أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اميرة بيت شموئيل - المجتمع العراقي... من اجل مجتمع مدني














المزيد.....

المجتمع العراقي... من اجل مجتمع مدني


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 561 - 2003 / 8 / 12 - 05:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

الاحداث ، المؤسفة احيانا، التي تعصف بالشعب العراقي بعد القضاء على السجان الجاهل صدام وزمرته المجرمة، ماهي الا نتيجة طبيعية لمحاولاته (اي الشعب) لردئ صدى الجمود الذي اصاب بالشلل كل مجالات حياته، ابان سنين الظلم والعدوان، على يد الشيطان الاكبر صدام. فهذا الشعب المظلوم، لم يكن ، في عهد النظام البائد مسجونا وحسب، بل كان معرضا الى جميع انواع الاعتداءات والتنكل ومن داخل السجن ايضا.

صدق السيد بريمر (او قيمر، كما يحلو للضرفاء تسميته)، عندما قال " ليس بامكاننا اصلاح ما افسده النظام خلال 35 عاما، في 35 يوم". كذلك حال الشعب العراق، لايمكنه الطيران والتحلق في عالم الحرية، بالشكل الطبيعي، بعد سجن وتعذيب لاكثر من 35 سنة. لابد وان تحصل بعض التصادمات هنا وهناك ، الى ان تعود الصحة والقوة الى جميع جبهاته ويصبح طيرانه طبيعي. كما لا يمكنه التحلق في عالم المدنية بسهولة وسرعة، بعد ان عاش ولاكثر من 35 سنة عسكريا.

ما زال العراقيون مترددين يتحذرون من بعضهم البعض ولا يثقون ببعضهم، وهذا طبيعي، بعد سنين الدسائس التي احيكت بينهم وجعلتهم يعيشون كأعداء. لقد وصلت الامور في ظل نظام الطاغية صدام، الى انعدام الثقة بين الانسان وعائلته، فكيف الامر بين المجموعات، كالقوميات والاديان والاحزاب وغيرها.

ما زال العراقيون مترددين في تصديقهم لوعود قوات التحالف، وهذا طبيعي، فامريكا وبريطانيا كانتا في طليعة الدول المطلعة على اجرام صدام وزمرته على العراق، ولكنهما لم يتحركا الا عندما بدأ يتلاعب بمصالحهما.

لا يثق الشعب العراقي بأغلب الدول العربية، وهذا طبيعي، لانها ماتزال تساند سياسة المجرم صدام وتقف ضد الشعب العراقي المظلوم، بشكل مباشر او غير مباشر.

المصادمات بين الافراد ( ماعدا المجرمين منهم)، المصادمات بين المجموعات، احزاب ومنضمات ( ماعدا البعثيين والموالين للمجرم صدام)، المصادمات بين الاديان والقوميات المختلفة، تصريحات الاسنفزاز بين المسؤولين وغير ذلك، جميعها تدل على التحلق الغير الطبيعي في عالم الحرية الحديث العهد، هذا العالم الذي نحلق فيه ونحن جرحى.

لم تسنح للعراقيين الفرصة بعد بمشاهدة المجرمين وغاصبي حرياتهم واعراضهم، وهم يحاكمون ويلاقون جزاءهم العادل على انتهاكاتهم بحق العراق وابناءه، فالمسؤولين المدانين ، بعضهم في قبضة قوات التحالف، حيث لابد وان يكونوا في اماكن واوضاع افضل بكثير جدا مما كان وضع وسجون العراقيين المظلومين... عدي وقصي انهى التحالف امرهما بسرعة البرق، وهذا لم يشفى غليل العراقيين... صدام والبقية ما زالوا احرار، يشترون الكثير من الضمائر العالمية والعربية، لصالحهم، ويصرفون على الدعايات، بما سرقوه من اموال الشعب... نساء الاجرام (ساجدة وبناتها واحفادها) وصلوا الى الاردن، ونزلوا في القصور الفخمة للعائلة الهاشمية الاردنية، معززات مكرمات، امام عيون وانظار الملايين من الارامل والايتام، الذين غدر بهم المجرم صدام ورب عائلة الاجرام.

العالم العربي، الذي تعود على الاخذ من العراق وليس العطاء، مابرح يغرز بسيوفه العنصرية ، الشوفينية المتعصبة، في الجسد العراقي الجريح... العالم الغربي، ما زال ينظر الى العراق من خلال مصالحه مع دول قوات التحالف ( امريكا وبريطانيا)، ليس الا.

امام كل هذه المعضلات، يحاول العراق لملمة جراحه ومعاودة الطيران في عالم الحرية، مؤمنا بأن الخالق قد وهبه كل المميزات التي تجعل في مقدوره ان يحلق عاليا في عالم الحرية، فهل من معين؟؟

الاعانة في هذه الاحوال ، لايمكن ان تأتي من الخارج، انما يجب ان تأتي من الداخل.. هذا المجتمع الذي حوله المجرمين، بقوة السلاح، الى مجتمع عسكري، يعيش العنف والارهاب والتخريب والهدم والموت كل يوم، والتي جعلته في مصاف الدول المستهلكة، ولاكثر من 35 سنة، يجب ان يتحول الى مجتمع مدني، يعمل ويبني ويتعاون في وضع القوانين والقواعد والاسس، التي تجعله في مصاف الدول المنتجة والمسالمة ايضا.

ان فكرة تحويل المجتمع العراقي الى مجتمع مدني، هي بالطبع الافضل له، وهي لابد ان تخلق منه مجتمع سعيد ومتطور، نظرا للامكانيات الاقتصادية الهائلة، التي يتمتع بها العراق. اعطني اقتصادا قويا، اعطيك مجتمعا سعيدا. ولكن، لابد وان تأخذ تطبيقاتها الوقت والجهد الكثير لتغيير الواقع العسكري، الذي نجده في الاسلوب العراقي اليوم، الى واقع مدني.

فتحية الى الامكانيات الفكرية الهائلة، والشخصيات التي اجتمعت لاحياء وتفعيل فكرة ( من اجل مجتمع مدني افضل)، والتي بدأت تصب بمنجزاتها في الوقت المناسب، في البلد المناسب، الا وهو العراق الحبيب.

 



#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليزيديون .. التسمية والانتماء الحقيقي... رسالة الى القاضي ز ...
- الاشوريون يحتجون على التركيز على التمثيل الديني وليس القومي
- هل حقيقة ان طارق عزيز لم يشارك في الجرائم التي اقترفت بحقنا ...
- لااصدق بموت عدي وقصي
- انتخابات مجلس الحكم الانتقالي جاءت متجنية على حق تمثيل القوم ...
- الارض لله ، تمتلكنا جميعا ولا يمتلكها احد
- الشمولية والتجديد في موقع الحوار المتمدن
- العدالة ، مع تحياتي الى الدكتور منذر الفضل
- صدام ونظرته الى السلطات الامريكية الثلاث - التشريعية، التنفي ...
- الرد الامريكي لعدي صدام ... -املئها في السجن وبمعرفتك-!!
- من هم المشاغبون ؟؟؟
- اما آن الأوان وهذا الظلم ان يجمعنا تحت سقف الوطنية؟؟
- البعثيون كالحرباء، يغيرون ألوانهم حسب الظروف
- علماء أم عملاء....؟؟؟؟
- الشعب الاشوري... سجين بألف سجان
- السياسي... يعانق المرأة في المصاعب ويرفسها في المكاسب
- انشاء لجان ثنائية لتقريب وجهات النظر وتثقيف الجماهير، كفيل ب ...
- لماذا لا تحاكم ساجدة خير الله طلفاح بسرقة المجوهرات الاثرية؟ ...
- الحاجة الى صحافة وفضائية عراقية حرة
- الصحافة العراقية وحرية التعبير


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اميرة بيت شموئيل - المجتمع العراقي... من اجل مجتمع مدني