أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - تبكي يا أبن الأربعة !














المزيد.....

تبكي يا أبن الأربعة !


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 560 - 2003 / 8 / 11 - 03:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 10-08-2003

 

إلى الطفل أسيد نخلة الذي رفض ترك والده أسيرا في سجون الصهاينة،فأخذ بالبكاء يريد اصطحاب والده معه،مما أثار الحزن وفجر الغضب الكامن في نفوس الأسرى وعائلاتهم التي تقوم بزيارتهم، أسيد أبن الأربعة أعوام،الذي قام الجندي العنصري الصهيوني بمنع أبيه من تقبيله من خلف القضبان،يطالبنا كلنا بالعمل من أجل حرية الأسرى والمعتقلين،من أجل أن يحيى حياة طبيعية مع والده،كما باقي البشر وباقي الناس في هذا الكوكب الذي اسمه العالم،فمن يساعد نفسه كي يساعد أسيد ووالده وكل أسرانا في سجون الاحتلال العنصري الصهيوني؟

 

لا تبكي يا أسيد نخلة،يا ابن الأربعة أعوام،لا تبكي فوالدك المعتقل عالي الجبين،منتصب القامة ومرفوع الهامة ،كالنخيل في أريحا وجنين،يعانق سماء فلسطين،ينتصر بقلة حيلته في المعتقل،بعجزه عن وقف بكاءك أمامه،ينتصر   على السجان وقهقة أحفاد غولدا وديان،بكاؤك يا أسيد ينتصر لأبيك في سجنه المظلم،لكنه يمزق قلبه غضبا وحزنا،فلا تبكي طويلا،أيها القمر الفلسطيني الصغير،لا تبك كثيرا،فأنت مقبل على تعلم حياة شعبك،وعلى تقبل حياة أهلك،وأنت مقبل على أن تكون خليفة والدك،وطالب ثأره في زمن القبائل العربية المغلوبة،والشعوب العربية المنكوبة،والسلطة الفلسطينية العاجزة،المحسوبة علينا سلطة والتي عندها حكومة،تفكر بإعادة بناء مراكز الشرطة والسجون،قبل أن تبني ما تدمر من بنية تحتية،وقبل أن تعيد لك والدك الأسير..

 لا تبكي كثيرا أيها الطفل المدلل،يا أبن السماء المفتوحة والأرض المستباحة ودنيا الاحتلال والعملاء والمهزومين والوقاحة،يا ابن أبيك الذي يرفع الآن دموع عينيه إلى سماء الله الذي يراقب صبره،ويعطيه المزيد من العزم والكبرياء والحنان والتحدي،يرفعها فتهطل من سماء العينين كأنها شتاء النصر القادم لا محالة..

يا أسيد الذي سادت دموعك وساد صراخك قاعة السجن،أنت أكبر من كل الذين تناسوا أبيك ورفاقه خلف قضبان المعتقل،أنت أمتن منهم كلهم،لأنك تقاتل لأجل حرية والدك بالدمع وبالصراخ وبالبكاء المر،وبالبكاء الحر،بالبكاء الذي يستجيب له رب الكون،ولا تستجب له قلوب الأوباش من كيان الإرهاب المختار..

هل تعرف يا أسيد بأن الأسياد الحقيقيين هم والدك ورفاقه المعتقلين،لأنهم زينة حياتنا الفلسطينية وشعاعها الذي يشع نورا ،بالرغم من سنوات الظلام وما جاءت به اتفاقيات السلام من ظلامية وظلام.

هل تعرف يا ابن البكاء المر ! بأن الحرية مثل الشهادة،فحرية الأسير  قضية مقدسة وقضيته يجب أن تكون أكثر القضايا قداسة،فكيف لا تكون كذلك ونحن في زمن الأفلاسات السياسية،والهزائم المتكررة والتنا زلات المجانية،والضحك على ذقون الذي يهوون الكلام لمجرد الكلام.

هل تدري يا ابن الأرض التي تنجب شهداء ومقاتلين واستشهاديين،بأن الحرية تنتزع والرجاء عند الضباع لا ينفع أحد،سوف تعي ذلك يوم تكبر وتتعرف على أعداء شعبك،وعلى ساجني والدك وسارقي أرضك وقاتلي شعبك،سوف تعرفهم،وأنت تنظر الآن في عيونهم ترسم ملامح وجوههم لتتذكرهم،فترى والدك الكبير شامخا فوقهم أجمعين،وترى نفسك ملزما بان تعمل لأجل استرداد وطنك، وتحرير شعبك من ظلم الذين ظلموا، ومن نير الاحتلال ومن الذي يعمل في خدمته،في هذا الزمان الفارغ،زمان أشباه الرجال وقادة المصادفة من رعاع هذا الزمان وباعة هذا المكان.

لا تقنط أيها الطفل الذي كبرتنا أجمعين،أيها الرجل ذو الأربعة أعوام،لا تيأس ولا تسلم دمعك لكفِ الذي اغتال طفولتك،ففجر الحرية آتٌٍ رغم كل شيء،وبالرغم من ظلامية المرحلة وسواد أيامنا الحالكة،وفجر الحرية سوف يأتيك مع عودة أبيك،ومع زوال الاحتلال ونهاية الاستيطان،وفناء السجن والسجان..

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قلةِ الرجال سموا الديك أبو علي..
- كيف نعمل لأجل السلام ؟
- العراق المحتل و الدول اللقيطة..
- مصر قلعة العرب
- الغناء في حضرة الشهداء
- أمريكا صانعة الأعداء
- البقاء أو الاستقالة بيد الشعب الفلسطيني
- حمامات الدم تغرق خارطة الطريق
- محاولة اغتيال الرنتيسي ستفتح أبواب جهنم من جديد
- الكلام المباح ليس مباحا
- خطاب العقبة،عقبة حقيقية بوجه الوحدة الوطنية
- لا يوجد تبريرات حقيقية لسقطة العقبة
- حق العودة وحق الكلام عنه
- وقاحة أمريكية ولا مبالاة عربية
- الاحتلال هو العقبة أمام قيام الدولة الفلسطينية
- رسالة حب من سحالي اليابان
- صدام حسين مشكلة حتى أثناء غيابه
- مصائب بمصائب
- الضباع و الحمير وسفارة فلسطين في بغداد
- للطفولة يومها وللقتلة أيامهم


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - تبكي يا أبن الأربعة !