفذ معبّرا له إلا الشعر ، وكل ما سواه كذب وظلال ) . ولتحقيق هذا فإن الشاعر يضع الجسد أمام مرآته ويبحر مع تحولاته المقدسة والمفاجئة في اليم العاتي ، هنالك يكتشف تجليا ته ، فيخرج الجسد من ظلاله عندما يخلق له كينونة شعرية بها ينتصر الجسد على شيئيته ، كما ينتصر الشاعر على موته عندما يكتب القصيدة البصرية المشعة . وفي المقابل فإن الجسد وتحولاته وتأثيراته تصبح كابوسا للشاعر عندما يعجز في تحويله ؟؟؟ شعريا من كونه "شئ " مجاني أحيانا ، كوجوده في واقع مجاني ، الى ديناميكية حياتية ، فتتحقق " الرعشة الروحية الوحيدة " التي تجعله موضوعا للجمال والإبداع ، لأن الرعشة الغريزية فقط تحول الجسد إلى شئ ، إلى عدم ، الى هوة بئر عميقة مظلمة . والشاعر هنا يمنح الجسد وأسراره روح مصفاة ، لأن الشاعر عموما هو فيلسوف متصوف . الشبق القدسي في قصائد ديوان (كشهر طويل من العشق ) ينغمر الشاعر في أدق نأمة جسدية حد استثارة الحواس ، لكننا لا نشعر بشبق الجسد ولا بفتنته الجنسية ، وإنما نشعر بجماله اللامتناهي ، لأن الشاعر يتعامل مع الجسد كذاكرة بصرية ، فيها يتذكر الشاعر جميع تحولات الحياة ، حتى أن الماضي يمكن ملامسته من خلال هذه الذاكرة البصرية . و تناول الجسد ككينونة شعرية تجعله غارقا في " اللحظة " ، مما يدفعنا الى أن نفكر بأن على الشعر أن يكون زمانيا . وبالتأكيد فأن تناول الجسد ككينونة شعرية هو فوضى عقلانية للحواس ، وهذا يساعد الشاعر على صقل روحه في جحيم المجهول ، حتى يعيد خلق الأشياء ويكتشف مقياسا جديدا للجمال ، الذي هو نفور من الواقع . ومن هذا المنطلق فأن شعر شاوول يثير فينا البراءة عندما يوحي لنا ببراءة الجسد الذي كان مدنسا في واقع مجاني ، وفي حالة من الظلال ، وعندها فان الشاعر يحمل عنه خطيئته أولا ليقذفه في بصريات الشعر وتحويله الى جسد مقدس . فمثل هذا الجسد بالنسبة إلى الشاعر هو مرايا لحلم توقف زمنه ، ويتحول هذا من خلال الشعر إلى زمن جديد ، أنه الفرح الدائم الذي يعيد خلق كرنفال الحياة من جديد ، لكنه في ذات الوقت هو فرح الخطايا السبع . وعندما يفقد الشاعر زمنه الشعري ـ الإبداعي يعلن موت الجسد المدنس وتحوله الى ممارسة جسدية يومية ، يمتهن فيها عادة ، فيتخلى الجسد عن موسيقاه الكونية الوحشية ، وعن هسيس أجنحة الملائكة التي كانت ترتقي به ويحترق في نار متوحشة لكنها مقدسة بالرؤى الشعرية . يعيش الشاعر في مجتمع ينبذ الجسد ويحتقره ، لأنه متاع في الحياة ووقود للنار ، أما هو فيجعل من نفسه كبش للمحرقة من أجل إنقاذ الجسد المقدس من وحل الواقع والعماء السلفي ، فمصير الشاعر المستقبلي هو عدم الضياع على هامش المجتمع ، لأنه الوحيد الذي يتألم من عدم لا مبالاة الآخرين في وجودهم الناقص ، ومحاولتهم لمنعه بشتى الحيل من تحقيق وجوده الشعري في أن يصير كما هو ذاتيا ـ بصيرا ومتعاليا نحو الذرى وعظيما ولا مباليا أمام قطاعي الطرق الشعرية وأصحاب القصيدة الثرثارة . فالشاعر كما يقول رامبو ( لا يذوب في الأشياء كليا حتى يفقد شخصيته ويتوحد فيها ، فلا يعود إلا جزءا من أجزاء الكون ، إنما دوره هو أن يترجم حركية الأشياء التي يعتقدها الآخرون بلا حياة ، ويحي فيها قوة كونية عظيمة يعبر عنها ، مما لا يمكن للبشر العاديين أن يحسوها ) ( إنظر الأدب الرمزي لهنري بيير . ت:هنري زغيب) . كينونة الشعر البصري و نوستالجيا الأشياء تمتزج في شعر شاؤول صيرورة اللغة البصرية مع صيرورة التخيل فتتشكل كينونة الشعر ، ولهذا فانه في ( كشهر طويل من العشق ) حاول أن يقارب بين نصه ونشيد الإنشاد الذي يتغنى بالجسد ككيان متحول الى روح وذاكرة بصرية ، يتيه في أسراره ، من أجل أن يصبح غناءه كالشهد أو خمرة المتصوفة في تجليا تهم ، أو رعشة العذارى المتبتلات عندما يلمسن الجسد وفتيته المتناثر : (على عُري صبور ، صبور كالمرآة ، وفاسق كبياض من الياسمين ، ومنتقص بأنينه كتبتّل قديسات في الدغل وفوق القصب والينابيع ) . أن هذا الوعي هو الذي يجعل الجسد غامضا ومليء بالأسرار ، لكن الشاعر فقط يمنحه كل الأشرعة ليبحر به نحو جزر غير مكتشفة أو كواكب سرية بلا ماض . يتعمد بول شاوول أن يجعلنا نهذي معه إبداعيا بشكل واع عندما نقرأ معه الجسد ، فهو يشرك كل شئ من أجل كشف أسراره ، ماضيه وتاريخه ورغباته الفائضة وإشاراته وهمساته ويشرك أيضا ذلك الشعور الذي يجعله متوله بعالم غريب من أجل أن يتحول إلى عراف لا تستقبل تعاويذه أية إشارات أخرى : (سوى ما ينبئه الجسد في تجلياته ، وما يستوريه هشيما على حواسه المبهمة ) أنه هذيان مبدع تختلط فيه الحواس والألوان وتتداخل فيه نوستالجيا الأشياء وصفات النباتات والزهور والندى وتضاريس الصحراء ،واستيقاظ الأنهر الجذلى فجرا ، وتلك الحمائم التي تحوم في سماء بنفسجية محيطة بالجسد تغني له فقط . ويمنح الشاعر لكل هذه الأطياف وظائف وصفات أخرى غير وظائفها التي كانت هي عليها في الطبيعة ، لأن كل هذ التضاريس يجعلها الشاعر تتجلى من جديد أمام تجلي الجسد الذي هو( أشهر من كل الشموس) . ولكن عندما يستعذب الجسد الرحم ويتلفلف على حرماناته ويكون: ( مهووسا بسلالات الموت وترهاتِ أسيرةِ البكارة والخِفيْة ، وما يزرب برائحة جلية ، حامية ، على امّلاس الجلـْد المتكرر ، الرتيب . ) فانه يتحول الى جسد مجاني مدنس عندها ينفيه الشاعر من معبد إبداعه الى صحراء الآخر الذي يذل توهج الجسد فينحدر الى هوة الظلام وجحيم الابتذال . ينهض الجسد متسربلا بقدسيته ليتلون بألوان طيف الحياة المستمدة من كواكب غائرة في اللامتناهي ، كواكب حمراء وخضراء وبنفسجية وصفراء وأرجوانية ، جهنمية أحيانا ، وتنعكس جميعها على ذاكرة الجسد ، فيمعن في عنفوانه وتجلياته ويستمد حيوية وديناميكية جديدة حتى يبدو وكأنه مكتفيا بذاته ولذاته ، فيطهره الشاعر العارف بخيال كلهيب النار المقدسة ،و لأنه قارئ النار والجسد ، يكشف أسراره كتعاويذ شعرية تجعل الجسد شارات تهدي القارئ المتفاعل فقط . أن قراءة شعر بول شاوول يحرضنا للتفكير ببصريات اللغة ، لأنه شعر ترتبط الصورة فيه بحركية الإيقاع البصري والبعد الرابع للزمن الذي يتردد صداه في الفضاء الشعري فيخلقان حركية الزمان ، ويحدث التكاثف المكاني والزماني المتأتي من كون المكان مكثف بالزمان ، والزمان مكثف بالمكان .أنه شعر الصورة البصرية ـ الميتافيزيقية التي تحول الواقعي من حدث مكاني مجرد إلى حدث زمكاني ـ فيختلط الواقع بالخيال والسحر والميتافيزيقيا ، ويتحول الشعر إلى تعويذة و يكون الشاعر رائيا وغريبا عن واقعه ومجتمعه الذي يعمل على استلابه ، لكنه يمتلك القدرة على تحويل الكينونة الواقعية إلى كينونة شعرية ـ بصرية ويشّكل وجودها في محاولة لعبور منطقة الخطر ، في لحظة توقف الزمن في فضاءآت الصفر . وعندما يحاول الشاعر مسك اللحظة الماضية فانه يُغرق الجسد في فضاء الحاضر ، فتختلط الأزمنة في ألامتناهي ولا يمكن تحديدها إلا في الإنغمار في ميتافيزيقيا الشعر البصري . أنه شعر لا يلتزم بأي نظام وقوانين ، أنه غريب حتى على التقاليد الشعرية العربية المعاصرة ، لأنه يلتزم اللانظام الشعري الذي طالب به مالارميه ويلتزم أقصى حدود الحرية الشعرية التي طالب بها السرياليون . أنه يبحث عن تلك الصورة المتعددة التأويل التي لا تعبر عن ذاتها أو عن موضوعها وإنما جوهرها هو الشئ الآخر (الذات الأخرى) الذي هو غير كائن إلا كجسد محسوس في الزمان والمكان . ف إحتفاء بالجسد ، احتفاء بالفناء في نص الشاعر نشعر بأكيد للمشهدية الحياتية وتناولها كواجهة لذلك الهاجس التدميري الذاتي التي يقوم به الشاعر في تعامله مع سكونية الأشياء . مما يدفعه هذا الى أن تصبح لغته وسيلة تفكيك وبناء درامي شعري ، أي تفكيك الذات الفاعلة ( الجسد ) والتعبير من خلال بناء درامية فناء الجسد بمجانيته . وهذا البناء يحدد طبيعة التواصل مع الآخر . النص هو كشف لديناميكية الفناء من خلال هذه العملية المركبة ، الكشف عن جماليات وديناميكية وجود الجسد من جانب ، وفنائه عندما يحركه كشفرة غير مبدعة ، فيدخله فضاء ألا رؤيا ، أنه تعبير عن ألعدم الذي يلغي حيوية وقدرة الجسد في كونه موضوعا للإبداع . فكل كتابة شعرية بصرية تعتبر خلقا يلغي العدم ، من خلال بصريات اللغة وقدرتها التأويلية التي التي يكون الشعر فيها كينونة زمانية . أن بول شاوول أحد الشعراء الذين تقلقهم كينونة الجسد التي يحولها الى مثال يعبر البرزخ ليتشكل من جديد ويصبح جزءا من شجرة الخلق الإبداعي ، فيخلق هذا دهشة للشاعر وكينونة الأشياء المحيطة ، دهشة متفردة تخلق الكثير من الشعر البصري الذي يحمل عفويته ليؤثر فينا . والشاعر هنا يدهشنا بلغة الأشياء والرموز ذات الإشارات الصوفية التي تكون خارج القاموس المعتاد لأنها تمنح الجسد والأشياء ولادتها الأولى عندما يمنحها ذاكرة بصرية إبداعية غير ما كانت عليه ،وبهذا فإنها تمتلك وجودا شعريا . لغة بصرية تتوالد من بصريات رؤيا الشاعر المتفردة . مثل هذا الشعر يمنح الحواس فيضا من الامتلاء ، فتكون هي الفاعل والمؤثر في تجليات الشاعر البصرية ، وهي التي تمنح الجسد أوروتيكيته وشبقه ، وتجعل من حاسته شميم للجسد الذي يدخل الشاعر والقارئ المتفاعل في فردوسه ، وتجعل من اللمس إيقاظ للجسد يتفتح كزهرة اللوتس وهمسها للندى فجرا ،عندما يمسح الشاعر بالأنامل والشفتين عري الجسد ، فيستيقظ الكون على همس ملاك بإبط عرقان : ( بخوذه وأبواقه الملائكية من كاتدرائية منهوبة ، أو يبصَ بصيصا من تحت عمامة مشقوقة ، ليفقسَ بيضة الخليقة على جسدين عاقرين ، بلا ذهب ولا كتب ولا ألواح ) هذا الملاك ـ ذات الشاعر الأخرى أو قد يكون ( الطاهي الكوني ) ينفخ ببوقه لينهض ذلك الجسد المقدس ، ويضئ أشياء المكان من حوله ويعديها بأسرار ذاكرته البصرية . والجسد المقدس يحمي الشاعر من السقوط بالخطيئة : ( إذ كيف لك أن تبقى أنت وما يحاذيك من متاع على قيد نَفَس حار من خليقة كاملة لحظةَ تكوين ، ولا تقطر فيك وكثيرا تفاحات وعناقيد ووعورة أغساقٍ تضئ الخطيئة من أعرق سُبُلها وجناتها. …………………………………………… …………………………………………. وعندها لا يمكنك مهما شدّتك نوازع ُ ومأثورات ومآثم إلا أن تمسك بيديك هذا الفجر الفائح من طرفيه وترفعه كقوس قزح منقشع )
أن الشاعر هنا لا يصغي إلا إلى موسيقى كونية هي موسيقى الجسد ولا يرى شموسا ساطعة ، براقة ، إلا شموسه . وحتى يمتلك الشاعر الجسد شعرا لا بد أن يجعل من كلماته مشعة و بصرية :( أنه الوجه الذي يدعو إلى رحلة أخرى من دون شهود.إلى ليلة مطفأة على حدود العالم ) . فبعد العشق والتقاء جسدين واستنفاذ لحضتهما في همس الحواس ، في قيلولة الأسرة ، يصبح الجسد كحقل بعد الحصاد ، وتصبح الأشياء والجدران رتيبة ، كئيبة : ( أف ! وبعد النهل والعبَ، وما استنفدتَ حثيثا ، من أغساق ذلك الجسد ، ومن ظهيرته ، وخباياه ، وعتماته ، يتنامى كقبائل من الثمر والغيم ذلك النشيد الشاسع عليك ، يرعى عشب جسمك ، ويفت على كومة إزاءك يهزهزها ، يهدهد ما استقر على شفتيها أو تحت إبطها أو في كثاثة دغلها .) لكن مباركة الشاعر للجسد المقدس تجعل من رائحة الأشياء ( فوح غامض ) بعد أن كانت وجودا بصريا في هسيس الحواس إلا أنها ألان ( تغادر شفقها الملتهب ) : ( وعندها عليك أن تمسح ما انفضّ عليك وما التهفتَه والتَحَفتَه وخلّيتَه وتمرّغتَه وتسترق الى ذلك النشيد الخافت يعيد الأشياء الى أحجامها ، والأنفاس الى مراتبها ، والأسرةَ الى مسافاتها وتستسلم قطعة جماد بين قطع الجماد الموزّعة على فوضى ) أو ( ولك عندها وأنت على يقظة مخلوعة ، ومذاق مكتنز ، أنْ تسترسل غاصا بخُبْثٍ ألفي ، وتكوّمَ كل ما في يديك وعينيك من فراغ ، وتمسحَ ذلك البدن المنتظر ، كما تمسحُ وبراً عن ثمرة ندية أو لعابا عن شفتين سائلتين ، وتنضمّمن جديد وبلا أحجام ولا إلتماع ، الى تلك الأشياء المتناثرة حولك .. في فوضاها السرية ) .
في قصيدة طويلة بعنوان (النساء ) ذات الإيقاع الواحد والمختلف في ذات الوقت ، يمنح بول شاوول آفاقا تعبيرية وبصرية للجسد المقدس فيجعله شعريا يفيض لوعة وشبقا وعشقا ودبقا تفوح منه روائح البحر والغابات الندية صباحا والزهور المحتفلة بجمالها في الفصول البهيجة . ويقرأ الشاعر هنا كتاب النساء كشارات تعاويذ مقدسة متروكة عند نافذة الوجود شتاءا ، ويفاجئنا بدهشة عن : ( مفلجات النهود ، رخيات الأرداف ، فائحات السيقان طويلا تحت بَلَهِ الأصلاب ، وَقَرع النحاس البليل . ) أو (الشاحذاتُ أبدانهم ، حَييّاتٌ خلف النوافذ ، مسَهّداتُ أسرة ولا عبقَ، منطوياتٌ على نخيل فائت، كسيراتُ ما يفوح على جُلودِهِنّ وأسرارهن . ) وقصيدة النساء هذه ذات موسيقى خاصة تثير في القارئ ذكرى الندم القديم ، قصيدة عن الشاحذات أبدانهن مساءا أمام البحر ، اللواتي تفوح من أجسادهن أسرار خفية عصية على الفهم. وفي انتظارهن للبحارة المفقودين تتراءى أجسادهن وتبحر في المرايا ، فتعيد لها صفائها وابتهاجها. وفي بيوتهن السرية تحفر أجسادهن الأسرة من بروكهن الطويل ، ويزفرن عطورا . مذهولا يعيد الشاعر توازننا بالهذيان الشعري الذي يشع في مرايا الجسد ليبارك الشهيات على المفازة اللواتي يتنبأن في الصحارى السرية ،(فالشاحذات أبدانهن خلف البّوابات ) منذورات لعوالم البهجة ، من أجل أن يتوحدن بالجمال ، إلا أنهن يخافَنّ الوحدة والأسرار الخفية فهن :( اللاطمات الخدود وما لأقدامهن خلاخيل ترن في مدارات للخوف وللعتبات ). أن الوله الشعري يتحول الى عشق شبقي فيجعلهن : (حَييّاتٌ ، آه حييات آه ! وللفجر أن يسترسل ، على جلودهنّ ، ومن خجل أن يَتَسَللَ الى مداسهن ، ومن ثقَل ما يوريك ، فيهن ، تَتَمهّلُ ،ثم ، وكعباءة تتمدد عليهن ، الحييات آه ! الحييات في احمرار تسهيدهن الطويل . المسرفات خلف الجدران في الوشم وتَلَمُس اللّعاب ، وما لجلودهن طيوبٌ ورحمة ، ……………………………………………………………. وما لمساءاتهن أسبابٌ، المسرفات خلف الجدران ،في التبرج ،ولا فرائسَ، أمسِ، ولا ما يواريهن أحضانهن وأسرّ تهن.) وبول شاؤول شاعر يضّمن شعره دائما أسرار الطبيعة وتلك الأسئلة التي لا بد أن نسألها عن توابع الجسد ، وقصيدته (أحوال الجسد ) تمدنا بهذا المفهوم ، ففيها يقسم هذه التوابع الى : 1ـ بلادات الجسد . 2ـ الضوء . فحينما ينفصل جسدان عن بعضهما يتكدس صمت الغرفة ويتحول الى صدى في مرايا الجسد الذي هو ( الغموض الخلاب ) لدى الشاعر ، أنه يملأ الروح حتى وإن كان شميمنا عجول . أن هذا الجسد يتبع نشيده الكورالي في المساء المقدس ليذوي صباحا ، كقربة ماء فارغة ، لكن النشيد الجسدي دائما فيه : ( ما يسلي الموتى في أبدانهم وما يريح الهاجس من أثقاله ، ………………………………………………………….. فأي نشيج لحسّ يغالب يقظاتٍ فاترة ، وغيباتٍ من مزق الوله ونتف الضوء ؟ وأي انشداه أبله في هذا الناهل خشيته ، وأي عذراء هذه ، تصنع إزاءَك ، صبحا ملولاً من لهفاتها ، وشمسا مسلولة مما يَتَنَهْنَهُها وينسابها ؟) أو ( وفي النشيد ما يذيب الأصابع في الأصابع ، وما تتلقّفه العيون بلا مقابل ) ( فيستوي بدنان غريبان في فجوة ) إلا أن : (الّلفح غير ما يتداعى عليك بليلاً من خوارق هي من بدن تشتّت ) أنه النشيد الجسدي الذي يصغي له الشاعر دائما في غربته لأنه ( نشيد من جسدين أوغلا طويلا إيغال نصل في ماء ، وارتشفا طويلا لمامَ الضوء ، وإبراق البهجات ، فلكأنه نشيد من خصب ما يتماوت بعيداً بعيداً بلا ينابيعه وخلاّنه ) . فهو الجسد الذي هو حديقة الشاعر الطاهرة أو دغله البكر( ومن ضوء البَشَرة ومن صفاء السريرة ، ما يعمي اللّب وينذر الينابيع .) يكشف الشاعر أحيانا تواريخ الجسد البعيدة الغور في ماضي ذلك الإنسان الذي يشترك معه في عبادة الجسد ، فهو كالسومري الذي يرى في آلهته ( إنانا ـ عشتار) ربة وحبيبة وحامية له ومحاربة من أجله ومومس مقدسة ومنقذة ، ولا يرى خلاصه إلا بين يديها المشتعلتين نوراً . فتتحول لغة الشاعر الى لغة سرية غامضة ، لا يمتلك هو ذاته القدرة على وضوح رموزها إلا عندما يتحول الجسد الى شارة في معبد مقدس .فهو يفاجئنا عندما يحدثنا عن( بلادات الجسد). إذن ماهي هذه الرموز التي تبدو غريبة ؟ تكمن بلادات الجسد في إيماءاته الساكنة وتأقلمه غير المقدس ، وعندها سيذبل الثمر في الطبيعة ، والزهرة ستذبل أيضا قبل أن تصل الكف وسيتمدد الصمت العاثر وكأنما نضارة الجسد هي مقياس لنضارة الطبيعة ، لذلك فانها تحيط الجسد بهالة من الحيوية والجمال الأبدي ، لكن عندما يميل الجسد غريزيا الى ( رغبات فجة ) يكون جسدا مدنسا فيغادر أسراره التي ذبلت أحجياتها فيكون :(جسدك العاري وحيد في عريه / فاتر في تدفق أغساقه وظهيراته/ بلا طائل ………………………………………. عري لا تخشاه العتمة/ لا يلمحه الضوء/عري أحزن من يد بلهاء ترتفع فجأة/لتضم الهواء / الهواء الأعمى / الهواء الذي يختلط بالأشياء / بلا وقع ولا ذاكرة ولا عبق/ شموس عديدة ترخي ظلالها عليك /جدران كثيفة /تذوب في شفتيك /تُفتُ على جلدكِ/ والغرفة بيضاء بيضاء باهتة في ذلك البياض القاسي الجارح الثقيل . ) وبهذا يكون الجسد ميتا غارقا في بلاداته ، تأقلمه الفج بل في عاداته السيئة ، غير مضئ ، فيبصر الشاعر عدوى الجسد للحياة المحيطة به ودنس الأشياء وموتها ،و التي تتخلى عن وجودها وديناميكية الحياة فيها وتبهت الألوان وتتيبس ، والضوء يتحول الى (عتمة عارية ، ولا صفاء يريحها ولا غبش يعلّها) واستمرار الجسد غارقا في بلاداته وعاداته ورغباته الفجة يجعل الضوء الذي هو نور يشع في الروح يتناءى بعيدا ، بعيدا : ( ولا آيات ولا رحمة ، بوداعات قاطعة ، وبرذاذ غامض وأعمى ، خفيفا ، ومسبوقا ،في تنائي ، كقطعان ترعى أنفاسها ووبرها وخوفها ) فيكون زمن الجسد عتمة عمياء في : (لحظة العدو العاري . العتمة العارية . العدم الخالص ، المحلول في إكسير حواسه ، الخاوي كأسفار التكوين ) فيطرد الشاعر هذا الجسد غير المقدس الى صحراء الوهم ، ينفيه بعيدا عن رؤاه ، الى هناك حيث الرجم في الجحيم . ويغرق الشاعر في مطر قديم كالحزن القديم الذي يشبه الذاكرة الصدئة التي يتأخر فيها الوقت كثيرا فينسى الشاعر ( السعادات القديمة ) ويكون (كالضوء الذي يهرم كل ليلة ). أما قصيدة (المطر القديم ) فقد كتبها الشاعر كمحاورة سرية مع ذاته أو مع الآخر أو مع ذلك الجسد الميت الذي يعترف أمام شاعره بعد أن يجعل له قيامة شعرية من جديد لأن ( الموتى لا يأتون دائما ) ، ولهذا : ( ـ كانت المرآة صبورة تلك الليلة . صبورة كمرآة . ـ ثم لم تعرف فجأة . ـ كنت أمامي كليلة سابقة . ـ لكنك حضنتني وكدت تبكي . ـ لم يغلق أحد الابواب خلفنا . ) ومن ميزات هذا النص محاولة الشاعر أن يمنح الحواس الشم واللمس والبصر وكذلك تلك الحواس الخفية البصيرة والإحساس بالألوان المختلفة والأصوات ، كل هذا يمنحه تأكيدا مكثفا في القصيدة مما يخلقها من جديد . فهو يحاول دائما أن يسمعنا القصيدة عندما يحول الكلمة الى إيقاع موسيقيا ويجعل الجسد يحيى بإيقاعاته من جديد عندما تعزف آلات موسيقية صوتية كالدف والنهوند وأصوات الطبيعة وهسيس الزهرة وانحناءات عباد الشمس فيتحول كل هذا الى كرنفال احتفالا بالجسد وقيامته : (من أين تستعير كل هذه الأسماء الخافتة العَتِمةِ ، تُملّسُ روائحها ، تهدر أبواقها على طراوة جلد منقشع في انسيابه ، أو على مفارز معتلّةٍ من شهيق موصول ؟ ) وجميع قصائد الديوان غامرة بنور روحي يمنحها إشعاعا في وعي القارئ وتأكيدا على هذا فأن الشاعر يحاول أن يأخذ من الطبيعة جميع مكوناتها كالبحر والصحراء والجبال والأشجار والزهور والقفار والغسق والشفق وندى الصباح وغربة المساء في روح الإنسان وغيرها ، يأخذ من كل هذا أسرارها العميقة ويمنها للجسد الآخر المقدس وغير المقدس ، ويأخذ ألوانها المتنوعة ليغني القصيدة بإيحاآت متنوعة حتى تكون مسموعة ومرئية ، أي تكون قصيدة بصرية . ويستخدم أحيانا مبدأ التكرار أي أنه يعمد في الكثير من القصائد الى تكرار ذات الكلمات أو الجمل لتأكيد بصرياتها في المقطع أو الصورة الواحدة . وفي الختام يمكن القول بأن بول شاوول يتراءى لنا من قمة الجبل كشاعر برناسي وبصير ينشد الجمال المطلق من خلال عفويته الشعرية المستمدة من كشف أعماق الوجود ومن أسرار ذلك الجوهر السرمدي في ذات الإنسان . وقد حاول في (كشهر طويل من العشق )الكشف عن الذات الشعرية المتوحشة في أعماقه والذات الشبقية الأخرى ، من خلال كتابته لنص مختلف ، نص يأتي بكل حرياته وفوضاه ، يفرض رؤى الشاعر البصرية على القارئ النموذجي المتفاعل .
#فاضل_سوداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عبد الرزاق المطلبي واحلام كانت مرمية في الطريق) سر التجسد)
-
تعاويذ الحب وتوهج الجسد في بهو النساء
-
الحضور الابداعي للكتابة عن المسرح
-
باشلار و ظاهراتية الصورة الشعرية
-
منفى المثقف في شمال الكوكب
-
لا رحيق لزهور تنبت في أرض غير أرضها
-
جــدلية الأحــلام بين المتنكــرين و الرعيــة عندما يتحول الم
...
-
توهج الذاكرة ........مرثية لعامل الطين وقارئ الفلسفة محاولة
...
-
ذاكـــرة المــرآة
-
الأقمــــار المنســــية
-
عزلة الشاعر في أحلامه - عدنان الزيادي إنموذجا
-
النار المتوحشة…. وتحولات المثقف المتكيف
-
توهج الذاكرة الفنان إبراهيم جلال وغربة المسرح في وطنه
-
خليل شوقي وليالي شجون المسرح العراقي
-
توهج الذاكرة عندما يسرق زمن الفنان
-
المثقف المتكيف وأبخرة الثقافة الموبوءة
-
الفضاء السميولوجي لعمل الممثل
-
الوعي البائس للمثقف المتكيف
-
مثيولوجيا الجسد في الطقس المسرحي البصري
-
جدلية العلاقة بين المسرح والمدينة العربية
المزيد.....
-
إسرائيل تحدد 3 شروط لإنهاء الحرب في غزة
-
-الحكومة تهتم بالمناصب والسلطة أكثر من الناس-.. وقف الحرب مع
...
-
هل تشتعل الساحة السورية من جديد بعد هجوم هيئة تحرير الشام عل
...
-
من هو روحي فتوح الذي سيتولى رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور
...
-
توتر بين برلين وموسكو على خلفية طرد صحفيين ألمانيين
-
بوتين: ترامب حتى الآن ليس آمنا على حياته
-
الجيش اللبناني يعلن خرق القوات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق
...
-
موقع أمريكي يكشف ما قاله بايدن لنتنياهو عن وقف إطلاق النار ف
...
-
-النمر- يصل حلب والجيش السوري يغلق الطريق الدولي من وإلى الم
...
-
اليمن.. الطيران الأمريكي - البريطاني يستهدف مديرية باجل بغار
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|