تحقيق عزة وكرامة الانسان في البحرين، هذه الأرض الطيبة هو جوهر وغاية عملية الاصلاح السياسي وبالتبعية الاجتماعية، وذلك لن يكون الا بتوسيع الحريات العامة، في الصحافة والنشر، كما المنتديات المفتوحة وإيجاد العمل اللائق والمناسب لعطاء انسان هذا الوطن في كل المؤسسات دون قيود أو إقصاء أو تفرقة، مما يدفع بعوامل تحقيق الرخاء الاقتصادي الى مقدمة الأولويات، انسجاماً مع الاتجاه العالمي لرفع قيمة الانسان من خلال برامج التنمية البشرية.
ومن جهة أخرى من المهم تشجيع المناخ الملائم الذي يدفع بالكفاءات الفكرية والمهنية والسياسية ذات الرؤى المتقدمة الى تبؤ مكانتها الحقيقية في قيادة عملية التنمية الاقتصادية والمجتمعية وذلك بما يجنبنا العودة الى منزلقات المرحلة السابقة التي لا موجب لها، ووضع عقبات كأداء ومعاناة كالتي عاشها المجتمع في السابق .
فالبرلمان بصيغته الحالية لا يستطيع احتواء كامل الأزمات وإزالة جميع الاحتقانات التي تكرست على مدى العقود الماضية . لكنه الخيار الممكن والمتاح أمام كافة قوى المجتمع للتعبير عن نفسها من خلاله. والخيار الأقل تكلفة من بين كل الخيارات للخروج من واقع الأزمة التي كانت تهيمن على المناخ السياسي والاجتماعي. وسيؤدي ذلك بالتبعية الى ترسيخ الحالة الدستورية والحوار الاجتماعي تحت قبة البرلمان مما يعزز من حاكمية القانون والدستور باعتباره فيصلاً بين مختلف الفرقاء، وإن اختلفت مناهج وبرامج أحدهم عن الآخر.
والى ذلك أيضاً فانه يجب التحلي بأدب الاختلاف بين القوى السياسية والعناصر الوطنية في المجتمع، وتعزيز مساحة الرأي والرأي الآخر في معالجة التباين في وجهات النظر ما دام الجميع ينشد مصلحة الوطن سواء قبل أم لم يقبل المشاركة في الانتخابات . فلكل أسبابه وفيها من الوجاهة الشئ الكثير . فالتشريع لوحده لا يستطيع إيجاد الحل لكل الأزمات، لكن الدخول في عملية الاصلاح ستولد حتماً مناخاً من الثقة المتبادلة بين مختلف الفرقاء، مع ضرورة أن يبدى الجميع قدراً أكبر من حسن النوايا – وفي طليعتهم الجانب الحكومي. حيث سيؤدي ذلك حتماً الى التعجيل بتطوير العملية السياسية من الداخل ويوفر لها الحصانة ضد القرارات الارتجالية.
عبدالهادي مرهون
النائب الأول لرئيس مجلس النواب-البحرين
[email protected]