تقاعد النواب في جلسة سرية لماذا 00؟

جواد كاظم اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1860 - 2007 / 3 / 20 - 10:30
المحور: حقوق الانسان
    

لا ادري لماذا يثبت نواب الشعب العراقي يوما بعد اخر انهم ليسوا بنواب وليس بممثلين حقيقين للشعب حيث ان الشعب لم يرى منهم موقفا يترجموا فيه انهم حقا جاءوا من اجل هذا الشعب المبتلى الشعب الذي قدم كل مايملك من اجل ايصال نواب الشعب الى قبة البرلمان00 اين يكمن الخلل ياترى؟ هل يكمن بالشعب الذي اختارهم؟ ام في النواب الذين خدعوا وضللوا الشعب بشعاراتهم وحملاتهم الدعائية قبل الانتخابات؟ فالمتابع لاجتماعات البرلمان العراقي فأنه لايرى سوى التصريحات النارية التي تؤجج الفتن وتذكي نار الطائفية الى غيرها من المساجلات التي لاتغني ولاتسمن ولاتقدم للشعب اي شيئ اضافة الى عدد من المؤتمرات التي تعقد هنا وهناك لتلميع صورهم وتعريف الشعب بانهم منتخبون وعلى الشعب ان يلتزم الصمت طالما هم منتخبون00 ماذا قدم النواب الى الشعب العراقي منذ تشكيله الى اليوم؟ الجواب لاشيئ بالتأكيد سوى العراك والمهاوشات التي تحصل بين الكتلة سين والكتلة صاد والتصريحات التي تصب الزيت على نار الشارع العراقي المؤجج اصلا00 هذا كله قبلنا به وسفرهم المتواصل قبلنا به وغيابهم عن الاجتماعات قبلنا بها كلها ورواتبهم الضخمة قبلنا بها ايضا0 لكن يعو دوا ويستخفوا بأرادة الشعب ويعقدوا جلسة سرية لمناقشة تقاعد النواب وامتيازاتهم حيث طلب رئيس المجلس محمود المشهداني خلال جلسة البرلمان الاعتيادية التي عقدت قبل يومين ان تكون الجلسة سرية وبعيد عن اجهزة الاعلام وطلب من جميع وسائل الاعلام ان تغادر البرلمان وكذلك طلب من جميع الموظفين المغادرة لان الجلسة مخصصة لمناقشة قانون تقاعد النواب وامتيازاتهم00 هذا الامر يجعلنا نستغرب منه ونتوقف عنده0 فلماذا كانت الجلسة مغلقة ولماذا يناقشوا تقاعدهم بعيدا عن مسامع وانظار الامة؟ هل انهم يناقشون خطة لانقاذ العراق من حمامات الدم ام انهم يناقشون خطة حكومة لشن حرب نووية على دولة جارة مثلا؟ مع العلم ان اغلب من يناقش هذا الامر الهام بالنسبة لهم هم من اتباع الشيخين واتباع الامام علي ابن ابي طالب 00ع00 وهم يعرفون حساسية هولاء من المال العام وطالما يتشدق الجميع بالانتساب لهم الم يكون الامام علي 00ع00 قدوة واسوة حسنة لكم الم الم يكن عليا عنوان في العدالة بين الرعية حينما حكم الامة وجاءه اخوه عقيل طالبا منه المساعدة فقال امهلني الجمعة القادمة فلما حان موعد الجمعة وصلى الامام بالناس بعد ان فرغ من الخطبتين التفت الى عقيل قائلا له ماهو رئيك بمن يخون هؤلاء فقال عقيل بئس الرجل هو فقال الامام علي انت طلبتني ياعقيل ان اخون هؤلاء عندما جئت تطلب حق هو ليس لك هذا هو الاسلام وهؤلاء هم رموز الاسلام لكن يبدوا ان الامر يصل الى حقوق السادة النواب يتناسون كل شيئ ويتغاضون عن صرخة علي التي لازالت مدوية الى اليوم0 لماذا يخشوا نواب الشعب ان يناقشوا امتيازاتهم علنا ولماذا سرية؟ وهل تبقى الاجتماعات التي تخص حقوق النواب سرية دوما؟ فمن اين يخشى البرلمان ؟ ولماذا هذا التجاهل والاستخفاف بحق الشعب ؟ يناقشون تقاعدهم ولايناقشوا تقاعد المساكين فأعلموا يانواب الشعب ان هناك عوائل لاتجد شيئ تأكله وان هناك عوائل لاتجد مال تذهب فيه الى المستشفى وعوائل اخرى التحفت على بطونها ونامت عسى الله ان يفرج لهم صباح اليوم الباكر00 لماذا تفعلون ذلك؟ هل انتم باقون ابد الدهر تحت قبة البرلمان؟ من منحكم الطابوا الابدي لتتصرفوا هكذا؟ فأنكم بدل ان تناقشوا ارتفاع اسعار المحروقات التي اعلنت عنها وزارة النفط قبل ايام انشغلتم بضمان حقوق احفادكم؟ وبدل ان تناقشوا ازمة الكهرباء وحقوق المتقاعدين من المساكين وتحسين رواتب المعلمين والمدرسين انشغلتم بأمتيازاتكم؟ وبدل ان تجدوا حلا لقضية الجيش المنحل تبحثون عن حلول تضمن لكم ولأبناءكم المستقبل الزاهر00 عيب والله عيب0 انه لامر مؤلم00 فأن من فعل ذلك فهو على ادنى درجة من الايمان بالديمقراطية وادنى درجة بحق الامة وعلى ادنى درجة بحق الناخبين لكم0 الم يكن الاجدى ان يناقش البرلمان قضايا وهموم الناس الكثيرة والكثيرة بدل من ان يخصص جلسة سرية لامر لايوجد فيه اي مبرر سياسي او دستوري لبحثه في صورة سرية ؟ من المخجل هذا وانتم تتبجحون بالديمقراطية اي ديمقراطية هذه وانتم لم تزورو اي منطقة من المناطق التي انتخبتكم لتطلعوا بشكل مباشر على احوال الناس فأعلمو ايها السادة ان الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وانكم غير باقون والشعب باقي مهما اثريتم وانتفخت كروشكم وانتفخ ريشكم اتقوا الله برعاية عباده لانكم امناء على هذه الرعية 0افعلوا ذلك قبل ان يكشف الشعب حقيقتكم وعندها تبؤ الصفقة ويقل الناصر ولاينفع عندها الندم

#جواد_كاظم_اسماعيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات