|
هل نحن مسلمين فعلا ام احفاد الاستعمار الاجنبي
المهدي مالك
الحوار المتمدن-العدد: 1859 - 2007 / 3 / 19 - 11:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ان الاختلاف رحمة و سنة من سنن هذا الكون الذي خلقه الله سبحانه و تعالى و هذا الاخير هو شيء طبيعي في عدة مستويات الثقافية و الاجتماعية و السياسية حيث كل بلد من بلدان هذا العالم له خصوصياته الدينية و الثقافية و اللغوية و ديننا الاسلامي منذ العهد النبوي قام على اساس المساواة و احترام اليهود باعتبارهم مواطنون في ديارهم المدينة المنورة و الاسلام انطلق اصلا من منطلق انقاد البشرية جمعاء من الجاهلية بمختلف ابعادها و الاستعباد من خلال عدة طرق و اساليب ذات الطابع الايديولوجي و الاسلام اصلا يكره التمييز العنصري و القمع باشكاله المختلفة انما يدعو الى التعايش مع اهل الكتاب و مع اصحاب هذا الاختلاف داخل الدائرة الاسلامية كالشيعة و الاكراد و الامازيغ و غيرهم من هذه الشعوب الاسلامية الغير عربية. لكن هناك بعض التيارات حاولت و مازالت تحاول خلط بين الاسلام و العروبة و تقديس اللغة العربية حيث تعتقد ان العروبة هي شيء جوهري و اساسي لحفاظ على الاسلام كقيم و مبادئ و السؤال المطروح بالنسبة لي هل الاسلام يحتاج فعلا الى العروبة ام العكس. ان المناضل الامازيغي يغضب عندما يسمع برنامجا دينيا يبث على اذاعة محمد السادس للقران الكريم الذي مازال يقدح في شرعية التعدد الثقافي و اللغوي في بلادنا و مازال يعتبر اننا كلنا عرب و اللغة العربية هي لغتنا الوحيدة و يجب علينا الرجوع الى عصر التعريب لان العربية اصبحت لا تدرس بشكل كافي في مدارسنا التعليمية بالمقابل اللغات الاجنبية كالفرنسية و الاسبانية و الامازيغية باعتبارها لغة احفاد ليوطي و هي تعتبر من مشاريع الاستعمار الفرنسي لبلادنا المؤمنة بعروبتها و اسلام الحركة الوطنية و هذا ما فهمته من ذلك البرنامج الذي يريد ان يقول رسالة مفادها ان الحقوق الثقافية و اللغوية التي تطالب بها الحركة الثقافية الامازيغية هي في واقع الامر مشروع استعماري جديد في مغرب الانتقال الديمقراطي المنشود من حركات المجتمع المدني و هذا البرنامج يرمي الى تشجيع الطرح القائل بان اللغة العربية هي لغة الام لجميع المغاربة و هذا اعتبره غير صحيح تماما حيث ان اغلب المغاربة لا يتكلمون الا باللغة الامازيغية بمختلف فروعها و الدارجة المغربية بمختلف فروعها كذلك و اللغة العربية لا نستعملها الا في الكتابة او الاعلام او قصد جعل بعض المغاربة ينامون في فراش العروبة و اسلام حركتنا الوطنية التي مازالت تعيش في عصر المؤامرات الاستعمارية. و السؤال الذي سيطرحه كل من سمع ذلك البرنامج الايديولوجي هو ما هي اهدافه في هذا الظرف المتميز بانه ظرف النقاشات على كافة المستويات حول الاصلاحات الدستورية المتوقعة قبل اجراء الاتنخابات المقبلة او بعدها و هذه الاصلاحات صارت اساسية بالنسبة لكل حركات المجتمع المدني و من بينها حركتنا الثقافية الامازيغية التي تناضل منذ ميثاق اكادير و منذ صدور بيان الاستاذ محمد شفيق القاضي بترسيم اللغة الامازيغية باعتبارها لغة الاغلبية من الشعب المغربي المسلم ليس لغة اجنبية كما فهمته من ذلك البرنامج الذي يريد القول بطريقة غير مباشرة اننا احفاد ليوطي و اننا غير مسلمين لان اللغة العربية هي لغة اصحاب الجنة و لغة الرسول الاكرم بالتالي يجب الحفاظ عليها و قمع هوية احفاد الاستعمار الغير اسلامية بل هي مسيحية حسب مقررات الظهير البربري التي ترسخ الان في عقول اطفالنا بدلا من تاريخنا الحقيقي الذي يتحدث عن ان اجدادهم الكرام حملوا مشعل المقاومة و الدفاع عن الاسلام و الارض و العرض و مهما قلت في هذا المقال المتواضع فلن استطيع ان ارد الاعتبار للمقاومة الامازيغية التي تدخل ضمن ما اسميه ببعدنا الديني الضخم الذي ظل في الظلام و الاقصاء من طرف اصحاب مدرسة هذه الاكذوبة المعاصرة . ان ما سمعته من ذلك البرنامج يعتبر عنصريا و رجوعا الى عصر تقديس العروبة ليس اللغة العربية التي نحترمها كمكون اساسي لهويتنا المغربية و باعتبارها اللغة الرسمية حاليا ولكننا ضد الاتهامات القائلة باننا احفاد الاستعمار و لغتنا الامازيغية هي لغة اجنبية كاننا اجانب في بلادنا الكريمة و هذا يعد خطيرا و تحطيما للجهود الرامية لتعزيز مكانة الامازيغية في التعليم و في الاعلام و علينا كمناضلين في هذا الظرف ان نقاوم كل ما يتعلق بايديولوجية الظهير البربري و ان نبدا التفكير بشكل واقعي عن مشروعنا العلماني الذي سيحترم خصوصياتنا الدينية و سيساهم في محاربة الاستغلال عن طريق ديننا الاسلامي الحبيب. و السؤال المطروح هو هل الانجاز العظيم الذي حققه الاستاذ الحسين جهادي في ترجمة معاني القران الكريم الى اللغة الامازيغية لا تعد تعبيرا حقيقيا على ان الحركة الامازيغية لا تسعى قط الى القضاء على الاسلام من اجل الدخول الى الديانة المسيحية التي احترمها و الحسين جهادي الباعمراني معروف انه ينتمي الى الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي و يدخل انجازه العظيم في اطار مشروع تمزيغ الفكر الاسلامي الخاص بهذه الجمعية المناضلة و كما ترجم هذا الاستاذ الجليل السيرة النبوية الى الامازيغية اذن الحركة الامازيغية هي امتداد طبيعي و شرعي للمجتمع الامازيغي المتدين. و خلاصة القول بان هذا موضوع طويل و عريض و نقول لاصحاب الاتهامات السخيفة كفى من هذه الخرافات التي قمعت الامازيغيين و بعدهم الديني الضخم و كما اشرت بان الاسلام يكره كل هذه الممارسات الغير مسؤولة و الغير ديمقراطية بل ينادي الى تقبل الاختلاف و التعدد في نطاق الوحدة الوطنية و الوحدة الاسلامية ببعدها الحقيقي
#المهدي_مالك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اهداف مشروعي الفكري
-
من وحي التقاليد الامازيغية بمنطقة سوس بين المعاني و الرموز ا
...
-
فاطمة تاباعمرانت جوهرة الغناء الامازيغي ببعده الهادف
-
السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي
...
-
مقال حول الذكرى الستينية لوفاة الحاج بلعيد
-
السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي
...
-
وجهة نظري الشحصية حول مسالة العلمانية و الحركة الثقافية الام
...
-
السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي
...
-
في بحور تاملاتي الشخصية
-
المعاق و التخلف
-
معاني الاحتفال باليوم الوطني للشخص المعاق
-
قراءتي الشخصية لازمة الرسومات المسيئة لمقام رسولنا الاكرم ص
-
تاهيل الحقل الديني في المغرب بين السؤال الثقافي و تطلعات الم
...
-
تاهيل الحقل الديني في المغرب بين السؤال الثقافي و تطلعات الم
...
-
الاسلام بين التطرف و الوسطية
-
التخلف الايديولوجي 2
-
زمن التخلف الايديولوجي 1
-
المدرسة المغربية بين التقاليد و التجديد
-
الخطاب الديني بين هموم المرحلة
-
الذكرى الرابعة لانشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية قراءة
...
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|