أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باتر محمد علي وردم - المشكلة الأخلاقية في تعامل العرب مع مجلس الحكم العراقي














المزيد.....

المشكلة الأخلاقية في تعامل العرب مع مجلس الحكم العراقي


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 561 - 2003 / 8 / 12 - 05:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كاتب أردني

 

استخدمت الجامعة العربية منطقا وتبريرا ضعيفا أخلاقيا لرفض التعامل مع مجلس الحكم العراقي عندما وصفت المجلس بأنه غير منتخب ولا يمثل فئات الشعب العراقي. ولكن كلنا نعرف أن هذا ليس هو التبرير الصحيح، فالمجلس العراقي وإن كان غير منتخب من الشعب العراقي فإنه لا يختلف عن الأنظمة والحكومات العربية لأنها ايضا غير منتخبة. أما حجة أنه لا يمثل فئات الشعب العراقي فهي غير صحيحة لأن الشخصيات الموجودة في المجلس تمثل في الواقع كل أطياف الشعب العراقي وتنظيماته السياسية وبشكل لم يكن موجودا في أي نظام حكم سابق في أرض الرافدين. وإن كنت شخصيا لا أقتنع بأن شخصا مثل أحمد الجلبي يمكن أن يمثل شيئا ما بين العراقيين.

على العموم فإن هذا لا يغير من واقع أن الجامعة العربية محقة في رفض الاعتراف بمجلس الحكم العراقي لسبب واحد بسيط وهو أنه تشكل في ظل الاحتلال الأميركي. ولو تم تشكيل هذا المجلس بصيغته الحالية بدون وجود الدبابات الأميركية لكان هذا المجلس أفضل تركيبة سياسية عراقية بالفعل، ولكن لا يمكن أن تناقش الإجراءات والتفاصيل وتنسى المبدأ الأساسي وهو أنه تشكيل سياسي مبني على الاحتلال وبالتالي يجب أن يكون مرفوضا.

لا يمكن أن يكون الاعتراف العربي بتركيبة سياسية تحت الاحتلال مسألة بسيطة وسريعة، لأن ذلك سيشكل سابقة خطيرة في قبول العرب أية تركيبة سياسية يمكن أن ينتجها اي احتلال أميركي قادم في دولة عربية أخرى. فلو قبلت الجامعة العربية اليوم مجلس الحكم العراقي، فإنها قد تضطر غدا لقبول الصيغة التي قد يفكر بها الأميركيون في حال قرروا تغيير أنظمة الحكم في عدة دول عربية أخرى وهذا لا يمكن أن يكون مسموحا به من قبل النظام العربي الرسمي، فهي مهمة دفاع عن النفس في كل الأحوال. بالإضافة إلى أن مبدأ تغيير الأنظمة العربية المتعفنة من خلال الاحتلال هو أيضا مبدأ مرفوض.

الاعتراف العربي بمجلس الحكم العراقي يجب أن يأتي عن طريق العراقيين أنفسهم، وعن طريق المجلس أيضا لأن الكرة في ملعبهم الآن. وهذا لن يتأتى إلا بالمغادرة السريعة للاحتلال الأميركي من العراق وضمان حكم العراق من قبل حكومة عراقية وطنية مستقلة يختارها الشعب العراقي نفسه وعلى العرب أن يقبلوا  هذا الخيار.

لقد كسبت الولايات المتحدة مواجهة عسكرية أسهل من المتوقع مع جيش عراقي كان يجمعه الخوف من بطش النظام أكثر من الولاء له، واستخدمت تقنياتها المتقدمة في  اجتياح الأراضي العراقية معتمدة ايضا على كراهية العراقيين للنظام الاسبق. ووضعت يدها على النفط والمؤسسات الهامة ولكن الانتصار الحقيقي للاحتلال الأميركي هو في فرض "شرعية "عربية لمجلس الحكم الذي تم تشكيله تحت الاحتلال، وورقة المقاومة والدفاع عن الذات الأخيرة التي يملكها النظام العربي هي في رفض تبعات هذا الاحتلال.

نتمنى النجاح لمجلس الحكم العراقي في العمل من أجل تحرير العراق من الاحتلال وإعادة الاستقرار إلى أرض الرافدين وصناعة دولة عراقية جديدة يستحقها جميع العراقيين، ونرحب بمجلس الحكم العراقي بين العرب عندما تغادر الدبابات الأميركية العراق، ولكن بوجودها هناك فإن هذا المجلس سبيقى  صيغة سياسية تحت الاحتلال وهي غير مقبولة عربيا، حتى بكل الإشكاليات الأخلاقية التي تثيرها.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية احتضان الشعب العراقي عربيا
- توضيح عن مقالة -مطلوب اعتذار عراقي سريع للأردنيين
- مطلوب اعتذار عراقي سريع وواضح للأردنيين
- مساحة من الهواء النقي
- أسئلة الهزيمة: أين الحرية في العالم العربي؟
- أسئلة الهزيمة: أين الدولة في العالم العربي؟
- وداعا لثقافة الرافدين وأهلا بثقافة الماكدونالدز
- لن تجدوا صدام إلا في أسوأ الكوابيس
- وماذا عن -الفرهود- الأميركي؟
- آسف أيها العراقيون...لم أفرح !!
- الولايات المتحدة كدولة احتلال
- رامسفيلد، علي حسن المجيد والكيماوي الثالث!


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باتر محمد علي وردم - المشكلة الأخلاقية في تعامل العرب مع مجلس الحكم العراقي