|
في تصريحات بولتون ودلالاتها
يونس العموري
الحوار المتمدن-العدد: 1866 - 2007 / 3 / 26 - 11:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شهادة اخرى تأتي لصالح حزب الله والمقاومة الوطنية اللبنانية ونتائج حرب تموز الأخيرة حيث اقر المندوب الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، بخيبة أمله من نتائج الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي أكد أنها لم تحقق الغاية الاستراتيجية منها... (إزالة خطر حزب الله)... معتبراً حكومة السنيورة (ضعيفة) وليست قوية بالشكل المطلوب ليتم الإعتماد عليها في تنفيذ السياسات الإمريكية على الساحة اللبنانية وعبر الساحة اللبنانية للساحة العربية والإقليمية... ليس لأن حكومة السنيورة حكومة ممانعة ورافضة للمنهج الإمريكي في المنطقة بل لإنها غير فادرة على فرض الحقائق على الأرض جراء الممانعة اللبنانية بالذات وعلى رأسها تكتل قوى 8 اذار اللبناني الذي يشكل فيه حزب الله رأس الحربة ولكون نتائج العدوان الإسرائيلي على لبنان قد اخفق في تحقيق الحدود الدنيا من اهدافه .. واذ تأتي هذه الشهادات بشكل متتابع من قبل الجانب الإمريكي تارة ومن قبل الجانب الإسرائيلي تارات اخرى فإن هذا ليؤكد مما لايدع مجالا للشك حقائق العدوان واهدافه بالأساس... وبالنص فقد اعتبر بولتون إن قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 أخفق في تحقيق الهدف المرجو منه أميركياً، وهو استغلال حرب لبنان (من أجل تغيير الظروف الاستراتيجية في المنطقة)، مشيرا الى ان القرار سعى الى (إرجاء مسألة نزع سلاح حزب الله الى قرار آخر)، وهو ما لن يتحقق على الارجح بفضل الأدارة السياسية الذكية لأركان حزب الله وتحقيق انجاز الصمود على الأرض وبالتالي إفشال عدوان حرب تموز وما تبع ذلك من محاولات لتحقيق ما يمكن تحقيقه من خلال الأدوات اللبنانية الأخرى المتحالفة مع السياسة الإمريكية من خلال الأزمات الداخلية للدولة اللبنانية... وفي هذا السياق فقد وضع بلتون النقاط على الحروف بشكل لا يدع مجالا للإجتهاد حيث اعتبر ان الحرب أخفقت في تحقيق غاياتها وليس فقط في الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين المخطوفين. بل اصبح العجز واضح المعالم بالعبور الى الساحة اللبنانية والتأثير في معادلاتها حيث العودة الى ما كانت عليه الأوضاع عشية حرب تموز، وانجاز مجرد وقفا لإطلاق النار ليس اكثر في منطقة الشرق الأوسط . اذن تأتي اعترافات او تصريحات بولتون لتؤكد جملة من الحقائق لطالما حاولت الإدارة الإمريكية وربيبتها الدولة العبرية اخفائها او القفز عنها وكانت ان حاولت القوى المحلية من الأنظمة والأحزاب المشتغلة على خط تل ابيب واشنطن ان تجتهد في تغطية حقائق العدوان ومبرارته وهاهي الحقائق تتكشف يوما بعد يوم لتؤكد صوابية الموقف القومي العربي المستند الى ممانعة القوى الوطنية في مختلف الأقطار العربية المؤثرة بالشكل المباشر وغير المباشر في المعادلة الإقليمية للمنطقة فحينما اكد سيد المقاومة السيد نصر الله على ان العدوان ما هو الا محاولة لعبور مشروع الشرق الأوسط الجديد للمنطقة قامت الدنيا ولم تقعد الأمر الذي أُعتبر أنذاك انه تهويلا وخلقا للمبررارت للمحور السوري الإيراني العامل في المنطقة ومن خلال الساحة اللبنانية لصالح الأجندة غير الوطنية ولحساب المصالح الإيرانية في المنطقة العربية وهو الأمر الذي بات مكشوفا وواضحا حيث اخفاق مشروع عدوان تموز قد الحق الهزيمة بعبور الشرق اوسطية الجديدة نحو المنطقة مما يؤكد ضرورة تعزيز جبهات الممانعات العربية واسناد مشاريع المقاومات الإقليمية للمشاريع الإمريكية الإسرائيلية العابرة للعواصم والمتحالفة والزعامات الحاكمة في المنطقة.... ولعل النظرة السياسية التأملية التحليلية للظرف السياسي الراهن لتؤكد حقيقة هذه الرؤية... فما معنى خلق الأزمات المتلاحقة في كل من لبنان وفلسطين..؟؟ وتواصل الأزمة العراقية الداخلية وفتح افاق الصراع الداخلي على مصراعيه وتغذيته بكل اشكال التغذية القابلة للتحول الى حروب اهلية متنقلة من مدينة الى مدينة الى اخرى..؟؟ في الوقت التي تتراجع فيه امكانيات الاحتلال عن السيطرة على الواقع العراقي بفضل المقاومة الوطنية التي استطاعت احالة مشاريع الاحتلال الى سراب وهو الأمر الذي دفع ويدفع المُشرع الإمريكي الى استصدار مشروع القانون القاضي بالإنسحاب من العراق... وحيث ذلك عمدت الإدارة الإمريكية الى تحريك تل ابيب نحو عدوانها على لبنان في محاولة منها لإعادة رسم الخارطة الشرق اوسطية الجديدة بعد ان اقتنعت انها وعبر البوابة العراقية لن تستطيع رسمها بالشكل الذي تريد... بل ان ادارة البيت الأبيض وبعد ان اخفقت تل ابيب في عدوانها التموزي عملت على خلق الأزمة اللبنانية الداخلية عبر ما يسمى بقوى 14 اذار على مستوى الساحة اللبنانية وعبر جر الساحة الفلسطينية الى مشروع الإقتتال الداخلي من خلال بوابة الحصار والخنق وتشجيع بعض الأطراف الفلسطينية المتسواقة والأطروحة الإمريكية في المنطقة في سبيل تواصل نزيف الأزمة الفلسطينية الداخلية ولأن الممانعات اللبنانية والفلسطينية قد استطاعت ان تصمد في وجه الأزمات الداخلية وتحدياتها فقد أفشلت الخطة الإمريكية والإسرائيلية مرة اخرى وان كانت المحاولات ما زالت مستمرة ومتواصلة بذرائع وحجج كثيرة في لبنان تأتي المحكمة الدولية على رأس هذه الذرائع الي يُراد لها تواصل النزف الداخلي وبعثرة الجهد الوطني وصولا الى ابعاد الممانعة الوطنية اللبنانية عن ممارسة دورها في صناعة القرار الوطني اللبناني من خلال صيغة الشراكة السياسية في مؤسسات الدولة... وفي الأراضي الفلسطينية وان كان قد تم انجاز حكومة الوحدة الوطنية فالعمل ما زال جاري بشكل او بأخر لتدجين هذه الحكومة من خلال دفعها للتعاطي والشروط الدولية او ما يسمى بالدولية وهي بحقيقة الأمر اسرائيلية امريكية... في ظل تواصل سياسات الحصار والعزل والخنق على المجتمع الفلسطيني وبالتالي دفعه وعبر قوى ظلامية لممارسة الإقتال الداخلي وهو الأمر الذي لم يتوقف تماما.... وبالمشهد الإقليمي يبدو واضحا محاولة الإدارة الإمريكية تعزيز الشرخ العربي على المستوى الرسمي من خلال ابراز ما يسمى بالمحور المعتدل في اطار ما بات يعرف بالرباعية العربية (السعودية ومصر والأردن واخيرا الأمارات العربية المتحدة) في مواجهة المحور العربي الممانع للسياسات الشرق اوسطية والتي تتشكل برأيي بأغلبها من القوى والفعاليات العربية القومية... وقد جاء هذا المحور العربي المعتدل كخط دفاع ثالث للسياسات الإمريكية في المنطقة بعد ان فشل واخفق المخطط الإمريكي في العراق وعدوان تموز والمراهنات على القوى المحلية المتحالفة وواشنطن وتل ابيب... والا ما معنى ان تجتمع سيدة الدبلوماسية الإمريكية مع وزراء خارجية دول الرباعية العربية فقط ..؟؟ وان يتبعه اجتماع ايضا هو الثاني من نوعه مع مدراء المخابرات بتلك الدول ..؟؟ الأمر الذي يعني ان ثمة اجندة امنية لإدارة البيت الأبيض اخفقت بالتعاطي بها بالشكل المباشر (الحرب على العراق) او بالوكالة من خلال تل ابيب (عدوان تموز على لبنان..) او حصريا من خلال القوى الظلامية في الدول الأكثر توترا بالمنطقة ( العراق وفلسطين ولبنان..)
#يونس_العموري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في الدبلوماسية الاسرائيلية هذه الأيام ....
-
رأي في موقف الجبهة الشعبية اتجاه حكومة الوحدة الوطنية...
-
ألمشهد السياسي الفلسطيني في زمن البلطجة
المزيد.....
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|