أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الهدنة بين الموت والفناء















المزيد.....

الهدنة بين الموت والفناء


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 560 - 2003 / 8 / 11 - 03:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 07-08-2003

قلنا قبل أيام أن الهدنة تعيش آخر أيامها ويمكن أن تلفظ أنفاسها في أية لحظة،والسبب في ذلك يعود للتجاوزات الإسرائيلية التي لم تنقطع منذ إعلان الفصائل الفلسطينية للمبادرة الوطنية التي تبنت الهدنة،والتزمت بها،عملا بلغة العقل والمنطق،وكحسن نية اتجاه الحكومة الفلسطينية ووسطاء السلام والمجتمع الدولي ودعاة السلام،وكل من يقول بأن الفصائل هي سبب المشكلة والعائق بوجه السلام،مع أن العائق الحقيقي بوجهه هو حكومة شارون وكذلك الإسرائيليون أنفسهم،لأنهم لم ينضجوا حتى الآن سلميا وتعايشا مشتركا.

فمنذ أن رأت الهدنة النور قبل أسابيع قليلة وحكومة شارون تبحث عن أي سبب لإفشالها وتدميرها،وهي لم تبخل باعتداءاتها،فقد قامت بعشرات الاعتداءات والتجاوزات والعمليات التي أدت لمقتل وجرح واعتقال فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.ولم تكن عمليتا اليوم الجمعة(7-8-2003) في مخيم عسكر قرب نابلس وفي منطقة جنين،التي أوقعت ضحايا وخسائر مادية وبشرية،و أسفرت عن شهداء وجرحى ومعتقلين فلسطينيين،وكذلك قتلى إسرائيليين،مع دمار لحق بالمنازل الفلسطينية،سوى حلقة من حلقات البرنامج أو المسلسل الإسرائيلي الذي أعد خصيصا لإفشال الهدنة وإعادة الأمور في المنطقة إلى سابق عهدها.

فالإسرائيليون لا يريدون الهدنة ولا يريدون السلام لأن الحكومة الحالية تعتبر أكثر حكومات إسرائيل تطرفا وعدوانية ومعاداة للسلام،ولم يتم انتخابها من قبل المجتمع الإسرائيلي إلا لقمع الشعب الفلسطيني وكسر أرادته وتحطيم انتفاضته،عبر القضاء عليها وعلى الحقوق الفلسطينية الطبيعية والمشروعة،تلك الحقوق التي نصت عليها القوانين والقرارات الدولية،والتي هي امتداد لواقع حال تلك البقعة من الكرة الأرضية،عداك عن أن إسرائيل نفسها قامت بناء على قرار من الأمم المتحدة،وقد تم تحديد حدودها ووجودها عبر حدود ووجود الدولة الفلسطينية،لأن قرار التقسيم قال بدولتين إسرائيلية وعربية وحدد لكل منهما حدودها.لكن ومنذ أن رأت إسرائيل النور وفقد العرب بصرهم،وأضاعوا نورهم في فلسطين التاريخية والطبيعية في مناطق ال1948،ثم في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء و مزارع شبعا في لبنان،والأمور تسير عكس ما تشتهي سفن العرب.وكلما أراد العرب إعادة لملمة صفوفهم وخوض حرب تحرير أو حرب سلام،كانت إسرائيل تخرج منتصرة من تلك الحروب،ويعود الفضل في ذلك لوحدة الإسرائيليين في معاداة العرب،ولفهمهم الدقيق لطبيعة الصراع وكذلك للدعم الأمريكي غير المحدود والمفتوح. لكن الأهم في كل هذه القضية كان دوما العجز العربي المشترك، وألا برنامج، والضحك على الذقون، والكذب على الشعوب،وقول ما لا يمكن تحقيقه،وكذلك تعميم ثقافة الهزيمة والاستسلام والخنوع والأذذناب.

فمنذ حرب أكتوبر 1973 والعالم العربي يسير من هزيمة إلى هزيمة ومن نكسة إلى نكسة،خلال تلك الفترة لم نر سوى القليل من نقاط الضوء،كانت النقطة الأولى في الصمود الفلسطيني اللبناني العريق والكبير في حصار بيروت 1982،ثم في انتصار المقاومة اللبنانية على الاحتلال وهزيمته واندحاره عن أرض لبنان العربي.بعد ذلك تفجرت الانتفاضة الفلسطينية في فلسطين المحتلة وبما يعرف بمناطق السلطة الفلسطينية،فكانت انتفاضة الأقصى والاستقلال التي خرجت من رحم المعاناة الفلسطينية، وردا على سلام الشجعان وما جاء به من ويلات ونكبات كرست الاحتلال ونشرت العوز والفقر والجوع والفساد،وأفسدت كل ما كان الشعب الفلسطيني بناه بتضحياته الجسام خلال الفترة السابقة،تلك الممتدة منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وحتى انتكاسة تلك الثورة وتغريبة منظمة التحرير الفلسطينية بين الدول والعواصم،ومن ثم غيبوبتها في أوسلو ومزارع النرويج وفنادقها،حيث كانت تجري مباحثات السلام المفصل إسرائيليا.

بعد تلك المباحثات التي أدت لعودة السلطة بقيادة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات،وبعد تجربة مريرة للشعب مع السلطة،أصبح الشعب الفلسطيني على يقين بأنه الوحيد القادر على تغيير معادلة سلام الشجعان،التي فرضت عليه لأسباب عديدة لسنا الآن في وارد سردها وعرضها.

كانت الانتفاضة التي لازالت مستمرة حتى يومنا هذا،بمثابة البرنامج الوطني الفلسطيني البديل و الصريح والواضح،الذي يقول بزوال الاحتلال والاستيطان وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس،وبإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين،وبتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.وقد قدم الشعب الفلسطيني تضحيات جسام على مذبح تلك الشعارات وذاك البرنامج الوطني الذي لا بديل عنه.

وجاءت الهدنة التي وافقت عليها الفصائل الفلسطينية لتعطي السلطة الفلسطينية ممثلة بحكومة أبو مازن فرصة جديدة للقيام بأعمالها ومزاولة دورها في سبيل رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني،وكذلك من أجل إعطاء فرصة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة ودعاة السلام ،كي يحققوا ما يقال عنه مشروع سلام يوقف الاعتداءات الإسرائيلية والردود الفلسطينية.

لكن واضح أن تلك الهدنة بدأت تتهاوى بعد أن قررت إسرائيل منذ البداية دفنها تحت تراب الجدار الفاصل،حيث تمارس سلطات الاحتلال سطوها وسلبها للأراضي الفلسطينية المزروعة وغير المزروعة.

هذا وأكدت الفصائل الفلسطيني أن لصبرها حدود وللهدنة شروط،فشروط الهدنة خرقت كلها أسرائيليا، وحدود الصبر ألفصائلي بدأت تتقلص وتصل لنهايتها،فهل نعتبر الشهر الحالي، إذ لم يكن الأسبوع القادم هو أسبوع نهاية الهدنة التي كانت واقفة على عكازين فلسطينيين،عكاز السلطة وعكاز الفصائل.نعتقد أن مشوار تلك الهدنة وصل نهايته وأن حبل الصبر أنقطع اليوم حيث سالت الدماء في جنين ونابلس.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبكي يا أبن الأربعة !
- من قلةِ الرجال سموا الديك أبو علي..
- كيف نعمل لأجل السلام ؟
- العراق المحتل و الدول اللقيطة..
- مصر قلعة العرب
- الغناء في حضرة الشهداء
- أمريكا صانعة الأعداء
- البقاء أو الاستقالة بيد الشعب الفلسطيني
- حمامات الدم تغرق خارطة الطريق
- محاولة اغتيال الرنتيسي ستفتح أبواب جهنم من جديد
- الكلام المباح ليس مباحا
- خطاب العقبة،عقبة حقيقية بوجه الوحدة الوطنية
- لا يوجد تبريرات حقيقية لسقطة العقبة
- حق العودة وحق الكلام عنه
- وقاحة أمريكية ولا مبالاة عربية
- الاحتلال هو العقبة أمام قيام الدولة الفلسطينية
- رسالة حب من سحالي اليابان
- صدام حسين مشكلة حتى أثناء غيابه
- مصائب بمصائب
- الضباع و الحمير وسفارة فلسطين في بغداد


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الهدنة بين الموت والفناء