أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باتر محمد علي وردم - أهمية احتضان الشعب العراقي عربيا














المزيد.....

أهمية احتضان الشعب العراقي عربيا


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 560 - 2003 / 8 / 11 - 04:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

(هذه المقالة تنشر في الحوار المتمدن بالتزامن مع صحيفة الدستور الأردنية بتاريخ 11-8-2003)

 

نريد أن نتعالى على الجراح كما هي أخلاقنا الأردنية وأن نؤمن بأن المجرمين الذين نفذوا الاعتداء على السفارة الأردنية في بغداد هم فئة هامشية ومنحرفة من الشعب العراقي الكريم، ونريد أن نؤمن بأن الذين شنوا حملة الكراهية الإعلامية ضد الأردن في الأيام التي سبقت التفجير ومهدت له هم أيضا من عملاء تنظيم واحد عميل للاحتلال يحاول تصفية حساباته الشخصية مع الأردن.

ولهذا كله فإننا يجب أن نقف دائما إلى جانب الشعب العراقي، وأكرر مرة أخرى لفظة "الشعب العراقي" لأن إعلامنا اعتاد في السنوات الماضية على الربط التعسفي ما بين الشعب العراقي والنظام العراقي، مع أنهما على طرفي نقيض. ونريد أن نقف إلى جانب الشعب العراقي في جهوده للخلاص من إرث القمع وواقع الاحتلال معا، وهذه مهمة ليست سهلة خاصة أن الشعب العراقي إذا ما ترك بيد الاحتلال الأميركي وعملاءه فإنه سيفقد صلته بالعروبة تدريجيا، وهذه هي الخسارة الكبرى.

إذا كانت أرض العراق قد وقعت مرحليا تحت الاحتلال العسكري الأميركي فإن أخطر ما قد يحدث هو وقوع الشعب العراقي في فخ معاداة العروبة والعرب، وهذا ما يبدو خيارا مفزعا ولكن واقعيا في الآونة الأخيرة، ولهذا فإن علينا كأردنيين وعرب أن نفكر بصراحة وصدق تام مع النفس حول موقفنا من "الشعب العراقي" وهذا لن يحدث إلا إذا وضعنا أنفسنا في مكانه.

الحقيقة الأولى والأساسية التي يجب أن نفهمها هي أن الغالبية العظمى من الشعب العراقي تكره النظام السابق الذي ارتكب الجرائم والمذابح بحق هذا الشعب، وهذه الجرائم هي موثقة ومعروفة للشعب العراقي وليست مفبركة كما يدعي البعض من الإعلاميين لدينا. ولهذا فإن المدخل الأول لكسب ثقة الشعب العراقي هي في التوقف التام عن تمجيد النظام السابق ورموزه واعتبارهم أبطالا قوميين وشهداء وغير ذلك من أوصاف لا يمكن أن تليق بهم، فكل هذه الأوصاف والمديح طعنة نجلاء في ظهر الشعب العراقي وعشرات آلاف العراقيين من ضحايا النظام السابق.

وإذا كنا كعرب نرفض جميعا الاحتلال الأميركي للعراق فإن غالبية العراقيين ترفض أيضا هذا الاحتلال، ولا يدعم وجود الاحتلال الأميركي إلا عملائه الرئيسيين المعروفين لدينا تماما، أو العراقيين العاديين الذي وصلت بهم المعاناة التي عاشوها من النظام السابق إلى درجة تفضيل الاحتلال على بقاء النظام.

إن موقفنا كعرب تجاه الشعب العراقي ينبغي أن ينطلق من تفهمنا لمعاناته من النظام السابق، والتوقف عن دعم هذا النظام وبقاياه ولو كلاميا، والوقوف الواضح إلى جانب الشعب العراقي في معركته القادمة ضد الاحتلال. ولكن هذا لا يعني في المقابل تحويل العراق إلى ساحة للصراع الدموي تتضمن كل تناقضات المنطقة. فليس من العدل أن يدفع الشعب العراقي للسنوات العشر القادمة ثمن الفوضى وعدم الاستقرار الإقليمي وتحويل العراق إلى حلبة ضرب متبادل مع الولايات المتحدة.

ما يحتاجه الشعب العراقي الآن هو الاستقرار وبناء دولته الجديدة، ويكفي ما عاناه من ويلات في العقود الماضية، وإذا كنا جميعا كأفراد يمكن أن نحدد مواقفنا المسبقة ضد الاحتلال الأميركي ونطالب بتحرير العراق فإن هذه مهمة الشعب العراقي فقط، ولا يحق لأي تنظيم قومي أو إسلامي أن يحول العراق إلى ساحة صراع دون أن يكون ذلك بموافقة ودعم الشعب العراقي نفسه.

أن العالم العربي الآن بحاجة إلى إعادة احتضان الشعب العراقي، وبذل كل الجهود لايقاف معاناته المستمرة، وإنقاذه من منزلق معاداة العروبة الذي يقوده إليه عملاء الاحتلال في العراق.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توضيح عن مقالة -مطلوب اعتذار عراقي سريع للأردنيين
- مطلوب اعتذار عراقي سريع وواضح للأردنيين
- مساحة من الهواء النقي
- أسئلة الهزيمة: أين الحرية في العالم العربي؟
- أسئلة الهزيمة: أين الدولة في العالم العربي؟
- وداعا لثقافة الرافدين وأهلا بثقافة الماكدونالدز
- لن تجدوا صدام إلا في أسوأ الكوابيس
- وماذا عن -الفرهود- الأميركي؟
- آسف أيها العراقيون...لم أفرح !!
- الولايات المتحدة كدولة احتلال
- رامسفيلد، علي حسن المجيد والكيماوي الثالث!


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باتر محمد علي وردم - أهمية احتضان الشعب العراقي عربيا