أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بدر الدين شنن - شعب جدير بالحرية والنصر















المزيد.....

شعب جدير بالحرية والنصر


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1861 - 2007 / 3 / 21 - 12:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يعد بذي أهمية تفنيد الأهداف والذرائع ، في الذكرى الرابعة للاحتلال الأميركي للعراق ، فقد غدا كل من بوش وبلير في مقدمة من يعترف بكذب هذه الأهداف والذرائع ، لاسيما من خلال ا ستبدالها ووضع عناوين تبريرية جديدة للاحتلال . خلفيات الاحتلال ذات الصلة العضوية بالمخططات الأميركية الكونية .. تداعياته .. التي حدثت أو ستحدث .. باتت هي الأكثر أهمية ، بالنسبة للعراق ولأميركا ولشعوب العالم قاطبة

تفكيك وتدمير الاتحاد السوفييتي ومنظومته العسكرية ومداراته السياسية الدولية ، في أواخر القرن العشرين ، الذي أحدث فراغاً دولياً مريعاً ، جعل العالم كله مفتوحاً أمام الدولة الأقوى عسكرياً والأعظم اقتصادياً ومالياً الولايات المتحدة الأميركية ، .. وأ سال الوضع الدولي الجديد لعاب الإمبرياليين الأميركيين الأشد رجعية وجشعاً ودموية وأغراهم وحفزهم لاقتحام العالم والهيمنة عليه

ومن البديهي أن يستهدف هذا الاقتحام في خطواته الأولى العالم العربي ، والطرف المشرقي منه بالتحديد ، باعتباره أولاً ، الحلقة الأضعف من حيث المقاومة ، نتيجة تذرره وتحكم أنظمة ا ستبدادية فاسدة بشعوبه ، وباعتباره ثانياً ، الأغنى من حيث امتلاكه الاحتياطي البترولي الأكبر في العالم وسوق وا سعة مربحة للسلع الأميركية ، وباعتبار ثالثاً ، الموقع الجيو سياسي الأهم في خريطة العالم من حيث أنه يتوسط أوربا وآسيا وأفريقيا . وقد عبر الامبرياليون الأميركيون بغطرسة متناهية ، ا ستناداً إلى قوتهم الأعظم ، عن " حقهم " بسيادة العالم .. بادئين بممارسة هذا "الحق " الكوني ، انطلاقاً من العالم العربي ، وإعادة تشكيل الشرق الأوسط ، وفق خريطة العولمة الأميركية

كان العراق ، بسبب حربين خليجيتين دمرت قدراته العسكرية ، وبسبب الاستبداد الذي شكل فجوة هائلة بين السلطة والشعب وأضعف قدرات البلاد عامة ، وبسبب حصار خارجي شبه كامل ا ستمر أكثر من عشر سنوات ، كان الثمرة المهترئة التي تنتظر هبة ريح لتتداعى إلى السقوط ، ما جعله رقم واحد على لائحة الأهداف الأميركية السبعة المتوالية الواجبة التحقيق في أجندة السنوات الخمس بدءاً من عام 2002 ، التي كشفها مؤخراً الجنرال الأميكي " ويسلي كلارك " قائد حلف الأطلسي سابقاً ، العراق . سوريا . لبنان . ليبيا . الصومال . السودان . وتنتهي بإيران

لقد حدد سادة الشركات الامبريالية الكبرى العابرة للقارات السمت .. الاستراتيجيا .. وتم حشد الطاقات والآليات للعبور إلى عالم متأمرك جديد .. وتركت للمستويات الأدنى التفاصيل للحركة .. وبناء الذرائع للتعمية .. وتحريك العلاقات العامة للتلميع والإبهار .. ونصب الأفخاخ لإيقاع ذوي النوايا الحسنة والطامحين لحمل أختام ولاة أمر العولمة

وفق معايير منطق ومصالح غلاة الإمبرياليين ، الذين ضاعف الفراغ الدولي من قطب منافس غرورهم وجشعهم ، كان التوجه الاقتحامي للهيمنة على العالم وتحديد أولوياته مطابقاً . وفي ضوء ذلك يصبح مفهوماً تماماً لماذا أدار بوش ومعه طاقمه الحاكم ظهره للأزمات والمآسي الاجتماعية الداخلية في الولايات المتحدة ، وأهمل متعمداً معاناة 37 مليون فقير ، و16 مليون يعانون الجوع بينهم خمسة ملايين طفل ، و750 الف مشرد بينهم 80 ألف طفل ، وهناك أكثر من 600 ألف أميركي إضافي معرضون للجوع في واشنطن ، إضافة إلى ضحايا ومنكوبي اعصار كاترينا في العام الماضي في أورليانز
كما أدار ظهره للأزمات الخانقة التي تعاني منها الشعوب في مختلف القارات ، التي تتجلى بموت نحو 20 ألف طفل من الجوع يومياً ، و800 مليون يعانون من الجوع ومليار إنسان بحاجة لمياه شرب نظيفة ، ونحو 800 مليون عاطل عن العمل ، ومليار إنسان لايتمتعون بالخدمات الصحية ، و850 مليون أمي ، وتجاهل الانقسام الطبقي الكوني المتزايد في العمق والتوحش ، الذي يدفع بأكثر من أربع مليارات إنسان إلى هامش الحياة الإنسانية شبه المجرد من الحد الأدنى من الغذاء والدواء والمستقبل

على هذه الخلفية جرى الاحتلال الأميركي للعراق .. وانبثق ضوء فجر المستقبل الكاذب تحت هيمنة تجار البترول والأسلحة والدماء
غير أن أجهزة الكومبيوتر ، التي تضع لكل احتمال حلاً له ينفذه أويلغيه ، لم تكن ولن يكون باستطاعتها أن تلم باحتمالات ردود أفعال الشعوب على القهر وحروب الإبادة ولا بمصادر الإرادات الإنسانية في مواجهة الطغاة ومجرمي الحرب ، ولهذا فإن العراق الذي عجز المشروع الأميركي الكوني عن قهره وإخضاعه تحول من خطوة مفتاحية للمشروع الأميركي الكوني إلى عثرة أمام هذا المشروع ، وأجبره على المراوحة في مستنقع الهزيمة ، ريثما تنضج نار المقاومة الوطنية قناعات الرؤوس المتغطرسة في البيت الأبيض وتقرر الرحيل عن العراق والانكفاء

وعلى ضوء ذلك ، تطل في المشهد السياسي الشرق أوسطي والعالمي التداعيات المنطقية لسيرورة حرب أميركا الظالمة على العراق والعالم ، وتنبيء بولادة ا ستقطاب دولي جديد لايقهر .. لأنه يمتلك مخزون تجارب التاريخ .. ولأنه يتشكل بإرادة وجموع الشعوب .. نهوض بؤر ثورية في أميركا اللاتينية .. بروز المقاومة الوطنية في المشرق العربي ، حراك جماهيري عالمي مناهض للحرب والهيمنة

لقد سبقت الشعوب حكامها .. تجاوزت تردد بورجوازياتها الخائفة من الخطو نحو تكريس قطبية دولية جديدة موازية أو منافسة للولايات المتحدة الأميركية .. ويبدو أنها أي الشعوب ، قررت أن تكون القطب الدولي الثاني .. المقاوم

إن مئات الآلاف التي انطلقت في عشرات المدن العالمية مطالبة بالانسحاب الأميركي الفوري من العراق ، هو انتصار للشعب العراقي الذي يستحق ، بعد أن تخلص من الديكتاتورية أن يتخلص من الاحتلال ، ويعيد بناء عراق ديمقراطي موحد جديد .. وهو انتصار للشعب الأميركي الذي يدفع الضرائب والد م لتزداد ثروات مافيات احتكارات الرأسمال المالي واحتكارات صناعة البترول والأسلحة .. وانتصار لإرادة الشعوب المتنامية ضد القطب الإمبريالي الدولي عدو الشعوب وضد الانقسام الطبقي الكوني اللاإنساني .. وهو إرهاص واعد لبناء حركة الشعوب التحررية من الهيمنة الإمبريالية والفقر .. وهو مؤشر على أن نمط " العولمة " الأميركي إلى زوال

لقد دفع شعب العراق البطل الكثير من الآلام والدماء والمنفيين ثمن حريته وحقوقه الإنسانية في مقارعة الديكتاتورية ، وهو يدفع الآن الكثير الكثير من الشهداء والضحايا والمشردين من أجل تحرير العراق من الاحتلال .. إنه شعب جدير بالحرية والنصر



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حس المسؤولية الضائع .. الانتخابات مجدداً
- معك ياأم الكون في يومك العالمي
- في التعذيب .. وضحايا التعذيب
- دروب الضياع والتدمير الذاتي
- التهريب في التهريب .. المازوت مثلاً
- الميز السياسي والاستحقاقات الانتخابية
- حتى يكون مجلس الشعب برلماناً .. سلطة تشريعية
- سلطان أبا زيد .. شهيدا
- العبثية الاقتصادية .. من العمادي إلى الدردري - 2
- العبثية الافتصادية .. من العمادي إلى الدردري - 1
- حول أثرياء حرب اقتصاد الفساد
- خلفيات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط
- لاديمقراطية في الشكل ولاهم شعبي في المضمون
- أية هيبة .. أية دولة .. ؟
- الملهاة .. المأساة .. في مسرحية - عمارة النظام -
- الديكتاتور حقاً قد قبر .. الشعب حقاً قد انتصر
- الحوار أول الحركة إلى أمام
- قيمة اللحظة اللبنانية الراهنة
- في - النهج التشاركي - .. من يشارك من .. ؟
- مجتمع بلا خرائط


المزيد.....




- شاهد ما قاله السيناتور بوب مينينديز بعد صدور حكم الإدانة بال ...
- مقتل أكثر من 60 شخصا وإصابة المئات في قطاع غزة، والجيش الإسر ...
- روبرتا ميتسولا تفوز بولاية ثانية على رأس البرلمان الأوروبي ...
- المسؤولون الإسرائيليون يبلغون واشنطن بأن -نجاة الضيف من محاو ...
- ألمانيا تفرض غرامة مالية باهظة ضد من يسيء لـ-المتحولين جنسيا ...
- -واللا-: حماس لديها قدرات صاروخية بعيدة المدى يمكن أن تطال ا ...
- مؤسس -الحلم الجورجي- يتوقع موعدا قريبا لانتهاء الصراع في أوك ...
- استدعاء وزير الأمن الداخلي الأمريكي إلى الكونغرس على خلفية م ...
- أهم أعراض التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال
- الكونغو .. 70 قتيلا في هجوم مسلح غربي البلاد بينهم 9 جنود ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بدر الدين شنن - شعب جدير بالحرية والنصر