أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم سليمان - في المعذر الشمالي .. دنى فتدلى















المزيد.....

في المعذر الشمالي .. دنى فتدلى


ابراهيم سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1862 - 2007 / 3 / 22 - 12:32
المحور: سيرة ذاتية
    


ليست من عادتي ارتياد تلك الأماكن .. فلست منها وليست مني .. فانا على باب الله .. من أواسط أواسط خلق الله في المعيشة والتعليم والوظيفة والجبن والخوف .. بل ربما ان تلك الأخيرة تعلو وتصل إلى مرتبة الرعب بعد عمر من سماع ألاف القصص والشائعات والمبالغات .. ذهبت إليه بتوصية من شخص كان هو السادس أو السابع في سلسلة الشفاعات والتوسل وان كنت أمل ان يكون السابع لما تميز به هذا الرقم من قداسة وربما لهذا السبب كان يعمر قلبي إضافة إلى الخوف شيء من الأمل بان يكون لقوى السماء يدا في نيل المراد ..
كانت الشمس قد شارفت على المغيب ونحن في أواخر فصل وبداية فصل وهبايب نجد تهب محملة بالأتربة والغبار على طريقة النشرة الجوية ولكنها في شوارع الرياض محملة أيضا بباغات البلاستيك وأوراق الجرائد المتطايرة .. سعد السعود سف في عيني التراب .. الله يلعن أم سعد السعود .. كم أحب أن العن الدهر ..اسب الأيام .. افش غلي وربما يسميه البعض حقدي .. سعد السعود .. وهل يوجد اجمل من هذا الاسم السعيد .. تفاؤل بالخير ..
بقيت نصف ساعة على أذان المغرب .. قال : ( .. وهو يجلس بعد المغرب ).. أما كيفية هذا الجلوس وهذا الاستواء فسأعرفه بعد قليل .. اللهم اجعل بين يدي نورا .. ومن فوقي نورا .. ومن ورائي نورا .. ومن حولي نورا .. اللهم اجعلني مهضوما كما تقول المذيعات اللبنانيات .. شارع ابحر .. شارع الغزاوي .. شارع إبراهيم النفيسي .. يبدو اسم ممثل ( هو اسم احد المشاركين في غزوة فتح الرياض ) .. شارع .. شارع .. شارع .. ابتعدت كثيرا والشوارع كثيرة متعاقبة نظيفة هادئة مليئة بالثيل والزهور الملونة تحفها قصور جميله فخمه وعلى أبوابها سيارات فارهه غالية .. مررت أمام بوابه جميلة مفتوحة التفت .. نظرت طويل إلى الداخل أكثر من اللازم .. في جانب البوابة كان بضعه أشخاص وراء زجاج اسود ومن نافذة مفتوحة لاحظتهم ينظرون لي .. فكرت بسرعة سأقول إنني التفت لان رقبتي تؤلمني .. أو سأقول إنني لم انتبه أو أن منظر الورود جذبني .. هل يسامحونني .. أصبحت أكثر حذرا .. متى يؤذن المغرب ..؟ تعبت من اللف والدوران لا اريد ان اصل منهكا متعبا لأحتفظ بقوتي حتى تمد عقلي وروحي بما احتاجه ..
هل اره في المسجد القريب .. هل أرى أحدا من تلك الشموس الباهرة .. متى يؤذن المغرب ..؟


انتقض وضؤي خلال هذا الدوران الفضولي الخطير .. فكرت أن ادخل إلى المسجد وأتوضأ .. لكني نبذت الفكرة فورا .. قلت ساتيمم بأي حائط من الحوائط المقدسة .. والتيمم يجوز على أي مكان به غبار .. وهل يوجد مكان بلاغبار في بلادنا الجميلة .. حتى جلودنا وشعر رؤسنا مليء بالغبار ..
فجأة ضجت المكروفانات وعلا الصياح .. اتجهت الى المسجد .. وفي الطريق مسست حائط المسجد بيدي .. تذكرت مزارات الشيعة المقدسه .. لماذا لايوجد لدينا مزار .. كم نحن بحاجة الى شيء نتمسح به نتذلل له .. شيء مادي مجسد نراه عيانا بيانا فيملىء قلوبنا بالحنان والرجاء .. شيء يشبه أيقونة العذراء .. يمسح على الجرح .. قلت لنفسي لو يعلم الناس ما افكر فيه لقتلوني .. اللعنة عليك أيها الشيطان .. استغفرا لله .. كان المسجد رائعا و شبه خالي وشيئا فشيئا امتلاء الصف الأول ..
انتهت الصلاة .. ومددت يدي الى العلي القدير اشكره إنني لازلت حيا وبصحة جيده وان يوفقني في مسعاي وان يغفر لي هرطاقاتي .. تلفت حولي ابحث عن شمس او قمر او نجم .. الحضور كلهم من السائقين والطباخين وموظفي السنترالات ومنسقي حدائق وموظفي خدمات والحراسة .. يمنيون وباكستانيون وحبوش وسودانيين وبعض البدو ..
كانت البوابة مشرعه .. دخلت لم يستوقفني احد .. حدثتني نفسي إذا لم يستوقفني احد سأدخل حتى القاع .. سأحمل كل ما خف وغلا ..! لعنة الله على شيطاني الرجيم ألا أحمد ربي على الصحة .. جاء احدهم وأشار لي .. سألني عن اسمي ثم تبعته .. سيارات كثيرة كانت بالداخل و على بعد كانت عدة فيلات .. الاخضرار يعم المكان .. عبرت قناة ماء .. ثم اتجهت عبر قنطرة أخرى إلى حيث المجلس ..
صدر المجلس كان خاليا .. وهو المفترض .. في الجوانب على الأرائك أصناف من الناس .. هل هم مرافقون .. أم أصحاب حاجات .. أم متسولين بالشعر والنوادر .. كنت أظن إني سأخلو به .. كيف سأتحدث امام هذه الجموع النتنة .. على كل طاولة قارورتين مياة صحه .. دارت القهوة .. ساخنة جدا .. عاد القهوجي الأسود واخذ الفنجال ومضى .. هل هي أصول الضيافة .. لم يسألني إن كنت أريد المزيد .. التلفزيون العملاق على قناة الأخباريه لا يكاد يسمع .. وفجأة هب الحضور وقوفا .. وقفت مثلهم وعيني على صدر المكان ..
.. سحنة عامل او مناضل طبقي .. اسمر .. خشن الهيئة .. تفحص الوجوه بعيون كبيرة واسعة .. كأنه للتو استيقظ من نوم طويل .. له هيبة .. هيبة الانتظار والأفكار المسبقة عن قوته .. والقوي الله .. الله يعجبني هنا كثيرا .. فهو سلاح من لا سلاح له .. بينما يتحول في احيان اخرى كثيرة الى شيء اخر تماما .. استمر يبحلق في الوجوه والفراغ .. هل هو غير طبيعي .. مريض .. أو أعشى البصر .. أول مرة أراه .. ليس له صور في الإعلام .. هو من الأيدي الخفية .. عالم ارضي .. هل يشبه حكومة الظل في المملكة المتحدة ..؟ الله يعز الإسلام .. الصمت شامل .. والحضور مبهورين .. كنت مرتاحا لمشاعر القرب .. طمأنينة لست اعرف حقيقية ام زائفة .. كنت ارتقب موعد بدء الحديث .. أصغيت ولكني لا اسمع إلا أصوات غير واضحة .. فهمت منها سباب في الشيعة .. ولعن على اليهود .. وادعيه وكلمات العز والامن والحمد ..
يقول عبده حكمي الجيزاني المحتاج خنيث ! .. قلت له : كيف أعجبتني هذه يا عبده .. قال : ما تحتاج تفسير .. فكر فيها وأنت تعرف .. خطر ببالي ان افعل شيء خارق ان انهض واسجد .. وأجي من الاخر كما يقول المصاريه .. اليس هو يريد هذا .. ألا يريد أن يشعر انه مهم انه السمو والعلو والذكر .. سأمنحه ما يريد .. ابيعه الرخيص بالغالي .. العب عليه .. احني ** له .. واخذ منه بغيتي .. أرزها له وأنا العن أمه وأم فلوسه التي جعلته رجال .. هل أجرؤ .. هل تسمح كرامتي .. همست في نفسي يخسا .. سأتيه مثل هذه الصفوف .. والباقي على الله ..
هل يتحسر على ماضيه .. وعلى عزه الذي ولى .. إذا كان حاضره ليس عز فما هو العز .. هل كان يريد ان يخلد في المنصب .. وهل كل المناصب علنية ..؟ نظرت الى المذبح .. كان يتحدث في الهاتف ..
تحسست معروضي شعرت انه قد تثنى وتعفط .. لا يهم .. هو على كل حال لن يقرأه ان كان يجيد القرأة أصلا
هذا المعروض هو الرابع عشر .. تذكرت محاولاتي الخطبة .. عندما رفضني اثنى عشر بيت فقط لاني ادخن او لاني غير مواظب على الصلاة .. هل هو يصلي يا ترى .. اذا كانت الصلاة نور في الوجوه فهو هندوسي .. أما إذا كانت سعة في الرزق فهو صحابي .. نظرت لتأكد من سحنته .. لازال يتحدث في الهاتف .. وضع السماعة ونهض خارجا .. دقائق .. ثم سرت همهمات .. دقائق أخرى وأعلن احدهم أن ... قد خرج لأمر طارئ .. سمعت من الذي بجواري انه للمطار ..
انتهت الحفلة .. أدخلت يدي إلى جيبي أتحسس معروضي .. ولا ادري متى سيحل في الأيدي السعيدة ..

.....................................................................................

* المعذر الشمالي .. حي يسكنه علية القوم في الرياض




#ابراهيم_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لايوجد حب .. لدينا يوجد مرض عقلي
- قطر من سيدفع ثمن تجريد ايران من السلاح النووي
- زيادة حالات الطلاق دليل فشل الفصل بين الجنسين والحجاب وتغطية ...
- لن نتقدم الا اذا هزمنا القبيله ولن نهزمها وفوق رؤسنا شعارها ...
- انتاج النسل .. وانتاج النفط
- العامل النفطي في النحله الوهابيه
- الخطر الصامت في المملكة العربية السعودية
- إرهاب الصلاة يلاحق المواطن حتى وهو ميت
- أخر بركات الدين على منطقتنا الكراهية والحروب الطائفية
- تراجيديات صدام من كاميرا السي ان ان الى كاميرا الجوال
- اغلاق الاسواق وقت الصلاة دليل تخلف ونفاق
- عام الزفت على وشك الرحيل .. وقد اكلت الذئاب تعب الملايين
- أعلموا ان قيادة المرأة للسيارة تعادل تحرير العبيد في امريكا
- خطأ امريكا الكبيرفي العراق انها تعاونت مع رجال دين لا مع علم ...
- خرافة اسمها هزيمة امريكا في العراق
- المرأة عاهرة مالم تكن بصحبة رجل ..خلاصة فكر المطاوعه بشأن ال ...
- أسطورة أن نسائنا أكثر سعادة من نساء الغرب
- ليه ما صليت ..!؟
- لماذا لم ينكسر الجدار النفسي .. في 6 نوفمبر ..؟
- السادس نوفمبر يوم المرآة السعودية


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم سليمان - في المعذر الشمالي .. دنى فتدلى