|
أمة : السيفان 00
عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 1857 - 2007 / 3 / 17 - 12:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حرّكت أناملى على لوحة المفاتيح ، وأنطلقت فى رحاب الفضاء الالكترونى عبر الشبكة العنكبوتية 0 عرجت على بعض المواقع الاسلامية ، المقترحة 0 وكانت تجربة 00 تستحق المغامرة00 لمعرفة هؤلاء الذين يحتضنون اخطاء نظرية مربكة ، ويركبون على الدوام رؤوسهم 0 انهم يعلنون انفسهم انهم الحق ، وهم لا يملكون تعريفا محددا للكلمة 0 وانهم هم المؤمنون ، ونحن أهل الكفر والزندقة 0 ولعلهم لا يدركون ، انهم فى الوقت الذى يبصموننا بالكفر ؛ لاننا لانؤمن بمعتقداتهم ، يؤكدون كفرهم ؛ لانهم لا يؤمنون بمعتقداتنا ! انهم يخيفون اتباعهم منا ، باعتبارنا كفرة ، واننا اعداء الله ! وكذبهم يبدو اكثر معقولية باستخدام نصوص قرآنية مجتزئة من سياقها ، لتعزيز الادراك الخاطئ للحقيقة 0 فيعزلونهم بذلك عن مصادر المعرفة بتحبيذ الجهل عن التورط فى تهمة الشرك 0 ولكى يقطعوا خط الرجعة على المسلم المثقف ، يقولون له : بأن الخير فى مخالفتهم ! المخالفة ، هنا ، على الاطلاق 00المخالفة من اجل المخالفة ! تجدهم متيقظون لمواعيد الاعياد الانسانية ، ويتربصون بها 00 فينادون بعدم جواز الاحتفال بعيد الحب 0 وان يكون الحب قاصرا على الله ، وعلى رسوله ، والوالدين ، ثم الابناء ، ثم الزوجة ، ثم المسلمين 0 دون ذكر باقى البشر 0 وكأنهم ليسوا بشرا0 ياله من حب انانى ! كما يحاربون الاحتفال بعيد الام 0 ويتعجبون من المسلمين أن يحتاجوا لمثل هذه البدعة 0 وقد اوجب الله تعالى عليهم بر الام ، وحرّم عليهم عقوقها ، وجعل الجزاء على ذلك ارفع الدرجات 0 يا له من تناقض عجيب ! والاعجب ، ان يعتذر احد الكتاب المسلمين المتنورين ، عن عدم مجئ الاسلام بهذا العيد ؛ لان الشريعة الاسلامية قد اوجبت تكريم الام ! ولكى يقنعوا المسلم بكراهية هذا العيد ، يدّعون : بان يوم عيد الام وهو 21مارس ، هو رأس السنة عند الاقباط النصارى 0 وهذا ، خطأ تاريخى فاضح0 لان السنة القبطية تبدأ فى الحادى عشر من سبتمر من كل عام ! ولكن تبقى النية فى اذهانهم على الكذب والتضليل 0 وتستمر سلسلة التكفير لتمتد الى : عيد الربيع 0 وكأن الاحتفاء بجمال الطبيعة التى ابدعها الخالق : بدعة ! وعيد العما ل ، وكأن مشاطرة الانسان احلام الانسان : زندقة ! وعيد الميلاد ، وكأن احتفاء الانسان بيوم مولده لايتضمن الشكر والحمد لله الذى اوجدنا من العدم ! والسبب : لانه تشبه باليهود والنصارى والفرس فى عقائدهم ومناهجهم واخلاقهم وهيئاتهم ! ويقولون : اما لكم فى عيد الاضحى ، وعيد الفطر غنية وكفاية ؟!00 أوليس دينكم هو دين السعادة والهداية ؟! او ما سمعتم قول الرسول : من تشبه بقوم فهو منهم 00ام انكم مازلتم تشكون فى كمال الدين ؟! والحقيقة ، انهم يتخلون عن وصايا محمد ، بل و يخالفونه فيما فيه مصالحهم ، ويحرصون على وصيته فى الاحتفاظ لباقى الخلق بالكراهية والعداء ، حتى وان كانوا يعيشون على فضل ابداعات عقولهم الخلاقة المبدعة0 الايستخدمون هواتفهم النقالة ؟! الا يركبون سياراتهم ، وطائراتهم ؟! الا يتشبهون بهم فى كل ما يستخدمونه فى بيوتهم ، ومصانعهم ، ومزارعهم ! انهم يرفضون الاعياد ، ويعتبرونها بدع حادثة لم تكن معروفة فى عهد السلف الصالح 0 مع انهم ياخذون من هذه المحدثات ويقلدونها ! انهم يقامون كل ماهو انسانى 0 مع ان الجانب الانسانى مرتبط ارتباط وثيقا بالجانب الروحى 0 فالانسان : جسد 00 وروح 0 والشهادتين فى الاسلام ، تحملان ، لفظ الجلالة : الله 00 ولفظ بشرى : محمد 0 والوحى والتنزيل ، توجه الهى الى البشر ، لتنظيم علاقة الانسان بالانسان0 والانسان خالق فى عالمه الصغير الباطنى 00 الا نشارك الله فى الخلق فى اعجوبة الانجاب ؟! ثم ان كمال الدين الاسلامى مرهون بالزواج ، وهو جانب انسانى ، ويقولون عنه : انه : نصف الدين 0 انهم لا يشعرون بالمحبة 0 ولو سيطرت عليهم يوما ، فلهم ما يحتاجوا اليه فى الامانة الفكرية 0 ،000،000،000 وعندما عدت الى حجرتى ، عدت بذاكرتى الى قصة القديس : فيلوباتير 00 الذى حصل على رتبة قائد الجيوش الرومانية فى عهد داكيوس ؛ لقوته ، وشجاعته 000 وفى اثناء تصديه لهجوم البربر ، ظهر له ملاك فى شبه انسان بلباس ابيض ، واعطاه سيفا ، قائلا له : " اذا غلبت اعداءك ، فاذكر الرب الهك " 0 ولذلك سمى بأبى السيفين 00 00 سيف الجندية 0 00 وسيف القوة الالهية 0 ويبدو أن رئيس الشياطين ، قد فعلها 0 وقام بمحاكاة الحدث الالهى ، بحدث يخدم هدفه الشرير 0 فقد أعطى الامة الاسلامية ، سيفين : 00 سيف لغزو الارض 0 00 وسيف لغزو العقل 0 وكم سفكت بهما دماء ، وازهقت ارواح ! ولكن يبقى اخطر ما فيهما : احتلال العقل ! ذلك انه غزو استخرابى يفقد الانسان عقله ، ووطنه ، وحريته الى المنتهى 0 ويبقى الانسان ميتا على نبض القلب !
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صلاة الحرية 00
-
هل يمكن أن يتغيّر العرب ؟!
-
الى سفيرنا فى الاغلال : عبد الكريم سليمان 00
-
من سن القلم !
-
لكم ايمانكم 00 ولى ايمان 00
-
لماذا الانحدار ؟! 00
-
بكاء للوطن !!
-
اعرف مضطهدك !!
-
الى الحوار المتمدن فى عيدها الخامس !
-
حتى لا ننسى !!
-
ضياء القلب 00
-
وماذا بعد الطوفان ؟!
-
لماذا ؟!!!
-
اثبتوا للعالم براءة الاسلام 00
-
الوجه الآخر لتمثال الحرية
-
! وفى ايماننا : نتشابه حتى ولو اختلفنا
-
فلسفة : - الموت مقابل الموت -00
-
حصاد الموت ..وحصاد المجد..
المزيد.....
-
ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب
...
-
اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا
...
-
الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
-
المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
-
أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال
...
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
-
قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ
...
-
قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان
...
-
قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|