|
جمهوريو المملكة 2/4
إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1866 - 2007 / 3 / 26 - 11:49
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
الجناح البلانكي
منذ فجر الاستقلال ترسخت النزعة الجمهورية في صفوف الجناح البلانكي، كتيار الفقيه البصري في صفوف الاتحاديين، الذي تلقى ضربات قاسية في بداية السبعينيات، جعلته يعيش مأزقا تاكتيكيا واستراتيجيا. وقد رأى الجل المحللين السياسيين، غير المناهضين لهذا الجناح، أن أصحابه ارتكبوا أخطاءا عسكرية ولم يتوفقوا في اختيار الشروط السياسية المناسبة لانطلاق خطتهم، لاسيما اعتمادهم النهج التآمري المغامر. فقد تمكنت بعض شبكات هذا الجناح من انجاز بعض العمليات لكن سرعان ما اصطادتها المخابرات البوليسية، وهكذا كان الحال في 1963 ونهاية الستينيات وغشت 1972. وخلال هذه المرحلة تم اعتماد خط تآمري، اتخذ شكل البحث عن الانقلاب أو تنظيم شبكات تقنية مسلحة لقلب النظام بالمغرب، وذلك مع استمرار المراهنة على خلق طرف ثوري من شأنه جر الجماهير إلى معمعة النظام لإسقاط النظام الملكي وإقامة نظام جمهوري، أو المراهنة على انفجار تناقضات في صفوف الجيش، في شكل انضمام قوات الجيش الملكي إلى المجموعة المقاتلة. وقد نشرت عدة صحف مستقلة بالمغرب معلومات عن التقارب الذي كان حاصلا بين الجنرال محمد أوفقير، صنيع الاستعمار والمخابرات وخادمهما، وبعض قادة حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وذلك بخصوص قلب النظام الملكي وتعويضه بنظام جمهوري. وكان ذلك في وقت أيقن فيه قادة الحزب أن النظام الملكي وصل إلى نقطة اللارجوع ولم يعد ينفع معه إلا التنحية. آنذاك رأى العسكريون أنه لابد من ملء الفراغ السياسي الذي أضحت تعيشه البلاد. ولكن أحمد رامي، وهو أحد القريبين من الجنرال محمد أوفقير وأحد المساهمين في انقلاب الصخيرات، ظل ينفي أي علاقة بين الاتحاديين والانقلابيين، وذلك بالرغم من أن كل من الفقيه البصري وعبد الرحمان اليوسفي – حسب قوله – ظلا يفهمانه أنهما على استعداد لدعم ومساندة الجيش، معتقدين أنه (أحمد رامي) مازال على علاقة بالجيش رغم فراره إلى الخارج.
النزعة الجمهورية عند اليساريين (الحركة الماركسية اللينينية)
في نهاية الستينيات وفجر السبعينيات ظهرت تنظيمات ماركسية لينينية، لاسيما في صفوف الطلبة والشبيبة المدرسية، تحكمت بقوة في الحركة الطلابية التي لعبت دورا حيويا في النظام العام من أجل التغيير الجذري. في السبعينيات كانت فصائل الحركة الماركسية اللينينية تتبنى خيار الحرب الشعبية كطريق للثورة للاستيلاء على الأرض، وتأسيس الكتائب الأولى للجيش الأحمر المغربي على شكل قواعد حمراء متحركة، لتجنب سرعة تدخل قوات القمع وتوسيع النظام الجماهيري الحضري، وفي المرحلة الموالية الوصول إلى إنشاء مناطق محررة لإعلان جمهورية مجالس العمال والفلاحين. وانطلاقا من هذه المناطق المحررة سيكون العمل على توسيع جبهة الكفاح إلى حد الوصول إلى معركة تحرر وطني قد يشمل منطقة شمال إفريقيا والمغرب العربي. هكذا كان حلم الماركسيين اللينينيين المغاربة على امتداد السبعينيات والثمانينيات من أجل إقامة الجمهورية الديمقراطية الشعبية. وظل اقتناع الماركسيين اللينينيين قائما بخصوص بناء التنظيم المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين، وتبوئه لقيادة حركة التحرر الوطني والبناء الديمقراطي، بواسطة جبهة الطبقات الشعبية، لأنه يشكل الضمانة الوحيدة لتحقيق المهام المرحلية وضمان الانفتاح على الأفق الاشتراكي. وظل الهدف الأسمى، بالنسبة لهم، هو إقامة نظام اشتراكي، أما الهدف المرحلي فيتمثل في بناء المجتمع الديمقراطي.
النزعة الجمهورية الإسلامية
ظهرت النزعة الجمهورية الإسلامية بالمغرب مع نشأة الإسلام السياسي، في بداية السبعينيات، خلال بزوغ حركة "الشبيبة الإسلامية" التي تبنت في انطلاقتها فكر "الإخوان المسلمين"، علما أن مهمتها آنذاك حددت في مواجهة النفوذ الكبير للحركة الماركسية الينينية واليسار الجذري، بمباركة النظام السياسي وأجهزته البوليسية، إلا أن عدة عوامل أدت إلى تفريخ هذه الحركة من محتواها الثوري عبر انقسامها إلى عدة تيارات وتوجهات متباينة، لاسيما بعد اغتيال عمر بن جلون. سبق للحركة الإسلامية أن أعلنت شعار "القرآن دستوريا"، أي الإسلام المرفوع إلى مرتبة المبدأ المطلق الذي يخضع له كل مطلب وكل نظام وكل إصلاح وكل تغيير مرتقب، بمعنى آخر الرغبة في العودة إلى الإسلام. ففي البداية كانت مكونات الحركة الإسلامية ترى أن الحكام المسلمين طواغيت، وجب الجهاد ضدهم. آنذاك تباينت تمظهرات النزعة الجمهورية في صفوف الإسلاميين بين الجموح إلى إقامة جمهورية إسلامية والاستقراء بالقوة (النظام القائم) لمواجهة الخصوم مع المطالبة بتطبيق أحكام الشريعة. وهذا التباين حكمه الاختلاف في فهم مضمون الإسلام، إذ هناك من يقبل بالاجتهاد في حدود، ومن يطالب بالحاكمية (الشريعة لله وحده وبالتالي فالسلطة تستمد مصدرها من الشريعة وليس من الشعب). ومما ساهم في تأجج النزعة الجمهورية الإسلامية مواجهة النظام للتيارات الإسلامية بالقمع الشرس منذ فجر الثمانينيات. ويبدو أن النزعة الجمهورية الإسلامية ظهرت بجلاء عندما شرعت جملة من الاتجاهات في المناداة بإسقاط الطاغوت، وبالجمهورية الإسلامية، ترديدا لجملة من الشعارات المبلورة انطلاقا من تداعيات وتأثيرات الثورة الإيرانية وكتابات سيد قطب وأبي الأعلى المودودي... لكن سرعان ما تعرض أكثرها للتخبط والتأرجح والتقلب. ويكاد يجمع المحللون أن من بين الأسباب الرئيسية التي رسخت النزعة الجمهورية الإسلامية، في صفوف الكثير من التيارات الإسلامية، القمع الموجه للحركة نفسها حينما بدأت تتجاوز الدور المرسوم لها وزج العديد من أفرادها في السجون، وبموازاة مع ذلك ركز النظام على الطابع الإسلامي للدولة وعلى دوره في حماية الإسلام. بعد المصادقة على قانون الإرهاب، وفي غضون شهر مايو 2004، تم توزيع بيانات ومناشورات تهاجم بعنف المجتمع المغربي وبعض زعمائه والقائمين على الأمور ويصفهم بـ "المارقين والمرتدين"، ويطالب بوجوب الجهاد من أجل تغيير الوضع والعمل على إحلال شريعة الله بدل من "القانون الكافر". ويرى هؤلاء الجمهوريين الإسلاميين أن لا سبيل لتغيير هذا الواقع إلا بإقامة جمهورية إسلامية قوامها وشريعتها الإسلام في مختلف مجالات حياة المواطن. ويرى الكثيرون في النزعة الجمهورية الإسلامية أنها تتبنى تصورا جمهوريا يحكمه الفقهاء ورجال الدين.
النزعة الجمهورية الأمازيغية
بدأت تظهر هنا وهناك أفكار توحي بالنزعة الجمهورية الأمازيغية، كما أنه في جملة من اللقاءات راجت فكرة مشروع مجتمعي يتوق لجمهورية أمازيغية. ويرى الكثير أن النزعة الجمهورية الأمازيغية مطبوعة بالتطرف والشوفينية، وبعض أصحاب هذه النزعة انتقلوا من بناء تصور مجتمع يحتل فيه الأمازيغ الدور الريادي، وتتمكن فيه اللغة الأمازيغية من أن تتبوأ المكانة الأولى، إلى مستوى الترويج لنوع من الحقد والكره والرفض لكل ما هو غير أمازيغي، وهنا يكمن الخطر البين. وإذا سرنا إلى نهاية التصور، فسنصل منطقيا إلى ضرورة إعادة كتابة التاريخ المغربي قصد تخليصه من التزوير العربي – حسب تعبير أصحاب هذه النزعة – والذين يرون أن الإسلام لم يكن ولا زال – في نظرهم – إلا سبيلا من سبل الهيمنة العربية، وبالتالي فهم يطالبون بإصلاح ما أفسده العرب، هكذا يفكر ذوو النزعة الجمهورية الأمازيغيون.
ندية ياسين
بغض النظر عن تداعيات تصريحاتها التي أقامت الدنيا وأقعدتها، واستدعت محاكمتها، وتدخلت واشنطن فتم تعليق ملف القضية بين السماء والأرض، مما دفع الكثير للتساؤل هل ندية ياسين، نجلة مرشد جماعة العدل والإحسان، جمهورية وذات نزعة جمهورية؟ صرحت ندية ياسين أنها تفضل العمل بنظام جمهوري بالمغرب بدلا من النظام الملكي، وقد سبقها للتصريح بذلك علانية وفي واضحة النهار عبد الله زعزع ولم يحرك أي طرف ساكنا، فهل مرد ذلك أن هذا الشخص فرد، والأولى وراءها جماعة متجذرة في أوسع فئات الشعب المغربي؟ ومن المعلوم أنه عند إعلانها عن موقفها، بخصوص تفضيل النظام الجمهوري، لم تساندها أي جهة، باستثناء الموقف الذي تبناه الأمير هشام الذي اعتبر محاكمتها ذات علاقة بحرية التعبير، مؤكدا على تمسكه بثوابت النظام المغربي. بعد التداعيات التي أثارها تصريح ندية ياسين اعتبرت هذه الأخيرة أن النظام الجمهوري أقرب لما تتصوره أكاديميا، كنموذج ونهج للحكم وممارسة السلطة، هذا مع التأكيد أنها لا تدعو إلى تغيير نظام بآخر، إلا أن قناعتها تكمن في كون نظام الشورى يعتمد على الاختيار الكامل للشعب المغربي حتى يكون اختياره مبنيا على أسس سليمة، وآنذاك إن اختار الملكية فله ذلك، لأنه من المفروض أن يكون هو صاحب الكلمة الأخيرة. وصرحت ندية ياسين متسائلة: "هل من الضروري أن نبقى متشبتين بالملكية إلى يوم القيامة؟" فمفهوم ندية ياسين للنظام السياسي يرتكز بالأساس على الشورى. وما دامت كل السلطات متمركزة بيد الملك والمؤسسة الملكية، فإن هذا الوضع يحول دون تنفيذ نظام الشورى. وترى ندية ياسين أن "وظيفة الملك وليس شخصه" والسياسة المتبعة، تسببت في شل البلاد اقتصاديا واجتماعيا مما ترتب عن ذلك مآسي ذاقت وبالها أغلب فئات ساكنة المغرب. ويبدو أنه بقدر ما كانت آراء ندية ياسين السياسية بخصوص المؤسسة الملكية راديكالية، بقدر ما كان موقفها من قضايا المرأة متحررة من وجهة نظر الإسلاميين المتشددين. وعموما، دأبت جماعة العدل والإحسان على المطالبة والدفاع من أجل إقامة دولة إسلامية ترتكز على الشورى كنهج لتدبير الأمور. سلام أمزيان زعيم الانتفاضة الريفية بعد الاستقلال
بعد الاستقلال شعر أهالي الريف أن منطقتهم حكم عليها بالإقصاء والتهميش بالرغم من أنها ظلت أرض الكفاح والمقاومة بامتياز، لقد اعتبر الريفيون أنهم مقصييون من دوائر صناعة القرار التي احتكرها خونة الأمس وأبناؤهم وعملاء الاستعمار. انتفض أهالي الريف وارتبط اسم سلام أزيان بهذه الانتفاضة في نهاية الخمسينيات. تزعم الانتفاضة ودعا في البداية إلى الصعود إلى الجبال وعدم التعامل مع المخزن والاستمرار في العصيان المدني، ثم عمل على تنظيم الصفوف وأعلن عن تشكيل حركة التحرير والإصلاح الريفية. بعد مفاوضات "إيكس ليبان" ظهرت حركة الريف تحت اسم حركة سلام أمزيان، سعت إلى إعادة إحياء فكرة الجمهورية التي انطلق منها محمد بن عبد الكريم الخطابي. وأصدرت هذه الحركة ميثاقا في أكتوبر 1958، وهو مكون من 17 نقطة من ضمنها إعلان النظام الجمهوري (الجمهورية المغربية الثانية) تذكيرا بجمهورية الريف الأولى. وسعت الحركة إلى إقامة مؤسسات ديمقراطية، بواسطة انتخابات حرة وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات بالعدل، وانضم إليها جملة من قياديي جيش التحرير من مناطق الأطلس المتوسط وانخرطوا في صفوف الثورة الريفية. ومنذ الوهلة الأولى ساند محمد بن عبد الكريم الخطابي الحركة الريفية، واتصل في الأيام الأولى بالملك محمد الخامس، وعرض عليه مطالب الثوار الريفيين، لاسيما تلك المتعلقة بالطابع الاقتصادي والاجتماعي والإداري. ومع بداية سنة 1959 ترأس الحسن الثاني (ولي العهد آنذاك) رفقة محمد أوفقير ما يناهز 20 ألف جندي تجمعوا بمدينة تطوان، وبعد منح مهلة 48 ساعة للثوار للتراجع عن مساعيهم والاستسلام بدأ الهجوم عليهم بقصف جوي مكثف دام أسبوعا كاملا لم يتوقف. وفي هذا الهجوم أصيبت طائرة الحسن الثاني برصاص الثوار الريفيين، في أجواء مطار الحسيمة، وأرغمت على النزول. وظل المخزن يواجه جوهريي الريف بقمع شرس إلى أن أقبر الحركة، باستعمال كل الأسلحة المتاحة له آنذاك، بما في ذلك الغازات السامة.
محمد بن عبد الكريم الخطابي عميد جمهوريي المملكة
يعد محمد بن عبد الكريم الخطابي عميد جمهوريي المملكة المغربية وقيدومهم، وهو الذي هندس لثورة الفلاحين بالريف فيما بين 1919 و 1926. ويعد الزعيم الخطابي رمز حرب التحرير والكفاح ضد الاستعمار وقد ناضل إلى آخر رمق في حياته من أجل تحرير أقطار شمال إفريقيا. وهو من مواليد 1882، تابع تعليمه الأولي بأجدير ثم انتقل إلى تطوان لاستكماله قبل الالتحاق بجامعة القرويين بفاس، وبعد رجوعه استقر بمدينة مليلية. وفي سنة 1906 أشرف على إصدار جريدة "تلغراف الريف"، وفي 1907 أصبح كاتبا بشؤون الأهالي ثم قاضيا سنة 1914. غادر الإدارة الإسبانية ليستقر بأجدير وشرع في تأليب قبيلة بني ورياغل ضد الاستعمار الإسباني. بدأ الصراع والمناوشات، وانتصرت جماعة محمد بن عبد الكريم الخطابي على الجيش الاسباني في العديد من المعارك، توجت بملحمة الانتصار في معركة أنوال (2000 قتيل وآلاف الأسرى). وتمكن الريفيون من غنيمة أسلحة وذبابات وسيارات، فألهب هذا الانتصار الريفيين، وبذلك قامت جمهورية الريف. ولم ينهزم محمد بن عبد الكريم الخطابي إلا في سنة 1926 بفعل التحالف القائم بين الجيش الإسباني والجيش الفرنسي بعد أن استمرت المقاومة والكفاح من 1919 إلى 1926. كان الزعيم الخطابي يعرف حق المعرفة أنه يواجه قوتين عظيمتين (إسبانيا وفرنسا)، وكان ينقص الثوار الريفيين السلاح، إذ لم يكن يتوفر لديهم في بداية الأمر إلا الإيمان بعدالة قضيتهم وإيمانهم الراسخ بالعقيدة الإسلامية. سنوا في رمضان سنة 1921 هجوما بالحجارة على الجنود، وبواسطة الحجارة حصلوا على السلاح والذخيرة. فكل هزيمة من هزائم العدو كان يتلوها استيلاء على سلاح. وكانت آنذاك أبجدية حرب العصابات تترسخ على أرض الواقع الملموس. لقد قال محمد بن عبد الكريم الخطابي للثوار، قبل الهجوم على حامية إسبانية بضواحي مدينة مليلية في 14 غشت 1921: "لا نملك الآن إلا الحجارة، وبها علينا وضع اليد على سلاح الإسبان، فلا سبيل أمامنا إلا هذا، فالسلاح يجب أن نأخذه من يد العدو ومن يد العدو فقط، فلا خيار أمامنا"، وبالحجارة تمكن الثوار من غنيمة ما يناهز 400 بندقية وأربع ملايين رصاصة وأربع رشاشات ومدفع ميدان، وبفضل هذا السلاح انتصروا على الإسبان في معركة أنوال، ليغتنموا المزيد من السلاح والذخيرة، وتلى ذلك الهجوم على مراكز القوات الفرنسية آسرين العديد من الجنود. اضطرت فرنسا للبحث عن سبيل التفاوض مع الزعيم الخطابي الذي اشترط أولا الاعتراف بالجمهورية الريفية المقامة على الأقاليم المحررة، وإلغاء الحماية قبل الشروع في التفاوض. وبعد هذا اللقاء قدم المارشال الليوطي استقالته، وعوضه الجنرال "بيتان" بعد أن عقدت فرنسا اتفاقا مع إسبانيا لإنزال ثقل قواتهما في الريف لمحاربة محمد بن عبد الكريم الخطابي رئيس الجمهورية الريفية، وهذا ما حدث في نهاية مايو 1926. ولم تكن الثورة الريفية تقتصر في رؤيتها الثورية على تحرير المغرب، وإنما كان محمد بن عبد الكريم الخطابي يرتكز على رؤية ثورية شاملة ومترابطة الأجزاء، إذ أن الهدف كان هو تفعيل ثورة عارمة ضد الاستعمار. من المحيط الأطلسي على أقصى شرق تونس، مما جعله أول من فكر في إستراتيجية وحدة المغرب العربي بالكفاح والنضال ضد المستعمر، الشيء الذي أرعب فرنسا وإسبانيا، لاسيما أنها ثورة نبعت وانبعثت من الفئات الشعبية بعيدا عن مساومة السياسيين. ولم تترك أي مجال للعملاء وتوابع الاستعمار، وأقفلت الباب في وجه المخزن آنذاك اعتبارا لانصياغه وراء الاحتلال وتخليه عن واجبه الجهادي. وقبل استسلامه، أقر الزعيم الخطابي بأن المعركة لازالت قائمة، في ظل إستراتيجية تحرير المغرب العربي، ثم نفي إلى جزيرة "رينيون" حيث مكث بها رفقة عائلته أكثر من عشرين سنة. وفي 1947 قرر الفرنسيون ترحيله على فرنسا، وفي طريقه إليها أرست السفينة التي كانت تقله بميناء بور سعيد بمصر فتمكن من الفرار، واستقبله الشعب المصري استقبال الأبطال. وثمة قرر الانطلاق من جديد لتفعيل إستراتيجية الأصلية الرامية إلى تحرير المغرب العربي، وهناك أسس لجنة تحرير المغرب العربي التي ترأسها. وظل محمد بن عبد الكريم الخطابي بمصر إلى أن وافته المنية بها سنة 1963.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جمهوريو المملكة ¾
-
جمهوريو المملكة 4/4
-
سياسة القائمين على الأمور أحبطتهم ودفعتهم للسلبية والتطرف
-
صحراويو تيندوف يبيعون ممتلكاتهم ويهربون
-
مستملحات ومقالب ملك 1
-
مقالب ملك
-
صفقة المديوري مع القصر -المنفى الاختياري-
-
مساءلة محمد المديوري وغيره من الناهبين قائمة
-
نهب وفساد في بيت الجمارك
-
مازلت أتساءل
-
قضية - إيجا- خادمة -لارما- ضياع حق بامتياز
-
ماذا يريد الأمازيغ من التصعيد في مختلف المجالات؟
-
قطع الأعناق أهون من قطع الأرزاق
-
ماذا يريد المغاربة؟
-
وهم بترول تالسينت هل كذب -كوستين- على الملك؟
-
حوارمع إدريس بنعلي، باحث ومحلل اقتصادي
-
على امتداد فترة الإعداد للانقلاب ظل الكولونيل حسني بنسليمان
...
-
المهدي المنجرة عالم المستقبليات
-
بعد المعاينة رجعت إلى البيت محطم الأعصاب
-
الملكان الحسن وحسين عاينا إعدام الجنرالات
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|