حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1861 - 2007 / 3 / 21 - 02:30
المحور:
المجتمع المدني
سمكة حية تسأل سمكة حية أخرى .. كيف نعرف أننا أحياء ؟
قالت لها السمكة الأخرى عندما نسبح عكس التيار .. فالأسماك الميتة فقط تنجرف مع التيار ، ولا تمتلك حق اتخاذ القرار او حق الفرار .
السمكة الأولى – اللي هي مش الأخرى – : طيب لو التيار نفسه ميت مبيتحركش ولا بيتنفس .. هنسبح عكسه ازاي ؟ وهو وشه زي قفاه ؟!
السمكة الأخرى تجمدت من هول السؤال وهول المفاجأة التي لم تكن تتوقعها إن التيار نفسه ميت وبكده السباحة معاه أو ضده محصلة بعضها .
والمحصلة زي ما كلنا متعودين هنا .. صفر .
وبالتأمل في الصفر .. وحقوق الصفر .. وواجبات الصفر وجدنا الآتي :
إن الصفر ممكن يتخيل نفسه بيجري للأمام في ماراثون الحياة .. والحقيقة إنه بيجري وهو واقف مكانه صفر، يعني النتيجة بينهج وبس .. بيعرق وبس ..
وإن الصفر ممكن يتخيل إنه بيتعلم ويدخل حضانة ومدرسة وجامعة ويحضر كمان ماجيستير وياخد كمان دكتوراه ويضيع نص عمره في التخيل الصفري ده . لكن النتيجة شهادة في برواز متعلقة على الحيط .. وهو قابع تحتها صفر .
والصفر كمان من كتر ما هو صفر بيتخيل إن الأرقام التانية ودول كتير جداً ياعيني عليه ، بيتآمروا عليه وبيحسدوه على أخلاقه ونظامه ونظافته وعلمه ، ما هو حاسس يا عيني ببارانويا الأصفار ... ربنا يشفي .
ومن أهم ما يميز الصفر إن كل ما يحاول يكحلها يعميها .. كل ما يعشم العالم بالديمقراطية تنقلب في ايده بقدرة قادر لدكتاتورية .
وكل ما يزيد فهمه لحقوق الإنسان وياخد كورسات يزيد ويبدع في طرق التعذيب وكأنه بياخد مناعة ضد كل حاجة بيتعلمها أو يسمع عنها .
ولما لقي نفسه في قلب العولمة الملعلوماتية وعيال في 13 و 14 سنة عفاريت في النت راح قام وقفل نوافذ الحرية في وجه براعم الأرقام اللي بجد .
الصفر ما بيعرفش يعيش غير في الضلمة .
الصفر ما بيعرفش يواجه ويفكر ويبدع ويخترع .
الصفر طول عمره خايف .. والخايف لازم يحمي نفسه من طواحين الأرقام الأعداء .
الصفر مهما يحلف .. بيكذب
ومهما يبان بيبني .. بيخرب
ومهما يبان بيقرا .. بيفتي
ومهما يبان بيزرع .. بيجرف
ومهما يبان حر .. بيسجن
ومهما يبان بيعبد .. بيكفر
الصفر .. صفر
يكون .. أو لا يكون
الصفر .. صفر
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟