أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - ليلي عادل - مات العراق...














المزيد.....

مات العراق...


ليلي عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1864 - 2007 / 3 / 24 - 13:05
المحور: ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟
    


احس بقرف كبير حينما يقول احدهم ..الم يكن زمن صدام افضل للعراق لو قارناه بما يحدث اليوم ...أصفن صفنتي المعتادة كل ما واجهت سؤال خارج المنطق ..و يمكن لجوابه ان يشوه الحقيقة و التاريخ و يشطب على الم سنين من عمر العراقيين و عذاباتهم تحت ظل الطاغية ...ربما الأجابة الأولى التي تخطر على ذهن اي عراقي هي نعم ...لكن هل معنى هذا اننا كتب علينا كشعب ان نحيا سجناء عند طاغية ...و ان نختار سجننا بأنفسنا ...او.. ان نستبدل سجننا الكبير بموتنا المجاني ضحايا الأفكار التافهه و الأمزجة المتعكرة لحكام العمائم و سادات التطرف و التعصب البغيض ...و الراكضين خلف مصالح شخصية بحته بعيدا عن اي احساس بالأنتماء و الولاء لوطن قدم لشعبه كل شيء بسهوله و يسر و سرعة .من ثروات ممزوجة بالموت ...او حياة مليئة بالأغتراب و العوز ..
حينما اتأمل الأشخاص من حولي من الذين قاسمتهم سنين طوال من العيش تحت ظل نظام صدام و كل ما حمله من قمع و كبت و منع للحريات و تحطيم الفكر و تدمير الأرادة ...هؤلاء الذين شهدوا على حروب متواصلة و حصار مدمر و ظلم كبير ...اجدهم هم من يفهمني جيدا و هم من يمكنني ان اصفهم بالعراقيين الأصليين ...فهم يبكون على وطن ذاقوا فيه بؤسهم و عذاباتهم ..حين يتركوه ,و هم انفسهم يبكون عليه شوقا له و هم فيه ...انتظرنا طويلا يوم السقوط ..لكن لم ننتظر ان يسقط العراق ..و ان نسقط جميعا معه ..انتظرنا حلم تحول الى كابوس لا نهائي ..انتظرنا الديمقراطية و الحريات التي وعدتنا بها وجوه كانت تبتسم لنا عبر شاشات و اذاعات بوعود المستقبل الجميل و التطور و الحداثة و السعادة التي سيجلبونها لنا مع تحريرهم الكبير ...لكن تلك الوجوه المبتسمة ظلت تبتسم و هي تشهد موتنا و هي تتسلى بمنظر دمائنا تنزف لأجل تحقيق طموحات و اهداف لا تبتعد عن كونها دكتاتوريات تحاكي الفترة الصدامية لكنها متعددة متنوعة و قاسية فصار الموت اسهل و اسرع و اكثر صراحة و صار الجهل و الرجعية يقمعنا و يهددنا كل يوم و يهدد مستقبل كامل لأجيال جديدة تغذى عقولها بأفكار العنف و القتل السهل و التعصب الديني و الطائفي و السلفي لتعود الى عصور الظلام و الجهل ...
اجتماعات و مؤتمرات و ندوات تعقد و اموال تجمع و العالم كله يتحدث عن العراق و العراق غارق بدماء ابنائه ..يتحدثون عن تقاسم النفط, و العراقي كفر بالنفط و صار يكره اسمه و سيرته ...يتناقشون عن الأقتصاد, و العراقي صار لا يجد فرقا بين دينار و الف و مليون كلها تحترق مع لقمة خبز و عيش اقل من كريم ...هموم العراقي في واد و هموم من يحكمه في واد آخر يختلف و يبتعد كثيرا ..احد الصحفيين المرافقين للقوات الأمريكية في العراق سؤل في برنامج صباحي ..كيف ننقذ شخص عراقي من الموت؟؟ ..فأجاب : نخرجه من العراق ...هذا هو الحل الأمريكي الجاهز المعلب ..فأخرجوا يا من تخشون على حياتكم و تيهوا في الغربات ..قطعوا جذوركم فلم يعد لها معنى بالمفهوم الأمريكي و بمفهوم من لا جذور لهم من سادة يحكمونكم و يتاجرون بدمائكم كل يوم ..و لا تنتظروا يوما يعود فيه العراق عراقا فقد مات العراق...





#ليلي_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و للرجال عليهن درجة
- أنفال...
- و خلق الإنسان ضعيفا
- رجولة الرب !!
- تكريم ...
- دين..... العنف
- بغداد....
- إعدام......
- دستور!!!!!!!يا بوش
- الأحساس بالفقد..
- في حقيبتي.....وطن..
- مصائد المهدي و رصاصات بدر
- رشوة....الرب
- المشهداني....شقاوة قهوة البرلمان
- حكومة..... ميليشيات
- الله ....أرهاب
- كم بدا الموت قريبا
- حلم ...أم كابوس
- حكومة زيارات ...حكومة وفيات
- صواريخ...صواريخ


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - ليلي عادل - مات العراق...