أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام سمير - الحجاب المزعوم















المزيد.....


الحجاب المزعوم


هشام سمير

الحوار المتمدن-العدد: 1864 - 2007 / 3 / 24 - 12:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك شبه إجماع عند رجال الدين المسلمين بان غطاء الرأس(الحجاب ) فريضة إسلامية ,وإجماعهم هذا يرجع إلى زعمهم أن هذا الغطاء حجاب ، فرضه الله سبحانه تعالى على المرأة المسلمة من أجل حجب زينتها وجمالها عن عيون الناس, ومن أجل حمايتها من الذئاب البشرية المتربصة بها.

وأن وبكل صراحة مطلقة أرى أن كلامهم هذا غريب جدا وغير مقبول فكريا وذلك لسببين
السبب الأول لأن جمال وزينة المرأة موجود بقدر كبير في وجهها وليس شعرها
السبب الثاني أن من ينظر للمرأة بغرض الإطلاع على زينتها أو مغازلتها ، ينظر ويدقق في ملامح وجهها (عينها، شفاتها ،خدودها ،وجناتها ) أم شعرها فليس مهم بقدر أهمية الوجه الكبيرة جدا في مسألة زينتها وحسنها
وللإيضاح أكثر في التالي
هناك عدة أسئلة مهم جدا ومفصلية في قضية الحجاب ،ومن خلال الإجابة عليها سوف تتكشف لنا حقائق مهمة جدا في كشف أكذوبة الحجاب
السؤال الأول أين تكمن زينة وجمال المرأة ؟
السؤال الثاني ما هي مواصفات المرأة الجميلة التي تجعلها محط إعجاب واهتمام الرجال ؟
أولا بالنسبة لمواصفات المرأة الجميلة فهي تختلف من شخص لأخر ، ومن مجتمع لأخر ولكن سوف أتكلم عن العام والمشهور منها .
من مواصفات المرأة الجميلة العيون الملونة (خضراء ،زرقاء ، عسلي )
،البشرة البيضاء الصافية ،الشفاه الغليظة الممتلئة ،العنق الصافي الطويل ،الأنف الدقيق ، صغر السن ,الشعر الأشقر أو الأسود , القوام المتناسق .
ومن خلال تعرفنا على مواصفات المرأة الجميلة في السابق ، ندرك الحقيقة المعلومة لدي الجميع , وهي أن جمال وزينة المرأة موجود معظمه في وجهها ،وأن المرأة تعرف بين الناس بأنها جميلة من خلال جمال وجهها ، فيقال إنها ذات عيون ملونة ساحرة ،وأنها ذات بشرة صافية بيضاء وناعمة الملمس .
و كذلك من السابق نعرف أيضا أن الوجه هو مقياس جمال المرأة عند الرجال ومن خلال جمال وحسن الوجه يقع الرجال في حب النساء .

وكما أن المرأة الجميلة تكون جميلة من خلال جمال وجهها كذلك المرأة الغير جميلة يكون سبب تدنى جمالها بسبب عيوب في شكل الوجه وعلى سبيل المثال يكون فيها أحد العيوب القادمة ( حوله ، عورة ، بضب ،ذات أنف كبير ومفلطح ،بشلاديم ,ببوز ) وأشياء كثيرة من هذا القبيل مرتبطة بعيوب في شكل وتركيبة الوجه .

ليس ما يميز وجه المرأة عن شعرها أن الوجه يوجد به القدر الأكبر من جمال المرأة فقط ، فبجانب هذا للوجه مميزات أخرى مهمة ، وهى أن الوجه شيء حي قادر على التعبير فالوجه به نظرات المرأة التي تعبر بها عما بداخلها وما تريد قوله ، وتكون نظرات حب وإعجاب أو نظرات رفض واستياء ،وكذلك يوجد بوجه المرأة ابتسامتها الصافية التي تعبر بها عن ارتياحها و رضاها عن حبيبها ، ويوجد بوجه المرأة أيضا ضحكتها التي تهز الأرض معها والتي تخطف بها قلوب العاشقين .
فإذا كان هذا حال وجه المرأة القدرة على التعبير والحيوية والحياة يأتي على النقيض تماما شعرها، فشعر المرأة مجرد شكل صامت يحتوى على قدر ضئيل من الزينة مقارنتا بقدر الزينة الموجودة في الوجه ، فشعر المرأة مجرد صورة صامتة غير قادرة على التعبير عكس الوجه تماما .

وأخيرا وليس أخر المرأة ليست مجرد صورة جميلة فقط ينظر الرجل إليها ويستمتع بالنظر إليها فبجانب جمال الصورة هناك أشياء أخرى مهمة جدا جدا في مسألة جمال المرأة وإعجاب الرجال بها مثل أنوثتها ،ومستوي ذكائها ،ومقدار ثقافتها ، ومستوى التعليم والمعرفة لديها , ومدى تقبل الناس لها , فكثير ما نجد امرأة جميلة الشكل والصورة ولكن بسبب تدنى أنوثتها أو بسبب خشونتها في التعامل مع الغير لا تكون محل اهتمام الرجال , بعكس امرأة أخرى تكون متوسطة الجمال ولكن بفضل أنوثتها وأناقتها تكون محل إعجاب واهتمام الرجال .

من خلال ما سبق ذكره أعتقد أن لنا الحق في أن نسأل رجال الدين وكل من يزعم أن غطاء الرأس فريضة إسلامية فرضها الله سبحانه وتعالى علي المرأة المسلمة من أجل حجب جمالها وزينتها .
ونقول لهم هل من الممكن أن يفرض الله سبحانه وتعالى وهو العظيم الجليل حجاب على شعر المرأة صاحب القدر الضئيل من زينتها ويسمح لها بالكشف عن وجهها مكمن زينتها وجمالها ؟
وهل من الممكن أن يفرض الله الحجاب على شعرها الصامت صاحب القدر الضئيل من الزينة ، ويسمح لها بالكشف عن وجهها المعبر الذي يوجد به ابتسامتها الجميلة الصافية ،وضحكتها الرنانة ،ونظرتها الساحرة ؟
طبعا ليس من المقبول والمعقول أن يفرض الله سبحانه وتعالى حجاب بهذه الصورة ، لأن العقل والمنطق يقولون انه لو أراد الله سبحانه وتعالى فرض حجاب على المرأة بقصد حجب زينتها سوف يكون هذا الحجاب على وجهها مكمن زينتها ومقصد من يريد الإطلاع على زينتها أو مغازلتها ، وبالطبع لن يكون هذا الحجاب على شعرها صاحب القدر الضئيل من الزينة فقط .

التجربة والواقع اثبتوا أن هذا الغطاء المزعوم دون أي جدوه أو فائدة تذكر في مسألة حجب زينة المرأة ، أو حمايتها من عيون الناس أو أي مضايقات تتعرض لها من أي نوع، فهو لم يحجب زينتها ولم يحميها من عيون الناس، والدليل على ذلك عشرات المعاكسات التي تتعرض لها الفتاة المحجبة يوميا في الشارع ، وتكون هذه المعاكسات بكلمات مدح وثناء على قوامها، وعلى جمال عينها ،وعلى رقتها وأناقتها ،وأشياء كثيرة من هذا القبيل من مميزات المرأة الجميلة التي لها علاقة بشكل مباشرة بجمال وجهها .
ولذلك نسأل رجال الدين وكل من يزعم أن غطاء الرأس يحجب زينة المرأة ونقول لهم
ما هي جدوه وفائدة هذا الغطاء أن لم يستطع حجب زينة المرأة وكذلك لم يستطع حمايتها ؟
وهل من الممكن أن يفرض الله فريضة ثبت أنها دون أي جدوه أو فائدة تذكر ؟
ولماذا التمسك بقطعة من القماش ثبت أنها دون أي جدوه أو فائدة تذكر بالنسبة للقيام بالغرض الذي وجدت من اجله وهو حجب زينة المرأة ، وأيضا ثبت أن وجودها مثل عدمها ؟

هناك عدة أسئلة مهمة جدا إلى كل من يزعم أن شعر المرأة عورة
السؤال الأول لماذا شعر المرأة عورة وشعر الرجل ليس عورة ؟
السؤال الثاني لماذا شعر المرأة يثير الغرائز والشهوات وشعر الرجل لا يثير الغرائز والشهوات ؟
السؤال الثالث ما هو الفرق بين شعر المرأة وشعر الرجل الذي يجعل من شعر المرأة عورة و يثير الغرائز والشهوات وشعر الرجل ليس عورة ولا يثير الغرائز والشهوات ؟

أنا آري من وجهة نظري انه ليس هناك أي فرق محسوس بين شعر المرأة وشعر الرجل يجعل من شعر المرأة عورة تثير الغرائز والشهوات وشعر الرجل ليس عورة ،غير الفرق في عادات وتقاليد خاصة بإطالة المرأة لشعرها وتقصير الرجل لشعره وكثيرا ما يحدث العكس، ولو كان شعر المرأة يثير الغرائز والشهوات لكان شعر الرجل هو الآخر يثير الغرائز والشهوات , وعلى من يزعم أنه هناك فرق بين شعر المرأة وشعر الرجل يقول لنا ما هو الفرق , وكيف يمكنه التفرقة بين خصلتين من شعر رجل وامرأة .

بالنسبة لأية الخمار التي يقال عنها أنها الآية التي فرض الله من خلالها الحجاب
نص الآية وبيان سبب نزولها وعلة الحكم عن كتاب حقيقة الحجاب للمستشار محمد سعيد العشماوي
أما آية الخمار فهى : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن } [ سورة النور 24: 31].

وسبب نزول هذه الآية أن النساء كن فى زمان النبى يغطين رؤوسهن بالأخمرة ( وهى المقانع ) ويسدلها من وراء الظهر, فيبقى النحر ( أعلى الصدر ) والعنق لاستر لهما, فأمرت الآية بلى ( أى إسدال ) المؤمنات للخمار على الجيوب, فتضرب الواحدة منهن بخكارها على جيبها ( أعلى الجلباب ) لستر صدرها. [ تفسير القرطبى ـ طبعة دار الشعب ـ ص 4622 ].

فعلة الحكم فى هذه الآية هى تعديل عرف كان قائمًا وقت نزولها, حيث كانت النساء يضعن أخمرة ( أغطية ) على رؤوسهن ثم يسدلن الخمار وراء ظهورهن فيبرز الصدر بذلك, ومن ثم قصدت الآية تغطية الصدر بدلاً من كشفه, ون أن تقصد إلى وضع زى بعينه.

من الآية الكريمة السابقة ومن خلال بيان سبب نزولها كما جاء في تفسير الطبري نستطيع أن نخرج ببعض المعلومات والاستنتاجات المهمة التي من خلالها سوف نوضح الخطأ الذي وقع فيه رجال الدين وكثيرون من عامة الناس ممن يعتقدون أن غطاء الرأس فريضة إسلامية

الاستنتاج الأول – أن الخمار(غطاء الرأس ) الذي ورد ذكره في الآية الكريمة كان موجود بالفعل وقت نزول الآية الكريمة وقبل ذلك ولم تأمر به الآية الكريمة .
الاستنتاج الثاني أن الغرض من وجود هذه الخمر في هذا الزمان والمكان ليس بسبب استخدامها من قبل النساء التي نزلت فيهم الآية الكريمة كحجاب لزينتهن وذلك لسببين

السبب الأول لأن ليس من المعقول أن يكون سبب ارتداء هؤلاء النساء لهذه الخمر في هذا الوقت بغرض استخدامها كحجاب لزينتهن في الوقت الذي كن يمشون في الطرقات وهن كاشفات عن صدورهن, فأي حجاب هذا الذي تغطى به المرأة شعر رأسها وترمي به علي ظهرها وتترك صدرها عاري ومكشوف لعامة الناس في الطرقات .
السبب الثاني المرأة التي تريد أن تحجب زينتها عن عيون الناس وتكون جادة في ذلك الأمر فسوف تغطي وجهها مكمن زينتها وليس شعرها
ومن المرجح أن سبب وجود هذه الخمر في هذا الوقت أنها كانت موجودة لحماية النساء من أشعة الشمس الحارقة والأتربة ورمال الصحراء وظروف البيئة البدوية الصحراوية القاسية مناخيا وليس كحجاب لزينة المرأة لأسباب وضحناها سابقا .
غطاء الرأس في هذه البيئة البدوية لم يكن قاصرا فقط على النساء ولكن الرجال أيضا كانوا يغطون رؤوسهم في هذا الزمان والمكان , ومازال حتى وقتنا الحالي الرجال في دول الخليج العربي يضعون العقال وغيره من أغطية الرأس فوق رؤوسهم وبالطبع ارتداء الرجال لهذه الأغطية ليس بسبب أنهم يتحجبون ولكن كما وصحنا سابقا بغرض الحماية من الظروف المناخية الصعبة التي تتميز بها البيئة الصحراوية في هذا الخط العرضي .
وهذا أن دل على شيء فيدل على أن غطاء الرأس كان موجود لحماية المرأة من الظروف المناخية الصعبة ، أو سبب أخر فقد ذكر البعض أن هذا الغطاء كان يستخدم للتفرقة ما بين الإماء والجواري من ناحية والحرائر والعفيفات من ناحية أخري .
(وليضربن بخمرهن على جيوبهن)
الأمر في هذه الآية الكريمة هو أمر موجه إلى النساء بضرب الجزء المتدلي من الخمر التي كانت فوق رؤوسهن على صدورهن، فبدلا من إلقاء مؤخرة الخمار على الظهر تضرب به الواحدة منهن على صدرها لتغطية صدرها العاري والمكشوف , والأمر هنا يعنى إعادة استخدام للجزء الأسفل من الخمار وليس بوضع الخمار فوق الرأس كما يزعم رجال الدين ، لأن الخمار كان موجود بالفعل فوق الرأس ولكن لم يكن الغرض من وجوده استخدامه كحجاب لزينة المرأة لأسباب سبق ذكرها , وهذه الجزئية هي أهم جزء في البحث لان هنا وقع الخلط فرجال الدين يقرون بسبب نزول الآية وهي تعديل عرف خاطئ خاص برمي النساء الخمر على الصدر العاري والمكشوف بدلا من إلقائها على الظهر وترك الصدر عاري ،ولكن هم يضيفون إلى ذلك أمر إلهي أخر وهو أمر للنساء بوضع الخمر فوق الرأس ، وهذا الخطأ سبب الخلاف الكبير بيننا وبينهم فالخمر لم تفرض في الآية لأنها كانت موجودة قبل نزول الآية ،وهذا يتضح من كلمة (بخمورهن ) كلمة (هن ) تدل على أن الخمر كانت موجودة بالفعل.

(ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)
الفقهاء في هذه الآية يقولون أن الزينة المسموح بها هنا هي الوجه والكفين ، وفيما سبق أوضحنا أن الوجه يوجد به القدر الأكبر من زينة المرأة وهو مقياس جمال المرأة ، وبذلك تكون هذه الآية الكريمة هي التي تعطي المرأة الحق في إبداء زينتها ولا تأمرها بحجب زينتها كما يدعي البعض.
أم بالنسبة لقضية فرض غطاء الرأس سبق وأوضحنا أن غطاء الرأس كان موجود قبل نزول الآية , ولكن لم يكن وجوده بغرض استخدامه كحجاب لزينة المرأة وكذلك أوضحنا إن الأمر في ضرب الخمر هو إعادة استخدام للخمر وليس وضعها على الرأس.


فيما سبق أوضحنا أن غطاء الرأس ليس حجاب فهو لم يحجب زينة المرأة ولم يحميها من عيون الناس ، وقولنا أيضا أنه ليس من المنطقي أن يفرض الله الحجاب على جزء ضئيل من زينة المرأة ويسمح لها بإبداء الجزء الأكبر من زينتها , ولو كان الله سبحانه وتعالى يريد حجب زينة المرأة لأمرها بتغطية وجهها مكمن زينتها ولتأكيد صدق كلامي فننظر وندقق في محتوى الآية الكريمة التالية ، التي تعطى الصورة الحقيقية للحجاب الإسلامي الذي فرضه الله بغرض حجب زينة المرأة وكان هذا الحجاب على نساء النبي

الحجاب كما ورد في القران
كلمة الحجاب في اللغة تعنى الساتر أو المانع الموجود بين طرفين بحيث لا يرى أحدهم الأخر وهذا ما لم يتحقق في الحجاب المزعوم (غطاء الرأس) فبرغم ارتداء السيدات غطاء الرأس نستطيع التعرف عليهم ، وكذلك نستطيع أن نقيم جمالهم ,ومغازلتهم أن أردنا هذا

الحجاب الإسلامي الذي فرضه الله
{ يا أيها الذين آمنوا لاتدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه, ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلك كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لايستحى من الحق وإذا سألتموهن ( أى نساء النبى ) متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهم وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدًا إن ذلكم كان عند الله عظيمًا } [ الأحزاب 33: 53].

هذه الاية الكريمة نزلت فى حق نساء النبى وقيل فى أسباب نزول الحكم الأول من الآية { تصرف المؤمنين عندما يدعون إلى الطعام عند النبى }, إنه لما تزوج " زينب بنت جحش" إمرأة زيد اَوْلَم عليها, فدعا الناس, فلما طعموا جلس طوائف منهم يتحدثون فى بيت النبى, وزجه " زينب" مولية وجهها إلى الحائط, فثقلوا على النبى , ومن ثم نزلت الآية تنصح المؤمنين ألا يدخلوا بيت النبى إذا ما دعوا إلى طعام إلا بعد أن ينضج هذا الطعام, فإذا أكلوا فلينصرفوا دون أن يجلسوا طويلاً يتحدثون ويتسامرون. [ تفسير القرطبى ـ طبعة دار الشعب ـ ص 5306].
في هذه الآية أراد الله .سبحانه وتعالى فرض حجاب على نساء النبي حتى لا يطلع عليهم أحد وكان الحجاب هنا ساتر ومانع بين الطرفين المؤمنين ونساء النبي فالحجاب هنا ساتر ومانع بينهم بحيث لا يستطع أي طرف منهم رؤية الطرف الأخر .
وهذا هو الحجاب الإسلامي والحقيقي الذي يحجب الشيء المراد حجبه وكان هذا الشيء هنا نساء النبي ، ومن هنا نعرف حقيقة الحجاب الإسلامي ، ونعرف ما هي فلسفة الله في الحجاب فالحجاب يعنى عند الله حجب كامل الزينة وليس جزء ضئيل من الزينة .
ونقول لهم عندما أراد الله فرض الحجاب بغرض الحجب لم يكن الحجاب على شعر المرأة فقط .

هناك عدة أسئلة مهمة جدا في قضية الحجاب
1_ ما العيب أو الذنب الذي ارتكبته المرأة الغير محجبة ؟
2_ هل جمال المرأة ذنب تعاقب عليه ، والله هو من أعطاها ووهب لها هذا الجمال ؟
3 _ هل لو نظر شخص ما إلى امرأة جميلة بقصد الإطلاع على زينتها أو مغازلتها يكون الذنب والخطاء عند المرأة الجميلة التي تضررت من هذا الفعل ، ومنذ متى والإسلام يعاقب الضحية ويترك الجلاد ؟
لا يعيب المرأة الجميلة جمالها ، لأن من أعطاها هذا الجمال ووهبها إيه هو الله سبحانه وتعالي , ولو حدث ونظر شخص ما إلي أي امرأة جميلة بغرض الإطلاع على زينتها أو مغازلتها فالذنب والخطأ هنا عند هذا الشخص الذي نظر إلى ما ليس له حق في النظر إلية ولإثبات وجهة نظري هذه فلننظر في الحديث الصحيح الموجود في صحيح البخاري
ما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أخاه الفضل كان رديفاً للنبي صلى الله عليه وسلّم، في حجة الوداع فجاءت امرأة من خثعم فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه فجعل النبي صلى الله عليه وسلّم، يصرف وجه الفضل إلى الشق الأخر،
،
ما حدث في الحديث السابق هو أن الفضل رديف الرسول صلى الله علية وسلم كانت هناك امرأة جميلة فأخذ الفضل ينظر إليها ويدقق في جمالها ، فكان رد الرسول في هذه الحالة أنه أخذ يصرف وجه الفضل ألي الشق الأخر وهذا يعنى أمر بغض البصر
أم بالنسبة للمرأة الجميلة فكان تصرف الرسول صلي الله علية وسلم في هذه الحالة لم يوجه لها أي لوم أو عتاب ، ولم ينتقدها على جمالها ولم يحدثها بالمرة ولم يأمرها بحجب زينتها, ولكن كان حديثه للفضل بغض البصر وعدم النظر إليها ، ومن هنا نعرف ونتعلم أن تعامل الإسلام مع قضية زينة المرأة هو غض البصر من جانب المؤمنين وليس حجب زينة المرأة ، ولو كان تعامل الإسلام في هذه القضية حجب زينة المرأة لأمر الرسول هذه المرأة الجميلة بحجب زينتها وجمالها .

بالنسبة لحديث السيدة أسماء

اع. ورُوى عن أبى داود عن عائشة أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على رسول الله فقال لها :{ يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرى فيها إلا هذا, وأشار إلى وجهه وكفيه}.

هناك عدة ملاحظات مهمة حول هذا الحديث
الملحوظة الأولى هذا الحديث من أحاديث الآحاد وأحاديث الآحاد للاسترشاد والاستئناس ، ولكن لا تنشئ ولا تلغى حكما شرعيا .
الملحوظة الثانية هذا الحديث من خلال مضمونه ومن خلال ما يقدمه يكذب كلام وزعم من يستندون إليه ، فهم يتكلمون عن حجاب على كامل زينة المرأة يهدف لحجب زينتها وحمايتها من عيون الناس , وهذا الحديث مقصده حجب جزء من زينة المرأة وهو شعرها ، وفى الوقت نفسه يسمح للمرأة ويعطيها الحق في إبداء القدر الاكبر والاهم من زينتها وهو وجهها، وبذلك يكون هذا الحديث يدينهم أي عليهم وليس لهم
الملحوظة الثانية هذا الحديث على حسب تفسيرهم يتعارض مع حديث أخر صحيح في صحيح البخاري وغيره من كتب الصحاح والحديث هو حديث الفضل ابن العباس الذي كان يتتبع ويدقق في زينة وجمال امرأة جميلة , وعندما رآه الرسول الكريم أمره بغض البصر ، ولم يأمر المرأة بالتحجب .

هناك سؤال مهم إلى رجال الدين والسؤال هو هل يجوز إسلاميا اتهام ملايين المسلمات بأن إسلامهم ناقص وأنهن متبرجات وسافرات والكثير و الكثير من الاتهامات الباطلة ، بحديث ضعيف محل خلاف بين العلماء أنفسهم ، وهذا الحديث مضمونة يتعارض مع وجهة نظرهم في مقصده , وأيضا هذا الحديث يتعارض في مقصده مع حديث أخر صحيح موجود في صحيح البخاري ؟

طبعا هذا لا يجوز إسلاميا وهذا عمل غير أخلاقي فليس من الإسلام في شيء الإجماع على اتهام ملايين المسلمات بالتقصير الديني وغيره من الاتهامات الباطلة بحديث ضعيف محل خلاف بين العلماء أنفسهم ، وهذا الحديث يتناقض مع نصوص دينية أخري صحيحة .
فالإسلام أمرنا بالتبيين والتروي في اتهام الأخريين ، ووضع ضوابط وشروط كثيرة يجب إتباعها عند اتهام شخص ما بفعل خطأ معين ، حتى لا يظلم أحد بسبب اتهامه باطل نتيجة تسرع وإستهذاء من يصدر هذه الأحكام عليه ، وقال الله عز وجل في كتابه فتبينوا قبل أن تصيبوا قوما بجاهلة .
لتوضيح ما هذه الضوابط سوف أضرب هذا المثال على سبيل القياس وليس الشبه
وضع الإسلام شروط صعبة لمن يريد أن يتهم شخص ما بالزنا (هذا على سبيل المثال, وللقياس وليس لتشابه المواقف ) وهذه الشروط أن يكون شهد الواقعة أربعة شهود عدول ولو كانوا ثلاثة يقام عليهم حد القذف .
ووضع الإسلام هذه الشروط الصعبة حتى لا يظلم أحد بسبب اتهامه باطل ، ومن خلال تعرفنا على هذه الشروط نعرف أن إجماع رجال الدين علي أن غطاء الرأس فريضة إسلامية غير جائز إسلاميا، وذلك لأنهم يجمعون على إدانة ملايين المسلمات بالتغاضي عن تنفيذ أمر الهي بحديث ضعيف مشكوك في صحته وهذا بالطبع عمل غير إسلامي وأخلاقي ، فالإسلام وضع شروط صعبة جدا لمن يريد اتهام مسلم واحد بارتكابه خطأ معين فما بالك بالشروط التي يجب أن تتوفر لمن يتهم ملايين المسلمات بارتكاب ذنب .



#هشام_سمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نواب للنظام وليسوا للشعب
- الإخوان وفكرة الحزب السياسي
- حول المادة الثانية من الدستور
- حقوق االأقباط والتعديلات الدستورية
- الجهل هو المحرك الرئيس للانتخابات البرلمانية المصرية
- الوضع الحالى يفرض الأخوان كمعارضة قوية فى البرلمان المصري
- النظام المصرى ولعبة فزاعة الاسلاميين لتوريث جمال مبارك الحكم
- لماذا غطاء الرأس.الحجاب


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام سمير - الحجاب المزعوم