ٱلكفر مرض لا شفآء منه!

سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1867 - 2007 / 3 / 27 - 12:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

جآء فى كتاب ٱللّه أنّ نفس ٱلإنسان ذات منهاجين وعلى ٱلإنسان مسئولية ٱختياره بينهما:
"ونَفسٍ ومَا سَوَّـٰها(7) فَأَلهَمَهَا فُجُورَها وتَقوَـٰها(8) قَد أَفلَحَ مَن زَكَّـٰها(9) وقَد خَابَ مَن دَسَّـٰها(10)" ﭐلشّمس.
وجآء فيه أنّ مَن يتقيَّض فى نفسه ما بين ٱلمنهاجين يُقرن بينهما فيكون من ٱلخاسرين:
"وقَيَّضنا لَهُم قُرَنآءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَينَ أََيدِيهِم وَمَا خَلفَهُم وحَقَّ عَلَيهِمُ ٱلقَولُ فِىۤ أُمَمٍ قَد خَلَت مِن قَبلِهِم مِّنَ ٱلجِنِّ وٱلإِنسِ إنَّهُم كانُوا خَٰسِرِينَ" 25 فصلت.
يدلّ ٱلفعل قَيَّضَ على ٱلجفاف وٱلتشقق وٱلكسر. وإذا حدث فعل ٱلتقييض فى ٱلنفس يجفّ ويتشقق وينكسر ٱلغشآء ٱلذى يحجب بين ٱلمنهاجين ٱلملهمين فيها. وبتقيّيضه يصير منهاج ٱلفجور فى ٱلنفس قرين لمنهاج ٱلتقوى وتتداخل أفعالهما فيغلب على صاحبها ٱلتطرف وٱلعند وٱلتصلب. فيفعل ويعمل ويقول بتداخل أفعال ٱلمنهاجين ويرى ظنًّا فىۤ أفعالِه ٱلدّسيّة أفعالَ إيمانٍ وتَقوَى فيوصله ظنّه إلى ٱلخيبة وٱلخسران.
أما سبب تقيّيض ٱلحجاب ٱلفاصل بين ٱلمنهاجين فيرجع إلىۤ أمرين ٱثنين. ٱلأول بفعل نكاح ٱلأخوة (أبنآء ٱلعمِّ وٱلعمات وٱلخال وٱلخالات). وٱلثانى بفعل منهاج تعليم وتربية مرضى كافرين. فٱلكافرون هم أخوة فى ٱلدم وٱلأمّة (أخوة جينوم وأخوة منهاج تفكير) ينفرون من نزول وسكن غربآء بينهم ظنًّا منهم أنّهم أحبّآء ٱللّهَ فلا يتناكحون معهم ولا يسمحون لعلم غير علمهم بٱلوصول إلى ديارهم. وهم بذلك يخدعون أنفسهم بظنّهم فيزداد كفرهم ويزداد مرضهم:
"إنَّ ٱلَّذينَ كَفَرُوا سَوَآء عَلَيهِم ءَأَنذّرتَهُم أم لَم تنذِرهُم لا يؤمنونَ(6) خَتَمَ ٱللّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِم وعَلَىٰ سَمعِهِم وعَلَىٰۤ أبصارِهِم غِشَٰوَة ولَهُم عَذّاب عَظِيم(7) ومِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وبِٱليَومِ ٱلأَخِرِ وما هُم بِمُؤمِنِينَ(8) يُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وما يَخدَعُونَ إلآ أَنفُسَهُم وما يَشعُرُونَ(9) فِى قُلُوبِهِم مَّرَض فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضًا ولَهُم عَذَاب أَلِيم بِما كانُوا يَكذِبُونَ(10)" ٱلبقرة.
فمرض ٱلكافر هو بفعل تقييض ٱلحجاب بين منهاج ٱلفجور ومنهاج ٱلتقوى فى نفسه. وهو مرض يفعل فعله ٱلفاجر فيأتى بزعم إيمانٍ وتفسير نهآئىٍّ للقرءان يشرّع له كفره ويشرح ما يظنّه دليلا لكلماته. فيأتى زعمه بلغو فى قول ٱلقرءان ٱلعربىّ ويجعل من لغوه كتابا ومنهاجا يدعو ٱلناس لتنزيله فىۤ أنفسهم وليأخذوا من لغوه علمهم فى ٱلِّسان وفى ٱلدِّين وبه يبتعدوا عن كتاب ٱللّه:
"وقالَ ٱلَّذين كفروا لا تَسمَعُوا لِهٰذَا ٱلقُرءَانِ وٱلغَوا فِيهِ لَعَلَّكُم تَغلِبُونَ" 26 فصلت.
بهذا ٱلعمل وبهذه ٱلدعوة ينتشر مرضه ولغوه بين ٱلناس. فإن ٱتبعوه يضيع عليهم فهم ٱلبيان ٱلعربىّ ويصيب أنفسهم ماۤ أصابه من تقيّيض.

هيمن هذا ٱلمرض علىۤ أعمال تعليم ٱلدِّين وٱلعلم فى ٱلِّسان لدىۤ أهل بلاد ٱلشام (وهم قوم ٱلرسول) منذ زمن بعيد. وبه صار لسانهم وحدهم من دون ٱلناس يحمل ٱسم لغة يلغو فى كلِّ أمر. وهو ٱلمهيمن فىۤ أعمال ٱلتعليم وفى نقل مفاهيم كتاب ٱللّه إلىۤ ألسن أخرى.
وأضرب مثلا عن نقل مفاهيم كتاب ٱللّه إلى لسان ٱلانكليز كما فعل فيه فهم كافر يقول ما يظنّه بلغوه فى ٱلبلاغ 26 فصلت:
(And We have destined for them intimate companions (of like nature), who made alluring to them what was before them and behind them; and the sentence among the previous generations of Jinns and men, who have passed away, is proved against them; for they are utterly lost(25).
جآء بٱلقول We have destined ليدلّ على كلمة قيَّضنا. ظانًّا أنّ ٱلكلمة تدلّ على ٱلتهيئة وٱلتسلّط وٱلمقايضة بدليل ٱلمبادلة. وهو على ٱلرّغم ممَّا تحمله ٱلكلمة من دليل بما ظنّه فهو لم يهتدِ إلى دليلها لما يحدث من مرض فى ٱلنّفس ٱلتى تفسق على بيان ٱللّه. فصوّر بقوله أنّ كآئنا أخر ٱسمه شيطان قد ٱقترن به وبأفعاله وأقواله فخرج عن ٱلحدث ٱلبيولوجىّ ٱلذى يحدث فى نفسه إلى قول ظنىّ لا برهان له عليه إلا ظنّه. وبلغوه ٱنتقل ما يظنّ أنّه قول ٱللّه إلى لسان ٱلانكليز وعلى هذا ٱللّغو ٱلمريض صار ٱعتمادهم فى موقفهم من كتاب ٱللّه ودينه.
ومثله لغوه فى ٱلقول ٱلعربىّ:
"إنَّا جَعَلنَٰهُ قُرءَٰنًا عَرَبِيًّا لََعَلَّكُم تَعقِلُونَ" 3 ٱلزخرف.
)We have made it a Qur-an in Arabic, that ye may be able to understand and learn wisdom).
فجآء بٱلقول We have made it ليدلّ على ٱلقول ٱلعربىّ "إنَّا جَعَلنَٰهُ". وجآء بٱلقولin Arabic ليدلّ على كلمة "عربىّ". وبٱلقولthat ye may be able to understand and learn wisdom ليدلّ على ٱلقول "لََعَلَّكُم تَعقِلُونَ".
لم تأتِ كلمة عربىّ فى كتاب ٱللّه لتدلّ على ٱسمٍ لقوم أو ٱسم للسانهم كما يظنّ ٱلناقل. فلسان ٱلقوم (أىِّ قوم) أعجمىّ فى بيان ٱلحقِّ. أما لسان ٱلقرءان فهو وحده ٱلعربىّ ٱلذى يبيِّن جميع ٱلحقِّ:
"ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشر لّسان ٱلّذى يُلحِدون إليه أعجمىّ وهٰذا لسان عربىّ مُّبين" 103 ٱلنّحل.
يدل ٱلفعل عجم على ٱلعوق وٱلسّد وٱلغلق وٱلقفل وٱلبهم وٱلستر وٱلخفى. وهذا ما جآء عنه ٱلوصف للسان ٱلبشر بكلمة "أعجمىّ". وﭐلفعل عرب يدل على ٱلفتح وٱلظهور وٱلكشف وٱلبسط وٱلصفى وٱليسر. وهذا ما جآء عنه ٱلوصف للسان ٱلوحى بكلمة "عربىّ".
وصف لسان ٱلقرءان بٱلعربىّ يبيّنه وصف أخر له بٱلبيان وٱلتبيان لكلِّ شىء. وهذا يجعله مختلفا عن لسان ٱلبشر ٱلذى يحمل من ٱلحقِّ بعض ٱلبيان بفعل نظره فيه. أما بيان وتبيان كلّ شىء فلا يستطيعه ٱلبشر بفعل نسبية علمه فى ٱلحقِّ وهو سبب أعجميته.
أما وسيلة حمل بيان ٱللّه للناس فلا تكون إلا بلسان من ألسنتهم. وٱلِّسان ٱلذى حمل بيان ٱللّه ٱلعربىّ هو لسان قوم محمد ٱلشاميين. وبيانُ ٱللَّه سوآء ءكان بلسان قوم محمد أم بلسان قوم أخرين يكون عربيًّا لأنه بيان وتبيان لكلِّ شىء لا عجم فيه.
أما فهم ٱلناس ٱلسليمين من مرض ٱلكفر لبيانه فيتبع ما توصلوۤا إليه من علم فى ٱلحقِّ. ولذلك حمل بيان ٱللّه وصفا أخر بكلمة متشابه يتعلق بحركة إدراكهم لقوله ٱلعربىّ صعودا مع حركة علمهم فى ٱلحقِّ. فهو وصف يتبع ما يتشابه للناس فى قوله من إدراك وفهم يتجدد بتطور نظرهم وعلمهم فى كتاب ٱلحقِّ.
فلسان ٱلقوم (أىّ قوم) أعجمىّ بفعل قدرته ٱلمحدودة وٱلنسبيّة على ٱلبيان. وبيان لسان أىّ بشر لا يكون إلاۤ أعجميّا على ٱلرّغم من ٱلزيادة فى كشف نظره من علوم فى ٱلحقِّ.
أما ٱلفعل جعل فهو فعل تحويل شىء من حال إلىۤ أخر. وجعل ٱلقرءان عربيًّا هو تحويل ما يجرى فى ٱلوجود من علم مقدارٍ (كوانتوم Quantum) إلى قول بيِّنٍ عن ذلك ٱلمقدار بلسان منزّل (ويندوز وفونته) يدركه ٱلبشر ٱلخبير بذلك ٱلعلم. ومثله ما جعله ٱلفيزيآئيون من ٱلسور وٱلذّر وٱلقوى ٱلفاعلة عليها برموز أبجديتهم لتدلّ عليها فى ٱلإدراك وٱلفهم وٱلعلم. وهذا ما يريد بيانه صاحب ٱلقول ٱلعربىّ "إنَّا جَعَلنَٰهُ".
يختلف دليل كلمة جعل عن دليل كلمة خلق فى كتاب ٱللّه إذ بين ٱلفعلين علاقة تسلسلية (خلق قدّر سوّى جعل). فكلمة خلق تدلّ على وضع ٱلخطط لما سيخلق وهو ما يلغو به مرض ٱلكافر بكلمة تصميم. ثمّ يأتى تقدير ٱلعدّة وٱلقوى ٱلفاعلة. ثمّ تأتى ٱلتسوية ٱلتى يلغو بها مرض ٱلكفر بكلمة تنفيذ.
وأضرب مثلا عن ٱلفعل جعل بٱلقول ٱلعربىّ "قال إِنِّى جاعِلُكَ لِلنَّاس إِمَامًا". فإبرٰهيم موجود لكنه لم يكن إمامًا للناس قبل هذا ٱلإعلان. وبٱلفعل جعل صار إماما لهم. فكلمة "جاعِلُكَ" تبيّن حدثا تطويريًّا فى نفس وأسلوب ٱلنظر لدى إبرٰهيم حوّله إلى إمام للناس.
ٱللّغو فى دليل ٱلفعل جعل جآء فى ٱلقول We have made it a Qur-an in Arabic. فٱلفعلmade فى لسان ٱلانكليز يدلّ على صناعة متقنة. وكلّ صناعة فيها تحويل للشىء ٱلمصنوع من حال إلى حال أخر. ولكنّ دليل ٱلفعل made لا يحمل دليل ٱلفعل جعل ٱلذى جآء فى كتاب ٱللّه.
أماۤ أن تكون صناعة ٱلقرءان بلسان قوم in Arabic ليكون لجميع ٱلناس فهم بهذه ٱلصناعة فهو قول مجنون قُيِّضَ ٱلحجاب بين منهاج ٱلفجور ومنهاج ٱلتقوى فى نفسه. فٱلقول ٱلعربىّ "إنَّا جَعَلنَٰهُ قُرءَٰنًا عَرَبِيًّا" يبيّن أن فعل ٱلجعل حوّل حركة ٱلخلق وٱلتقدير وٱلتسوية ٱلجارية فى ٱلحقِّ من حالها ٱلمبهم علىۤ إدراك ٱلناس إلى بيان لهم بلسان من ألسنتهم. وهو ما سوف يعلمون به بفعل سيرهم ونظرهم فى كيف بدأ ٱلخلق ("ولقد علمتم ﭐلنّشأةَ ﭐلأولى فلولا تَذَكّرون" 62 ٱلواقعة).
ولذلك ربط ٱلجعل بقوله "لََعَلَّكُم تَعقِلُونَ". فٱلفعل عقل يدلّ على ٱلرّبط بين شيئين. وبربطهما قد يحدث إدراك ما بينهما من علاقة وشبه وٱختلاف. وٱلمطلوب فى قول ٱلقرءان ٱلعربىّ "لََعَلَّكُم تَعقِلُونَ" هو رجآء ربط ومقابلة بين ما يخرجه نظرهم فى ٱلحقِّ من علمٍ وبيانٍ مع ما بيّنه كتاب ٱللّه فى ٱلقرءان ٱلمجعول عربيًّا بلسان قوم هم قوم محمد. وإن حدث ذلك ٱلعقل حدث ٱلتصديق ببيان ٱللّه ٱلعربىّ وبه يحدث ٱلإيمان ٱلحقّ.
لقد ورد فى ٱلقرءان أنّ ٱسم قوم محمد هو "قريش" ٱلذى يدلّ علىۤ أنّهم من شُعبٍ متفرقة ومختلفة ٱجتمعوا من بعد هجرة فى ٱلأرض فىۤ أمِّ ٱلقرى مكّة فصاروا من أهلها. وٱلمثل على قريش هو ٱليوم فى شعب ٱلولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكية. ثمّ بعد حينٍ ظهر فعل ٱلتقيِّيض فىۤ أنفسهم فساقهم كفرهم وظلمهم إلى تصديق ظنّهم بأنّهم من ذريّة واحدة.
وورد فيه ٱسم "ٱلأعراب" لأهل ٱلبادية ليبين عُرىَ سكنهم إذ لا حجر ولا شجر يغطيهم. وجآء عنهم ٱلقول أنّهم "أشدّ كفرا ونفاقا" ليبيّن مرضهم وكذبهم بفعل تقييض ٱلحجاب فىۤ أنفسهم.
أما كلمة "عربىّ" فوردت لوصف بيان لسان ٱلوحى ٱلمنزل بلسان بشر أعجمىّ. ولتبيّن ٱليسر فى قول ٱلوحى وفى بيانه ٱلشفاف بلسان بشر يعجم قوله وبيانه فى ٱلحقِّ.
قلت فى مقال "ٱللّغة ٱلفصحى لسان باطل" أنّ كتاب ٱللّه نزل على قلب محمد بلسان قومه ٱلذى يتكلم به:
"فإنّما يسرّنـٰه بلسانك" 97 مريم.
"وماۤ أرسلنَا مِن رَّسولٍ إلا بلسان قومهِ ليبيِّنَ لهم فَيُضلُّ ٱللَّهُ مَن يشآءُ ويهدى مَن يشآء وهو ٱلعزيز ٱلحكيم" 4 إبراهيم.
وجآء فى ٱلبيان ٱلعربىّ تحذير للناس من لغو ٱلكافرين فيه:
"وقالَ ٱلَّذين كفروا لا تَسمَعُوا لِهٰذا ٱلقرءانِ وٱلغوا فيه لَعلَّكم تَغلِبونَ" 26 فصلت.
وقلت أنّ سبب وصف لسان ٱلبشر بكلمة أعجمىّ أنّه لا يكون له بيان فى ٱلحقِّ إلا ويختلط بما هو معجم على نظره فلا يكون له بيان عنه إلا بمقدار ما وصل إليه نظره إليه وعلم فيه.
وقلت أنّ ٱلوصف "عربىّ مّبين" هو لما جآء من بيان ٱللَّه لرسوله ٱلذى يعلم ما فى ٱلسّمٰوٰت وما فى ٱلأرض بلسان قومه قريش. وأنّ ٱسم ٱللّه هو لنور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض ٱلّذى يعلم بكلِّ شىء بفعل نوره ٱلكاشف لكلِّ شىء.
وقلت أنّ ٱلوصف بكلمة عربىّ لا يكون إلا لمن يُعرب عن جميع ٱلحقِّ ويُبيِّن كلَّ شىء من دون بهم ولا عوق ولا لبس ولا شوب ولا عسر ولا غلق ولا سدّ ولا خفى ولا ستر ولا قفل.
أما ما فعله ٱلكافرون (وهم ٱلذين قُيِّض لهم قرين) فهو خلط كلام لسان ﭐلوحى وبيانه ٱلعربىّ مع كلام لسان ﭐلبشر وبيانه ٱلأعجمىّ. وهذا هو لغوهم فيه. وقد جعلوا فهم ٱلبيان ٱلعربىّ يخضع لأسس لغوهم ٱلناشئ بفعل قرين أنفسهم. وطغى تعليم لغوهم بما سمُّوه لغة فصحى صارت وسيلة للمتعلم ولفهم دين ٱللّه. وبه طغى ظنّهم أنّ بيان لسان ﭐلوحى ٱلعربىّ هو بيان لسان ٱلقوم قريش ومن حولهم من ٱلأعراب ٱلأشدّ كفرا ونفاقا.
لقد أطلق ٱلكافرون على لسانهم ﭐسم "ٱللّغة" وألحقوا به ٱسم "ٱلعربية" ظنًا منهم أنّ ٱسم "عربىّ" يدلّ على قوم. وهذا ٱلظنّ كان ٱلفاعل فيه هو قرين أنفسهم ٱلذى زيّن لهم ظنّهم وجعلهم لا يدركون دليل ٱسم لغة علىۤ أنّه باطل يحجب ويكفر ويعوق علمهم فى ٱلحقِّ. وجعلهم ظنّهم يفتخرون بتعليم أبنآئهم بلسان يلغو فى قلوبهم وأفئدتهم كما تلغو ٱلفيروسات فى ويندوز ٱلكومبيوتر. وصار عملهم ٱلكافر فى لغو ٱللّغة وباطلها وسيلتهم فى كَفر ومَنع تنزيل ٱلِّسان ٱلعربى ٱلمبين فى قلوب ٱلناس. وفى منعهم من ٱستعمال لسانهم ٱلفطرىّ ٱلذى يسهِّل عليهم ٱلإدراك وٱلفهم بعيدا عن تخريب ٱللّغو.
لقد كان لغو ٱلكافرين فى بلاد ٱلشان سببًا فى تعطيل أفعال ٱلإدراك وسببا فىۤ أمراض ٱلفهم وٱلفقه وٱلاستنباط وٱلعقل. وكان ٱلسبب فىۤ أعمال ٱلنقل ٱللاغى فى بيان كتاب ٱللّه إلىۤ ألسن أخرى ومنها. فجعل ٱللّغو أكثر ٱلناس فى بلاد ٱلشام مقيّضة أنفسهم بقرين يزين أعطال قلوبهم وكسلهم عن ٱلنظر فى ٱلحقِّ كماۤ أمر ٱللّه:
"قل سيروا فى ٱلأرض فٱنظُرُوا كيف بدأ ٱلخلقَ" 20 ٱلعنكبوت.
وجعلهم لغوهم يرون فى رجفات ٱلمرجفين فى ٱلأرض وفى قتلهم للناس وفى تخريبهم للحرث وٱلنّسل إيمانًا وجهادا فى سبيل ٱللّه. فعظّم مرضُ ٱللّغوِ ٱلباطلَ وٱلطَّغوى وٱلهزلَ وٱلسُّخريةَ من شرعة حقوق ٱلناس ٱلمبيّنة فى كتاب ٱللّه:
"وقُل ٱلحقُّ مِن رَّبِّكم فَمَن شآء فَليُؤمِن ومَن شآءَ فَليكفُر" 29 ٱلكهف.
وبيّن مفصّلا تلك ٱلشرعة فى سورة ٱلكافرين:
"قُل يٰۤأيُّها ٱلكٰفرونَ/1/ لآ أعبُدُ ما تعبُدُونَ/2/ ولآ أنتم عٰبدون مآ أعبُدُ/3/ ولآ أناْ عابِد مَّا عَبَدتُم/4/ ولآ أنتُم عٰبِدونَ ماۤ أعبُدُ/5/ لكُم دِينُكُم وَلِىَ دِينِ/6/"
فٱللّه نفخ من روحه فيهم جميعا وألهم فى نفس كلٍّ منهم منهاج فجور ومنهاج تقوى مفصولين بحجاب وترك لكلٍّ منهم حرية ٱلعمل على ٱلمنهاجين. وحذّرهم من إهمال ٱلحماية للحجاب ٱلفاصل بينهما فى تحريم ٱلنكاح وفى ثبات ٱلمفاهيم. ومع ذلك بيّن لهم أنّ ٱلإيمان وٱلكفر لكلٍّ منهما حقّ مشروع فى ٱلإعلان بأىّ وسيلة من دون إكراه. فلاۤ إكراه فى ٱلدين وكلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة. فٱلذين يكفرون عليهم كفرهم لكن لا يعتدون. فمن يعتدى ويظلم فعليه بمثل ما ٱعتدى وٱللّه لا يحبّ ٱلمسرفين.

#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات