أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - السرفاتي مناضل..لكن ..؟














المزيد.....

السرفاتي مناضل..لكن ..؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 561 - 2003 / 8 / 12 - 05:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


 

قضية ابرهام السرفاتي ظلت قائمة على امتدد ما يقارب عقدين، منذ اعتقاله في منتصف السبعينات إلى حدود تعيينه مستشارا بجانب المديرة العامة لمكتب الأبحاث والاستمارات البترولية.

 وابرهام السرفاتي من مواليد 16 يناير 1926 بالدار البيضاء وهو خريج المدرسة العليا للمعادن بباريس. بدأ عمله في غضون الخمسينات بمنام الفوسفاط التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط إلى أن تولى سنة 1958 منصب مدير ديوان كاتب الدولة للإنتاج الصناعي والمعدني، وبعد ذلك كلف بمهمة في ديوان عبد الرحيم بوعبيد حينما كان وزيرا للاقتصاد الوطني.

 في فجر السبعينات شارك السرفاتي في تأسيس الحركة الماركسية اللينينية المغربية وهو يشغل منصب مدير الدراسات بالمدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط. وعلى إثر الاعتقالات الأولى سنة 1972 والتي استهدفت مجموعة من مؤسسي الحركة المذكورة من ضمنهم عبد الحميد أمين وعبد اللطيف اللعبي وسيون اسيدون وبلافريج ( ابن مستشارالملك الحسن الثاني آنذاك) واحرزني وأفقير علي وآخرين. اضطر السرفاتي إلى العمل في السرية إلى حدود اعتقاله سنة 1975 والحكم عليه بالمؤبد بتهمة الإخلال بالأمن العام والتشكيك في مغربية الصحراء المغربية. وقد قضى 17 سنة بالسجن، حيث تم نقله ما بين السجن المدني (غبيلة) وعين بورجة بالدار البيضاء ولعلو بالرباط والسجن المركزي بالقنيطرة إلى أن أطلق سراحه عام 1991 وإبعاده إلى فرنسا بدعوى حمله لجنسية البرازيلية. وبعد ثمان سنوات سمح له بالعودة إلى الوطن سنة 1999 بمبادرة ملكية.

 والسرفاتي بدأ نشاطه السياسي عام 1944 وعمره آنذاك 18 ربيعا حيث انخرط في حركة النضال من أجل الاستقلال وازدهار الشعب المغربي ومكافحة الظلم منذ التحاقه بالشبيبة اليسارية العاملة آنذاك في إطار الدوغمائية الشيوعية العالمية. ومع تقدم الممارسة واتساع آفاق الوعي وانفجار أزمة الشيوعية العالمية في الستينات. لاسيما مع بروز الخلافات العدائية بين الصين والاتحاد السوفيتي، اندفع السرفاتي رفقة ثلة من رفاقه نحو تعميق الرؤية في إطار تنظيم " إلى الأمام " والذي كان عضوا بلجنتها المركزية منذ تأسيسها في غشت 1970 ومع انهيار الاتحاد السوفيتي وإعادة النظر في جملة من القضايا توصل أبراهام السرفاتي مراجعة ثلة من الأسس الدوغماتية للماركسية ـ اللينينية وعلى رأسها الحزب الطليعي وديكتاتورية البروليتاريا اللذان كانا فشلا ذريعا على أكثر من مستوى. هكذا تغيرات الطليعة أو الحزب الطليعي وكل ذلك كان كامنا في الصورة فأصبحت قاتمة، إذ أن الحزب البولشفي قام بالثورة للاضطلاع بعملية تشييد الاشتراكية لبلوغ مرحلة الشيوعية. لكن عملية التشييد هاته عرقلت في الأوحال البيروقراطية والديكتاتورية هذا الفشل، في نظر السرفاتي ليس هو فشل الماركسية التي مازالت تعتبر منهجا لدينامية المجتمع وطريقة لفهم آلية تقدم المجتمعات وصيرورتها. والآن أصبحت دينامية المجتمع المدني هي العامل الحاسم في تقدم الشعوب والتغيير السياسي.والسرفاتي ومعه اسيدون وآخرون ساهموا بعملهم النضال المشهود لهم، حتى في أعصب مراحل المحنة، في حماية ماء وجه اليهود المغاربة والذين كانوا في أغلبيتهم الساحقة ضحايا مستساغة للصهيونية ودعايتها المغرضة.

 والسرفاتي وأسيدون من المناضلين الذين ذاقوا مرارة التعذيب والتنكيل بدرب مولاي الشريف وغيره بمعية ثلة من المناضلين، منهم من نفذ بجلده ومنهم من لقي حتفه هناك، وكل هؤلاء ساهموا بأغلى ما عندهم من أجل أن يرفع الشعب المغربي هامته ومن أجل أن يصبح على ما هو عليه اليوم، تربة خصبة لقيام الديمقراطية والتوق إلى الغد الأفضل.

 إلا أن بعض رفاق الأمس يعيبون على السرفاتي جملة من القضايا وعلى رأسها نسيان بعضهم الذين مازالوا إلى حد الآن يعانون الأمرين، هم ودويهم، لا عمل ولا دخل ومكان مرضه تحت شمس الوطن الذي ضحوا بعز شبابهم من أجل أن يبلغ إلى ما بلغ إليه الآن.

 



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مصداقية المنظمات الحقوقية
- إشـكالـية التـعـدديـة الحـزبـيـة بـالمـغـرب ظـروف الـنـشـأة
- جولة في فكر الدكتور محمد أركون
- المغرب خطاب العرش يؤسس لواقع جديد و يكرس نضج التصور
- النظام السياسي بالمغرب
- الجغرافية السياسية بالمغرب
- اللوبي الصهيوني بالمغرب و اللوبي المغربي بإسرائيل ؟؟؟؟؟؟؟
- الفقرقراطية بالمغرب


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - السرفاتي مناضل..لكن ..؟