جمال علي الحلاق
الحوار المتمدن-العدد: 1860 - 2007 / 3 / 20 - 12:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في غابة الموت هل تنعدم الجدوى ؟
وإذا كان ثمّة فرصة للنجاة فماذا يمكن أن نسمّي السكوت عن محاولتها ؟
أحاول تقشير اليأس ،
أركّب عينين ثانيتين وأترقّب .
أعي جيدا أزمة الثقافة في الشارع العراقي ، وأعرف الأفاعي التي تلتّف على رقبتها . لكن ، عندما يكون ثمّة خيط سراب للنجاة فهل من عائق عن المحاولة ؟
نحن بحاجة الى النقيض ، والنقيض بحاجة لنا أيضا ، كلانا بحاجة الى الآخر ، لكنّه الإحتياج الإنساني ، كلانا يحتاج الى إنسانية الآخر ، وكلانا مطالب بالبحث عن الزوايا الإنسانية في الآخر ، فالحياة لا يمكن لها أن تستمر بغير ذلك .
كلّ يوم يقتل العشرات والمئات من الناس ، وليس ثمّة موت فردي أبدا ، فالموت ترمّل ويتم وفقدان ، شخص ما يموت فتتغيّر حيوات كثيرين ، زوجة ، زوج ، إبن ، أم ، أب ، صديق ، صديقة ، جار ، عمل ، حوار ، لغة . الفقدان يلامس كلّ هذه التفاصيل ويتجاوزها ، الفقدان يسقط كسقف لا نجاة لمن تحته .
أحدهم وجوده تعميق للغة ، وتهذيب لها ، فإذا مات ترمّلت اللغة ، ترمّل الكرسي ، ترمّلت الجامعة ، وترمّل الشارع ، ثمّة ترمّل لا يشعر به الآخرون .
لماذا أكتب ذلك الآن ؟
عباس اليوسفي علم من أعلام الشعر التسعيني في بغداد ، وأستاذ في إحدى جامعاتها ، محاصر بجلطتين في مدينة الثورة ، ولا نجاة له إن لم تفتح الحكومة ذراعيها لاحتضانه ، الحكومة التي حلم يوما أن لا يقودها " البغل " ، كتب ذلك تحت تمثال صدام حسين عام 1999 ، ثمّ ها هي وكأنّها في غيبوبة مطلقة ، تماما كما هو حال اليوسفي الآن !
لتكن ثمّة خطوة نحو النجاة ، نجاة اليوسفي ونجاة آخرين ، لننتبه قبل أن تغرق السفينة كلّها .
أكتب هذا تضامنا مع نداء أخي سليمان جوني على موقع كتابات وكان موجّها الى السيد جلال الطالباني ، وبعد أن علمت من شقيق اليوسفي في بغداد أنّهم رفعوا مذكرة الى السيد نوري المالكي يطلبون منه مساعدة الحكومة في إجراءات نقل اليوسفي للعلاج في إحدى دول الجوار بعد أن نفد هواء العناية في الداخل .
والتضامن تمرين في النجاة . والسلام .
سدني
20 – 03 - 2007
#جمال_علي_الحلاق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟