أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام عبدالله - اللعب في الثقافة














المزيد.....

اللعب في الثقافة


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1861 - 2007 / 3 / 21 - 12:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في الثقافة يصعب الفصل بين عنصر اللعب وعنصر الجد, لأن النشاط الفكري لأي عصر من العصور, ينطوي بدرجة تتفاوت زيادة ونقصاناً على سمة من اللعب, ولكنه لعب جاد.
بعض الألعاب الرياضية لم يظهر قبل تشكل فنون معينة, وبعضها الآخر أوحى بهذه الفنون, والفلسفة اليونانية ارتبطت في نشأتها بلعبة المصارعة, التي عبرت عن الصراع والجدل والتناقض, وسائر الثنائيات التي لا تزال الفلسفة ترزح تحتها, “كلعنة” منذ افلاطون, كما قال نيتشه.
ونشأة الجامعة في العصور الوسطى تزامنت مع انتشار “الفروسية” وعبرت عنها ايضاً, فمدار حياة الجامعة كان هو المنازعات الدائمة والخصومات الجدلية, شأن منازلات الفروسية, حيث تقاتل العلماء بأسلحة القياس المنطقي, وعكس القياس الارسطي بتركيبه الثلاثي, ثلاثية اخرى هي الرمح والدرع والسيف, وتقلد اصحاب الدرجات العلمية كالدكتوراه اسلحة نبيلة شأن الفارس تماماً.
لكن ظهور “فن الرواية” كان له شأو خاص - بحسب ميلان كونديرا - فقد اسس سرفانتس الى جانب ديكارت للحداثة الغربية, وفي اللحظة التي تناست الفلسفة والعلوم الوجود البشري, لم يكن للرواية من هدف آخر سوى اكتشاف هذا الوجود المنسي والمكبوت, إذ اتاحت الرواية تعدد الاصوات والحوار وطرح الاسئلة, من خلال مواقف حية وشخوص من دم ولحم.
إن سقراط الشخصية الرئيسة في محاورة “الجمهورية” لافلاطون, لم يتوقف البتة عن جعل الحوار مستحيلاً, كما أكد كل من جيل دولوز وفليكس غاتاري في كتابهما “ما الفلسفة؟”. لقد طرح اسئلة على اصدقائه, لكنه كان يعرف الجواب مسبقاً, أي انه حول الصديق, إلى صديق لمفهوم واحد, ان الحقيقة سابقة على الوجود, وليس هناك من جديد يكتشفه الحوار, على العكس تماماً من الحوار في الرواية.
لذا فقد اصاب دريدا في كتابه “الصوت والظاهرة” حين قال: “إن الفلسفة منذ أفلاطون وحتى هوسرل, محكومة بالمركزية الصوتية. إن صوت الفلسفة هو صوت الوعي لا صوت الحياة اول من فلسف العلاقة بين الرواية ولعبة كرة القدم, ألبير كامو الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1957, حين قال: “تعلمت ان كرة القدم لا تأتي مطلقاًً نحو أحدنا من الجهة التي ينتظرها منها”.
كرة قدم
وكرة القدم هي أحد الميادين التي تطرح في شدة مشكلة العلاقة بين اللغة والجسد, بمعنى: كيف يمكـــنك ان تجعل شخصاً ما يفهم, او بالاحرى, ان تجعل جسد شخص ما يفهم؟ كيف يمكنه تصحيح الطريقــة التي يتحرك بها؟
ثمة إذاً طريقة للفهم خاصة تماماً, هي تلك الطريقة التي تتمثل بجسد المرء, وهناك أكوام من الاشياء لا نفهمها الا بأجسادنا, خارج الوعي الواعي, ومن دون ان نستطيع صوغ فهمنا في كلمات, كما يشير بيير بورديو.
لقد تسربت لغة كرة القدم عبر كل مسام حياتنا, من السياسة الى الشارع وحتى فراش الزوجية. قبل شهور قليلة تبادل المفاوضون في ملعب الموفنبيك المطل على البحر الميت في الاردن, كل مصطلحات كرة القدم تقريباً, عبر تفاهمات “وثيقة جنيف” بدءاً من “انت لاعب احتياطي…” و”الكرة في ملعبك” مروراً بـ”الطرد” و”التعادل السلبي” وانتهاء بأشهر النكات: “اسرائيلي يركل ضربة جزاء.. انفجـرت الكرة في وجـهه”.
على أن كرة القدم تكشف ما هو أكثر, فمع التماثل في لعبة موحدة عالمياً, فإن أسلوب اللعب يختلف, وقد صاغ جوليانو كاتب اوروغواي الكبير معادلته الكروية الشهيرة: “قل لي كيف تلعب اقل لك من انت”, ذلك أن الثقافة السائدة في هذا المجتمع او ذاك تعكس نفسها على الفريق الذي يمثلها وطريقة لعبه, ليس فقط الطابع الدفاعي او الهجومي او التكتيكي, او حتى الروح الفردية او الجماعية, وإنما وفي الأساس في العلاقة بين الأنا والآخر, فقد هلل العرب في كل مكان حين رفع زين الدين زيدان كأس العالم في مونديال 2000, على رغم أن الفائز هو فرنسا, بينما عبر زعيم اليمين لوبان عن أسفه لأن زيدان غير مكتمل الفرنسية…..



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجسد بين الثقافة والإعلام
- دريدا وصديقه الياباني
- صداقة المفاهيم
- نظرات علي عالم اليوم
- شباب وأحزاب‏..‏ ولغة سرية وعولمة
- دعوة إلي كتاب الحوار المتمدن
- في الذكري الخمسين للعدوان الثلاثي علي مصر
- جدلية القمع والتخفي
- الارهاب يستعين بالمقدس... وقائع أوروبية


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام عبدالله - اللعب في الثقافة