أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - **اتفاق المليار مابين التبجيل والتدليس**















المزيد.....

**اتفاق المليار مابين التبجيل والتدليس**


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1865 - 2007 / 3 / 25 - 08:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))

لم يكد يجف حبر اتفاقية مكة, و التي خلعت عليها عباءة التقديس للخلاص من فتنة التدنيس, تلك الفتنة التي تجاوزت كل خطوط المحرمات الوطنية,لم تكد تتلاشى بشارة الفرحة, التي رسمت على وجوه شبابنا وشيبتنا الذين يجسدون مسار المستقبل المرجو, على غرار الماضي المُشرف لصمود عمالقة النضال,لم تكد تجف دموع الفرح بعدما حرقت مقلتنا جميعا دموع عويل الأمهات والثكالا, وحسرة الآباء الذين فقدوا فلذات أكبادهم, ونقمة الأبناء الذين فقدوا الأمان باغتيال إبائهم,,لم تكد تنصرم عن مسامعنا أصوات زغاريد التراث الوطني الفلسطيني,إيذانا بصفاء القلوب ووحدة الصف,بعدما أدمت قلوبنا صرخات الحزن وشق الثياب,لم تزل بقايا حبات الحلوى متناثرة بين ثنايا المخيم, لم تكد!! ولم تكد!! ولم تكد!! حتى استكثر علينا أباطرة الشر هذه الفرحة والبشرى, حتى دارت رحى الفتنة الكبرى من جديد, ليزيد الأشرار حلكة مستقبلنا الذي طالما راهن علية عدونا على مدار ستون عاما وسقطت رهاناته, فسحقا لأباطرة الدم وأيدلوجياتهم المصابة بأورام السعر والهوس والجنون.

فماذا كانت حقيقة اتفاقية مكة؟!!!

لحد علمنا أن مسئولية الأحداث المأساوية توزعت على فصيلين , يغظ النظر عن أيدلوجية القاتل والقتيل ,وقد دُعي المختصمون إلى اطهر رقعة جغرافية في الوجود إلى مكة المكرمة, فهرع الطرفان لتلبية نداء الحق, ونفر الجميع استجابة لصوت الضمير, واتفق الطرفان على وضع حد للاقتتال الإجرامي , فزفوا لنا البشرى ليتنفس شعبنا الصامد صعداء الوفاق, فماذا حدث ؟

شتان مابين النظرية والممارسة, شتان مابين مخطوطات الوفاق والتطبيق الميداني الصادق, فهل كان الاتفاق مجرد ((طخ زفة)) ؟؟!!

هل كان الاتفاق سطحيا وشكليا أم اتفاق نوايا جوهري, ومحفل ممجوج وممسوخ؟؟!!

هل كان الاتفاق للاستهلاك الإعلامي , والاستقطاب العربي الإسلامي, أم كان اتفاقا حقيقيا؟؟!!

وان كان الاتفاق حقيقي؟ فهل اغفل ذلك الاتفاق ما من شانه جعل ذلك الاتفاق هشا عندما يتعرض لأول محكاته العملية؟؟!!

هل كان تلبية النداء السعودي, لمجرد إلقاء كرة مسئولية الأحداث, كل في ملعب الأخر, وادعاء لروح مسئولية النوايا الوطنية السلمية؟؟!!

لماذا إذن تجددت الأحداث الدامية بزخم يندى له جبين الشرفاء, وتنتفض له غضبا أرواح الشهداء؟؟!!
وطالما اعتبر أهمية اتفاق مكة يكمن فيما بعدة من استقرار للأجواء؟ فهل الأحداث المتجددة لا تنطوي تحت مسئولية فتح وحماس؟؟!!

أو ربما تجاوز مايجب فعلة من عقاب القتلة, دفع عصبية العائلة والعشيرة, للانتقام لدماء أبنائهم الذين طالتهم يد الغدر , وقتلوا بدم بارد, ويروق للبعض خلع عباءة الفعل الحزبي على هذه الأحداث الدموية المتجددة؟؟!!
فقد تجددت الشعارات المأزومة والمشئومة, بعد قصر غياب, شعارات مخجلة وموغلة في الابتذال مثل: تطويق الأزمة, وسحب المسلحين, فأي أزمة؟!! وأي مسلحين ؟؟!!

كفاكم عربدة, وكفاكم كفرا, كفاكم زراعة للضغينة والحقد والدموية من اجل حصاد الكرة الدخيل على ثقافتنا وتاريخنا!!!
فعلى فرض أن مسئولية الأحداث المتجددة يقف خلفها تصفيات حساب الجولة السابقة من الفتنة على يد فئات مأزومة ومأجورة, أو على يد عائلات أخذت على عاتقها القصاص لدماء أبنائها طالما أغفلهم اتفاق مكة!!

فلماذا لايقدم كل طرف مسئول عن أحداث الأمس الأسود, بروح مسئولية وجرأة للاعتراف بالقتل الذي حدث بقرار مركزي حركي, والقتل الخطأ, لضحايا تلك العائلات , ويعالجوا تداعيات ونتائج فعلتهم, ومن ثم رفع الغطاء مجددا عن المليشيات التي تخرج عن خط التزام هذه الحركة أو تلك؟

ورغم ادعاء البعض باستحالة هذه الخطوة, إلا أنها ممكنة والأخطر منها التهرب من المسئولية, فهذا خير من النتائج التي لايحمد عقباها, جراء تخبط أولياء الدم الذين قد يوغلوا في الثار, ويغالوا في عدد المستهدفين ليطفئوا نيران صدورهم!!!

وعلى فرض أن مسئولية الأحداث المتجددة تقع على عاتق حركتي فتح وحماس واقصد بقرارات قيادة مركزية, فمن إذن الذي وقع الاتفاق ولماذا؟ وما فائدة مواثيق الشرف؟ ووثيقة الأسرى للوفاق الوطني؟ والتي أدت إلى اتفاق مكة العظيم!!!! ذلك الاتفاق لابل هذا الاتفاق, الذي نتج عنة حكومة وحدة وطنية, وعناق, وقسم على عدم المساس بحرمة الدم الفلسطيني المقدس,أليس هذا تدليس مضحك, واستخفاف ينذر بمستقبل مظلم؟؟!!!

فهذا يعني إن تأكدت المسئولية القيادية المركزية, إن الأحداث المتفاقمة صوب الانفجار الثاني, بان اتفاق مكة قد فشل!! وهذا بدورة يعني مابني على باطل فهو باطل, وإذا كان الصدام الدموي المتجدد هو الإفراز الأول للاتفاقية؟ فهذا يعني إرهاصات انهيار لحكومة الوحدة الوطنية كإفراز ثاني للاتفاقية!!!

وان كانت فتح وحماس غير مسئولة عن الدموية المتجددة, فمن المسئول إذن؟ وما دلالات نُذر الانفجار؟ راجيا ألا يستخف بعقول شعبنا احد ليقول أن مايحدث هو رواسب لما حدث طالما هناك قرارات مركزية ملزمة, خاصة ممن يعتبرون حركاتهم وأحزابهم لها من الالتزام المفولذ مايفوت الفرصة على الموتورين, ليفعلوا فعلهم باسمها!!!

وفي حالة عدم المسئولية, فما هي الخطوات والإجراءات العملية الحاسمة, الحازمة , الرادعة, المطلوبة من كلا الحزبين, لمواجهة القتلة والسفلة الدمويين؟؟!!!

أو ربما هو انشقاق عن احد الحزبين, استجابة لمؤثرات خارجية وداخلية, انقلابية وتكفيرية, فان كان هذا السبب فمطلوب التصدي لتلك الفئة الضالة والخارجة على وحدة الدم والهدف, وهنا يتطلب من الجميع تحمل مسئولياته, برفع الحصانة عن هؤلاء المارقين!!!

فلم يعد شعبنا يطيق هذه وتلك الأعمال الإجرامية, التي تتنافس بدمويتها مع الإجرام النازي الصهيوني, من قتل وتدمير, وذبح وتمثيل, وتشويه لإنساننا وتراثنا وثقافتنا وتاريخنا!!!

وان كان ذلك الاتفاق هو اتفاق مليار, فلتذهب المليارات وروادها إلى الجحيم, وان كان اتفاق نوايا فلنحميه بأرواحنا, كي نحفظ دماء فلذات أكبادنا, ولا نسيء لتاريخنا النضالي.

فلم يعد شعبنا يطيق هذه المهزلة الإجرامية, ليعود الرعب يسكن شوارع ودهاليز شمال غزة ووسطها وجنوبها
وإذا ماصمم الأشرار على المضي بصناعة الموت, دون حسيب أو رقيب, فقد يجبر شعبنا على حزم أمره وامتشاق سلاح الثورة الشعبية الغير مؤد لجة, ثورة لاصفراء ولا خضراء بل تحت شعار العلم الفلسطيني الموحد, ويدوسوا بنعالهم المباركة على رقاب كل المتاجرين بالدم الفلسطيني...وان غدا لناظره قريبا.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناورات الاسرائلية والمتغير الاستراتيجي للصراع*
- ثورة السيادة_حكومة ورئاسة ؟!!!
- الدولة والاستقلال في فضاء المؤامرة, التبعية, الاحتلال؟؟
- دستور هر تسل الدموي ينفذ بيد اولمرت؟؟
- مصير صدام((نفي أم إعدام )) ؟؟
- المواجهة القادمة والاحتلال الحدودي
- نصيحة من القلب إلى رفاق الدرب
- عوامل النجاح والفشل: للدور السياسي القطري البديل ؟؟
- ((اجتياح لطهران ودمشق من شمال وجنوب غزة))
- حكومة متعددة التسميات...أزمة بلا حدود !!!!
- (( انفصام الخطاب السياسي وازدواجية شرعية الاحتلال))
- انتخابات مبكرة = كارثة مبكرة
- حماس وقبول الدولة الفلسطينية العلمانية!!!
- حرب المنازل جَبانة!!
- الأحد الأسود((غزة برميل بارود مشتعل))؟؟؟!!!
- مناشدة للرئيس محمود عباس - لنزع فتيل انفجار اللحظات الأخيرة
- سحقاً للحكومة وللرئاسة لسنا قطعان متسولين !!!
- أمراء الحرب...لا تصدقوهم...لا تناصروهم !!!
- مبادرة حماس ((حديبية ثانية بعد 1378 عام ؟؟؟ أم أوسلو جديدة ب ...
- الإنفجار ؟؟؟!!!


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - **اتفاق المليار مابين التبجيل والتدليس**