أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عماد صلاح الدين - وإذ اشفق عليك ياطيرمن لباس السوء!!














المزيد.....

وإذ اشفق عليك ياطيرمن لباس السوء!!


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1858 - 2007 / 3 / 18 - 05:38
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ثارت حفيظة البعض حول الإجراء الذي تم اتخاذه من قبل وزارة التربية والتعليم باستبعاد كتاب "قول ياطير" من التداول في مكتبات المدارس، نظرا لان هذا الكتاب يحتوي على كلمات نابية وألفاظ جنسية، بطريقة وقحة جدا وسمجة تتناقض كليا مع موروثنا الديني والأخلاقي والوطني ، وجاء في البداية القرار بإتلاف وإعدام هذا الكتاب ، علما أن القرار المتخذ في الأصل هو من قبل وكيل وزارة التربية والتعليم ، وكان اتخاذ هذا القرار بمنأى عن علم وزير التربية والتعليم الدكتور ناصر الدين الشاعر ، لكن فيما بعد تم العدول عن قرار الإتلاف والإعدام هذا ، ليكون قرارا بسحب وإزالة الكتاب من المكتبات المدرسية على الأقل، نظرا لان الكتاب لايتناسب مع الفئة العمرية للطلاب والطالبات ، ولكونه سيكون موضع جذب لإقبال الطلاب عليه نظرا لحساسية المراهق واتجاهاته في هكذا سن يتصف بالاندفاعية وغلبة العاطفة عليه وبالتحديد الجنسية منها ، لكن عديد أشخاص ومؤسسات، معروف طبيعة وإطار عملها لم يرق لها مثل هذا القرار، الذي يعتبر وطني بكافة الأبعاد والمقاييس عدا عن انه يأتي في سياق أخلاقي وديني يحفظ للمجتمع الفلسطيني ثقافته الأصيلة العروبية والإسلامية، التي لاتقبل الإسفاف والترخيص ، جاء هؤلاء ليقولوا إن إخراج هذا الكتاب من التداول المدرسي يعتبر اعتداء على الموروث الثقافي والحضاري للشعب الفلسطيني ، وانه اعتداء على الحريات العامة ، وحجج أخرى انبروا في تصنيعها وتخليقها ،جميعها لاتصمد أمام حقيقة وواقع ما احتواه كتاب "قول يا طير" ، إذ ماورد في هذا الكتاب لايمت بصلة لتراث شعبنا الفلسطيني المجيد ولا لأخلاقه ولموروثه الديني العظيم، ولست ادري ما هي أخلاق وثقافة هؤلاء المستميتين دفاعا عن هكذا كتاب لا يمكن وصفه إلا بالرخيص والمسفف جدا في طرح جمل وعبارات سمجة وقبيحة ، لا أقول إلا أنها تعكس ثقافة ونفسية كاتبه ، وليس ثقافة ونفسية الشعب الفلسطيني المجاهد الأصيل وصاحب القيم والأخلاق العليا برغم الاحتلال والتشريد والضياع وغياب الحقوق والدولة المستقلة .

لدي شك كبير وكبير جدا ، أن الذين يدافعون عن هذا الكتاب من أشخاص ومؤسسات لم يقرؤوه بالمطلق ، واني أظن أنهم بشكل عام لا يقرؤون وليسوا بمثقفين حقيقيين ، لأنهم لو كانوا كذلك لما سمحوا لأنفسهم بالدفاع عن هكذا كتاب رخيص، لكانوا أولا كلفوا أنفسهم قليل عناء وتصفحوا الكتاب مجرد تصفح ، لكن هذا النوع المستميت بتجيير الأشياء والوقائع والأحداث لأغراض وأهداف سياسية رخيصة ، يجدون ضالتهم فورا في استغلال أية حادثة أو واقعة بغض النظر عن موقف الحق أو الباطل فيها، لكي يحاولوا تسجيل نقاط أو مواقف على الآخرين ، بادعاء أن الطرف الآخر في المعادلة السياسية طالباني من نوع جديد أو انه إقصائي أو يمارس الإقصاء الفكري أو الثقافي أو غير ذلك من الترهات الزائفة التي لا تجد سندا لها في ميزان عقل أو منطق .

إلى الذين يدافعون عن كتاب قول يا طير ،واني يا طير مشفق عليك من هكذا تهمة تم إلباسك إياها إلباسا، أقول لهم ، إذا كنتم ترون أن كتاب "قول ياطير" هو جزء من تراثنا الوطني والعروبي والأخلاقي والديني ، فانا ادعوكم اليوم لان تشتروا هذا الكتاب وتقتنوه في بيوتكم وتثقفوا وتعلموا أبناءكم ما ورد في دفتيه ، وأنصحكم أن تقرؤوا وتعلموا أولادكم وبناتكم مباشرة الصفحات التالية، طالما أنكم ترون أن عموم الكتاب لاعيب ولاغبار عليه ، وانه جزء من الحضارة والتراث العريق ، وهذه الصفحات ،بل الألفاظ تجدونها في ص67 ،68 ، 70 ، 97 ، 179 ، 181 ، 204 .

لقد تقززت جدا من نقل ما ورد في الصفحات المشار إليها آنفا في هذا المقال ، نظرا لان العبارات التي احتوتها هذه الصفات خادشة جدا للحياء والأدب ، وبالتالي فانا لا اقبل شخصيا أن تكون في مقالي أولا ، وثانيا إنني لا اسمح لنفسي أن اخدش مشاعر وأخلاق أبناء شعبنا الأصيلة عند مطالعتهم لهكذا عبارات غريبة عن أخلاقنا وثقافتنا.

فهل ستسمحون لأنفسكم أيها المدافعون عن كتاب قول ياطير ، بان تقتنوه كتابا بيتيا لأنفسكم وأولادكم ، كلا ،لا اعتقد ذلك. ذلك لأنكم لو قرأتموه حقا لامتنعتم عنه أبدا ، ولكنه عذرا يا سادة انه الحقد الحزبي والعقلية القبلية في المعاداة والجهل أيضا في آن واحد.

13 - 3 -2007



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهامش المرسوم للتحرك الرسمي العربي
- المطلوبون اذ يتحصنون بجهاز الاستخبارات في رام الله!!!
- حق العودة واستحالة شطبه
- تموت امريكا واسرائيل فزعا من حق العودة!!
- وإذ- يقرفونك- بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الانسان!!
- لماذا كل هذه الهرولة باتجاه اي تفاوض؟؟
- حين تصبح الحزبية ودرجتها معيارا للكفاءة!!
- الفرق بين الالتزام والاحترام في خطاب التكليف الرئاسي؟؟
- تفسير الذي يجري للفلسطينيين في العراق؟؟
- ما أخشاه من لقاء مكة!!
- هل من حل لمشكلة الفلسطينيين في العراق؟؟
- المعالجات الجذرية للخلافات الداخلية الفلسطينية
- اللجان الفلسطينية الحاضرة الغائبة عن العمل
- الحالة الراهنة للقارىء والكتاب في الاراضي الفلسطينية
- جوهر الصراع يكمن في قضية اللاجئين الفلسطينيين
- المناورة الاخيرة
- فيم الاختلاف مع حماس؟
- سيناريو المشهد الاخير في مواجهة حماس
- تبكير الانتخابات بالدم الفلسطيني!!
- التآمر على حق العودة يبدأ


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عماد صلاح الدين - وإذ اشفق عليك ياطيرمن لباس السوء!!