أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بن سعيد الفطيسي - الحتمية التاريخية للصراع الجيو استراتيجي على العالم















المزيد.....

الحتمية التاريخية للصراع الجيو استراتيجي على العالم


محمد بن سعيد الفطيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1860 - 2007 / 3 / 20 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تغيرات كثيرة حدثت خلال السنوات القليلة الماضية من عمر القرن الحادي والعشرون , تنبه لها البعض وأغفلها البعض الآخر , أخذتها بعض الدول في مختلف أنحاء العالم على محمل الجد , فسارعت إلى تلافي جوانبها السلبية والاستفادة من ايجابياتها , فنجحت في الولوج إلى هذا القرن الجديد بنجاح وسلاسة , على أن البعض الآخر تقوقع على نفسه , فلم يستطع إدراكها او ربما أهملها وتغافلها , فصعب عليه التأقلم مع تلك المتغيرات , مما جعله يبقى في حقيقة الأمر بعقلية القرن الماضي , مع انه يعيش متلبس عباءة القرن الجديد , تلك المتغيرات المختلفة والمتسارعة التي نستطيع أن نشبهها بمنشور ضوئي ذو عدة ألوان وجهات , تتغير مع كل حركة باتجاه أشعة الشمس , فمنها ما هو اقتصادي وآخر ثقافي وسياسي و00الخ , تلك المتغيرات التي كان لابد أن نتعامل معها بجدية وتركيز , من حيث دراستها وإعادة تشكيلها , وتحليل جذورها وكل ما له صلة بها , وذلك بهدف فهمها ومعرفة المسامات الممكنة التي نستطيع من خلالها العبور إلى هذا القرن , واللحاق بقطاره الزمني الذي لا يمكن أن ينتظر احد 0
ونحن هنا ومن خلال هذا الطرح سنحاول التنظير إلى نقطتين أساسيتين من الناحية التاريخية , أولهما حتمية التغير واستمراريته الأزلية , تلك الحتمية التي لا تحترم سوى الأقوياء في عالم يموت ويحيا كل ثانية من الزمن , فهو أشبه بكريات الدم الحمراء والبيضاء في جسم الإنسان , حيث تحتاج بشكل دائم ومتواصل إلى التجديد , وإلا فان الموت نهاية حتمية لذلك الجسد , الذي لابد أن ينهار في لحظة من اللحظات , وهذه هي النقطة الثانية التي لابد أن يفهما الجميع , فالعالم السياسي من الناحية الطبيعية أشبه بكائن حي , فهو يموت بموت الدول والإمبراطوريات وانهيارها , ويتوالد ببروز دول وتكتلات أخرى , وعليه فان حتمية التغيير ضرورية لاستمرارية الكون , مع التأكيد على أن هناك من يستطيع الاستمرار ومن تتورم أقدامه فيتقهقر , ومن ينهار سريعا فيتوارى عن الأنظار إلى الأبد 0
وعليه فإننا وبشكل او بآخر نستطيع أن نؤكد بان العالم يمر هذه الأيام بهذه المرحلة التاريخية الطبيعية , وذلك لتشكيل البناء الايديوبوليتيكي للقرن الحادي والعشرون , والذي بدوره سيكون المحرك التوربيني المستقبلي للهيمنة الجيواستراتيجية على العام , وهو أمر يحدث في اغلب الأحيان مع مراحل الالتقاء والافتراق الزمني للتاريخ , وذلك بهدف تشكيل معالم المرحلة القادمة لعوالم ما بعد الفوضى السياسية الناتجة عن ذلك الشرخ الزمني في حركة التاريخ السياسي , او بمعنى آخر , أن ما يحدث اليوم على الصعيد الدولي , هو نتاج طبيعي لصراعات أثينية عالمية لابد أن تحدث لتوطيد أسس الاستقرار فيما بعد , وذلك لنيل المكانة الرئيسية والقيادية على مسرح السياسة الدولية خلال هذا القرن , وقد مر العالم بهذه المرحلة عشرات المرات على مدى التاريخ , من حيث صراع القوى العظمى مع بعضها , وانتشار العنف والإرهاب والإبادة الجماعية والموت بالملايين والفوضى المستشرية في كل مكان , مع التأكيد على بعض الفوارق من حيث عدد القوى المؤثرة في كل مرحلة من الناحية الكمية والنوعية , ومدى التأثير النوعي الذي تركته بصمات تلك القوى على تلك المرحلة نفسها 0
فعلى سبيل المثال نعلم جميعا أن اسبانيا قد تسيدت القرن السادس عشر بشكل جعلها القوة العظمى المسيطرة على تلك الفترة الزمنية من التاريخ , وقد مكنها من ذلك قوتها الاقتصادية الناتجة عن ملايين السبائك الذهبية والقوة التجارية الاستعمارية , والجيوش المرتزقة , وعلاقات الأسر الحاكمة القوية ببقية أنحاء العالم , ولكن مع بداية القرن السابع عشر ظهرت قوة جديدة هي القوة الهولندية التي اضطرت للصدام مع الأسبان بكل دموية وعنف , وذلك لتأكيد زعامتها على القرن الجديد , وبالطبع فقد دارت الصراعات نفسها التي نعيشها اليوم في تلك الفترة , مع بعض الفوارق الناتجة عن أسلوب الصراع والأدوات المستخدمة فيه , وهو حال فرنسا القرن الثامن عشر والتي تسيدت العالم في ذلك الوقت مؤكدتا هيمنتها النابعة من قوة صناعاتها الريفية والإدارة القوية للدولة وجيشها القوي وثقافتها الطرية الناعمة التي استطاعت أن تستوعب الجميع في ذلك الوقت , وكذلك هو حال المملكة البريطانية في القرن التاسع عشر , ( وبعبارات أخرى فان سنة 2095 م قد تبدو مثل سنة 1914 م , ولكن ممثلتا على مسرح أوسع نوعا ما ) 0
ومع إطلالة اليوم الأول من العام 1900ساد العالم بان هذا القرن سيكون بداية السعادة والخير للبشرية قاطبة , وسيكون استثنائي من حيث ولوج وتداخل مراحله الزمنية , بحيث ستندمل جراح كثيرة خلفها قرن فائت طغت عليه رائحة الجثث المتناثرة في كل مكان , واللون الأحمر الذي سطرته عدة حروب دولية كحرب القرم بين فرنسا وبريطانيا من جهة , وروسيا من جهة أخرى في الفترة من 1853 – 1856 , والحرب البروسية الفرنسية في الفترة من عام 1870 – 1871م , وغيرها من الحروب الدامية , ولكن ما أن اطل إلا وقد أصبح على نقيض ما تؤمل منه , وأمسى بكل وضوح القرن الأكثر دموية وكراهية في تاريخ الإنسانية , انه قرن الهلوسة السياسية والقتل الوحشي , لقد باتت القسوة جزءا من عمل مؤسساتي على درجة لم يشهد لها العالم مثيلا من قبل , وغدا القتل جماعيا , وبهذا أصبح التناقض بين المسعى العلمي للخير وبين الشر السياسي الذي انطلق عنانه بحق أمرا محيرا بل وصادما , فلم يشهد سفر التاريخ من قبل قتلا بحجمه الكوني هذا , ولم يستهلك التاريخ أرواحا كما استهلك اليوم , ولم تكن إبادة الإنسان مسعى مدعوما بالنيابة عن أهداف متهورة تماما 0
ومع إطلالته الأولى حمل على عاتقه حربين كونيتين شكلتا صورته القاتمة والسوداوية والمرعبة , راح فيهما ملايين الضحايا الأبرياء , نتيجة للغطرسة والسلطوية , وتحكم المصلحة الفردية وحــب ألانا , والسير على نهج القسوة السياسية في اتخاذ القرارات المصيرية للعالم , و دونما اعتبار لحق البشرية في الحياة والاستقرار والسلام والعدالة , وكانتا بداية لانقسام العالم الحديث على نفسه وعلى الآخرين , فالأبعاد - ( الفريدة لإراقة الدماء في القرن العشرين إنما هي نتاج نضالات وجودية – آنية - مركزية هيمنت على هذا القرن وحددت هويته , وهي نضالات قد أفضت بدورها إلى اشد انتهاكين جماعيين وأخلاقيين في عصرنا , نقلا قرن الأمل إلى واحد ميزته الجنون المنظم , فقد شمل الانتهاك الأول على حرب طويـلة ومـدمرة , ليس فقط بضحاياها من العسكر بل من المدنيين أيضا , إنهما الحربان العالميتان , وما لا يقل عن ثلاثين حربا دولية كبرى وأهلية ) 0
ومـن هنا لابد أن ندرك جميعا أن هذه الفترة الزمنية التي نعيشها هذه الأيام , بكل تحولاتها وتغيراتها العالمية والكونية , من حروب وعنف وصراعات أثينية إقليمية وعالمية , إنما هي فترة مخاض تاريخي للولوج إلى هذا القرن , و نتاج طبيعي لهذه المرحلة مـن التاريخ , فهناك عدد كبير من القوى العظمى الساعية إلى تأكيد مكانتها في هذا القرن , كالولايات المتحدة الاميريكية والمملكة المتحدة وروسيا وفرنسا والصين , مع بروز عدد من الدول النامية الأخرى كالهند واليابان على سبيل المثال , والتي تحاول أن تجد لها مقعدا ولو في آخر الركب , وعليه فان الصراعات الدامية الحالية والحروب في مختلف أنحاء الأرض , إنما هي امتداد لتطلعات وطموحات تلك القوى الدولية العظمى , وغيرها من التكتلات العالمية التي تحاول إثبات وجودها وتثبيت قدم لها في هذه المرحلة 0
وبالتالي فان ما حدث وما سيحدث لن يكون مستغربا , بقدر غرابة الخوف من التغيير الحتمي والصراعات التي لابد أن تحدث مع الولوج إلى قرن تاريخي جديد , وعلى وجه التحديد في ظل تعددية دولية تتصارع على الهيمنة والسيادة , وبوجود إمبراطورية عظمى ظل امتدادها الجيواستراتيجي إلى هذا القرن , فهي تحاول جاهدة الإبقاء على مكانتها الدولية تلك , والمحافظة على جسدها من الترهل الزمني او الموت المفاجئ , او الغيبوبة المؤقتة في ظل صراع قوي لا يؤمن بالأخلاق والمبادئ في المنافسة , وهكذا ( كانت الحروب هي المرافق الثابت والعنصر الحساس الأهمية لتوازن القوى المتعدد الأقطاب , فقد أعطى التوازن الأوربي التقليدي - على سبيل المثال - استقرار بمعنى الحفاظ على استقلال معظم البلدان , ولكن كانت هناك حروب بين القوى الكبرى على امتداد 60% من السنوات منذ سنة 1500 ) كما يشير إلى ذلك المؤرخ جاك 0س0 ليفي في كتابه الحروب في نظام القوى العظمى الحديثة 0
ومع إدراك تلك القوى لحتمية ذلك التغيير الناتج عن الولوج إلى قرن جديد , وما يترتب عليه من ضرورة السعي إلى تأكيد مكانتها القومية والتاريخية , فقد نتج عن ذلك الإدراك عدد من السيناريوهات والخطط الإستراتيجية الساعية لتثبيت تلك المكانة على الخارطة الجغرافية والإستراتجية في هذا القرن , وهو ما نشاهد انعكاساته هذه الأيام في مختلف دول العالم , وعلى وجه التحديد في القارة الأسيوية والتي ما فتئت تؤكد دورها الرئيسي كسلم لابد من عبوره نحو السيادة العالمية , وهو ما يعلمه ويؤكده العديد من الخبراء والمتتبعين لحركة التاريخ السياسي والجيواستراتيجي الحديث , فأسيا ( تضم بلدا صناعيا متطورا مثل اليابان باقتصاد اكبر من اقتصاد أي بلد تاريخي في أوربا , وثلاثة بلدان قارية هي الهند والصين وروسيا , وبلدين – كوريا الجنوبية وسنغافورة – قريبين من امتلاك الإمكانيات الاقتصادية والتكنولوجية للدول الصناعية المتقدمة , وبلدين كبيرين هما الفليبين وإندونيسيا , اللذين يتآلفان من آلاف من الجزر وتتحكمان بأهم الطرق البحرية , وتايلاند وبورما وهما بلدان قديمان تعداد سكانهما يقارب تعداد سكان فرنسا او إيطاليا , وكوريا الشمالية وهي دولة شريرة تعمل على تطوير أسلحة نووية وصواريخ طويلة المدى , وتنتشر أعداد كبيرة من السكان المسلمين في ماليزيا وإندونيسيا , وهما أكثر الشعوب الإسلامية عددا فــي العــالم , وأخيرا هنـــاك فيــتنام التــي برهــنت علــى شكيــمتها العسكرية ووطنيتها المتأجــجة فـــي حروب ضد فرنسا والـــولايات المتحدة الأميركية )
وختاما فإننا ومن منطلق هذه النظرية الحتمية للتاريخ , لنؤكد على دور هذه القارة على وجه التحديد في صناعة مستقبل العالم السياسي والاقتصادي في السنوات المقبلة , أكان ذلك بشكل ايجابي أم سلبي , ونشير من الناحية الأخرى إلى ولادة الصين كإمبراطورية قادمة وحتمية لمنافسة الإمبراطورية الأميركية ولكن في ظل تعددية قطبية لا أحادية , مع الإشارة إلى حتمية تراجع بعض القوى من الناحية الإستراتيجية والمكانة الدولية , وتواري بعضها الأخر عن الأنظار , واستمرارية دائرة الصراعات الدولية واستفحالها خلال السنوات القادمة , حتى إدراك الاستقرار الذي لن يكون سوى بنفاد سنوات الفوضى الناتجة عن موت وولادة الأمم عند هذا المفترق الزمني من عمر التاريخ 0



#محمد_بن_سعيد_الفطيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفوضى , الاداة التي ستنهي العالم وتدمر الحضارة
- معوقات الدبلوماسية وإدارة الأزمات الدولية
- المتسللون من خلف الخطوط الحمراء
- السياسة بين الأخلاق والقانون والإرهاب
- الظواهر السياسية الحديثة وأثرها على العلاقات الدولية
- العودة إلى جذور العهود الكلاسيكية للسياسة
- تأملات في البناء الإنساني للسياسة الدولية الحديثة
- حتى لا نسقط جميعا في عالم فوضوي
- السلام الإسرائيلي الدامي في الشرق الأوسط
- السياسة الدولية ومبدأ التدخل الإنساني
- فصول الخوف
- الفوضوية ... استثنائية جديدة في متناقضات السياسة الدولية
- الإرهاب من النظرية السياسية إلى العلاج الأمني


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بن سعيد الفطيسي - الحتمية التاريخية للصراع الجيو استراتيجي على العالم