|
وصايا علمانية
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 1863 - 2007 / 3 / 23 - 11:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سعدت عندما علمت بنبأ إنعقاد المؤتمر العام للقوى الليبرالية العلمانية " في يومي 22 و 23 نوفمبر الماضي بأرض المعارض بمدينة نصر بالقاهرة " من أجل دولة علمانية المؤتمر تم تحت أشراف الحزب المصري الليبرالي "تحت التأسيس" والجمعية المصرية للتنوير التي أسسها المفكر الراحل "فرج فودة".... وسعدت أكثر عندما خصصت قناة الجزيرة منذ أيام حلقة عن العلمانية – واجرت مناظرة بين اثنين من المفكرين أحدهما مفكر ديني والآخر مفكر علماني ..علي ضؤ ما يجري بالمنطقة من حروب وفتن وقلاقل بالعراق بين السنة والشيعة وبلبنان وبغزة ، وبمصرمشاكل دستورية وفتن طائفية ، وبالصومال – بخلاف ما يمكن أن يستجد !.. وباعتبار العلمانية هي الملاذ والخلاص مما نعانيه ، بما تقضي به من فصل الدين عن الدولة لتحقيق الاستقرار والأملن لكل الطوائف وتحكيم العلم كسبيل عصري لنهوض الأمم وتقدم الشعوب ورخائها .. ان معني ذلك أن العلمانيين والعلمانية بدأت تظهر علي الساحة السياسية ، وبدأت الأحداث وتطوراتها ، تتطلب وجودها وتدعوها للمشاركة ، وبدأت. ككلمة كانت نكرة بالنسبة للعامة ، تطرح نفسها عليهم ويطرحها الآخرون علي العامة ببرنامج فضائي بالغ الشهرة . .. كل تيار سياسي يحلم بأن بأن تواتيه فرصة الحكم ليعمل لأجل رفعة بلده والنهوض به ..
والعلمانية هي الخيار الوحيد لانتشال منطقة الشرق الأوسط من محنتها وتحقيق الاصلاح السياسي العصي عن التحقيق واللازم لأجل الديموقراطية والحرية والسلام وبالتالي للنهوض والتقدم .. ولكن ذلك لن يتسني لللعلمانية والعلمانيين بالطبع الا بتسلم السلطة لتكون لهم القدرة علي العمل بعد امتلاك أدوات التنفيذ .. وكل التيارات الآن لا تبتغي العنف كطريق للوصول للسلطة - سبيلها لخدمة بلادها - ، وانما بالطريق الديموقراطي والعمل السياسي الشرعي .. ومن هنا لن يتمكن تيار من تسلم السلطة بالديموقراطية الا عن طريق صندوق الانتخابات عندما تختاره أكبر نسبة من أبناء الشعب ممن لهم حق التصويت .. حسنا .. كيف يمكن للعلمانيين تحقيق ذلك ..؟؟؟ لابد من اقناع الشعب بأن العلمانيين هم القادرون علي النهوض بمصر وبناء مستقبل جيد وتحقيق الخير والرخاء لها ولشعبها .. وكيف يمكن اقناع شعب أكثر من نصفه من الأميين البسطاء ، لا يعرفون القراءة أو الكتابة ، وأكثر من نصف المتعلمين بسطاء أيضا .. ؟! ما العمل مع هؤلاء ، وهم الذين يريد العلمانيون العمل من أجلهم ويريدون الحصول علي تفويض منهم بالفوز بأصواتهم في صناديق الانتخابات ؟؟؟ أغلب هؤلاء الناس سوف يجدون صعوبة في مجرد نطق كلمة : ليبرالي .. ! أما كلمة علماني فسيمكن لأغلبهم أن ينطقونها بسهولة ولكن قد ينسونها بعد قليل ...! فما العمل اذن ؟؟؟ العمل هو اقناع المواطن البسيط – الذي يمثل غالبية الشعب – بأن مصلحته ومصلحة بلده والخير والرخاء والأمن والعدل سيكون مع العلمانية والعلمانيين ، فان اقتنع فعلا فانه سوف يثبت الكلمتين وأصحابهما في رأسه ويدقهما بالمسامير .. .. وكيف يتم اقناعه بتلك الحقيقة ؟؟ الجواب : مخاطبة المواطن بلغة سهلة ومفهومة وبسيطة تتناسب مع طريقة فهمه للأمور .. بمعني : أنه عندما يسأل المواطن : ما هي العلمانية ؟ فيجب البحث عن تعريف آخر غير القول بأن " العلمانية هي أن نتعامل مع النسبي بما هو نسبي ومع المطلق بما هو مطلق " !! فتلك فزورة بالنسبة للمواطن البسيط وسوف يدير ظهره للفزورة ولقائليها !! اذ سيشعر المواطن بأنه أمام اناس يكلمونه بالنحوي ..!- علي حد التعبير الشعبي ..! ، أو يشعر بأنه أمام الجماعة بتوع الكلام المجعلص ..! – علي حد تعبير الرئيس السادات الذي قال عن المثقفين - الذين لم يكن هو واحد منهم – " الجماعة بتوع الكلام المجعلص " !!! .. والشعب البسيط لا يريد كلاما ( مجعلصا ) بل كلاما سهل الهضم خفيف علي المعدة .. : تسألكم النساء : ما هي العلمانية ؟ قولوا : العلمانية هي أن الرجل لا يجوز له الزواج بأكثر من واحدة وبقانون سنقوم باصداره ، كما في تونس .. وأن المرأة لها الحق في الحصول علي معاش خاص اسمه " معاش أمومة " كما في استراليا .. ، والعلمانية هي : أن المرأة هي التي تلد الرجال وترضعهم وتربيهم وتجعل منهم رجالا لذا فنصيبها في الميراث عن أبيها أو أمها حسب العلمانية يكون مثلها مثل : أتخن شنب .. ولأن المرأة هي التي ربت وكبرت وعلمت وأدبت كل الرجال ، لذا فشهادتها أمام المحكمة في حكم العلمانية تساوي تماما شهادة : أطول وأعرض لحية و زبيبة .. .. والمرأة في حالة الطلاق ، في حكم العلمانية يكون لها نصف ثروة الزوج التي جمعها طوال مدة زواجهما معا .. تلك هي العلمانية أيتها النساء . يسألك المسيحيون وأهل باقي الأديان والمذاهب غير الاسلامية : ما هي العلمانية ؟ قل لهم : العلمانية هي ألا يكتب دين في بطاقة الهوية الشخصية – ولا يكتب في شهادة ميلاد ولا يدخل ولا يتدخل في الدستور ولا القوانين .. الدين علاقة بين الانسان وربه ، كل مواطن يضع دينه في قلبه وفي معبده فقط .. ، وقل لهم : العلمانية هي : اذا اعتدي شخص من دين ما ، علي معبد طائفة من دين آخر أو ممتلكات طائفة دينية أخري ، هنا : سوف تزلزل الأرض زلزالها وستخرج الأرض أثقالها و ترمي بها : فوق رأسه ورأس أمه ورأس أبيه وجميع جدوده وجدود من أفتوا له بذلك وجدود من شاركوه وجدود من يبرروا له أو يدافعوا عنه بالباطل - تلميحا أو تصريحا - .. لأن الأديان يجب أن تكون لاحلال السلام والوئام والحب بين البشر وليست للعداء والفتن والقلاقل ولا للحروب والخراب والدمار .. يسألك النوبيون ما هي العلمانية ؟ قل : العلمانية هي أن النوبيين شعب له تاريخ وله حضارة وله لغته الخاصة وله الحق في الاقامة في أراضيه ومنحه في أسرع وقت بديل لأراضيه التي التهمها مشروع السد وبنفس المنطقة ، ولهم الحق في أن يكون لهم اذاعة وتليفزيون خاص بهم ، وتعليم بلغتهم النوبية ، ولأن النوبيين شركاء وضلعاء للمصريين في حضارة مصر القديمة العظيمة ولأن بلاد النوبة كانت طوال التاريخ ظهرا وعمقا لمصر عند تعرضها للغزاة القادمين من الشرق ، وكانت مصر درعا للنوبيين تصد عنهم هؤلاء الغزاة ولأننا نرتبط بهم بأواصر الدم والتاريخ ، ولأن الذين دمروا مملكة النوبة هم العرب الذين اعتدوا علي مصر ومحوا لغتها ووصفوا شعبها بلسان عمرو بن العاص بأقذر وأحط الأوصاف .. لذا فاسم العرب لا يليق بأن يقترن باسم مصر ولا يجوز أن يكون اسم مصر هو: جمهورية مصر العربية ..! وانما : " جمهورية مصر والنوبة " .. مثلما يكتب علي النشرات السياحية والأثرية بالخارج – مصر آند نوب – أي مصر والنوبة ، وليس : - مصر آند عرب -..!!!!! يسألك المسلمون : ما هي العلمانية ؟ قل (( العلمانية هي : أنتم أدري بأمور دنياكم .. .. قل لهم : وأمور دنيانا علمتنا أن كل الدول التي صارت عظمي وحققت التقدم والرخاء والأمان لشعوبها هي التي أبعدت السياسة عن الدين وأبعدت الدين عن السياسة فلا يدخل في القوانين ولا الدساتير. كل الدول المتقدمة من اليابان والصين والهند الي فرنسا وأمريكا وباقي كل الدول المتقدمة فعلت ذلك .. وقد علمتنا أمور دنيانا التي نحن أدري بها : أن كل الدول التي أدخلت التدين في السياسة حلت عليها الحروب والدمار من أيام الفتنة الكبري وقت علي ومعاوية وحتي طالبان في أفغانستان والترابي والبشير في السودان والمحاكم الاسلامية في الصومال والسنة والشيعة في العرق .. وغيرها .. (( قل لهم : تلك هي العلمانية .. – وكفي ، لا جدال ولا تفاصيل أكثر من ذلك ، - فالكلام واضح ، بعيدا عن منزلقات السفسطة والبزنطة - )) عندما تشرق شمس العلمانية علي منطقة الشرق الأوسط ، هنا سوف ندخل القرن الواحد والعشرين الذي لم ندخله بعد ، وان كنا قد أخذنا منه قشرة الحضارة ، بينما الروح جاهلية – كما قالها : نزار قباني - .
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صور أبلغ من المقالات
-
رد علي رسائل القراء
-
عن نشر كتاب الشرق يعوي / ردا علي رسائل القراء
-
الي سفير مصر في موريتانيا
-
أشعار أعجبتنا
-
هالة سرحان وكتاب الشرق يعوي
-
الشكر والكتاكيت
-
من هم المصريون : أصل مصر ؟
-
(!)الدفاع القاتل عن نوال السعداوي
-
- نوال السعداوي - والهروب السياسي للأنبياء والمناضلين
-
نبي الرحمة ودين الرحمة
-
وفاء سلطان بين علم النفس ، و السوسيوبيولوجي
-
مباحث قمل الدولة تؤيد التمييز الديني
-
!الاخوان ماضون في طريق : طز في مصر
-
!أكذب أمة أخرجت علي الناس
-
وانقلب العقرب علي الثعبان - مبارك والاخوان
-
ماذا يحدث بالعراق؟؟؟؟؟!!!!!!؟؟؟؟؟؟
-
لا للمحاكم العسكرية والاسلامية معا .
-
المسجد الأقصي: الجهاد هو الحرب
-
دعوة للأنانية الاسلامية في عيد الحب
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|