أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - الحزب الشيوعي العراقي الدين، الاسلام السياسي والوطنية ! - الجزء الاول















المزيد.....



الحزب الشيوعي العراقي الدين، الاسلام السياسي والوطنية ! - الجزء الاول


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 561 - 2003 / 8 / 12 - 05:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

هذا الكراس يحتوي على ثلاث مقالات مختلفة، من حيث عناوينها وتأريخ كتابتها. حيث أدرجت في الكراس حسب التسلسل التأريخي. المقال الاول " الحزب الشيوعي العراقي " الدين والإسلام السياسي" وهو بحث حول الحزب الشيوعي العراقي والإسلام السياسي، لم ينشر قط، والمقال الثاني " الوطنية" شعار لإيهام الجماهير" نشر في جريدة الشيوعية العمالية عدد 58  وبعض المواقع العراقية مثل موسوعة الرافدين و البرلمان والكتابات والحوار المتمدن، اما المقال الأخير حيث كتبته حديثاَ بعد سقوط النظام البعثي القومي الفاشي.
25/6/2003

 


الحزب الشيوعي العراقي و"الدين، الإسلام السياسي"
على هامش - رد من الاعلام المركزي للحزب الشيوعي العراقي

سامان كريم
            [email protected]      

توطـــــئة
 رد الإعلام المركزي لحزب الشيوعي العراقي"حزبنا يحترم الدين والقناعات الدينية لشعبنا " الصادر في 23/8/2002  مع ملحقه يشكل صياغة جامعة ومستدلة على ألحزب الشيوعي العراقي، لتعريف  ألدين والإسلام السياسي خصوصاً في هذا الظرف. رغم إنني على دراية تامة إن لدى الحزب الشيوعي، ادبيات و وثائق لاتحصى حول الدين و المعارضة العراقية والأسلام السياسي و... و لكن هذه الرد و تحديد موعد نشره من قبل الحزب مع نشر مقابلة لسكرتير حزبهم، تمثل ملخصاً لكل ماجاء في أدبياتهم.... وفي الوقت نفسه يشمل بحثنا هذا الأحزاب الشيوعية واليسار عموماً في العالم العربي، نظراً للمسلمات المشتركة بينهم، تحديداً بصدد الدين والإسلام السياسي والقناعات الشعبية ...
 التزاما بسنن وتقاليد الرد على او نقد اي موضوع كالبلاغ الذي سنتناوله وتحاشيا منا للنقص، علينا أن ننقل بإمانة كاملة المقتظفات أو اجزاء المقال الذي ننتقده. ضمن هذا الاطار ساحاول الرد على رد الحزب الشيوعي والملحق واللذان نشرا في صفحة نيت في23/ 8 /2002 ( رد الاعلام المركزي للحزب الشيوعي العراقي مع الملحق)  (النص الكامل للاعلام المركزي للحزب الشيوعي العراقي مع ملحق الرد،  سيكون بالمؤخرة).
*     *     *
في البداية، ما أرجوه من قراء هذا المقال أن يتمعنوا بدقة اسلوب هذا الحزب في الكتابة،  وكيفية الإجابة على السؤال من سكرتير الحزب الشيوعي، حيث ان هذا الأسلوب يشكل أهمية بالغة بالنسبة لهذا الحزب وكوادره القيادية، فهم يتجنبون الحديث عن المسائل الأصلية في حين يطيلون الحديث عن المسائل والقضايا الثانوية وفي الوقت نفسه لايتجاوزون العموميات التي لا تسد اية ثغرة ولا  يمكن للقارىء ان يحسب عليه أي حساب سياسي، حسب ظنهم.  ان هذا الاسلوب في المراوغة والتضليل الذي يتمتع به هذا الحزب منذ ولادته، والحق يقال، انه برع فيه إلى درجة لا تصدق، خصوصاً في الميادين السياسية و العلاقات الدبلوماسية، هذا بحد ذاته ممارسة سياسة معينة ومحددة، مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بتأريخ نشوء الحزب الشيوعي العراقي حتى الوقت الراهن، كحزب برجوزاى- قومي إصلاحي أبان الحرب الباردة وقبله، وبرجوازي قومي-ديمقراطي بعد سقوط الكتلة الشرقية، اي كتلة الشيوعية البرجوازية.
قال أنجلز في معرض نقده   لدوهرينج  " وعلى الرغم من هذا كله فقد مضى عام كامل، قبل ان اقرر تأجيل الأعمال الأخرى وأبدأ في تناول تلك الثمرة الحامضة. وكأن لهذه الثمرة من الخصائص مايجعلك اذا بدأت في تناولها فلا بد من التهامها كلها شئت أم ابيت. " (أنجلس، ضد دوهرينج، ص10/ دارالتقدم). أنا بدوري لدي شهية مناسبة لأكل هذه الثمرة بكاملها أن سنحت لي فرصة كافية من الوقت، رغم انه لم تمض سنة  على صدور "الرد".
القضية الأصلية المطروحة على بساط البحث في ردهم، هي، في الواقع، قضية موقف الحزب الشيوعي العراقي، من الإسلام السياسي في العراق، وليس كما يحاولون جره الى مناقشة الدين كمنظومة من الافكار والمعتتقدات الشخصية حينما يقولون بان  " حزبنا يحترم الدين والقناعات الدينية لشعبنا"  كما جاء في ردهم، ولكن ليكن الامر كذلك. فما هو موقف الشيوعيين من الدين بصورة عامة؟!  أي موقفهم من الدين كقناعات فردية وممارسة طقوس شخصية؟! ثم ما هو موقف الشيوعيين من الإسلام السياسي في عالمنا المعاصر؟! وأتناول بصورة عابرة العلمانية وبعض المسائل الأخرى الواجب تناولها لتوضيح البحث.  بعد بعض ألاسئلة الأخرى التي لا ترتبط إرتباطاً مباشرأً بهذا المقال ، مثل موقف  الشيوعيين  أو تصورهم حول الوطنيية والدكتاتورية؟! و...الخ سأناقش هذه المواضيع في مقالات قادمة.

*     *     *

البعد الإجتماعي للدين وتأثيره الضار على الأنسان

يقول  أنجلز في هذا الصدد :" ولكن الدين، ايا كان، ماهو الا انعكاس خيالي في أذهان الناس للقوى الخارجية التي تسيطر عليهم في حياتهم اليومية، وهو انعكاس تتخذ فيه القوى الأرضية شكل القوى غير الأرضية. في بداية التأريخ كانت مواد هذا الانعكاس بالدرجة الأولى قوى الطبيعية التي تمر في التطور اللاحق عند مختلف الشعوب عبر مختلف انواع التجسيدات المبرقشة. ..ان الصور الخيالية التي انعكست فيها، بادئ ذي بدء، القوى السحرية للطبيعة فقط اكتسبت الآن مستلزمات اجتماعية وصارت ممثلة لقوى تأريخية. وفي درجة تطورية لاحقة انتقلت مجمل المستلزمات الطبيعية والاجتماعية لتعدد الآلهة إلى اله واحد كلي الجبروت ماهو، بدوره، الا انعكاس لانسان تجريدي. وهكذا ظهرت الوحدانية التي كانت من الناحية التأريخية آخر نتاج للفلسفة اليونانية المبتذلة في عصر لاحق ووجدت تجسيداً جاهزاً لها في الاله اليهودي القومي الصرف يهوا. وبهذا الشكل المريح في الاستعمـــال والمتكيف لكل شئ يستطيع ان يواصل وجوده كشكل مباشر، أي شعورين لموقف البشر من القوى الغريبة، الطبيعية والاجتماعية، المهيمنة عليهم طالما انهم باقون في الواقع تحت سلطة هذه القوى. ولكننا راينا مراراً ان مايسيطر على الناس في المجتمع البرجوازي المعاصر، كقوة غريبة عليهم، هو العلاقات الاقتصادية التي خلقوها بانفسهم، ووسائل الانتاج التي صنعوها بأنفسهم. وهكذا يظل قائماً الاساس الفعلي للانعكاس الديني للواقع، ومع هذا الأساس يظل  باقياً انعكاسه في الدين. ومع ان الاقتصاد السياسي البرجوازي يقدم بعض الفهم للصلة السببية لسيطرة القوى الغريبة هذه، الا ان الحال لايتغير قيد انملة من جراء ذلك. ان الاقتصاد السياسي البرجوازي عاجز عن درء الازمات عموما وعن حماية الرأسمالي من الخسائر ومن الديون الميئوس منها ومن الافلاس وعن تخليص العامل من البطالة والبؤس. ولا يزال مستعملا حتى الآن القول المأثور:الانسان يظن والله   (اي سيطرة قوى اسلوب الانتاج الرأسمالي الغريبة عن الانسان) يقدر. ان المعرفة وحدها، حتى أذا سارت أبعد وأعمق من ادراك الاقتصاد الإقتصاد السياسي البرجوازي، غير كافية لإخضاع القوى الاجتماعية لسيطرة المجتمع. فأن ذلك يتطلب بالدرجة الأولى  قعلا اجتماعياً. وعندما يتحقق هذا الفعل، عندما يضع المجتمع يده على مجمل وسائل الانتاج ويوجهها بموجب التخطيط، ويحرر بذلك نفسه وجميع افراده من العبودية التي تفرضها عليهم الآن وسائل الانتاج التي صنعوها بانفسهم ولكنها تعارضهم كقوة غريبة قاهرة وعندما سيتمكن الانسان بالتالي ليس من ان يظن فقط بل وان يقدر ايضا- عند ذاك تختفي اخر قوة غريبة لاتزال حتى الآن تنعكس في الدين، ويختفي معها الانعكاس الديني نفسه، لسبب بسيط هو انه لن يعود هناك مايعكسه. ( ضد دوهرنج- أنجلز-/ بالعربية- دار التقدم/ ص 366/ التأكيد لنا).
 الدين الإسلامي، الذي نحن بصدده، له تأريخ أكثر من 1400 سنة، وكان منذ ظهوره قوة ووسيلة لرؤساء العشائر في شمال الجزيرة العربية لقمع الابرياء، وكان ايديولوجية لمصلحة كبار التجار في تلك المنطقة بإسم الله وكتابه القرآن، كان قانوناً لتبرير دونية المراة، وإستبعاد الرق والجواري، وفتح للمناطق المجاورة بإسم الإسلام تحت يافطة الله، لمرور قوافلهم التجارية بسلامة ولمنافسة جيرانهم من الفرس والترك و ... في التجارة، ولتوحيد القبائل العربية في تلك المنطقة في سبيل مواجهة " غيرهم". إذن والحال هذه، ليس للدين اي وجه من اوجه التقدم و التحرر، بل كان منذ ظهوره رجعي. في مرحلتنا هذه، وبعد مرور أكثر 14 قرناً على ظهور الدين الإسلامي، وعلى رغم رجعيته، و وقوفه بوجه التقدم والتطور والعلوم، لماذا بقى كطقوس وكعقيدة و كقانون والسلطة في العالم العربي والعراق أو على صعيد بلدان أخرى، وله نفوذ راسخ من داخل صفوف الجماهير؟!
 ان بقاء و ديمومة الدين الإسلامي في العراق والعالم العربي، في هذه المرحلة، اي مرحلة بسط الراسمالية في كافة أجزائها و تعفنها إلى أقصى الدرجة، مديون للقوى الإجتماعية الحاكمة والقابعة على السلطة بالحديد والنار، وكان للدين قابلية مهمة لأداء دوره في التوجيه وترسيخ الظلم والإضطهاد الطبقي، و في ضرب الحركات التحررية والتقدمية المعارضة للحكم.
دين الإسلام، كان ولا يزال، محافظ ومدافع قوي، لإضطهاد الطبقات، والمحرومين في المجتمع، في مرحلتنا هذه، يدافع بقوة عن الملكية الخاصة والرأسمال والراسمالين من خلال توجيهه بالآيات القرآنية، ناهيك عن الموسسات الإجتماعية على الأرض من خلال وزارة الأوقاف و الموسسات الدينية، كالجامع الأزهر، و الجامعات الإسلامية المنتشرة في البلدان العربية، والكتاب والمفكرون الأسلاميون، و إنعكاسه في القوانين المدنية والجزائية في العالم العربي. للدين الأسلامي، كباقى الديانات السماوية، ميزة وهي؛ يأمر "المستضعفين" اي العمال والمحرومين، بالصبر و الغفران، قبال معاناتهم و مأساتهم وسلب حقوقهم و فقرهم و... جراء سلطة الراسمال وحكومته، ويدعوهم إلى عدم الثأر من مستغليهم ومن الراسمالين و سلطتهم، والإنتطار إلى يوم القيامة. أن الدين يساعد ويدعم ايديولوجية الطبقة الحاكمة لسلب الحريات السياسية، و الإقتصادية، و يجعل الجماهير القبول به، لحين يوم القيامة، جراء تلك القوة الفكرية والمعنوية للإسلام، تقيدت كافة الحكومات والطبقات الحاكمة في العالم العربي والعراق كجزء منها، بالإسلام و كتاب " الله" لقمع الحركات العمالية والعادلة من الناحية الفكرية والمعنوية مسبقاً. من ناحيةاخرى، فان الدين يسلب الإنسان حقه في تقرير مصيره، و يحوله إلى الله، وهو قادر  على كل شئ وهو عليم حكيم، عليه فان الدين يسلم العمال والمحرومين في المجتمع، موثوق الايادي إلى الطبقات الحاكمة، مسبقاً، وهذه الميزة، خصيصة ملاصقة بالدين ومتناقضة تماماً مع حق الإنسان في تقرير مصيره، وعمله و آمنياته. حسب القرآن إن الإنسان يظن والله يقدر كما يقول أنجلز إعلاه، بهذه الذريعة اي بحجة قول الله، يتم كبح جماح الإحتجاجات العمالية و التقدمية وكل التوجهات المطلبية التي تدعو إلى حقوق المواطنيين العادلة. في سياق أخر و لمصلحة الطبقات الراسمالية الحاكمة وسلطتهم، كان الدين، يوجه التفرقة بين المواطنين، وبالأخص بين العمال، حسب الهوية الدينية التي فرضت على العامل أو الإنسان، أي ان الدين يقسم البشر على أساس ديانتهم، ويخاطب المؤمنين به. الإسلام يخاطب المسلمون، و يميزهم عن غيره من الديانات. هذه القضية أو هذه الخصوصية، هي التي سخرت من قبل الطبقات الحاكمة، في أي وقت شاءت لمصلحتها، و يدفع العمال والمحرومين إلى الصرعات الداخلية حسب الهوية الدينية، كما شاهدناه في لبنان أبان الحرب الداخلية في الثمانينات، والجزائر ونراه الآن في الجمهورية الإسلامية في إيران، نراه في العراق أيضاَ في ثياب مختلفة، حيث نراه كمذاهب مختلفة كالشيعة والسنة. لكن بغض النظر عن ذاك او تلك فان الإسلام يفرق بين المؤمنين به على أساس الجنس أي بين الرجل والمرأة، و يجعل من المرأة إنسانة من الدرجة الثانية، وفي مرتبة الدونية، إن خصال الإسلام في هذا الميدان، أصبح وسيلة قوية لقمع تطلعات وحقوق المراة على صعيد العالم العربي كله، حيث نرى القوانين الرجعية في قانون الأحوال الشخصية، المحشو بالشريعة الإسلامية، ناهيك عن تقسيم البشر بين الفقراء والمالكين، اي التقسيم الطبقي، هذا مانراه في الآيات القرانية ولمفكري ملاك الأراضي مثل الصدر والشيرازي ... سمة أخرى للدين هي مقاومته وصموده قبال اية تحولات علمية وحركات تقدمية، كما نشاهده الآن في عصر التطور العلمي والتكنولوجي على كافة الاصعده، حيث وقوف رجال الدين و مؤسساته الرجعية ضد تطورات الهندسة الورائية والأستنساخ البشري، ووصول الإنسان إلى المريخ و... أي تعاند بقوة ضد سيطرة الإنسان على الطبيعة، لأنهم ينظرون إلى تلك التطورات العلمية، ومسعى الإنسان للسيطرة على الطبيعة، موت حركتهم و سلطتهم.
مصدر القوانين المدنية والأحوال الشخصية والجزائية في العراق،  هو الدين الإسلامي وتأويلاته المختلفة، وكانت وسيلة جبارة وركيزة صلبة لحكم القوميون البعث، لضرب الشيوعين ( الآن هم يدعون الله) والحركات الإعتراضية، وسلب حقوق المراة و تنزيله إلى أقصى درجات الدونية، حيث القوانين الموجودة شاهدة على ذلك، هذا ناهيك عن جعل الدين وسيلة للتفرقة بين المواطنين على اساس المذاهب الطائفية، و الفرق الدينية المختلفة. في هذه المرحلة وبعد صعود الحركات السياسية الإسلامية أصبح تناول الدين ونقده، من المحرمات التي لا يمكن تجاوزها في العالم العربي والعراق، وكل من ينتقد الدين في هذا العالم عليه أن يحضر نفسه لمواجهة الفتاوي العديدة من الأزهر إلى الشيوخ و الآئمة الموجودين بغزارة، إن لم يكن مصيره القتل من قبل الإرهابين، كما حدث لفرج فودة ومهدي العامل والأخرون، والحكام المتسلطين واقفين ينظرون لهذه الأعمال الإرهابية، كانه شئ مسلم به، لا بل يحكمون عليه بقوانينهم وحتى وصل الأمر بهم إلى الإقرارعلى التفرقة بين الزوجين من دون رضاهم كما حدث لناصر أبو زيد في مصر( علماً أنه من الذين يقرأ القرأن ويؤمن به في سياقه التأريخي). وصل الأمر في منطقة الخليج إلى عدم حساب المرأة كإنسانة أصلاً حيث ليس لديها حتى صوت إنتخابي هزيل مثلا في الكويت، هذا ناهيك عن السعودية كجهنم على الأرض للنساء، نرى في لبنان وحسب مبدأ الطائفية للحكومة، تقيد المرأة بقوانين الأحوال الشخصية الطائفية، اي " المرأة " التي فرض عليها الإسلام تطبق عليها الشريعة الإسلامية، وهكذا " المسيحيات" و " الدرزيات" ... 
هذه السمات كلها جعلت من الدين سلاحاً فتاكاً ودمارا شاملاً ضد كل تطور علمي وثقافي و تحديثي وتنويري في العالم العربي، هذا ناهيك عن دوره  القمعي المباشر من خلال موسساته الضخمة و القوانين الموجودة، اي أصبح الدين سلاحاً ذو حدين بايادي المعارضة الإسلامية والحكومات المتلسلطة، الطرفان يسخروه حسب مصلحتهما، و مكانتهما الإجتماعية والسياسية في المجتمع هذا ما نراه في الجزائر ومصر والعراق بشكل فضيع وسافر. هذه القابيلة للدين الأسلامي وخصوصاً في العالم العربي، تجعل منه سرطاناً يجب بتره، و تحرير البشر في هذا العالم من ويلاته ومصائبه، هذا هو الطريق الصحيح للوصول إلى التنوير والتحديث والعلمانية و... التي طالما ينشد لها اليسارين والعلمانيين و التقدميين في العالم العربي، وليس تأويله أو تفسيره أو تشريعه  في إطاره. لكن هذه العملية الجراحية، ليست عملية تربوية أو ثقافية او فكرية فقط، بل اساساً هي عملية الثورة الإجتماعية، و إسقاط النطام الراسمالي، وآتيان بنظام يعبر عن آمال وتطلعات الجماهير، نظام إنساني حر، اي نظام إشتراكي، لأن في ذلك العهد فقط سوف تزول البنية التي تطفلت عليها الدين، اي بعد زوال الطبقات والعمل المأجور والملكية الخاصة، ستزول البنية المادية والإجتماعية للدين.
وعلى رغم من هذا البعد الإجتماعي للتأثير السلبي للدين الإسلامي على المجتمع والطبقة العاملة والمراة والمفكرين و التطور الإجتماعي، يدعوالحزب الشيوعي العراقي والأحزاب الشيوعية في العالم العربي كله، إلى " إحترام القناعات الدينية .." يا لها من فكرة شعوبية عتيقة، هذه الأحزاب جزء من تراث " الأمة" ، عليه ليس بإمكانهم تجاوز هذا التراث العتيق.
ختاماً لهذه الفقرة من البحث، أكرر إن الدين وحسب نظرات قادتنا " الشيوعيون العماليون" ماركس وأنجلز و..... هو تعبير معين ومحدد نشأ في مرحلة معينة من مراحل التاريخ، وهو ايضاً تعبير أو التصور الواعي- الوهمي للبشرعن علاقاتهم الفعلية بينهم. إّذن الدين، ناتج من النتائج التأريخية الواقعية، بالضبط  كما ان ارتداء، كل من كريم أحمد وعزيزمحمد فجأة ودون سابق انذار، الزي الكردي وامتشاق خنجريهما هو  فعل تأريخي، مشروطً بالأوضاع السياسية الواقعية في كردستان العراق.  إذن على الشيوعيين الأوفياء لماركس، أن يناضلوا ضد هذه العادات والتقاليد البالية، و ترسيخ العادات والتقاليد الإنسانية، التي تساعد الإنسان في تحرره من الظلم والإضطهاد. 
في عالمنا المعاصر، وفي ظل عدم وجود رؤية واضحة للبرجوازية في كيفية صياغة ايديولوجيتها، نتيجة زوال عدوها السابق " الخطر الأحمر!"، وفي ظل غطرستها وهمجيتها ورجعيتها، والويلات والمصائب التي وقعت على كواهل العمال والجماهير الملياريية المحرومة في ارجاء العالم، جراء ركضها وراء الارباح ، وتراكم ثرواتها، اصبح الدين بالنسبة اليها أقوى اشكال الايديولوجية الرجعية الفتاكة، للقمع الفكري و إنبعاث الخرافات والوهم بين الجماهير قاطبةً. عليه،يجب ان نكون حذرين قبال هذه الآفة وهذا الوباء، ونعامل الدين ليس كما وقفت بوجهه أجيالنا السابقة من الماركسيين والشيوعيين العماليين، مثل ماركس وأنجلز ولينين و ... فقط بل علينا ان ننظر اليه كما هو موجود في واقعنا الراهن، كما هو يؤثر على تراجع المجتمع، في عالمنا المعاصر، ونواجهه مثل ما نواجه وباء " الآيدز" بل اكثر من ذلك، لانه ببساطة يشكل ارضية خصبة للتراجع المادي والمعنوي والفكري للمجتمع البشري قاطبة، ووسيلة قوية بايدي البرجوازية للتفرقة بين العمال والجماهير المحرومة، وأصبح ذريعة بايديهم لإفتعال الأزمات العالمية، علىاساس الحضارات والثقافات المختلفة. لذا علينا نحن كجيل جديد من الشيوعيين المعاصريين، ان نقف موقفاً عصرياً تجاه هذا الخطر الهدام. وأن نبرز وندافع عن هوياتنا الأنسانية والطبقية بوجه الهويات المزيفة، الدينية والقومية و العرقية و... هذا هو ما يجب علينا أن نكون  بوصفنا شيوعيين عماليين، ورثة جديرين لكارل ماركس .    
*      *      *

لماذا كل هذا الإحترام للدين الإسلامي!

 إذا كان الدين وسيلة لتقوية الراسمالية، وإذا كان وهما وإذا كان " أفيونا للشعوب" حسب قول ماركس، لماذا  يقول الحزب الشيوعي العراقي وبكل غرور " حزبنا يحترم الدين والقناعات الدينية" ، ماهي القناعات الدينية؟! هل هي اشياء أزلية وطبيعية، علينا ان نحترمها؟! هل وجب علينا أن نحترم العادات والتقاليد الرجعية؟!، هل هذه القناعات والعادات غير قابلة للتغير؟! هل يجب علينا كشيوعيين أن نحترم " قناعات الناس ايا كانت"؟! هل علينا أن نثور ضد هذه العادات والتقاليد والقناعات، ونحاول أن نغيرها لصالح السنن والتقاليد الإنسانية، او نركع لها  كما يفعل المؤمن أمام الله؟! القناعات الدينية التي يحترمها الحزب الشيوعي العراقي، هي تلك القناعات والعادات التي توارثتها الجماهير عبر الأجيال المتعاقبة منذ البروز الدموي للإسلام والفتوحات والأنفال الأسلامية الأولى، وهي اصبحت قناعات وافكار وسنن وتقاليد بفعل العمل التـاريخي والقوى المتسلطة التي توارثت الحكم منذ مجئ الإسلام إلى اليوم في البلدان التي فرض الأسلام عليها بالقوة. هذه القناعات التي يحترمها الحزب الشيوعي العراقي هذا الوريث الستاليني، رغم انه دمقرط بفعل التاريخ، هي دونية النساء وزجها في البيت وفي المطبخ ولتربية الأطفال، هي العنف المنزلي ضد النساء، هي الحجاب، هذه القناعات هي فروض الصلاة والسجود يوميا خمسة مرات، هذه القناعات هي لعبة الدراويش  وضرب الرؤس بالسكاكين!! هذه القناعات هي ضرب الأطفال وسلب حقوقهم، هي تعدد الزوجات وسلب حقوقهن واغتصابهن، هذه القناعات التي قسمت البشر بين المسيحية واليهودية والإسلامية، أي على اساس معتقداتهم الدينية، هي تزويج النساء بقوة ودون رضائها أو حتى حقها في إلقاء النظرة على " زوجها !" هذه القناعات والاشباح التي يرتعب منها الاطفال  إذا  ذكرت أمامهم، هذه القناعات هي ختان الأطفال وخصوصاً الأناث منهن، هذه القناعات التي جعلت من جزاري الفتوحات الإسلامية ابطالاً تأريخيين تدرس "مآثرهم" في المدارس، هذه القناعات والمعتقدات التي تجعل الانسان يخاف من اي خطوة يخطوها، نظراً لوجود " دنيا الأخرة والنار" هذه القناعات التي كانت ولا تزال أرضية ووسيلة قوية لبروز اقوى التيارات رجعية على مر التأريخ، وذريعة ايديولوجية وفكرية جذابة وقوية بايدى البرجوازية لتصنيف البشر حسب اديانهم و.... لماذا يحترم الحزب الشيوعي هذه القناعات الرجعية؟! لماذا يحترم الحزب الشيوعي هذه الاشباح المعكوسة في الفكر البشري؟! لماذا يحترم الحزب الشيوعي ختان الأطفال؟!لماذا  يحترم دونية النساء؟! ... جوابأ لهذه الاسئلة، ننطلق من الثوابت التي يؤمن بها هذا الحزب وليس في صيرورته وتحولاته الاخيرة، اي بعد أن أصبح ديمقراطياً تداوليًَأ وتعددياً، اي ننطلق من برنامجه ونهجه للحياة والمجتمع، ننطلق حين كان متحالفاً مع القوميين البعثيين، أو حين كان جوقدياً أو جودياً، أو كان متحالفاً و مؤتلفاً مع الأسلامييين السياسيين( لحد الآن، الاسلاميين الشيعة ينظرون إلى هذا الحزب نظرة دونية، وهكذا يعاملونه في جبهاتهم وإئتلافاتهم، ودائماً تم قبوله  بإصرار الأخير و توسله في إرضائهم) .
 أن هذا الدين الذي يحترمه الحزب الشيوعي هو الدين الإسلامي كما كان واضح في الرد وملحقه. القضية الأصلية لـ " حزبنا يحترم الدين والقناعات الدينية"، هي ان الحزب الشيوعي العراقي، لا يحمل من الشيوعية الا اسمها ، فاعماله وممارساته وحتى وجهه الإصلاحي السابق المعروف به لا صلة لها بالشيوعية، فهو اساساً يمثل نمطاً من الأحزاب البرجوازية القومية التي تدعي الوطنية ومعاداة الإمبريالية، وكانت نضالاته و ممارساته السياسية  وإئتلافاته و جبهاته المتعددة أبان الحكم الملكي، موجهة بإلإساس ضد القوى الإستعمارية، اي ضد بريطانيا، أي ان فلسفة وجوده تتمحور حول نضاله ضمن إطار  "القوى الوطنية ! " حسب مفهومه، لطرد الإستعمار وآلاتيان بحكومة وطنية! حكومة وطنية تتبنى إقتصاد الدولة وتشرف علىالركائز الأساسية لإقتصاد البلاد، والتنمية المستقلة وتأميم الشركات العراقية أو المؤسسات العراقية ومصادرة اسهم شركات النفط العالمية، مع بعض الإصلاحات الإقتصادية للعمال و..، اي بقاء النظام الراسمالي والراسمالية، في بلد مثل العراق ولكن برتوشات قليلة لتجميل وجهها و ستر قباحتها، ودكتاتوريتها الطبقية، لسبب بسيط، هو ان هذا  الحزب الشيوعي  سيكون جزءا من هذه السلطة الوطنية! هذا هو الهدف والقضية الاصلية للحزب الشيوعي العراقي وبهذه التصورات والنهج دخل الجبهة مع الحكومة القومية البعثية، في تموز 1973 و شكل معها الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، حيث قامت حكومة البعث بتأميم اسهم شركات النفط الإحتكارية، وأصدرت جملة من الإصلاحات التي حلم بها الحزب الشيوعي، كقانون العمل الرقم 151 لسنة 1970 و قانون التقاعد والضمان الإجتماعي للعمال رقم 39 لسنة 1971 ،  وقانون رقم 90 للإصلاح الزراعي. هذه القوانين التي جاءت من قبل البعثيين ليس من باب الإيمان بها أو من باب الإصلاحات لبناء عراق جديد، حتى في ظل  حكومة رأسمالية وقومية، بل كانت ضرورة ونتيجة مباشرة للتحولات العميقة في البنية الأساسية للمجتمع العراقي، البنية التي أصبحت بالكامل راسمالية، ووحدت طبقتها في الحكم، جراء هذه التحولات. جاءت هذه القوانيين لمؤآزرة هذه التحولات البنيوية العميقة التي استهلتها بإطلاق قانون الأصلاح الزراعي وتشريد عشرات الالوف من الفلاحين الفقراء إلى المدن، ليبيعوا قوة عملهم وعرق جبينهم، كعمال ماجورين، كنتيجة فعلية لهذه الإصلاحات، صوب تحقيق التحولات الكاملة نحو بناء مجتمع راسمالي. اطلق الحزب الشيوعي العراقي على هذه القوانين والممارسات والسياسات التي أقدمت عليها حكومة البعث خطوات نحو الأشتراكية، وهو محق بذلك، لأنه ليس لديه أكثر من ذلك، وصل الحزب الشيوعي إلى أهدافه بالجملة، وشارك بقوة في تثبيت حكم البعثيين، وتضليل العمال وخداعهم تحت يافطات شتى، خصوصاً بعد عقد معاهدة الصداقة والتعاون بين العراق والإتحاد السوفيتي في نيسان 1972، اي بعد إستلام الضوء الأخضر من  راس كتلته العالمية. إذن هذا الحزب وحسب برنامجه وسياساته وتصوراته، كان ولا يزال حزبأ قومياً بملحقين، ألأول ابان وقبل الحرب الباردة، وهو قومي إصلاحي، واليوم بعد سقوط كتلة الشيوعية البرجوازية بقيادة الأتحاد السوفيتي، حزب قومي- ديمقراطي! وليس على حد قولهم حزب علماني ديمقراطي(سنتطرق الى ذلك لاحقا).
 من هذا المنطلق، اي من هذا الهدف والبديل المستقبلي للعراق يتمسك الحزب الشيوعي العراقي، بعد إسقاط حكومة البعث، أو  إزاحة رئيسه من قبل أمريكا بقوة بالنظام الراسمالي والراسمالية بوجهيها الوطني والديمقراطي التعددي والتداولي. فهو بوصفه حزبا لأحد فروع الحركات الأجتماعية الرئيسية في المجتمع العراقي (ليس حركةً اصلية بل فخذاً من أفخاذها) اي الحركة القومية العربية في العراق برتوش إصلاحية سابقا وبوجهه الديمقراطي الحالي، والأمر سيان. لذلك، يعتبر نفسه من الفصائل الوطنية الأصيلة، يحاول بشتى الوسائل تقريب وجهات النظر بين المعارضة البرجوازية العراقية، لتشكيل الجبهات والإئتلافات العجيبة والغريبة، فهو محق في مسعاه، لأن من وجه نظره ان كل الأحزاب المعارضة العراقية تحاول إسقاط النظام، وكلهم يتشدقون بالديمقراطية والوطنية، و بعضهم يقول ( لا للإستعمار والإمبريالية) من هذا المنظور المشترك، عليه ان يحترم أراء ومعتقدات الجميع بل وحتىالخرافات والاشباح والدين ايضاَ، وذلك لدرء خطر التصدع والتشرذم في صفوف المعارضة الوطنية‍!! فيالها من سياسة بناءةًْ. انه يرى في أحلامه الحكومة الوطنية والتقدمية، والكل يحترم الكل ويتداولون السلطة فيما بينهم، والدين بالنسبة لهم جزء مهم من نسيج المجتمع العراقي، عليه أن يحترمه الحزب، لابل اكثر من ذلك فهو يصف غير المؤمنين بالله ويوم القيامة " بالكفار" ايضاً، حاشاكم من ماركس والشيوعية والعلمانيةَ.  طوال وجود هذا الحزب نرى هذا التصور و هذه القناعة. من حق هذا الحزب ان يكون كما يشاء ولكن لا علاقة لهذا الهراء بالشيوعية والماركسية، كما يقول المثل الروماني" ما كل مايلمع ذهباً ". ولكن لا أعرف هل وصل الامر بقيادي الحزب الشيوعي ان لا يأكلوا الدجاجة التي يتم ذبحها من قبل النساء، وهي عادة  وقناعة رجعية سائدة  لدى بعض العشائر في الصحراء الغربية في العراق؟! أوهل بإمكانهم أكل لحم ( علي شيش) نظراً لتحريم أكله من قبل الشيعة؟!. أنا ليس لدي أدنى شك إن الجماهير في العراق، ستقابل هذه الهذيانات بالإستهجان والسخرية، نظراً لإن تصورات وافكار وسنن اكثرية العراقيين، كانت و لاتزال أرقى بكثير من كافة هذيانات الأجنحة والتيارت البرجوازية في المعارضة.
*     *     *

بين الحرية الدينية وأحترام، القناعات الدينية!

لتلافي اي سوء فهم و اي خلط قد يحدث بين الحرية الدينية وبين مايسمىاحترام القناعات الدينية، أدرجت هذا الجزء أو هذا العنوان، لأوضح ان هناك فرق شاسع بين حرية الدين والقناعات الدينية وأحترامها، انه كالفرق بين شيوعية ماركس وشيوعية الحزب الشيوعي العراقي. أنا اؤمن بالحريات اللامشروطة في التعبير عن الرأي، برايي يجب إعطاء مجالا واسعاً حتى لأشد الأفكار الرجعية، منها الدين والخرافات القومية العمياء ومايشابه ذلك. عليه؛ اؤمن وأويد إعطاء اوسع فرصة للدين  والقناعات والطقوس الدينية، خصوصاً في ظل حكومتنا، الحكومة الأشتراكية و العمالية، ليكون الناس احرارا بما يؤمنون من افكار ومن رؤيتهم لمعتقداتهم وتقاليدهم وسننهم للحياة وللمجتمع، ولعلاقاتهم، وتصوراتهم حول النساء وحقوقهن والأطفال وحقوقهم، وأفكارهم حول الطبيعة والحكم والعلاقات الإجتماعية بين البشر، وتصوراتهم حول قوانين العقوبات والجزائية والمدنية والعدلية، حول أمنيات وتطلعات الإنسان،... هذا الحق مكفول للجميع في برنامجنا برنامج "عالم أفضل"، وسيكون جزءاً من دستورنا الإشتراكي وسياستنا تجاه الحريات الفكرية والسياسية. لكننا كشيوعيين عماليين، علينا في الوقت نفسه، ان نجادلهم فكرياً وسياسياً، في جو حضاري وإنساني، الذي سيكون سمة مميزة لمجتمعنا الجديد، الذي خطا خطوة كبيرة صوب أهدافه لبناء عالم إنساني خالٍ مِنَ الطبقات ومِنَ الأيديولوجيا والدولة والسوق والمال. عند ذاك نكون قد وصلنا إلى سبيلنا الصحيح أي بداية طريقنا صوب تحقيق الضرورة الإنسانية، التي بدورها تفتح آمالاً واسعة لملكة الحرية  من أوسع ابوابها.
ولكن رغم ذلك لا أحترم هذه القناعات والطقوسات الدينية، لا في الوقت الحاضر ولا في المستقبل، لان هذه القناعات ليست قناعات وطقوس طبيعية وواقعية في ذات البشر، بل قناعات و تقاليد وطقوس مكتسبة ، تعززت و توارثت ونشأت وفرضت بالقوة أحياناً، بفعل القوى الإجتماعية على مر الـتأريخ، لا احترمها لانها متناقضة مع أصل الإنسان بوصفه جزء من الطبيعة، لا أحترمها لانها تجعل الإنسان ذليلا وخنوعاً امام وقائع حياته المادية، لا أحترمها لأنها تجعل الإنسان لايحترم النساء والأطفال لانها متاقضة مع الأمنيات والتطلعات و المتطلبات الإنسانية، لا احترم الدين لان ليس له وجود واقعي إلا في الشعور الوهمي للبشر. لانه وهم من اوهام الانسان.
علينا كشيوعيين معاصرين، أن نجادلهم و نناقشهم وننتقدهم، ونقول لهم؛ بانكم مخدوعين، متوهمين، تعبدون شيئاَ من صنع عقليتكم، وجعلتموه شيئا في اذهانكم على اساس كونه خارج الطبيعة والواقع، لذلك من الافضل ان  تطردوه من مخيلاتكم. في الوقت الذي لن تبقى العلاقات الإنتاجية والتقسيم الرأسمالي للعمل والعمل المأجور، اي حين زوال البنية الأساسية للإغتراب والوهم والأشباح،  سيكون تحقيق  مهامنا و وظائفنا اسهل بكثير،اذ لن يبقى للدين أرضية إجتماعية. أما في الوقت الراهن فعلينا ان نناضل من أجل فرض التراجع و الإخفاق والفشل على الإٍسلام السياسي أينما كان، وأن نطرحهم جانباً من الساحة السياسية والإجتماعية، ذلك شرط من الشروط التي  يجب علينا تحقيقها اذا ما اردنا تحقيق اهدافنا.
*     *     *

الأسلام السياسي والحزب الشيوعي العراقي

ظهر الأسلام السياسي( الإسلام السياسي الذي نحن بصدده)  في عالمنا العربي عموماً في بداية السبعينات  نتيجة للإخفاقات المستمرة للحركات القومية العربية وحكوماتهم و خصوصاً بعد هزيمة حزيران 1967، لكن بعد ان فرض و نصب الحكم الإسلامي وسحقت الثورة في إيران توسعت وتعززت هذه الحركة إلى مديات واسعة،  بقيافة وتوجه سياسي مغاير تماماً لما كان عليه عند بداية القرن العشرين أو خلال منتصفه، فلا يشبه أحدهما الأخر، إلا بالشكل فقط. الإسلام السياسي حركة سياسية رجعية معاصرة، لها أهدافها وبرنامجها الخاص بها، تدعو مباشرة إلى بناء الجمهوريات الإسلامية، والحكم الإسلامي تحت وصايا ولاية الفقيه او حكم الشورى، الأمران سيان. هذه الحركة ووجودها يمثل التراجع القهقري للتأريخ ولحركة التطور الإجتماعي على الصعيد العالمي، خصوصاً بعد التراجعات المتوالية التي فرضت على الطبقة العمالية وإعتراضاتها. الحزب الشيوعي العراقي يعرف ذلك جيداً، على الاقل منذ سنة 1958 والهبة الجماهيرية و موقف الإسلام السياسي منها، وموقف حزب الدعوة من حزبهم والمنشور، حتى الان، في موقع النيت لهذا الحزب، على رغم كل ذلك وقف الشيوعين موقفاً مؤمنأً صالحاً ليوم القيامة. حاولوا دون كلل تشكيل الجبهات العريضة والطويلة معهم وتوسلوا وتوسطوا لقبولهم في جبهاتهم الرجعية، في الوقت الذي كان بإمكانهم فضحهم وحتىعزلهم سياسياً عن ساحة الصراعات السياسية في العراق(آه يا وطنية!) فهم يعرفون جيداً ان تشكيل و تأسيس الأحزاب الإسلامية السياسية، في بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا، كان مباشرة بدعم القوى الغربية، خصوصاً البريطانية والامريكية منها، لردع زحف اليسار والنهوض العلماني في المجتمع لدرء " خطر الشيوعية!!" آنذك. لنقرأ من فالح عبدالجبار في هذا الصدد، وهو من ألاشخاص البارزين في الحزب الشيوعي حينذاك: ( في هذه الحقبة لم تجد الإدارة الكولونيالية من سلاح تقاوم به حركة الطبقة العاملة سوى سلاح التأويل السلفي للدين. وقد سعت لاقامة تنظيمات للأخوان المسلمين( محمد محمود الصواف- رجل الدين العميل للسعودية). كما قامت بالاتصال بعدد من المراجع الدينية في النجف لحثها على مواجهة " خطر الأفكار الهدامة" - حنا بطاطو-الطبقات الاجتماعية في العراق-.) ( فالح عبدالجبار/ بنية الوعي الديني والتطور الراسمالية، دراسات أولية/ مركز الأبحاث والدراسات الإشتراكية في العالم العربي/ ص 73).
ولكن الأرضية والجو السياسي العام التي تشكلت و تعززت في ظلها الأحزاب الإسلامية السياسية في الشرق الأوسط والعالم العربي عموماً، كانت في حالة من التراجع وضعف الشيوعية العمالية، وإرهاق اليسار والحركات العلمانية والتحديثية. يقول منصور حكمت في هذا الصدد " ان الاسلام السياسي، برأيي، حركة رجعية معاصرة لاتمت بصلة، الا شكلاً، للحركات الاسلامية لأواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين. اما من زاوية المحتوى الاجتماعي والامر السياسي- الاجتماعي والاقتصادي الذي تتعقبه، فانها حركة جديدة تنهل، بصورة تامة، من المجتمع المعاصر. انها ليست تكرار نفس الظاهرة القديمة. انها وليدة اخفاق، او بالاحرى، عقم وبقاء مشروع التحديث الغربي نصف منجزاً في البلدان الاسلامية للشرق الاوسط منذ اواخر الستينات وبداية السبعينات ومارافقها من افول الحركة العلمانية- القومية التي كانت المُنَفِذْ الاساسي للتحديث الاداري والاقتصادي والثقافي. إذ تصاعدت الازمة الحكومية والايديولوجية في المنطقة. ولجت الحركة الاسلامية، في خضم هذا الفراغ السياسي وتخبط البرجوازية المحلية لهذه البلدان، بوصفها احد بدائل اليمين لاعادة تنظيم سلطة البرجوازية بمجابهة اليسار والطبقة العاملة اللذان تناميا مع تطور الرأسمالية. على اية حال، لولا تحولات عامي78-79 في ايران، لبقيت هذه التيارات، برأيي، فاقدة للحظوظ وهامشية. في ايران نظمت هذه الحركة نفسها في حكومة وجعلت الاسلام السياسي في مجمل المنطقة قوة ملفتة للانتباه ومطروحة على الساحة. ألإسلام السياسي، برأيي، اليافطة العامة لتلك الحركة التي تعد ألإسلام الاداة الاساسية لإعادة التنظيم اليميني للطبقة الحاكمة ونظام حكومي مناهض لليسارية في هذه المجتمعات، وعلى هذا الاساس هي في صراع تنافسي على حصتها من السلطة العالمية للراسمال مع الاقسام الاخرى وبالاخص مع الاقطاب المهيمنة للعالم الراسمالي. ليس لهذا ألإسلام السياسي، بالضرورة، محتوى سكولاستيكي وفقهي معطى ومحدد. ليس ألإسلام السياسي، بالضرورة، اصولياً وعقائديا ًنظرياً (  يقصد لايرتبط بالممارسة العملية – م). فمن القدرة الانعطافية السياسية والبراغماتية العقائدية لخميني الى الاوساط المتحجرة في الجناح اليميني من الحكومة الايرانية، من نهضة الحرية ومهدي بازركان وامل ونبيه بري ذو الملابس الغربية الى طالبان، من حماس والجهاد الاسلامي الى "البروتستانتية الاسلامية" لامثال سروش واشكوري في ايران،  انها جميعاً اقسام مختلفة للاسلام السياسي هذا." ( منصور حكمت:  ندوة: نمو وأفول الاسلام السياسي/ حوار مجلة برسش الفارسية-عدد3- مع منصور حكمت/ المنشور في العدد 25 الشيوعية العمالية/ ترجمة فارس محمود).
اما اليوم وبعد المجازر والإرهاب والهولوكوست الإسلامي في الجزائر و مصر و كردستان العراق، و أفغانستان وباكستان و بعد حكم الإسلاميين في إيران، والطالبان في أفغانستان، بعد كل هذه الجرائم والقمع وإراقة الدماء يقول لنا بلاغ الحزب " حزبنا يحترم الدين والقناعات الدينية" يقول لنا ماكراً و نفاقاً وتضليلاً " وقفنا ونقف دائماً ضد توظيف الدين لغايات سياسية وطبقية معينة، وبما يتعارض مع مصالح الشعب " !!. (التأكيدات لنا) ويقول سكرتير الحزب في الملحق الرد "انما نحن ضد من يسخر الإسلام لمصالح طبقية معينة، ولمصالح سياسية محددة تتعارض مع مصالح الشعب" .( التأكيد لنا) هراء لايضاهيه هراء. تناقض صارخ ليس مع " ألفباء" الماركسية فحسب بل مع " مادية" القرن الثامن العشر أيضاً، من حيث تفسير التأريخ، واشكال وجود الوعي الإجتماعي، و تجلياتها ونشوءها، والنظر إلى الطبقات والمنظومات الأجتماعية وألأيديولوجية والإحزاب السياسية.
السؤال الموجه او حتى القضية المطروحة في المقال الذي يتناوله رد الحزب الشيوعي، أولا/ هي قضية الإسلام السياسي والتيار الإسلامي، ثانيا/  يتناول سكرتير الحزب في ملحق الرد، قضية السياسة والأسلام السياسي في العراق ( وليس القناعات الدينية). أي يتناول قضية مطروحة من جانب حركة سياسية اسلامية متمثلة بالمجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق، كما جاء في الملحق " فنحن إعتمدنا على ماهو إيجابي في علاقتنا مع القوى الإسلامية..." لماذا هذا الملحق؟!. وثالثاً/ واعتقد ذلك جديدأً، اي كلمة " الكفر" حيث جاء في الرد" ... لم نقبل يوماً التهمة المختلفة الموجهة إلينا بالدعوة إلى الإلحاد وتشجيع الكفر وما إلى ذلك من المزاعم." ( الـتأكيد لنا)
إذن لماذا الهروب من القضية الاصلية لماذا تقحمون القناعات الدينية والشخصية في هذا الرد وهذه القضية؟ لماذا  " فنحن كنا دائماً وسنبقى نحترم الاديان وقناعات شعبنا الدينية" ( أوضحنا ذلك أعلاه)؟! السؤال المطروح أمامكم  ليس عن احترامكم القناعات الدينية ام لا، بل  عن موقفكم من الإسلام السياسي، وهذا واضح وضوح الشمس في السؤال الذي طرح على السيد حميد موسى( في الملحق الرد). بغض النظر عن راي الحزب الشيوعي عن الدين والقوى الإسلامية السياسية، ان إلحادية الشيوعية والانسان الشيوعي وعدم تماثلها أو تماثله باي وجه مع الدين، أصبحت قناعة ووعياً عاماً لدى المناهضين والمناصرين لها، هذا واضح حتى في السؤال المطروح على سكرتير الحزب، حتى من خلال إذاعتهم. تمعنوا في السؤال "رأي البعض.... كان مفاجئاً بل ان البعض كان يراهن على عدم حصوله..." ، لماذا طرح السؤال بهذه الصورة، اي بصورة الشك، لأنهم يعرفون جيداً ان شيوعية ماركس وانجلز ولينين، تعرب بصراحة تامة عن موقفهم من الدين بوصفه شكلا من اشكال الوعي الإجتماعي يخضع تماما للعلاقات الإجتماعية و قانون حركة التأريخ، قالوا ( الدين أفيون الشعوب) هذا قبل وجود  حملات الهولوكوست التي أقدم عليها الإسلاميين السياسيين في بقاع شتى من العالم، حتى مذيع الحزب الشيوعي متحير في الأمر، يقول ويناقش في فكره، موقف الشيوعين قبال الدين، هذا ناهيك عن "علاقات مشتركة" مع قوى الإسلام السياسي، فكيف يوجه السؤال الى سكرتيره، وهو مرتبك بين ما يعلمه عن الشيوعية الماركسية وبين تصورات وسياسات حزبه، والحال هكذا، يوجهه بصورة مشكوكة ومحفوفة بالنبرات الصادقة. وكأني بماركس إّذا بعثت الروح في جسده و نهض من قبره وشاهد بشاعة جرائم الإسلاميين وغطرستهم وشعوذتهم، يقول ان ماقلته وكتبته سابقاً، عن الدين، كان ناقصا،  كان علي ان اقول ( ان الدين هي جزارة التأريح البشري) وسيبتسم ساخرا في  الوقت نفسه ويقول عن هذا النوع من التراث وعن هذه الشيوعية  الهراء" زرعت حيتانا ولكني لم احصد سوى البعوض" . ارجو ان تخلصوا حزبكم من هذا الاسم، عسى أن يكون خيراً لكم، وتخلصوا انفسكم من هذه الاسئلة المزعجة.
ان موقف الحزب الشيوعي العراقي تجاه الأسلام السياسي عمومأً والإسلام السياسي في العراق، موقف مخزي حقا،ً ليس له أية صلة لا بماركس و لا بلينين ولا بالشيوعية على الأطلاق، من المكن ان يشبه موقف ستالين أو انور خوجة او أنواع الأخرى من الشيوعية الدارجة في الشرق و " بلدان العالم الثالث". انواع "الشيوعية" التي إستفادت من قوة الشيوعية والماركسية وسخرتها  لخدمة الحركات الإجتماعية الأخرى وأهداف أخرى، وطنيته" و " السوق الداخلية" و " الإقتصاد القومي اللاإمبريالي" و  "التنمية المستقلة" وفي سبيل قمع الحركة العمالية وإبعادها عن اداء رسالتها وأهدافها، التي هي محو الطبقات وبناء مجتمع شيوعي. صاحبنا الحزب الشيوعي يرى في هذه الحركات الرجعية، في هذه الفيروسات الفتاكة، قوة ضد الدكتاتورية أو بالأحرى وطنية حسب قولهم. دعوني أشرح و أفضح موقفهم المخزي هذا.
" أنما نحن ضد من يسخر الأسلام لمصالح طبقية معينة..." وجاء أيضا صفة " الكفر" في الرد. هل حقاَ هذا صحيح؛ هل وقف الحزب الشيوعي خلال السنوات العشرين أو أربعة وعشرون  سنة الماضية( اي بعد طرده من قبل البعثيين، وهو فعلا تأريخ نهوض  الحركات الأسلامية السياسية في العراق) بوجه أو ضد اي حزب او حركة إسلامية  وهو الحزب المعارض في الجبل و الآن في كردستان العراق، هل إنتقد بشكل علني وواضح أعمالهم الإجرامية وممارساتهم الإرهابية لوحده ( لا اقصد مع البارتي والإتحاد الوطني)؟! ليس لديه لحد الآن موقف مغاير لهم ، لابل توسلو دوماً من أجل قبوله في جبهاتهم، مثل إجتماع دمشق، ومحاولأت سكرتير الحزب السيد حميد موسى لقبول حزبه في جبهة أو ائتلاف الإسلام السياسي ( القوى الوطنية حسب تعبيره) ومن أجله ذهب إلى طهران، وإلتقى برئيس المجلس الأعلى، وها هو اليوم معه في الإئتلاف الوطني العراقي للأحزاب الإسلامية، و يبارك الحزب الشيوعي الكردستاني في خطوته الإئتلافية أو الجبهوية مع الإسلاميين الكرد. هل للحزب الشيوعي موقف مغاير او منتقد تجاه السعودية و الجمهورية الأسلامية الأيرانية علناً وخلال العشرة سنوات المنصرمة؟ طبعاً لا. كل هذه الحركات، والحكومات من الحركات الاسلامية السياسية، و " وظفوا الدين لغايات سياسية وطبقية معينة، وتعارضت مع مصالح شعوبهم" ولكن الحزب الشيوعي حزب براغماتي يعرف كيف يتصرف وبصورة "معينة" لطبقة " معينة"، لذا أغمض عينيه وصم أذنيه عن حملات إلاعدامات الجماعية في ايران وعن قمع النساء وحملات الرجم بالحجارة حتى الموت، وعن المجلس الأعلى الإسلامي و حزب الدعوة ( ناهيك عن جبهاته)، ولكن الحزب الشيوعي لا يعرف لحد الآن ان هذه الأحزاب تستخدم الدين لأغراض طبقية !! تحليل تأريخي عجيب فعلاً.
لنفرض، ان للحزب الشيوعي تحليل أو تصور سياسى خاطئ حول الدين كطقوس و كعقيدة شخصية، ولكن هل يعقل لحزب عمره أكثر من 68 سنة ان يقول لقراءه و أعضائه وكوادره، ان أحزاب الإسلام السياسي  في العراق لا توظف الدين لغايات سياسية، فإذا قال الحزب نحن نعرف انها تفعل ذلك، يرد قراءه ومؤيده ويتسائلون، إذن لماذا الجبهات والإئتلافات معهم، لماذا كل هذا الإستجداء منهم؟! هذه الورطة تكشف وتفضح ما وراء الأكمة.
الحزب السياسي جزء، بل جزء طليعي للحركات الإجتماعية الأساسية ، وهذه الحركات الإجتماعية تمثل  (كلها او جزء منها) تطلعات وأمال وأهداف طبقة معينة( البرجوازية أو الطبقة العاملة) هذا هو تعريف الأحزاب السياسية، بصورة عامة. إذن، الإسلام السياسي حركة سياسية،  لها أحزابها و مؤسساتها الطويلة والعريضة، تمثل أقصى اليمين السياسي لصالح بقاء الراسمالية كنظام سياسى وإقتصادي( حتى ولو لم يتطابق معها، كما نرى في الجمهورية الإسلامية في إيران) وفي الوقت نفسه تتصارع من أجل كسب وسحب أكثر مايمكن من النفوذ والسلطة و الهيمنة السياسية وأسهمها في الراسمال على الصعيد العالمي، و"تسخر الدين والتأريخ الإسلامي" لجعل البلدان المتأثرة بإلإسلام، مناطقاً لنشاطها وتدعى السيطرة عليها أيضاً. في تصورات الحزب الشيوعي حول الحزب والأحزاب السياسية، نرى مسائل وجدالات طويلة، وكانت دراساتهم ونظراتهم حول هذه المسائل، تلصق كل حزب بفئة معينة أو طبقة معينة( بشكل ميكانكي) ولكن لديهم، على ايةحال، هذه النوعية من التحليلات. لكن لماذا  حينما يتعلق الامر بالإسلام السياسي لا  يطبقون عليه، تصوراتهم تلك؟‍! لانه ببساطة حان الوقت لتجميع كافة القوى ضد الدكتاتور!. ولكن مسألة "... الوقوف ضد توظيف الدين لغايات السياسية" منافي لكل ابحاث التأريخ والمادية والماركسية وحتى الستالينة التي بحوزتهم. إذا كان الإسلام السياسي لا يستخدم الإيديولوجية الدينية، فأي فكر أو ايديويولوجية توظف من قبلهم؟ أو إذ يستخدمون الدين فكيف لا يستخدمونه ولا يوظفونه لأغراض طبقية معينة ومحددة. لكل حزب سياسي أهدافه وبرنامجه وسياساته وايديولوجيته، يستخدمه ويوظفه لغايات سياسية وطبقية، وهي أساساً" أي الإيديولوجية، اية ايديولوجية" هي متحيزة و تعبر عن آمال وتطلعات طبقة معينة، يوظفه الحزب أم لا، الأمر سيان بالنسبة للإيديولوجية. في التحليل الأخير بإمكاني أن أقول، إن الحزب وقع في ورطة اللاتأريخية، وتمرض بوباء الهلوسة والهذيان.  ولكن لماذا؟  الرد يقول لنا " وقفنا ونقف دائماً ضد توظيف الدين لغايات سياسية...."؟! ببساطة لانه ينبغي ان يميز نفسه اولا: و أن يقول للمجتمع انه على إختلاف معهم. لان بدون ذلك ستبقى من كل شيوعيتهم،  وجهها الإسلامي فقط، لا بل أقول وجهها " الجهادي"، أقول هذا، لانه ورد في الرد " الكفر" والكفر أولا/ للمسلمين الصالحين، اي المؤمنين بالله ورسوله واليوم الأخر( وليس فقط من يحترم القناعات الدينية) وثانياً / الكفر على لسان الأحزاب السياسية هي سنة وتقليد الأحزاب السياسية الأسلامية، ويتم تكفير الناس أو المثقفين أو الدول و الأحزاب حول هذا " الكفر"، هل هناك عار بعد عار هذا التعبير وعلى لسان حزب يسمي نفسه شيوعي، سنسمع قريباً جهاد الحزب الشيوعي و " تكبيره" أيضا تحت غطاء " ضد الإمبريالية" و " دفاعاً عن الوطن"، ذلك تماشياً مع الوضع الموجود، ولقبوله في جبهاتهم. مرة أخرى أقول للحزب الشيوعي، " شيلوا الشيوعية" من حزبكم، سيقبلونكم حتماً، أما بدونه فلا يثقون بكم لانَ هذا الأسم وهذه الكلمة خطر على الدين و الديانة وعلى الملكية الخاصة والرأسمالية وحكوماتها، عسى ذلك خيراً لكم، وتوكلوا على الله، ليس هناك متسع من الوقت، سارعوا.

 



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤساء بلا سلطة !
- حقيقة الصراع بين الجماعات الإسلامية الإرهابية، و الحزب الشيو ...
- الإسلام السياسي في العراق، يكاد يفقد ظهيره!
- نضموا أنفسكم، واتحدوا! حول - بيان الحريات السياسية -
- كلمات قادة اليمين، تنذر بالمستقبل المظلم لجماهير العراق! على ...
- الولايات المتحدة بعد قرار مجلس الأمن الدولي !
- ورطة المعارضة البرجوازية العراقية ! على هامش قرارات بول بريم ...
- التوآمان الارهابيان و القطب العالمي الثاني
- الوطنية-، شعار لتحميق الجماهير!
- حكومة اللن?ة، حكومة لفرض الفقر والخنوع!
- أعوان الجلبي وقرع طبول البعثيين!
- هربَ الجلبي خوفاً من المواجه السياسية !
- الصمود بوجه الحملة الأمريكية، حتى ولو سقط -صدم حسين- في السا ...
- الحكومة العسكرية؛ دكتاتورية الطبقة البرجوازية في مرحلتها الإ ...
- ردُّ على، ردّ حركة الديمقراطيين العراقيين لرسالتنا!
- - المراة العراقية- تطالب بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة ...
- اليمين الإسرائيلي بقيادة شارون، مسؤولُ عن إستئناف العمليات - ...
- حول موافقة دكتاتور العراق- صدام حسين- على عودة المفتشيين الد ...
- نقد نقادنا، على هامش مقال " للأستاذ " والي الزاملي
- رسالة مفتوحة إلى حركة الديمقراطيين العراقيين حول ندائكم المو ...


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - الحزب الشيوعي العراقي الدين، الاسلام السياسي والوطنية ! - الجزء الاول