عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 1866 - 2007 / 3 / 26 - 11:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تشعر بأهمية شيء تعيشه إلا بعد أن تفقده. لم أعط، في الواقع، أي انتباه لنعيم الهدوء إلا بعد أن فقدته. ليس لأني لا اهتم بحرماني من خدمات الكهرباء. ليس لأني لا أشعر بخطورة فقدي للأمن. ليس لأني لا أهمية لخسارتي فُرَص لقاء أكثر من عائلة من الأقرباء والأصدقاء، أو أياً من الأمور الحياتية الاعتيادية التي تُجسّد الحياة الطبيعية في بغداد وتعيش في ذاكرتي.. كما في المشي والحديث مع الأصدقاء.. أشعر بخسارتي لكل هذه الأشياء، لكني أشعر بخسارتي للهدوء أكثر من كل الأمور الأخرى.
كل سياسي في وحوله حرسه بأسلحتهم البارزة، وصفارة الإنذار الصاخبة. وهناك الكثير من سياسيي عراق اليوم على هذا المنوال. سيارات الشرطة، الجيش، والقوات الأمريكية والمتحالفة.. كلها تستخدم صفارات الإنذار ليلاً ونهاراً.. حتى الأطفال أو الشباب الصغار لديهم صفاراتهم وأسلحة اللعب. كذلك أصبحت الصفارات وسيلة لفتح الطريق في خضم صعوبات المرور وفي نقاط التفتيش..
ضآلة الخدمات العامة من الكهرباء، جعلت المولدات الكهربائية الخاصة حاجة ضرورية. كل 50 من 100 منزل يستخدمون هذه المولدات وهي موضوعة على "زاوية من الطريق" قريباً من سكنك. والأصوات التي تتولد من هذه الأجهزة أفسدت حياتنا.. (عدا مسألة العوارض من دخان وروائح)..
أصوات الانفجارات، الطائرات والقصف، القتال المستمر.. وفق كل هذا إطلاق الرصاص في الهواء من قبل المغرورين إرضاءً لنفوس مريضة جائعة للسلطة.. هي مجرد قشدة على كعكة..
كيف يمكن النوم وسط هذا العالم الصاخب المخيف؟ كيف يمكن العمل؟ كيف يمكن الدراسة؟ من أين تأتي الراحة وكيف يمكن التفكير وإنجاز عمل ما؟
هذه الحرب تحصد أيضاً الحيوية والقدرة على التفكير.. إنها تولد الكثير من الإرهاق والإجهاد الفكري في عراق اليوم.. هل علينا أن نكون من الشاكرين!؟
ممممممممممممممممممممممـ
Silence is Gold, (Mc Clatchy, Baghdad Bureau), uruknet.info- 23 March,2007.
ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟