|
مذكرة المحامي المعتقل أنور البني إلى محكمة الجنايات الأولى بدمشق
أنور البني
الحوار المتمدن-العدد: 1863 - 2007 / 3 / 23 - 11:31
المحور:
حقوق الانسان
إن الأساس القانوني للتهمة الموجهة لي منعدم وباطل . فالمادة 286 من قانون العقوبات المعطوفة على المادة 285 تعاقب على نقل الأخبار الكاذبة أو المبالغ فيها في زمن الحرب أو عند توقع نشوبها والتي من شأنها أن توهن نفسية الأمة : اولاً - لسنا في زمن الحرب، فقد حدد القانون زمن الحرب بأنه المدة التي تقع فيها اشتباكات مسلحة بين الجمهورية العربية السورية والعدو ويحدد بدؤها وانتهاؤها بمرسوم ، وسوريا لم تشهد أي عمليات أو اشتباكات مسلحة مع العدو منذ فترة طويلة، علماً أنه تم في العام 1974 توقيع اتفاق الهدنة والقبول بقوات الفصل الدولية وقانون اتفاق الهدنة يوقف الاشتباك المسلح ولم يصدر أي مرسوم يعلن حالة الحرب في سوريا بعد ذلك التاريخ، مما يعدم الأساس القانوني للتهمة من هذه الناحية . كما أن جميع تصريحات المسؤولين السوريين تؤكد على أن خيار سوريا الاستراتيجي هو السلام وان ليس هناك أي توقع أو احتمال لنشوب حرب جديدة وكذلك تصريحات المسؤولين الإسرائيليين . ثانيا- لم تقدم لا النيابة ولا أي جهة أخرى ما يثبت أن الخبر حول وفاة المعتقل محمد شاهر حيصه هو كاذب، ولم تثبت انه لم يكن سجيناً أبداً ، كما لم تثبت انه لم يزل على قيد الحياة ، كما لم تبرز ما يؤكد أن ما ذكره أهله حول وجود آ ثار تعذيب على جسده هو عار عن الصحة مما ينفي الأساس الثاني للتهمة المنسوبة لي. ثالثاً : انصح بالرجوع لمداولات مجلس النواب عند مناقشة قانون العقوبات وكذلك اجتهادات محكمة النقض الثابتة والمستقرة حول هذه المادة القانونية والتي تؤكد جميعها أن المشرع قصد من أن الأخبار الكاذبة هي الأخبار التي تتناول الجيش وقوته وبناءه وتموينه وحالته المعنوية ومواقعه أثناء المعارك وقوة العدو ومواقعه وقدرته والحالة التموينية للبلاد وقدرتها على النصر وليس خبر وفاة معتقل في السجن ! مما ينسف التهمة من أساسها ويقوض أركانها القانونية المادية والمعنوية. وبعد، هل تصدقون، أو هل توقع من فبرك هذه التهمة إن عقول الناس ساذجة لحد تصديق أن هذه المحاكمة وتوقيفي لأكثر من عشرة اشهر حتى الآن بسبب هذه التهمة ، انتم تعرفون وأنا اعرف والناس يعرفون إن لهذا الاعتقال وهذه المحاكمة أسباب أخرى يعرفها الجميع . أنا ابن عائلة حرة رفضت التدجين والخنوع ودفعت اكثر من ستين عاماً من عمر أبنائها في السجون والمعتقلات دفاعاً عن العدالة والحق وحرية الرأي والتعبير . لقد أمضيت اكثر من عشرين عاماً من عمري كمحام أدافع عن المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي والضمير أمام المحاكم العادية والاستثنائية والعسكرية وبينت عدم نزاهة وحيادية وعدالة هذه المحاكمات، وأوضحت الهيمنة والسيطرة على السلطة القضائية واستخدامها كأداة لتصفية الحسابات مع المعارضة السياسية ونشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدني، دافعت عن استقلال القضاء والقضاة الشرفاء الذين تعرضوا للتهديد والتهميش والإقصاء ، كما أظهرت عدم دستورية القوانين الاستثنائية وعلى رأسها فرض حالة الطوارئ والمرسوم 49 عام 1980 ومخالفتهما للدستور ومبادئ العدالة والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والموقعة عليها سوريا. كما كشفت أساليب وطرق التعذيب الوحشية والأوضاع اللاإنسانية التي يتعرض لها السجناء في السجون والمعتقلات. ونددت بالاعتقال السياسي أو بسبب الرأي، ودافعت عن حرية الصحافة والصحافيين والكتاب والمفكرين بل واعتقالهم أحيانا بسبب مقال أو مقال أو تحقيق أو كتاب أو لقاء إعلامي . كما أدنت منع سفر النشطاء والمعارضين خارج البلاد، وتسريحهم من العمل للضغط عليهم اقتصادياً وبلقمة العيش، ودافعت عن حقوق الأكراد المجردين من الجنسية وحقهم بالتمتع بالمواطنة الكاملة والمساواة وممارسة جميع حقوقهم الثقافية من لغة وتراث وتقاليد . كما ترأست مركز تدريب المجتمع المدني الذي أنشأته المفوضية الأوربية في إطار دعم المجتمع المدني والذي كان سيشكل نواة لبناء كادر يتبنى ثقافة حقوق الانسا ن والحوار والتسامح وحل النزاعات بالطرق السلمية، وقدمت دراسة قانونية حول آلية الهيمنة والسيطرة في القوانين السورية تظهر فقدان العدالة والمساواة والحرية في هذه القوانين وتمكن فئة من السيطرة والهيمنة على كل المجتمع السوري بكل جوانبه السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وأنجزت مشروع دستور جديد لسوريا الذي أتمناه لجميع السوريين يعتمد حقوق الإنسان والحرية والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات لجميع السوريين ويصون مبدأ فصل السلطات والمحاسبة بشكل حقيقي. لأنني وبقية معتقلي الرأي أصواتنا عالية لها مصداقيتها أمام الرأي العام المحلي والعالمي، واضحة شفافة بسيطة ومقنعة بدون أهداف شخصية أو دوافع أنانية، وكان يتوجب إسكاننا من اجل إرهاب وتخويف المجتمع وخوفا من انتقال عدوى الحرية للآخرين . أننا كأصحاب رأي وفكر ونشطاء حقوق أنسان ومجتمع مدني نحاكم الآن بسبب ما نكون ومن نكون، وإن قراركم سيكون بحجم ما نكون ومن نكون وليس بحجم هذه التهم الباطلة . أنا وبقية معتقلي الرأي والضمير هنا لأننا مارسنا حقنا بالرأي والتعبير الذي كفله الدستور، والدستور الذي أقسم رئيس الجمهورية على احترامه وتطبيقه وضمنه بخطاب القسم وضمنته القوانين التي أقسمتم على احترامها وتطبيقها عندما دخلتم سلك القضاء . أني صاحب رأي قد يوافق رأيكم أو رأي آخرين وقد يخالفه ، لكم دينكم ولي دين وللآخرين دينهم، ولكن هذا لا يعني أن أكون مقتولاً أو قاتلا من اجل خلاف رأي أو دين، أنا لا أريد أن أكون قاتلاً أو مقتولاً . أريد كما يريد جميع السوريين أن أعيش برأيي الذي كونته حسب قناعاتي وأفكاري، وان اعبر عن هذا الرأي بحرية في بلدي وهم يرون ذلك جريمة في "بلدهم " أنا صاحب رسالة لحق الإنسان وكرامته وحريته في مواجهة رسالة الظلم والقهر والقمع والتعذيب والتمييز. الناس عرفوا رسالتي وسمعوها . أما رسالتكم فأملي أن تكون رسالة ضمير حي تشهد على نقطة تحول في مسيرة القضاء السوري نحو حياد القضاء واستقلاله فيما يتعلق بالمحاكمات السياسية، ويبقى شعبنا هو الحكم الأخير ، وإن غداً لناظره قريب . سجن عدرا 20/3/2007 رئيس المركز السوري للأبحاث والدراسات القانونية المحامي أنــور البنــي
#أنور_البني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أجوبة المحامي أنور البني رئيس المركز السوري للدراسات والأبحا
...
-
كمال اللبواني والاعتقال
-
مشروع الدستور الجديد لسوريا
-
انتخابات نقابة المحامين في دمشق
-
رسالة للمفوض السامي لحقوق الإنسان
-
صرخة من أجل معتقلي ربيع دمشق
-
الحوار المتمدن - قهر القمع والاستبداد
-
مع إلغاء المادة 137 من قانون العاملين- دافعوا عن مستقبلكم
-
حملة من أجل المادة 137 من قانون العاملين الموحد
-
الآلية القانونية لهيمنة حزب البعث في سوريا
-
حقوق عربية للإنسان … أم حقوق إنسان عربي
-
خطوتان للأمام……………… خطوة للوراء
-
حول معتقلي الرأي في بسوريا
-
تصريح
المزيد.....
-
بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث
...
-
مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال
...
-
هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟
...
-
دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت
...
-
قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
-
مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
-
كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
-
حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن
...
-
133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|