أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - إستكراد الكرد بات صعبا















المزيد.....

إستكراد الكرد بات صعبا


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 563 - 2003 / 8 / 14 - 04:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



بعد أن فضل الكرد الاسلام على إنتمائهم القومي وحاربوا الصليبيين و حرروا القدس وأسسوا الدولة الايوبية التي حكمت مصر و العديد من الولايات العربية الاخرى عشرات السنين، سمى المصريون القدامى هذه التضحية والايمان الكردي بالإستكراد و الغباء. وصار الكرد مثالا للغباء لدى المصريين و الكثير من العرب لا لسبب سوى لأنهم فضلوا الاسلام على قوميتهم. ومنذ ذلك الحين كلما تحايل شخص على أخر يقال بأنة إستكرده،  أي تمكن منه و خشه لقلة عقله، فلا يمر فلم مصري إلا وفيه هذا المثل.
بعد سقوط الدولة الايوبية وإستكرادها،لم يحاول الكرد الإعتماد كليا على الفكر الاسلامي و الحركات الاسلامية لنيل حقوقهم الأنسانية والقومية، بعكس الاقوام الاخرى. فالعرب يعتبرون الاسلام نابعا من رحمهم والعروبة والاسلام وجهان لعملة واحدة و يقولون، أن القران و ورسول اللة هم من القومية العربية ومجرد هذا الاختيار حسب قولهم دليل على تفضيل العرب على غيرهم من الاقوام عنداللة. فهم لم يكونوا ليسلموا لولا كون القران و النبي عربيان. والفرس لم يدخلوا الاسلام بصورة كاملة و مخلصة إلا بعد أن إعتنقوا المذهب الشيعي وبهذا فصلوا أنفسهم عن باقي المسلمين و خاصة العرب منهم الذين كانوا على خلاف و تنافس دائمين. أي أنهم إختاروا دينا خاصا بهم، وهم الذين يديرونة و يفتون بة.  أما الاتراك فقد غيروا الدين الاسلامي وترجموا القران الى اللغة التركية كي يلائم مفاهيهمهم القومية ويحافظوا على إستقلاليتهم القومية و المذهبية و إختاروا  إحدى مذاهب الأئمة الخمسة غير التي إختارها العرب و الفرس. هذه كانت سياسة الاقوام المحيطة بالجزيرة العربية.
القومبة الوحيدة التي أسلمت لوجة اللة و الاسلام هم الكرد.هذا الاسلام سماه العرب المصريون بالإستكراد و الغباء. حاول الكرد التقليل من إستكرادهم من قبل الأقوام المجاورة لمئات السنين و لكن دون جدوى. وكانوا دوما يستغلون من قبل الاقوام الاخرى وكانت نقطة ضعفهم،إسلامهم النظيف و العفيف. فإستكردوا  مراة عديده و لمئات السنين.
سنة 1920 حارب الكرد بإسم الاسلام الى جانب العرب المسلمين و الدولة العثمانية ضد الاستعمار الانكليزي برئاسة الشيخ محمود الحفيد، ولم يرضى الكرد بالتحالف مع بريطانيا العظمى حينذاك وقال الشيخ لاكثر من مرة بأنة سوف لن يصافح الكفار. سنة 1919 تحالف الشيخ سعيد مع أتاتورك بأسم الاسلام من أجل تحرير الارض الاسلامية حسب قولهم من براثن الكفار.  وكانت النتيجة أن إتفق العراقيون العرب و أتراك الدولة التركية برئاسة أتاتورك مع بريطانيا ونسوا أقوالهم و إسلامهم من أجل مصالحهم القومية. وأصبح نصيب الكرد القتل و التنكيل ووضعوا أرض الكرد تحت الحكم العربى والتركي.
بعدها بات جليا للكرد بأن الاسلام هو سبيل لسيطرة هذة الاقوام على المنطقة وأن الكرد هم الخاسرون الوحيدون من جراء هذه السياسة. لقد لدغ الكرد عشرات المرات من جحورهم  ألا يكفي؟
والان تريد جريدة القدس العربي والدول العربية وبعض الشعوب العربية و الفارسية و التركية أن يعادي الكرد أمريكا و يقاتلوها كما فعلوا في السابق مع الانكليز وأن يستكردوا الكرد للمرة العشرين.
لقد مضى ذلك الزمن وأصبح من الماضي وإسلام الكرد هو للتقرب الى اللة والعبادة وليس القتل من أجل القوميات التي تحتل أرض الكرد. وإن كونوا أحزابا إسلامية فهى من أجل تحرير الشعب الكردي ومحاربة المحتلبن الحقيقيين و ليس الذين أتى بهم صدام. الاحزاب والحكومات العراقية هي العائق أمام نيل الكرد لحقوقهم القومية وليست أمريكا. إذا وقفت أمريكا عائقا أمام حقوق الكرد المشروعة عندها سيكون لكل حادث حديث.
 الاولوية لدى الكرد هي تحرير أرضهم من براثن كل محتل. لماذا يقاتل الملايين إسرائيل؟ أليس من أجل الارض. أرض الميعاد والتي ورد ذكرها في التورات. التورات التي يعترف بها القران. الا تقاتلون أمريكا من أجل مصالحكم؟ لان أمريكا هي ليست ضد الدين الاسلامي ولكنها فقط تدافع عن إسرائيل التي تحتل القدس. أمريكا هي نفسها قبل 30 أو 50 سنة ولم تتغير، لماذا تقاتلونها الان؟ المسالة و بصراحة هي الارض الفلسطينية والتحرر و الاستقلال القومي ومصالح الشعوب العربية و ليس الاسلام والكفر. المسألة هنا هي ليست إعطاء الاحقية لقتال الامريكيين أو لا، بل أن نوضح الفعل و السياسة المتبعة. فما يفعلة الكرد هو أقل بكثيرمن ما يفعلة الاخرون. فالكرد لا يفجرون الاماكن المدنية ولا يقتلون المدنيين و الاطفال و غير مستعدون أن يصبحوا حتى سببا لقتل أي شخص برئ.
 نحن نناضل و نقاتل من أجل أرضنا. إذا كنتم حقا مسلمين و تقاتلون من أجل الاسلام وكلمة لا إللة إلا اللة فالتعطوا الكرد حقهم وليؤسسوا دولتهم المستقلة كما لباقي الاقوام المسلمة. أم ستوحدون المسلمين عن طريق كردستان!!! كما يدعي بعض الشيوعيون، بأنهم سيطبقون الاممية إنطلاقا من كردستان دونا عن باقي بقاع الارض الواسعة. على الرغم من أنف ماركس الذي كان يقول بأن الاشتراكية ستقوم أولا في الدول الاكثر رأسمالية و الشيوعيون الجدد سيطبقونها في بلد زراعي لم بعرف المكننة بعد،ناهيك عن الرأسمالية بأنواعها وأطوارها.ولكن من الواضح بأن الاحتلال و الانفالات أقدس من الاسلام نفسة. إذا ما تنازل العرب و الترك  والفرس عن دولهم القومية، عندها سنفكر نحن الكرد أيضا بذلك. أما أن يكون لكل قوم من هذه الاقوام دولة لا بل العديد من الدول القومية ويحوموننا من ذلك الحق فهذا غير مقبول ومرفوض من قبل الكرد أيضا.
أما أن يحاول بعض الشيوعيون الابقاء على الدول القومية التي هم فيها ويدافعون عن حدود هذه الدول المصطنعة من قبل الاستعمار ويحاربون الفكر القومي الكردستاني ويرفضون حقوق الكرد، فهذا سوف لن يجدي او يثني الكرد من اامطالبة بحقوقهم القومية.
العين يالعين و السن بالسن قالتها كل الاديان. والاستكراد أصبح محرما لدى الكرد. وما تريدة و تحبة لنقسك يجب ان تعترف به للاخرين. فأذا اردتم الدولة أردناها، وإن عدلتم عنها عدلنا نحن أيضا، وإن جنحتم للسلم جنحنا لها، وإن حاربتم حاربنا. وأن منعتونا من طيبات ما رزقنا به فسوف تمنعون أيضا. هكذا هي الطبيعة من أيام أدم والى الان. فالنهنئ معا أفضل من أن نحرق في الجحيم معا فاسوأ الحلول لدى الضعيف منا هو سياسة علي وعلى أعدائي.
يقال لا إكراه في الدين وأنا أقول لاإكراه في الوطن أيضا. كل المواثيق و الاعراف الدولية تقر بحق الشعوب في تقرير مصيرهم. أنا لا أتكلم عن بقعة صغيرة من الارض عليها خلاف على الملكية، أنا أتحدث عن وطن، كما يتحدث الفسطينيون عن وطن وأرض لهم إغتصبت. هل يطالب العرب بالحكم الذاتي لفلسطين؟ هل يطالبون بالفدرالية؟ هل يطالبون بالاتحاد الاختياري مع إسرائيل؟ الجواب كلا. إنهم يطالبون بدولتهم المستقلة. وإذا كان هناك خلاف على قطعة من الارض او مدينة معينة فسيستطيعون حلها عن طريق الخبراء و اللجوء الى الحل الوسط أو النضال الثوري. الاغلبية العظمى من الدول الفدرالية ذات القوميات المتعددة فشلت، كالاتحاد السوفيتي و يوغسلافيا و جيكوسلوفاكيا والتي بقت هي إما قسرية أو مكونات أقوامها متجانسة.
لقد إنتزع الفلسطينيون الاعتراف بدولتهم من إسرائيل و أمريكا. ألا يحق لنا نحن الكرد ايضاما يحق لغيرنا؟
العراق دولة إجبارية كالتجنيد الاجباري في دول الشرق الاوسط. العراق فسيفساء صنعتة بريطانيا في نفس الوقت الذي صنعت فية إسرائيل. وكل العرب و المسلمون هم ضد إسرائيل و لكنهم يدافعون بأستماتة عن العراق. أم عندما تحتلون بلدا تسكتون وإن إحتللتم تصرخون وتريدون منا نحن المحتلون من قبلكم أن نقاتل الى جانبكم. عندما إستكردنا نسينا معها مقولة أنصر أخاك ظالما كان أم مظلوما وتعلمنا بدلا منها إرفع عصاك وجورك عني كي أصافحك.

 



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا عراقيون ولكن ...!!!
- مراكز إعادة تأهيل فدائيي صدام والحرس الجمهوري
- فالنضف كلمة - لا - الى قاموسنا السياسي
- مرشحوا القنوات العربية لحكم العراق
- نطالب أمريكا بتسليم صدام وزمرته الى الشعب العراقي لمحاكمتهم
- القنوات الفضائية المعادية لأمريكا ترسخ الوجود الامريكي في ال ...
- الرهان على الجلاد والفخ
- الى متى ستدافعون عن السفاح و الطاغية صدام؟
- خمسة أسطر وليست ستة الى مؤتمر إخواننا الشيعة
- هل ستنجح إستراتيجية حزب العدالة و التنمية الحاكم في تركيا تج ...
- المعارضة وأمريكا وصدام سيضعون العراق تحت الانتداب الجماعي
- لا يحق للعراقيين فقط التدخل في شؤون العراق!
- حقوق التركمان في كردستان العراق وحقوق الكرد في تركيا


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - إستكراد الكرد بات صعبا