أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - على عيسى - رجل +أمرأة ...... وقع المحظور














المزيد.....

رجل +أمرأة ...... وقع المحظور


على عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 562 - 2003 / 8 / 13 - 01:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ما إن تذكر عبارة حقوق المرأة حتى تقفز إلى أذهان العربان صور الاختلاط وترتسم فى مخيلتهم أفلاما عن الانحراف والفساد . وما أن يرى أحد من المختلفين رجلا وامرأة يتحادثان حتى يكمل له خياله المريض مشهدا عاطفيا دراماتيكيا لا يرغب أن ينهيه ـ و ذلك استمتاعا واستعذابا ـ إلا بوقوع المحظور، ولعل للتربية المغلقة ، والمفاهيم الانعزالية المتوارثة ، والقمع والكبت المتعدد الأشكال الذى تعانى منه مجتمعاتنا التى كبلتها العادات والتقاليد البدوية بقيودها ، وسجنتها داخل أقبيتها العفنة الخانقة دورا رئيسا فى ذلك . سيدة بالأمس فى " إيلاف" تستصرخ الضمير العشائرى البدوى : اعطنى حريتى ، اسمح لى بالعلم كى أمتلك القدرة على إنشاء وتربية جيل سوى واثق من نفسه ، قادر على الفهم السليم ولاستيعاب والإبداع عله ينتشل شعبه ووطنه مما ترى فيه ، لأن الجهل والعبودية لا يخلفان إلا جيلا مشوها هزيلا خائفا تائها يفتك فيه التخلف والمرض والعقد والوسواس والظنون . سيدة كملايين النساء أجبرها هذا السجن العربى الكبير أن تتنازل عن غريزتها ، وأمومتها وأن تقول حين تتحدث عن أبنائها الذين حملتهم فى رحمها ، وتنفسوا من نفسها ، وجرت الدماء فى عروقهم من قلبها ، رضعوا من صدرها ، فأصبحت جزءا منهم ، وأصبحوا جزءا منها ، صارت مجبرة أن تقول عن أبنائها : ( أبنائه ) ، فالطفل كما فرضوا عليها ـ أن تعترف وتقبل ـ بقوة الأعراف والعادات والقانون ملك للرجل الذى ربما لم يلمسه أو يراه لسنين وسنين ، وإن رآه فلا يعرف أيهما أمه ، سيدة عبرت عن مشاعر النساء كافة فى هذه الصحراء العربية ، عن إحساسهن بالذل والمهانة والقمع ، عن شعورهن بأنهن لسن أكثر من أدوات للزينة والمتعة ، أو قطع الأثاث يستبدلها الرجال إن اهترأت ويجددونها إن ملكوا القدرة المالية ،. سيدات حفر المجتمع الذكورى البدوى فى ذاكرتهن صور السبايا والجوارى والإماء اللواتى لا يصلحن إلا للخدمة والتسرى بالأشكال التى يقررونها ويريدونها .سيدة تستنجد بالرجولة العربية ، تستصرخ رمال الصحراء الصماء أن تهبها الحرية ، متعهدة ألا تخل بما وهبت ، من قبيل نزع الحجاب أو الاختلاط بالرجال . لقد أخطأت فى العنوان ياسيدتى ، فكما أن العلم لا يعرفه ولا يقدر أن يعطيه إلا العلماء ، والخير لا يصنعه إلا أهل المعروف والإحسان ، والحب لا يدركه إلا الأبرار الطيبون أحباب الله ، فالحرية كذلك لا يهبها إلا الأحرار ولا يمنحها إلا مجتمعنا حرا متماسكا موحدا متعلما متفهما واثقا من نفسه وقدراته ، وأناسا متحضرين صادقين يشعرونبالمسؤلية أمام الله والمجتمع والوطن ، ولهذا لا يمكن لعبد مقموع مملوك مسلوب الإرادة ممنوع من التفكير أن يهب عبدا آخر الحرية والاستقلال ، فالجاهل لايعطى غير الجهل ، والمجتع الذليل المستعبد الأسير لعاداته وتقاليده وخرافاته لن يكون قادرا أن يصنع امرأة حرة متعلمة مثقفة مستقلة الرأى والإرادة . والفساد الذى يفك المجتمع يسببه التخلف والجهل والقمع والعبودية . تتعهدين ياسيدتى وتتشرطين على نفسك ، وأنت تعلمين أن الحرية كل متكامل لا يمكن تجزئتها أو الانتقاص منها ، وهى اختيار ، ومسؤولية شخصية فى الاختيار أمام الله أولا ، وأمام الذات ثانيا ، وأمام المجتمع والوطن ثالثا ، وأمام الإنسانية جمعاء أخيرا ، وما عدا ذلك فهو كذب ونفاق وتحايل وادعاء ، والحرية أن تمتلكى القدرة والفرار على أعطاء ما تريدين وحجب مالا تريدين ، وعلى قول نعم وقول لا ، بدون أى ضغوط أو تدخل خارجى . الحرية لا تأتى بدون أستقلال اقتصادى ، وحق العمل ، وامتلاك حق أختيار هذا العمل ومكانه الذى تعتقدين أنت لا غيرك أنه يصون نفسك وعزتك وكرامتك . إن التعامل مع الناس يا سيدتى والتعرف على اهتمامات وهموم ومشاكل الغير ، ووجهات النظر المختلفة ، ومناقشة الآراء والثقافات المتباينة يهذب النفوس ، ويفتح للعقول نوافذ جديدة على العلم والمعرفة ، ويزيد فى مستوى الوعى والإدراك ، ويعزز العمل الجماعى الذى هو أساس بنيان المجتع  ونهضته وتقدمه .

لقد حض الله ورسوله ( ص) على العتق لكن القادرون على ذلك هم المؤمنون ، أما المنافقون المدعو الإيمان ـ وهم كثر ـ فلا .، لهذا يجب أن تشرع القوانين هذا الحق بالحرية وتصونها ، لا أن تكون هبة نمنحها اليوم ونحرمها غدا ، وكما هو حاصل فى عدد نت الدول العربية كبلاد الشام وتونس وشمال أفريقيا ومصر ، وفى مقدمة هذه الدول بلا منازع سورية التى أعطت قوانينها للمرأة منذ عدة عقود حقها فى التعليم الإلزامى ، وحقها فى التعليم المجانى الجامعى ، وحقها فى الانتساب والعمل فى الشرطة والجيش ، وأن تكون وزيرة ونائبة فى البرلمان وسياسية ترأس أحزابا ، وحقها فى أن تكون قاضية فى المحاكم ، وحقها فى أختيار الزوج والزواج ، والطلاق ، والسفر بدون مرافقة ، ومؤخرا حقها فى توريث معاشها التقاعدى لزوجها وأبنائها وبناتها ، وحقها فى التقاعد عند بلغوها الخمسين من العمر ، وحقها فى روضة أطفال ، مجانية قى مكان عملها وإن هى إلا مسألة وقت قصير جدا ، وتكون متساوية تماما فى حقوقها ووجبتها مع الرجل ، وكل ذلك بقوة القانون الذى يكفل لها الحماية التامة من أى تدخل فى شئونها مخالف للأنظمة والقوانين المرعية ، ولكن للأسف مازالت بعض المجتمعات العربية تضطهد المرأة وتصادر حقوقها بحجج واهية ، وتمارس ضدها سياسة النفى والاقصاء ، وكأنها أمة مشتراه سبيه مكرهة على الخدمة والامتاع والمؤانسة .

 

 



#على_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطان متوازيان لايلتقيان 2- الخرافة والحضارة
- هل هذا يحدث في مصر؟


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - على عيسى - رجل +أمرأة ...... وقع المحظور