دأب الإعلام العربي الرسمي والكثير من غير الرسمي على استعمال صيغة الإستهجان "ما يُسمّى بالإرهاب" التي يصفون بها أعمال وتصرفات قد تمّ تصنيفها من خلال مردوداتها بأنها إرهاب على أنها أعمال نابعة من قيم "وطنية" و "قومية" و "إسلامية" وحتى أن البعض أضاف لها "يسارية".
لنأخذ الأمور بهدوء ورويّة:
قتل السوّاح في مصر واختطافهم في بلاد المسلمين، هل هو إرهاب أم لا، بنظر أصحاب تعبير "ما يُسمّى بالإرهاب"؟
ذبح الآلاف في الجزائر، من الوريد إلى الوريد، هل هو إرهاب أم لا؟
محاولات تعريب مواطني جنوب السودان وفرض "الشريعة الإسلامية" عليهم وهم ليسو بمسلمين، هل هو إرهاب أم لا؟
الزحف الأخضرعلى الصحراء الغربية ومحاولة ضمها إلى أملاك سلطان مراكش، بعد أن حرّرها أهلها من الإستعمار الأسباني، هل هو إرهاب أم لا؟
ألإستيلاء على السلطة من قبل شقاوات "صايعين" و ضبّاط كانوا قد أقسموا على احترام القانون و "الدفاع عن الوطن"، هل هذا إرهاب أم لا؟
إعادة كتابة "الدستور" كي ابن الرئيس يصبح رئيسا، هل هذا إرهاب أم لا؟
تحرير العراق بمساعدة أميركا هو"إحتلال" أمّا إحتلال سوريا، الصامدة إلى حد النسيان أراضي الجولان، للبنان.. أليس هذا إرهاب؟
إطلاق اسم الله على حزب عميل لسوريا وإيران، أليس هذا إرهاب؟
مناهج وكتب ومحاضرات وخُطب العداء لغير المسلمين، هل هذا إرهاب أم لا؟
تدخّل رجال الدين في السياسة "ضد التحرّر"، أليس هذا إرهاب؟
تفجير المطاعم والفنادق و مرافق اجتماعية أخرى، هل هذا إرهاب أم لا؟
ألإعتراف بحكومة الشقاوة الصايع صدام حسين، أليس هذا إرهاب؟
دعم صدام حسين في حربه ضد إيران ودعمه في غزو دولة الكويت، هل هذا إرهاب أم لا؟
عراق ثري وأهله جائعون، أليس هذا إرهاب؟
مُعاداة العراقيين لأنهم تحرّروا من قبضة نظام "سرسرية القومية العربية" وبمساعدة أميركا، أليس هذا إرهاب؟
رفد فلول صدام بالإرهابيين بإسم القومية والإسلام، أليس هذا إرهاب أم ماذا؟
إعتقال وقتل المدنيين الأبرياء لأغراض سياسية، أليس هذا إرهاب؟
الأسئلة والإستفسارات كثيرة وبعضها مُزعج!
عودة إلى "المتفلسطينيين":
سؤال "مركّب" إلى الكل والجميع:
هل الذين يدعمون ويُصاحبون صدام حسين ويرفعون علمه ويتقاضون رشاويه، هؤلاء الذين يُسمّون المجرم أسامة بن لادن "شيخا"، ولا يزالون، رغم سقوط صدام وشيخهم، يعادون طموحات العراقيين.. هل هؤلاء حقا يمثلون طموحات "شعب فلسطين" في "التحرير والعودة"؟
وليس آخرا:
يا من تصاحبون صدام حسين وأمثاله و"تعادون" شارون، قاتلكم الله وشارون والعالم أجمعين!
لنا نحن العراقيون في موقف دولة الكويت في التعامل مع المنافقين وناكري الجميل وقليلي المروءة، أسوة.
عدنان فارس
[email protected]
11 -8- 2003