أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - عدالة طالبان المبصرة














المزيد.....

عدالة طالبان المبصرة


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1864 - 2007 / 3 / 24 - 12:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عاد مؤخرا الصحفي الإيطالي الذي أختطف على يد قوات طالبان في أفغانستان، إلى بلاده، و هذا أمر يسعد أي شخص يتحلى بالحس الإنساني، فالقضاء على حياة أي شخص بريء هو أفظع جرم، فمن قتل نفس بغير حق، هو بالفعل كمن قتل الناس جميعا، خاصة إنه لا تزر وازرة وزر أخرى، فلا مجال لتحميل هذا الصحفي، أو غيره من الإيطاليين، أخطاء الساسة الطليان.
نعم نرحب بعودته لأسرته و أحبائه، و نسر بذلك، و لكن هذا لا يدعنا ننسى مرافقه الأفغاني الذي تم إعدامه على يد نفس الخاطفين، و ذهب إلى غياهب النسيان، و ربما يكون قد خلف ورائه أطفال أصبح اليتم رفيقهم، فيما تبقى من طفولتهم.
إيطاليا لم تستجب لمطالب طالبان المعلنة، و اشدد على كلمة المعلنة، و التي طلبت بمقتضاها طالبان من ايطاليا أن تسحب قواتها من أفغانستان، و لكن بالتأكيد أن إيطاليا، قد إستجابت للمطالب الأخرى غير المعلنة، فدفعت الفدية التي درجت على دفعها من قبل في العراق.
لا مانع لدينا أيضا في ذلك، فأي كم من المال يتلاشى بجانب إنقاذ حياة نفس بريئة، و لكن لنا أن نحتج و أن نشهر بالطرفين، في تعاملهم مع المرافق الأفغاني، الذي ذهب ضحية فقره و أفغانيته، فلم يجد من هو على إستعداد أن يفدي دمه بحفنة من المال في الجانب الإيطالي، فهو ليس إلا أفغاني، و لا وجد من هو على إستعداد أن يتركه لحال سبيلة مراعاة لفقره، و إكراما لوجه الله، و إستحاء من المعاملة بميزان ذو مكيالين، من الجانب الطالباني، حين ساوموا على حياة الطلياني.
لا يوجد أبدا أي عذر لدى الطرفين، فلا طالبان تستطيع تبرير جريمتها بأنه جاسوس، و إلا كان السؤال، و لماذا إذا تركتم رأس الأفعى الإيطالي، لو كان حقا جاسوس، يذهب لبلده، و دهستم الذنب؟؟؟
و الجانب الإيطالي، لنا أن نسأله، لماذا لم تصروا على أن الصفقة تشمل الطرفين، الأفغاني مثله مثل الإيطالي، خاصة أنكم أثبتم براعة لا تضاهي في التفاوض و المساومة، و الأخذ و الرد، في مثل هذا النوع من الصفقات، في العراق من قبل؟؟؟
هل لأن الصحفي الإيطالي يبدو إنه لا يتمتع بنفس قوة شكيمة الصحفية الإيطالية التي تم إختطافها من قبل في العراق، و يبدو إنه لن يشهر بالصفقة، و ألهته حياته عن السلوك الذي يجب أن يتحلى به أي رئيس في العمل، أو قائد في المعركة، أو قبطان في سفينة تغرق، حين تكون حماية و إنقاذ أرواح من هم تحت قيادته، أهم من إنقاذ حياته؟؟؟
لن أستفيض في نقد الجانب الإيطالي، فالسلوك الإيطالي الأخير لا يعبر إلا عن طبيعة الروح العنصرية المتغلغة في بعض البلدان، و أمر تلك العنصرية مكشوف، و لا مجال لمداراته.
و لكن سوف أستفيض في نقد طالبان، التي ترفع شعار المبادئ، و تعتبر نفسها إنها على حق، فترى نفسها بعينيها إنها صاحبة حق و مبدأ، لهذا لي الحق في الإستفاضة في الإحتجاج على سلوكها نحو مواطن أفغاني بسيط، أحوجته لقمة العيش لأن يخاطر بحياته، و هو أعلم بالمخاطر من صحفي أوروبي وافد.
سيف العدالة الطالباني ظهر للعيان إنه أيضا مبصر و يعقل، و يعرف أقدار الناس، و قيمة المال، مثله في ذلك مثل سيف آل سعود، الذي لا يقطع إلا رقاب الفقراء و البسطاء من حاملي تابعيته، و مواطني دول العالم المتخلف، و لا يقترب من ذوي الدم الأوروبي النقي و لو أذنبوا، و لا يمس أبدا ذوي الحول و الطول، من بني مخزوم العصر، من سكان شبه جزيرته و لو بغوا، و لا يفكر في المساس بأفراد الأسرة السعودية الحاكمة و لو سرقوا، كما تجلى ذلك في موضوع صفقة اليمامة، و التي أثبتت أن الحدود في شرع آل سعود ليست إلا للصغار، و للدعاية و الإعلام.
طالبان أثبتوا لنا مؤخرا، إنهم كآل سعود، يبنون سمعتهم بالتنمر على البسطاء و المستضعفين، و إنهم مثلهم رجال مال و أعمال، لا عدالة، و إنهم مثل مبارك و آل سعود، و الكثير من حكام الشرق، مصابين بعقدة نقص، تتجلى في السلوك الكريم مع ذوي الأصول الأوروبية، بينما التعامل بإحتقار مع من يشاركهم في الأصل العرقي.
الإفراج عن الصحفي الإيطالي، و الذي نرحب به، و الإجهاز على حياة الفقير الأفغاني، و الذي نندد به، يكشف حقيقية طالبان من الداخل، مثلما سلطت صفقة اليمامة الضوء على الشريعة بالمنظور السعودي، كلهم رجال مال و دنيا.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوا الجيش في ثكناته، و اخرجوا الشعب من لامبالاته
- مزيد من الجبروت يا آل مبارك
- مارية المغربية رأيتها، فأين المصرية؟
- زغلول شيعي، و كيرلس سني، هذا ما يحتاجه العراق
- لا لمكافأة الطغاة، و نعم للتحدي
- الخطوات اللازمة قبل إلغاء معاهدة 1979
- عندما يتوقف تعليم رئيس مبكرا
- هل من المصلحة إختفاء إيران كقوة؟
- بعث قانون العيب في ذات الملكية، إنتصارا لنا
- نريد محاكمة شعبية لمبارك
- أقتل ثم أدفع، مادام القتيل مصري
- حتى في أزمة الدواجن إبحث عن الديمقراطية الغائبة
- هل هذه هي الدولة التي نرغبها؟ الكفاءة في مصر
- الثورة ضرورة و ليست طاعون
- نعم تحرري مدني، و لكن لا أحب أمريكا
- جبهة معارضة جديدة، و إلا فإنتظروا إتفاق مكة مصري
- المرسوم البيبرسي، أقدم قانون ساري للإضطهاد الديني
- حق القدم السعودي في مصر و الحرية الدينية المفقودة
- لماذا لم و لن يظهر محمد يونس مصري؟؟؟
- شرعية ثالثة، لا تعديلات دستورية


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - عدالة طالبان المبصرة