أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - مارية المغربية رأيتها، فأين المصرية؟














المزيد.....

مارية المغربية رأيتها، فأين المصرية؟


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1860 - 2007 / 3 / 20 - 10:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعرفت مع أسرتي، بحكم العمل، منذ فترة على أسرة مغربية فاضلة، أصبحوا لنا، بحق، نعم الأصدقاء، صدق في القول و إستقامة و نزاهة في المعاملة، و رجولة في السلوك، فكانوا و لازالوا خير مثال لأهل المغرب، و ليظل الإنطباع الذي خلفه المغاربة بين المصريين، و الذي سجله المستعرب البريطاني الشهير ادوارد لين، في كتابة المعروف: المصريين المحدثين عاداتهم و شمائلهم، ساريا لليوم، ذلك الإنطباع الذي جعل الصدق في القول مرادفا للمغاربة.

و لكن ليست تلك الخصال الطيبة التي يتمتع بها المغاربة، الذين تعاملت معهم، هي ما حدت بي للشروع في كتابة هذا المقال، ما دعاني للكتابة هو أمر أخر طيب، و جدته هو الأخر لديهم، و لكن هذه المرة كان جديدا علي، فصدق المغاربة و إستقامتهم سبق لي أن قرأت عنها قبل أن ألمسها. أما الأمر الجديد فهو إنني فوجئت بأن العائلة المغربية الكريمة هذه، لديها إبنة طفلة، باركها الله، إسمها مارية، و كان ذلك مفاجأة لي، إختلطت بالإعجاب و السرور حين سألت والدها، هل أسميت إبنتك بإسم مارية لأنك تنوي الإستقرار بأوروبا، فأردت ألا يصبح إسم إبنتك عائقا لها في الإندماج بمجتمعها الأوروبي الذي ستتعامل معه، كما يفعل بعض المهاجرين من شمال أفريقيا و الشرق الأوسط، و كما كان يفعل المهاجرين للولايات المتحدة من الإيطاليين و البولنديين و غيرهم، حين كانوا يتبنون أسماء إنجليزية لأبنائهم ليسهل لهم الإندماج في مجتمعهم الجديد؟

فكانت إجابة الأب: إن ذلك لم يخطر لي على بال بالمرة.

ثم أكمل إجابته فعلمت أن إسم مارية إسم ليس بالجديد في المغرب، أو في بعض المناطق هناك على الأقل، و أنه كان موجود من قبل الإحتلالين الأسباني و الفرنسي، و إن الإسم يطلق تيمنا بأم المؤمنين مارية القبطية – أي المصرية، رضي الله عنها، فوصل تقديري لأهل المغرب لعنان السماء، خاصة و أنا المصري الذي لم يقابل يوما، أو يسمع، بإسم مارية يطلق على مصرية مسلمة، و لم يشتهر إسم إبراهيم بيننا رغم إنه إسم ابن رسول الله، ص، و نصف إبراهيم مصري خالص، كإسماعيل عليه السلام، فكما قدرت أهل المغرب، أسفت على تنكر شعب أم المؤمنين مارية لها، رغم إنهم أولى الناس بها، و لا يتعلل أحد، بأن إسم مريم، شائع بين المصريين، فهناك فارق، فكل من يسمي إبنته بمريم، إنما يعني السيدة مريم أم المسيح عيسى بن مريم، عليه و على أمه الطاهرة البتول السلام. خاتم المرسلين، ص، لم يغير إسم السيدة أم المؤمنين مارية ليصبح مريم، مثلما لم يغير، عليه الصلاة و السلام، إسم أختها سيرين، فلا وجه للتعلل بأن إسم مريم شائع، لنداري إهمالنا أو خجلنا من أمنا و أم المؤمنين مارية، ر.

و يزيد الأسف، إننا المصريون، أهلها و عشيرتها، و منا جاءت، خسفنا بحقها أسفل سافلين، فأخذنا بالأقوال التي تحط من قدرها و تجعلها جارية و أم ولد فقط، و تجاهلنا جميع الروايات التي تقول بأن الرسول، ص، أعتقها ثم تزوجها، بينما أخذنا بالرويات التي تقول بزواج الرسول صلى الله عليه و سلم من السيدة أم المؤمنين صفية، ر، و هي التي كانت في مثل وضع مارية، ر.

لقد إستكثرنا على نفسنا، و ليس على أم المؤمنين مارية - لأن مكانتها محفوظة - شرف، فعمدنا كعادتنا كمصريين للحط من مكانة كل ما هو مصري، بينما بعضا من أهل المغرب، و هم سنة مالكية، متمسكين بسنيتهم، لم يروا أية غضاضة في الأخذ بالرويات التي تقول بزواج رسول، صلى الله عليه و سلم، منها، و إنها بالتالي أم للمؤمنين، و نظروا لها على إنها منهم، فهم لحام بن نوح ينتمون مثلما هي.

و يكتمل الأسف، بهذا التجاهل لأمنا مارية القبطية رضي الله عنها و عن ولدها، و صلى الله و سلم على زوجها، عندما لا نجد مسجدا واحدا أقيم على إسمها و إسم ولدها، من رسول الله، ص، بينما المساجد على أسماء بقية أمهات المؤمنين، من كل حجم، و في كل ربع من ربوع مصرنا.

إلى متى سوف نظل نستعر و نخجل من أنفسنا؟ إلى متى سوف نتجاهل كل ما هو مصري، و نلهث خلف كل ما هو من خارجها؟ إلى متى نتجاهل السيدة هاجر و السيدة مارية؟

متى سنستعيد الفخر بمصريتنا، فيطرق أسماعنا أصوات الأباء و الأمهات في الحدائق العامة، وهم ينادون على إبنتهم مارية لتأتي، و المعلمات في المدارس و هن يطلبن من مارية أن تجيب على الأسئلة التالية؟

متى سيستعيد المصريون مصريتهم فلا يخجلوا منها؟

متى سيتحرر المصريون من الشعور بالدونية، و يتعلموا من أبناء عمومتهم المغاربة، أن يفتخروا ببنتهم التي أصبحت أمهم و أم لكل المؤمنين، و يدركوا كما أدرك المغاربة، بإن مثلها هو فخر لكل بني حام، و لكل ابناء أفريقيا؟؟؟



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زغلول شيعي، و كيرلس سني، هذا ما يحتاجه العراق
- لا لمكافأة الطغاة، و نعم للتحدي
- الخطوات اللازمة قبل إلغاء معاهدة 1979
- عندما يتوقف تعليم رئيس مبكرا
- هل من المصلحة إختفاء إيران كقوة؟
- بعث قانون العيب في ذات الملكية، إنتصارا لنا
- نريد محاكمة شعبية لمبارك
- أقتل ثم أدفع، مادام القتيل مصري
- حتى في أزمة الدواجن إبحث عن الديمقراطية الغائبة
- هل هذه هي الدولة التي نرغبها؟ الكفاءة في مصر
- الثورة ضرورة و ليست طاعون
- نعم تحرري مدني، و لكن لا أحب أمريكا
- جبهة معارضة جديدة، و إلا فإنتظروا إتفاق مكة مصري
- المرسوم البيبرسي، أقدم قانون ساري للإضطهاد الديني
- حق القدم السعودي في مصر و الحرية الدينية المفقودة
- لماذا لم و لن يظهر محمد يونس مصري؟؟؟
- شرعية ثالثة، لا تعديلات دستورية
- تحاولوا أن تزرعوا عقدة ذنب إسلامية


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - مارية المغربية رأيتها، فأين المصرية؟