أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المنطقة العربية متوقع أن تشهد صيفا ساخنا















المزيد.....

المنطقة العربية متوقع أن تشهد صيفا ساخنا


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1864 - 2007 / 3 / 24 - 12:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


...... لعل الجميع يدرك أن إسرائيل وحليفتها أمريكيا في حربهما العدوانية على لبنان في صيف /2006 ، لم يكن الهدف المباشرمنها إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله ، وهذا ما إعترف به مؤخرا رئيس الوزراء الإسرائيلي " يهود أولمرت " ، حيث قال أن خطط الحرب العدوانية على لبنان كانت معدة سلفا ، قبل أربعة شهور من أسر الجنديين الإسرائيليين ، وإذا صحت الأنباء وأظنها صحيحة ، بأن فرنسا شجعت وطلبت من إسرائيل في الأيام الأولى للحرب على لبنان ، شن حرب شاملة على سوريا ، وبالتالي يتضح لنا ان الأهداف التي من أجلها شنت الحرب ، هي تغير الواقع السياسي في لبنان بالقوة المباشرة وفرض شروط ترتيب المنطقة سياسيا ، وفق الإستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية المشتركة ، التي عبرت عنها وزيرة الخارجية الأمريكية " كونداليزا رايس " ، بالحديث عن الشرق الأوسط الجديد .
ومن هنا فإن الحرب العدوانية على لبنان ، لم يكن مجرد فعل إسرائيلي محكوم بمنطق إستعادة الهيبة نتيجة أسر الجنديين ، بل أن المسألة تؤشر بوضوح الى مشروع عسكري – سياسي معد بصورة مسبقة ، وكان بإنتظار اللحظة المناسبة للتنفيذ، والحرب العدوانية تلك كان مخطط لها أن تسير وفق مسارين متلازمين ، بهدف تحطيم وسحق قوى المعارضة والممانعة العربية ، ردا على تعثر المشروع الأمريكي في العراق وتصاعد حدة المقاومة العراقية وإتساعها وتوجيها ضربات مؤلمة وقاسية للقوات الأمريكية ، فعلى صعيد لبنان ، سحق وكسر عظم حزب الله بإعتباره عصب المقاومة اللبنانية الرئيسي ، وأحد الأذرع الهامة لإيران في المنطقة ، وبالموازي شن حرب شاملة على الشعب الفلسطيني ، وتكثيف الحصار والضغط عليه ، من أجل دفعه الى أتون ومستنقع الحرب الأهلية ، أو إسقاط حكومة حماس ، وإيجاد قيادة بديلة تستجيب للشروط والإملاءات الأمريكية الإسرائيلية للتسوية ، وبتدمير والقضاء ، أو على أقل تقدير إضعاف هاتين الحلقتين ، تصبح الطريق سالكة ومعبدة لإحكام السيطرة على النظام السوري ، وإما أن يستجيب للشروط والإملاءات الأمريكية – الإسرائيلية بفك تحالفه مع إيران ، ووقف دعمه وإسناده وإيوائه للمقاومتين العراقية والفلسطينية ، بما يشمل إغلاق مقرات ومكاتب التنظيمات الفلسطينية وطرد قادتها خارج الأراضي السورية ، وإحكام سيطرتها على حدودها مع العراق ، بما يضمن وقف تدفق وعبور السلاح والمقاومين الى العراق ، وكذلك فك النظام لعرى تحالفه مع حزب الله ، ووقف شريان إمداداته من السلاح ، وفي حالة رفض النظام السوري ذلك ، يجري إسقاط النظام بالقوة العسكرية المباشرة ، تحت يافطة وذرائع مسؤولية النظام السوري عن إغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ، وكل هذه الأعمال بهدف محاصرة إيران ومنعها من التمدد والتأثير واللعب في منطقة تعتبر منطقة نفوذ أمريكية ، وإجبارها على التخلي عن طموحاتها ومشاريعها بإمتلاك أسلحة دمار شامل ، وإلا فإنها ستكون عرضة الى ضربة عسكرية أمريكية قاسمة . كل هذه السيناريوهات التي رسمتها وخططت لها أمريكيا وإسرائيل تعثرت بشكل كبير ، بل وتحطمت على صخرة الصمود والتلاحم اللبناني ، كما أن حزب الله أثبت ، أنه حركة مقاومة متميزه ، أقامت عقدة إحترام بينها وبين النصر والصدقية والفاعلية والإنجاز وصفاء الرؤية والإرادة الحازمة وطهارة اليد والسلاح والتصميم واليقظة والمبادرة والتواصل والتراكم ، وبالتالي خرج حزب الله من الحرب أكثر صلابة وجرأة وحضورا وإنتشارا ، فقدراته العسكرية ، كما قال أمينه العام سماحة الشيخ حسن نصرالله تضاعفت ، وفي الجوانب السياسية والجماهيرية ، وسع من دائرة حضوره ووجوده وإنتشاره وتحالفاته ، وقاد ويقود معارضة حزبية وجماهيرية من أجل إسقاط الحكومة الحالية الفاقدة لدستوريتها وشرعيتها ، وبالتالي أضحى الحزب رقما صعبا ليس في المعادلة اللبنانية فحسب ، بل وفي المعادلتين الإقليمية والدولية ، أما على الصعيد الفلسطيني ، فرغم كل سياسات التجويع والحصار والقمع والتنكيل ، والهجوم الشامل والواسع الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ، إلا أن ذلك لم يدفع الشعب الفلسطيني الى الإستسلام ، أو إسقاط حكومة حماس ، بل عمق ذلك من وحدة الشعب الفلسطيني وإلتفافه حول خيار المقاومة ، وبالتالي بقيت حماس في السلطة ، ومعها طيف سياسي فلسطيني واسع ، كما أن حماس زادت وضاعفت من قدراتها العسكرية ، هي وفصائل المقاومة الأخرى ، والمتتبع للصحافة الإسرائيلية وتصريحات قادة إسرائيل العسكرين والسياسيون منهم ، يشيرون ويطبلون ويحرضون على ضرورة شن حرب شاملة على غزة من أجل منع تنامى القوة العسكرية لقوى المقاومة الفلسطينية ، وبما يشكل خطرا على عمق إسرائيل ، أما على الصعيد السوري فإننا نجد أن النظام السوري ، إستطاع أن يكسر حاجز العزلة العربي والدولي الذي حاولت أمريكيا أن تفرضه عليه ، ولديه العديد من أوراق والضغط والتأثير التي يستطيع اللعب بها ، وخصوصا أن هذا النظام تاريخيا يجيد لعبة المصالح ، أما إيران فإنها غدت قوة إقليمية مؤثرة وفاعلة بشكل كبير في منطقة تعتبر من مناطق النفوذ الأمريكي ، وعلى ضوء هزيمة المشروع الأمريكي في العراق ، وعدم تحقيقه لأية نجاحات جدية في لبنان وفلسطين ، فإن إيران إستمرت في جهودها ومساعيها من أجل إمتلاك السلاح والتكنولوجيا النووية ، وأعلنت على لسان رئيسها أحمد نجاد ، أنها لن تتخلى عن خططها وبرامجها النووية ، وبغض النظر عن العقوبات الدولية التي تحاول أمريكيا فرضها عليها من خلال مجلس الأمن الدولي .
إزاء كل ما ذكر فإن الإدارتين اليمنية في إسرائيل والمسيحيون الجدد في واشنطن ، يجدون أنفسهم أمام حقائق ووقائع ، تهدد مصالحهم ونفوذهم ووجودهم في المنطقة ، وبالتالي فإن إستمرا تنامي وتصاعد قوى الممانعة والمعارضة في المنطقة ، من شأنه أن يعزز من حضور ودور الأنظمة المعارضه للدور والوجود الأمريكي في المنطقة ، وبما يشكل خطرا على إستقرار ووجود أنظمه مواليه وتابعه للسياسات الأمريكية في المنطقة ، وحتى تستمر أمريكيا وإسرائيل في الإبقاء على المنطقة في دائرة نفوذها ومصالحها ، وتنفيذ خططها وبرامجها ، فإن سياسة الإحتواء بالوسائل السياسية والإقتصادية والتجارية ، أصبحت غير مجدية ، ومحظور القبول بالأمر الواقع والتسليم بالهزيمة ، وخصوصا أن كل المؤشرات تشير الى أن المقاومة العراقية تقترب بشكل كبير من النصر ، وإنتصارها وخروج القوات الأمريكية منها مهزومة ، يمهد الطريق لهزيمة شامله للمشروع الأمريكي – الأسرائيلي على المستوى الإقليمي ، وبالتالي فإن هذا الصيف مرشح أن يكون ساخنا ، حيث أن الحديث يجري بشكل جدي ، على أن تعيد إسرائيل الكرة وتقوم بشن حرب بالوكالة عن أمريكيا على لبنان وسوريا ، على أن يسبقها شن حرب شاملة عل الشعب الفلسطيني ، من خلال إقتحام قطاع غزة ، تحت يافطة تدمير البنى التحتية لقوى المقاومة الفلسطينية ، ومنعها من إستمرار التسلح ، وأيضا فإنه لم يعد بإمكان وقف الخطط والبرامج النووية الإيرانية من خلال الحصار والعقوبات الإقتصاديه ، وبالتالي من المرجح أن تقوم أمريكيا وإسرائيل بتوجيه ضربه نوويه تكتيكيه الى كل منشئات إيران النووية .
بإختصار القوى المحافظه واليمينية في إسرائيل وأمريكيا ، والتي تعاني من أزمات داخليه ، تطال وجودها في سدة الحكم ، وكذلك فشل في سياساتها الخارجيه ، ليس أمامها سوى شن حروب عدوانية وإستباقية على قوى الممانعة والمعارضة العربية ، من أجل تفكيكها وتدميرها ومنعها من تحقيق إنتصارات ، تمهد لهزيمة شاملة للمشروع الأمريكي على مستوى الشرق الأوسط ككل .



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ما زال ممكنا إعادة إصطفاف القوى المؤمنة بالخيار الديمقراط ...
- الحكومة تشكلت والقدس غابت
- في الذكرى السنوية الأولى لإعتقال سعدات ورفاقه
- سيناريوهات محتمله لردود الفعل العربيه
- التيار الديمقراطي الفلسطيني ، هل يتوحد أم يزداد شرذمه وإنقسا ...
- الكارثه تحدق بقطاع التعليم الحكومي في القدس الشرقيه
- العرب في القدس كم زائد سكانيا ، وبقرة حلوب ضرائبيا
- ليس دفاعا عن الجبهه الشعبيه ، بل دفاعا عن الحقيقه
- قراءه في خطاب الشيخ حسن نصرالله في ذكرى إستشهاد الموسوي وحرب
- جارنا المستوطن وبلدية القدس الإسرائيليه
- محاصصة مكه بين فتح وحماس ، هل من يقود الإقتتال الداخلي ، مؤه ...
- نداء للعالمين العربي والإسلامي
- كلام معسول ، كلام مش معقول وفعل خارج المنطق والمعقول
- باسم الديمقراطيه الوطن العربي والإسلامي ساحة للذبح والقتل
- مرة أخرى أعتذر منكم ولكم أسرى شعبنا الفلسطيني
- لا بد من مواجهة، سياسة هدم المنازل في القدس
- جماعة أو - زلم - الملاقط
- القدس تعزيز الاستيطان
- قراءة أولية في محاكمة الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات
- المطلوب من القوى الديمقراطية الفلسطينية تحمل مسؤولياتها في ه ...


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المنطقة العربية متوقع أن تشهد صيفا ساخنا