أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالامير الركابي - معركة الشرعية والمؤتمر التأسيسي العراقي















المزيد.....

معركة الشرعية والمؤتمر التأسيسي العراقي


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 561 - 2003 / 8 / 12 - 05:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أخيرا اضطرت إدارة الاحتلال لإقامة ما يسمى بمجلس الحكم الانتقالي، هذه لم تكن أبدا رغبة السيد بول بريمر حتى قبل أسابيع قليلة من إقامة المجلس العتيد، فهو بالذات الذي أزاح من المشهد جماعة المعارضة التي كانت الولايات المتحدة تستعملها قبل وقوع الحرب وخلالها وحين حل مكان الجنرال غارنر ظل يتحدث عن مؤتمر عراقي وطني وتخبط ما بين الوعد بإقامة حكومة عراقية وبين الميل الى تشكيل إدارة أميركية مباشرة تستخدم مستشارين عراقيين، ثم فجأة ظهرت فكرة مجلس الحكم الانتقالي.
لن نكون طبعا مغفلين الى الحد الذي يجعلنا نصدق ما يقوله البعض عن عبقرية مندوب الأمين العام للأمم المتحدة، فالرجل كما يقول الكثيرون مجرد طامح لمنصب الأمين العام للامم المتحدة وهو لهذا السبب بالذات متحمس لإرضاء الولايات المتحدة ربما ليس الى الحد الذي يتجاوز بفظاظة القانون الدولي والوقائع السياسية العراقية والعربية وصولا حتى للتوازنات في مجلس الامن، فمعركة أسباغ الشرعية على مجلس استعماري اما ان تحول الامم المتحدة الى أداة استعمارية او تلغي من الوجود حقائق سياسية وقانونية من المستحيل تصور زوالها من المشهد السياسي الدولي حتى الآن.
ولا نعرف تفسيرا للحماسة التي أبداها مستشارون محيطون بالمندوب الأممي بخصوص احتمال اتجاه المنظمة الدولية الى تشريع المجلس الانتقالي مع ان <<ممثلي المجلس>> حضروا على أساس شخصي ولم يستطع أحد أن يجد لحضورهم اي تسويغ حتى ولو على أساس القرار 1483 والواضح أن وجودهم هناك قد فضح حدود ما يمثلون، ولو حدث وعرضت بأي شكل مسألة احتمال تشريع المجلس الحاكم لزادت درجة الازدراء التي كان سيتلقاها على أساس المحاججات القانونية والسياسية التي بدا أن بعض الاطراف الفاعلة ومنها أعضاء دائمون في مجلس الأمن الدولي، لن تتوانى عن طرحها، وهذا على ما يبدو ما قد حدا بمندوب الأمين العام لأن يتراجع تماما حتى عن الادعاء بإمكانية ايجاد تبرير من أي نوع كان لوجود مثل هذا المجلس الاستعماري بكل المقاييس والمرفوض لدرجة استحالة اقامة أية مطالعة عقلانية تبرر قيامه سوى في قاعة شخص مثل بريمر وقواته أي في المكان الذي يمارس فيه منذ شهور مسلسل خرق لا يتوقف للقانون الدولي والاستهتار بالاعتبارات والاعراف التي تحكم العلاقات بين الدول.
أقيم المجلس لأهداف غير خافية، فالاحتلال يقيم مخططاته على إلغاء الارادة الوطنية للعراقيين والمعركة التي تدور هناك هي امتحان بين هذه الغاية المحمومة للغزو وبين الحقائق والتطلعات الوطنية كما جرى تجسيدها منذ بدايات الاحتلال فحين كانت الولايات المتحدة تعقد مؤتمرا لقوى المعارضة في الناصرية ودخان الحرب ما زال يتصاعد في كل مكان اضطرت هذه الى أن تنشئ لهؤلاء خيمة في اور على مشارف الصحراء بينما كان أهالي الناصرية يتظاهرون رافضين كل شكل من أشكال الحكم المقرر من قبل المحتلين وفي كل مكان خاصة في الموصل وكربلاء والنجف وبغداد والبصرة رفض تماما من جاءوا في ركاب المحتلين ومنعوا من ممارسة ما كانوا يعتبرونه بداهة وحقا تمنحهم إياه قوة الاحتلال، بينما بادر المواطنون الى ممارسة حقهم في انتخاب ممثليهم وفي حالات كثيرة كانوا مستعدين لتقديم تضحيات ودماء غزيرة مقابل تجسيد إرادتهم الحرة، ولن تنسى بسالة أهالي الموصل الذين سقط منهم عشرات الجرحى وأكثر من تسعة عشر قتيلا لانهم قالوا لا ورفضوا أمام دبابات المحتلين وخرافة قادم مريض بجنون السلطة الا ان يقيموا إدارتهم المنتخبة.
لقد تصرف المحتلون ومن معهم وكأن العراق غنيمة سائبة والشروط التي تولدت عن المعركة ساعدت على تشجيع منطق الغزو، فالاميركيون جاءوا كما نعلم تحت حجة إسقاط النظام، فهدموا الدولة العراقية، فهل هذه هي الشروط الافضل للاستباحة أم لانبعاث الشرعية من أسفل، هم كانوا يدمرون ويحرقون وأرادوا سحق ذاكرة الانسانية، ولا توجد أبدا حتى في سجلات هولاكو مثل هذه الجريمة التي تتحدث عن بلادة حس الانسانية بأفظع صوره، لقد أهين في بغداد مستقبل التاريخ البشري، فهل هذا هو صوت الحرية وقد أطلق الافاقين والرعاع وكل جنود الحقد الاسود وأريد استكمال الاستباحة بجعل العراقيين عبيدا لمن ارتضى ولرضوخ لإرادة المحتلين؟ لقد كنا نسمع بدل الجواب على تلك الأسئلة صوت حشرجة الموت والأمل للمرة الاخيرة في سجل القرون الطويل، والآن حين يحمل الناس أسماء من يريدون تنصيبهم أعضاء في الادارات والمجالس المنتخبة في البصرة والموصل والنجف رغما عن أنف بريمر فان صوت الحياة والحضارة يطالعاننا من جديد: ثمة انشقاق لا حل له.
تقول الخبرة الانسانية أنه حين تنهار الدول تعود الشرعية الى الأسفل ويصبح اجتماع ممثلي السكان في مجلس عام هو السبيل لإعادة بناء القانون الاساسي وتحديد شكل النظام الجديد والدولة التي يريدها الناس، وهذا هو الشعار الذي كان ينبغي ان يرفع في كل مكان: الدعوة الى قيام مؤتمر وطني دستوري مستقل هو ولا شيء غيره اليوم المصدر الوحيد الممكن للشرعية، وقد جرى إطلاق مثل هذه الدعوة بعد وقوع الاحتلال بأيام، لكن من الذي كان السباق حتى الآن، الوقائع والابتكارات الحية والعملية أم الترسيمات والاستخلاصات السياسية حتى ولو كانت بغاية الصحة والصواب، ان تاريخ الأمم يمكن ان يزحم أحيانا الى حد الخرس دون الفكرة المطلوبة رغم توقه لها ومع تطابقه معها، ولكن أليس هذا حيزا سيكون علينا ان نعالجه لوقت على وقع مخططات المحتلين ومساعديهم المتعددي الدوافع والمواقع والاتجاهات والاغراض.
من الضروري ان يكون مفهوما بجلاء أن الدعوة الى إعادة الشرعية الى الشعب هي منطق من يريدون الوصول الى حل سياسي وان القرار الدولي 1483 يتفق تماما مع هذه الوجهة غير ان الاحتلال يمارس سياسة فرض الأمر الواقع من أعلى ومن خارج العملية الوطنية، وهو قد بادر فطلب من أعضاء المجلس اقامة حكومة على عجل، وتسمية رئيس للمجلس العتيد وذلك ردا على دعوة السيد مقتدى الصدر، لكن النتيجة لم تكن باهرة، فالدعوة للاسراع كادت تفجر المجلس من داخله، والرئاسة أحيلت الى تسعة رؤساء، وهو ما يعني الشلل الديموقراطي، الناشئ لا عن الأهلية وحرية الخيار الواعي بل عن العجز والقصور، حيث علينا انتظار المزيد من الصراعات، فماذا سيكون مصير البحث عن حكومة مطلوبة على عجل وماذا سيحدث لو بادر السيد الصدر والحوزة بعد أسبوع او اسبوعين الى إطلاق الدعوة الى عقد المؤتمر الوطني الشعبي العام وهل سيبقى المجلس وقتها مجلسا، وهل يظل يضم من يضمهم الآن؟
ربما لا يوجد طريق آخر سوى ان تتطور الامور في اتجاه نقطة الاستقطاب الكبرى وينشأ ازدواج في التمثيل، واحد يقف فيه الاحتلال ومن معه وآخر للشعب وممثليه الأحرار... بانتظار ساعة قريبة يصيح فيها ديك بغداد مناديا في الفجر: عراقان: سيظل العراقيون ينتظرون نهاية فصل ثقيل وأسود من تاريخ احتلال فريد في التاريخ وفي الحاضر الانساني.
() سياسي عراقي.

 
©2003 جريدة السفير



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب المتغيرات الكبرى: أميركا ومعضلة تدمير الدولة العراقية
- العراق لبنانيا ... أو : تمرين صعب حتى للمقاومين .
- المثقفون العرب وقضية العراق : فخا الاتجاه الواحد ؟
- 8 شباط : يوم قتل حلم الخلاص من ظلام القرون السبعة
- مالابد منه لفرنسا واوربا في العراق
- الموقع يفتقر الى الحيويه وهو لايساهم في تحفيز واثارة النقاش
- اللعب على حافة الهاوية : دفاعا عن العراق ام عن الدكتاتوريه.. ...
- العراق و-حكومة الوحدة الوطنيه - تزاحم المصالح والتناقضات واح ...
- لمناسبة قرب صدورمجلة تعكس موقف التيار الوطني الديمقراطي
- النساء العراقيات لأيغنين للدكتاتوريه: ثلاثون سنة من الصمت
- 100 بالمائه -تقيه -صالحه
- حول حق ابناء الشريف حسين في حكم العراق
- المعارضة الوطنيه والتدخل التاريخي للمرجع الكبيرمحمد حسين فضل ...
- الموقف العربي من منظار عراقي معارض
- عراق أميركا... وعراق العرب الحقيقي
- دور للمعارضة "غير الأميركية" في العراق ؟
- كل شيء تغيّر.. لا شيء تغيّر
- في ((حسنات)) الغزو والعدوان
- صدام حسين والسلطة؟
- المعارضة العراقية والمدخل العربي لإنقاذ العراق


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالامير الركابي - معركة الشرعية والمؤتمر التأسيسي العراقي